مشاهدة النسخة كاملة : موضي العبيدي الشاعرة العتيبدة - فرحان الفرحان
في تاريخ الكويت الحديث الذي يمتد الى اربعة قرون هناك سيدