الأديب
26-10-2008, 03:22 PM
من جريدة الوطن (6/2/2004)
هاجـــروا مـــــن البنغـــــال الـــى المدينة المنورة ثم الهند فالكويت
عبدالله الحافظ من أسرة العود والطيب والبخور
http://www.alwatan.com.kw/Portals/0/Article/02062004/Pic/mt1-040206.pc.jpg
رحلة السنوات الطويلة في الحياة القديمة لرجل ترك وطنه مهاجرا الى المدينة المنورة من بلده الاصلي البنغال.. منذ اكثر من مائة وخمسين سنة ايام الحكم العثماني. ذلك الرجل الذي سكن المدينة المنورة تزوج وانجب ا بنه محمد الذي سار على منوال والده الهجرة من بلد لاخر منذ سنوات طويلة حتى استقر به المقام وسكن الكويت. وعاش فيها وانجب اولاده منهم عبدالله ضيف حديث الذكريات منذ الثلاثينات ووالده في الكويت يعمل بتجارة البخور والعطور.
عبدالله بن محمد احمد سعيد الحافظ الذي ولد في لكويت خير من يحدثنا عن هجرة جده من البنغال الى المدينة المنورة ووالده الذي انتقل من المدينة المنورة الى بلدان العالم الاسلامي والعربي.
ضيف حديث الذكريات يحدثنا عن حياته وولادته في بيت والده بمنطقة الاسواق وعن تعليمه بالمعهد الديني منذ نشأته وتأسيسه ثم مواصلة تعليمه في الازهر الشريف كلية الشريعة وبعد تخرجه عمل مدرسا بالمعهد الديني الا انه ترك التعليم لماذا وما هي مشكلته؟ ثم ننتقل للعمل التجاري الذي لا يزال يمارسه الا ان انشغاله بالعلم وملازمة العلماء خفف من عمله التجاري.
وتفرغ للكتب التي يلتهمها يوميا يلتهم علومها وما تحتويه. شاعر واديب ورجل دين ازهري جمع العلم والمعرفة وله قصائد كثيرة ضمن هذا البحث التاريخي ماذا يقول الاستاذ عبدالله محمد الحافظ الحجازي لحديث الذكريات.
النشأة ولدت في الكويت بالمستشفى الامريكاني - وبذلك الوقت كانت النساء لا تلد الا في البيوت وقليلات جدا من يذهبن للولادة بالمستشفى ولا يوجد سوى المستشفى الامريكاني -
وكان عبد الكريم فرج الكويتي الجنسية مضمدا بالمستشفى الامريكاني. وله خبرة بالعمل من الممارسة في التضميد .
وكان بيت الوالد بمنطقة الاسواق بجوار مسجد النبهان خلف سوق الدعيج وكان يعرف ببيت داوش والاصل درويش فالوالد اشترى ذلك البيت - ومبنى من الطين وفيه خمس غرف أرضية وغرفتان فوق السطح والوالد استخرج دكانا من احدى الغرف وكان يبيع البخور والعود والطيب وكان المحل الوحيد بتلك المنطقة وبعد سنوات الوالد هدم البيت واعاد بناءه واستخرج منه عدة دكاكين اجرها على الغري واحتفظ لنفسه بمحل واحد لبيع البخور ودهن العود والطيب..
واذكر ان المعهد الديني خلف بيت الوالد. ومن جيراننا عبدالله الشنيل الذي كان مؤذنا للمسجد وبعده محمد المطر ومن ثم سالم اشنيل وكذلك من الجيران فهد - وكذلك محل نداف صانع الفرش يسمى الرحماني وبيت الطخيم - وبيت عبدالعزيز ادريس واولاده.
التعليم بالمعهد الديني التحقت بالمعهد الديني عندما كان موقعه ببراحة بن بحر وبعد ذلك نقل قريبا من سوق الحرازين وسعد بو قللي كان له محل لصناعة القرب والنعل (خراز) بالسوق.
وقبل دخولي والتحاقي بالمعهد الديني اخواتي كن يدرسن بالبيت وقد تعلمت منهن القراءة والكتابة وحفظ شيء من القرآن الكريم... واخواتي علمهن الوالد ولم يدخلن المدارس. واول دخولي بالمعهد الديني التحقت بالصف الاول.
بدلا من التمهيدي وذلك لمعرفتي بالقراءة والكتابة وشيخ المعهد علي البولاقي قال للوالد هذا ولد صغير لا ينفع الا انني قبلت بعد ما قال لهم الوالد: انا ابغي شوفكم ادخل كل يوم المعهد فقبلت مستمعا واعطاني الاستاذ يوسف العمر خمس روبيات وقطعة قماش آخر السنة.
وكان الطلبة يستلمون كل شهر مائة وعشر روبيات واما السنة الثانية قبلت بالصف الثاني بعد قبولي. كان مذهبي شافعي وحولني له يوسف العمر وتعلمت ودرست المذهب الشافعي حتى اكملت الصف الرابع الثانوي وتخرجت من المعهد الديني.
البعثة الدراسية لمصر ذهبت الى مصر ضمن بعثة طلابية للدراسة في الازهر الشريف. وكان معي من الطلبة يوسف الغنام، وعبدالرزاق حماده وكنا في شقة واحدة والدراسة في كلية الشريعية، وامضيت خمس سنوات حتى تخرجت من الأزهر الشريف.
اول رجل استقبلنا في مصر عبدالله الجارالله في سفارة الكويت بالقاهرة واول راتب ثلاثة وثلاثون جنيها وتم رفع الراتب الى سبعة وثلاثين جنيها واثناء العطلة الصيفية تسعين جنيها لكل طالب بالشهر. ونستلمها تسعين دينارا في الكويت واذكر ان السفر بالطائرة اكثر من ثلاث ساعات ومن المطار الى بيت الكويت ولم يستقبلنا احد بالمطار.
والبداية سكنا في فندق لمدة سبعة ايام وبعد ذلك استأجرنا.
واذكر اني طلبت اكل حمام فقال الحمام له حساب خاص لا يدخل ضمن قائمة الاكل فقلت لا اريد ان آكل حمام فأكلت دجاجا بمطعم الفندق.
اول سنة دراسية الفحص الطبي واجراءات الدخول للكلية وبعد ذلك الالتحاق بالدراسة. وتأجير الشقة ونحن ثلاثة من المدرسين الذين عرفتهم الشيخ عبد الحافظ مدرس ا لشريعة والشيخ حسن بن وهدان كان يدرسنا اصول الفقه وفي حصته انام. شرحه غير مشوق وممل. والمراجعة مستمرة بالشقة ومستواي متوسط بالدراسة.
وتم تعيين طباخ يجهز لن الاكل وبعد العشاء يذهب الى بيته.
وامضيت خمس سنوات بالجامعة وبعد التخرج رجعت الى الكويت. التعيين مدرسا عينت مدرسا بالمعهد الديني.
المعهد الذي كنت فيه طالبا مع المدرسين الذين كانوا يدرسون لي فاصبحت زميلا لهم بالتعليم. وكان انذاك مديرا للمعهد الشيخ عبدالحميد القبلي وبعد الشيخ حمد الفارس وبعد سنوات نقلت من التدريس الى المكتبة العامة فرفضت القرار وبعد شهرين تم فصلي من العمل.
ولكن لم اترك العمل ولا ازال اقرأ وابحث في عيون الكتب - وفتحت محلا لبيع البخور ودهن العود والعطور. ولا ازال في الدكان.
زملاء المعهد الديني منذ دخولي الى المعهد الديني اذكر من المدرسين الكويتيين الشيخ عبدالعزيز حماده والشيخ علي حماده. وعبدالعزيز الشاهين مدرس ووكيل بالمعهد الديني وبعده وكيل المعهد يوسف العمر ومحمود شوقي الايوبي ولم ادركه بالمعهد والشيخ عطيه الاثري.
ومن الزملاء الطلبة ابراهيم العطية وصالح العثمان وخالد الحماد وسالم السلوم واحمد العمران وماجد سلطان الطلبة جميعهم مجتهدون وملتزمون بالدراسة وكان الطالب بالمعهد الديني يتحلى بالخلق القويم.
وكنا جميعنا اخوة متحابين في الله نساعد بعضنا بعضا..
وأما الاختبارات فكان كل خمسة عشر طالبا يراقبهم مدرسان اثنان ولا يوجد غش عند الطلبة كان الطالب مجتهدا يعتمد على نفسه في دراسته. الدراسات العليا حاولنا الحصول على الماجستير لكن عندما تقدمت فشلت بالدراسة لاني منتسب للدراسات ولم التحق بنظام الدراسة.
طباعة الكتب تكلفت بطباعة كتابين على نفقتي الخاصة الاول ـ طبعة الزمان بتاريخ الاعيان لابي المظفر الجوزي. طبع الجزء الاول ولم يكتمل طباعته وعيون التواريخ ولم يطبع.
الشعر في حياة عبد الله الحافظ كتبت القصيدة الشعرية والبداية في المعهد الديني ومن اوائل قصيدة شيخ البيان محمد ملا حسين العبد الله [التركيت] بعثت له بهذه الابيات قلت:
اهلاً بمقدم رب العز والهمم * ومعدن الجود والاحسان والكرم
محمد بن الحسيني شاقنا لكمو * حسن الملافظ والاخلاق والشيم
فرد علي بهذه الابيات:
عاد ابو منصور احد الثعالبي * تمثل بالاداب من كل جانب
فأطلق من محفوظه السيل جاريا *وزاد على اعلامه بمراتب
كأن بجنبيه التراث جميعه *وما خلف الماضي منا من مكاسب
شعر لفاضل خلف زارني في المحل ولم يجدني فكتب هذه الابيات:
أبا حافظ ان زرتَ يوما عقيبه* اموعد حسناء اجبن ولا تخف
فزوّد احبائي تحية في اللهب* سلام على الاحباب من فاضل خلف
كتبت هذه الابيات في فاضل خلف الاديب والشاعر الكويتي وقلت:
يا فاضل العلم والاخلاق والادب* خيراً جمعت بين الاشعار والادب
فشعرك الجزء في ديوان بحرهم* في تونس صوته مع شيخنا رجب
وكان الملحق الثقافي في سفارة الكويت بتونس والسفير المرحوم السيد رجب الرفاعي.
واهداني احمد عنبر ديوانه الشعري مقدم ديواني يقدم ديواني الى خير اخواني في بيت له ثاني شيخ البيان محمد ملا حسين قال: الى ابي منصور بن الحافظي.
ورديت عليه بالابيات الآتية:
اهدى لي بن عنبر ديوانه* معمما بفضله احسانه
ديوان شعر من حسان شعره* اجمل به من شعره ونثره.
حياة الوالد: والدي يتكلم اللغة الانجليزية وعلم نفسه تلقائيا من الاسطوانات العلمية التي كانت موجودة آنذاك وكذلك اشترى كتباً وقرأ فيها. والاسطوانات اسمها بوبومبي وكذلك الوالد تعلم اللغة الفارسية بنفس الطريقة وايضاً علم اخواتي اللغة الانجليزية فالوالد يتقن التحدث باللغة الانجليزية والفارسية والعربية والاورودو.
كذلك تعلمت اللغة الانجليزية ولكن التحدث بها بسيط.
وعماتي يتحدثن اللغة التركية لانهن تزوجن هناك.
جدي بالمدينة المنورة جدي لوالدي الاصل هاجر من البنغال الى الحجاز وسكن المدينة المنورة وفتح له مدرسة هناك ويدرس حلقات بالمسجد وجدي هو عبد الله ظفر الدين ـ فالوالد تعلم من جدي وهو بالمدينة لانه من مواليد المدينة المنورة.
والوالد حياته ثلاثة اثلاث ثلث عاش بالمدينة المنورة وثلث حياته عاش بالهند. والثلث الثالث امضى حياته في الكويت بعد ثورة الشريف هاجر جدي الى الهند وسكن فيها ولكن الوالد رجع الى جده وعمل مع المطوف للحج.
وكان والدي ينقل الحجاج القادمين من الخارج من جدة الى مكة المكرمة واسس له حملة للحج. وتشاجر والدي مع أحد أصحاب الحملات في جدة عندما كان ينقل الحجاج على الجمال وهرب الرجل بعد مصالحة مع افراد من قبيلته الذين حضروا عند الوالد في جدة.
وبعد ذلك الوالد اعطى الرجل خمس مجيديات ذهب لانه ضربه واما المشاجرة الثانية كانت على الباخرة اثناء عودته من السفر الى جدة وضرب المسافرين الذين اعتدوا عليه وشكوه عند القبطان وتم الصلح بينهم واما (الخلاصية) بحارة السفينة تصالحوا معه كان ذلك بسبب نقل الحجاج واستقبالهم بجدة. الزواج من بنت المطوف الوالد رحمه الله كان يعمل مع مطوف للحجاج اثناء عمله بنقلهم من جدة الى مكة ويسلمهم للمطوف.
ومع تعامله معه لعدة سنوات تزوج ابنة المطوف واصبحت زوجة له مع استمراره بالعمل مع والدها المطوف ـ وتوفيت مع طفلها بعد الولادة.
عماتي في تركيا: عماتي ولدن وتزوجن بالمدينة المنورة الدولة العثمانية اقرت طرد غير العرب حسب قرار عثماني اطلق عليه (سفر ملك). النفير العام.. ولأن عماتي ازواجهن غير عرب طردوا من المدينة المنورة واستقروا في تركيا فعماتي تركيات وقد توفين هناك واولادهن موجودون حالياً.
الوالد بالهند: والدي هاجر من مكة المكرمة الى الهند واستقر بها للعمل ببيع البخور وتصديره. وهو الثلث الثاني من حياته وكان يبيع (الوزه) وملابس وادوات زينة الوالد عندما وصل الى بومبي كان معه (احدى عشر آنه) وشمسية تقيه عن حرارة الشمس. ولكن جدي قد توفي بالمدينة المنورة قبل هجرة الوالد للهند. استقر الوالد بالهند وبدأ العمل بالتجارة من مبلغ بسيط جداً وتزوج ثانية وتوفيت.
تاريخ النشر 06/02/2004
هاجـــروا مـــــن البنغـــــال الـــى المدينة المنورة ثم الهند فالكويت
عبدالله الحافظ من أسرة العود والطيب والبخور
http://www.alwatan.com.kw/Portals/0/Article/02062004/Pic/mt1-040206.pc.jpg
رحلة السنوات الطويلة في الحياة القديمة لرجل ترك وطنه مهاجرا الى المدينة المنورة من بلده الاصلي البنغال.. منذ اكثر من مائة وخمسين سنة ايام الحكم العثماني. ذلك الرجل الذي سكن المدينة المنورة تزوج وانجب ا بنه محمد الذي سار على منوال والده الهجرة من بلد لاخر منذ سنوات طويلة حتى استقر به المقام وسكن الكويت. وعاش فيها وانجب اولاده منهم عبدالله ضيف حديث الذكريات منذ الثلاثينات ووالده في الكويت يعمل بتجارة البخور والعطور.
عبدالله بن محمد احمد سعيد الحافظ الذي ولد في لكويت خير من يحدثنا عن هجرة جده من البنغال الى المدينة المنورة ووالده الذي انتقل من المدينة المنورة الى بلدان العالم الاسلامي والعربي.
ضيف حديث الذكريات يحدثنا عن حياته وولادته في بيت والده بمنطقة الاسواق وعن تعليمه بالمعهد الديني منذ نشأته وتأسيسه ثم مواصلة تعليمه في الازهر الشريف كلية الشريعة وبعد تخرجه عمل مدرسا بالمعهد الديني الا انه ترك التعليم لماذا وما هي مشكلته؟ ثم ننتقل للعمل التجاري الذي لا يزال يمارسه الا ان انشغاله بالعلم وملازمة العلماء خفف من عمله التجاري.
وتفرغ للكتب التي يلتهمها يوميا يلتهم علومها وما تحتويه. شاعر واديب ورجل دين ازهري جمع العلم والمعرفة وله قصائد كثيرة ضمن هذا البحث التاريخي ماذا يقول الاستاذ عبدالله محمد الحافظ الحجازي لحديث الذكريات.
النشأة ولدت في الكويت بالمستشفى الامريكاني - وبذلك الوقت كانت النساء لا تلد الا في البيوت وقليلات جدا من يذهبن للولادة بالمستشفى ولا يوجد سوى المستشفى الامريكاني -
وكان عبد الكريم فرج الكويتي الجنسية مضمدا بالمستشفى الامريكاني. وله خبرة بالعمل من الممارسة في التضميد .
وكان بيت الوالد بمنطقة الاسواق بجوار مسجد النبهان خلف سوق الدعيج وكان يعرف ببيت داوش والاصل درويش فالوالد اشترى ذلك البيت - ومبنى من الطين وفيه خمس غرف أرضية وغرفتان فوق السطح والوالد استخرج دكانا من احدى الغرف وكان يبيع البخور والعود والطيب وكان المحل الوحيد بتلك المنطقة وبعد سنوات الوالد هدم البيت واعاد بناءه واستخرج منه عدة دكاكين اجرها على الغري واحتفظ لنفسه بمحل واحد لبيع البخور ودهن العود والطيب..
واذكر ان المعهد الديني خلف بيت الوالد. ومن جيراننا عبدالله الشنيل الذي كان مؤذنا للمسجد وبعده محمد المطر ومن ثم سالم اشنيل وكذلك من الجيران فهد - وكذلك محل نداف صانع الفرش يسمى الرحماني وبيت الطخيم - وبيت عبدالعزيز ادريس واولاده.
التعليم بالمعهد الديني التحقت بالمعهد الديني عندما كان موقعه ببراحة بن بحر وبعد ذلك نقل قريبا من سوق الحرازين وسعد بو قللي كان له محل لصناعة القرب والنعل (خراز) بالسوق.
وقبل دخولي والتحاقي بالمعهد الديني اخواتي كن يدرسن بالبيت وقد تعلمت منهن القراءة والكتابة وحفظ شيء من القرآن الكريم... واخواتي علمهن الوالد ولم يدخلن المدارس. واول دخولي بالمعهد الديني التحقت بالصف الاول.
بدلا من التمهيدي وذلك لمعرفتي بالقراءة والكتابة وشيخ المعهد علي البولاقي قال للوالد هذا ولد صغير لا ينفع الا انني قبلت بعد ما قال لهم الوالد: انا ابغي شوفكم ادخل كل يوم المعهد فقبلت مستمعا واعطاني الاستاذ يوسف العمر خمس روبيات وقطعة قماش آخر السنة.
وكان الطلبة يستلمون كل شهر مائة وعشر روبيات واما السنة الثانية قبلت بالصف الثاني بعد قبولي. كان مذهبي شافعي وحولني له يوسف العمر وتعلمت ودرست المذهب الشافعي حتى اكملت الصف الرابع الثانوي وتخرجت من المعهد الديني.
البعثة الدراسية لمصر ذهبت الى مصر ضمن بعثة طلابية للدراسة في الازهر الشريف. وكان معي من الطلبة يوسف الغنام، وعبدالرزاق حماده وكنا في شقة واحدة والدراسة في كلية الشريعية، وامضيت خمس سنوات حتى تخرجت من الأزهر الشريف.
اول رجل استقبلنا في مصر عبدالله الجارالله في سفارة الكويت بالقاهرة واول راتب ثلاثة وثلاثون جنيها وتم رفع الراتب الى سبعة وثلاثين جنيها واثناء العطلة الصيفية تسعين جنيها لكل طالب بالشهر. ونستلمها تسعين دينارا في الكويت واذكر ان السفر بالطائرة اكثر من ثلاث ساعات ومن المطار الى بيت الكويت ولم يستقبلنا احد بالمطار.
والبداية سكنا في فندق لمدة سبعة ايام وبعد ذلك استأجرنا.
واذكر اني طلبت اكل حمام فقال الحمام له حساب خاص لا يدخل ضمن قائمة الاكل فقلت لا اريد ان آكل حمام فأكلت دجاجا بمطعم الفندق.
اول سنة دراسية الفحص الطبي واجراءات الدخول للكلية وبعد ذلك الالتحاق بالدراسة. وتأجير الشقة ونحن ثلاثة من المدرسين الذين عرفتهم الشيخ عبد الحافظ مدرس ا لشريعة والشيخ حسن بن وهدان كان يدرسنا اصول الفقه وفي حصته انام. شرحه غير مشوق وممل. والمراجعة مستمرة بالشقة ومستواي متوسط بالدراسة.
وتم تعيين طباخ يجهز لن الاكل وبعد العشاء يذهب الى بيته.
وامضيت خمس سنوات بالجامعة وبعد التخرج رجعت الى الكويت. التعيين مدرسا عينت مدرسا بالمعهد الديني.
المعهد الذي كنت فيه طالبا مع المدرسين الذين كانوا يدرسون لي فاصبحت زميلا لهم بالتعليم. وكان انذاك مديرا للمعهد الشيخ عبدالحميد القبلي وبعد الشيخ حمد الفارس وبعد سنوات نقلت من التدريس الى المكتبة العامة فرفضت القرار وبعد شهرين تم فصلي من العمل.
ولكن لم اترك العمل ولا ازال اقرأ وابحث في عيون الكتب - وفتحت محلا لبيع البخور ودهن العود والعطور. ولا ازال في الدكان.
زملاء المعهد الديني منذ دخولي الى المعهد الديني اذكر من المدرسين الكويتيين الشيخ عبدالعزيز حماده والشيخ علي حماده. وعبدالعزيز الشاهين مدرس ووكيل بالمعهد الديني وبعده وكيل المعهد يوسف العمر ومحمود شوقي الايوبي ولم ادركه بالمعهد والشيخ عطيه الاثري.
ومن الزملاء الطلبة ابراهيم العطية وصالح العثمان وخالد الحماد وسالم السلوم واحمد العمران وماجد سلطان الطلبة جميعهم مجتهدون وملتزمون بالدراسة وكان الطالب بالمعهد الديني يتحلى بالخلق القويم.
وكنا جميعنا اخوة متحابين في الله نساعد بعضنا بعضا..
وأما الاختبارات فكان كل خمسة عشر طالبا يراقبهم مدرسان اثنان ولا يوجد غش عند الطلبة كان الطالب مجتهدا يعتمد على نفسه في دراسته. الدراسات العليا حاولنا الحصول على الماجستير لكن عندما تقدمت فشلت بالدراسة لاني منتسب للدراسات ولم التحق بنظام الدراسة.
طباعة الكتب تكلفت بطباعة كتابين على نفقتي الخاصة الاول ـ طبعة الزمان بتاريخ الاعيان لابي المظفر الجوزي. طبع الجزء الاول ولم يكتمل طباعته وعيون التواريخ ولم يطبع.
الشعر في حياة عبد الله الحافظ كتبت القصيدة الشعرية والبداية في المعهد الديني ومن اوائل قصيدة شيخ البيان محمد ملا حسين العبد الله [التركيت] بعثت له بهذه الابيات قلت:
اهلاً بمقدم رب العز والهمم * ومعدن الجود والاحسان والكرم
محمد بن الحسيني شاقنا لكمو * حسن الملافظ والاخلاق والشيم
فرد علي بهذه الابيات:
عاد ابو منصور احد الثعالبي * تمثل بالاداب من كل جانب
فأطلق من محفوظه السيل جاريا *وزاد على اعلامه بمراتب
كأن بجنبيه التراث جميعه *وما خلف الماضي منا من مكاسب
شعر لفاضل خلف زارني في المحل ولم يجدني فكتب هذه الابيات:
أبا حافظ ان زرتَ يوما عقيبه* اموعد حسناء اجبن ولا تخف
فزوّد احبائي تحية في اللهب* سلام على الاحباب من فاضل خلف
كتبت هذه الابيات في فاضل خلف الاديب والشاعر الكويتي وقلت:
يا فاضل العلم والاخلاق والادب* خيراً جمعت بين الاشعار والادب
فشعرك الجزء في ديوان بحرهم* في تونس صوته مع شيخنا رجب
وكان الملحق الثقافي في سفارة الكويت بتونس والسفير المرحوم السيد رجب الرفاعي.
واهداني احمد عنبر ديوانه الشعري مقدم ديواني يقدم ديواني الى خير اخواني في بيت له ثاني شيخ البيان محمد ملا حسين قال: الى ابي منصور بن الحافظي.
ورديت عليه بالابيات الآتية:
اهدى لي بن عنبر ديوانه* معمما بفضله احسانه
ديوان شعر من حسان شعره* اجمل به من شعره ونثره.
حياة الوالد: والدي يتكلم اللغة الانجليزية وعلم نفسه تلقائيا من الاسطوانات العلمية التي كانت موجودة آنذاك وكذلك اشترى كتباً وقرأ فيها. والاسطوانات اسمها بوبومبي وكذلك الوالد تعلم اللغة الفارسية بنفس الطريقة وايضاً علم اخواتي اللغة الانجليزية فالوالد يتقن التحدث باللغة الانجليزية والفارسية والعربية والاورودو.
كذلك تعلمت اللغة الانجليزية ولكن التحدث بها بسيط.
وعماتي يتحدثن اللغة التركية لانهن تزوجن هناك.
جدي بالمدينة المنورة جدي لوالدي الاصل هاجر من البنغال الى الحجاز وسكن المدينة المنورة وفتح له مدرسة هناك ويدرس حلقات بالمسجد وجدي هو عبد الله ظفر الدين ـ فالوالد تعلم من جدي وهو بالمدينة لانه من مواليد المدينة المنورة.
والوالد حياته ثلاثة اثلاث ثلث عاش بالمدينة المنورة وثلث حياته عاش بالهند. والثلث الثالث امضى حياته في الكويت بعد ثورة الشريف هاجر جدي الى الهند وسكن فيها ولكن الوالد رجع الى جده وعمل مع المطوف للحج.
وكان والدي ينقل الحجاج القادمين من الخارج من جدة الى مكة المكرمة واسس له حملة للحج. وتشاجر والدي مع أحد أصحاب الحملات في جدة عندما كان ينقل الحجاج على الجمال وهرب الرجل بعد مصالحة مع افراد من قبيلته الذين حضروا عند الوالد في جدة.
وبعد ذلك الوالد اعطى الرجل خمس مجيديات ذهب لانه ضربه واما المشاجرة الثانية كانت على الباخرة اثناء عودته من السفر الى جدة وضرب المسافرين الذين اعتدوا عليه وشكوه عند القبطان وتم الصلح بينهم واما (الخلاصية) بحارة السفينة تصالحوا معه كان ذلك بسبب نقل الحجاج واستقبالهم بجدة. الزواج من بنت المطوف الوالد رحمه الله كان يعمل مع مطوف للحجاج اثناء عمله بنقلهم من جدة الى مكة ويسلمهم للمطوف.
ومع تعامله معه لعدة سنوات تزوج ابنة المطوف واصبحت زوجة له مع استمراره بالعمل مع والدها المطوف ـ وتوفيت مع طفلها بعد الولادة.
عماتي في تركيا: عماتي ولدن وتزوجن بالمدينة المنورة الدولة العثمانية اقرت طرد غير العرب حسب قرار عثماني اطلق عليه (سفر ملك). النفير العام.. ولأن عماتي ازواجهن غير عرب طردوا من المدينة المنورة واستقروا في تركيا فعماتي تركيات وقد توفين هناك واولادهن موجودون حالياً.
الوالد بالهند: والدي هاجر من مكة المكرمة الى الهند واستقر بها للعمل ببيع البخور وتصديره. وهو الثلث الثاني من حياته وكان يبيع (الوزه) وملابس وادوات زينة الوالد عندما وصل الى بومبي كان معه (احدى عشر آنه) وشمسية تقيه عن حرارة الشمس. ولكن جدي قد توفي بالمدينة المنورة قبل هجرة الوالد للهند. استقر الوالد بالهند وبدأ العمل بالتجارة من مبلغ بسيط جداً وتزوج ثانية وتوفيت.
تاريخ النشر 06/02/2004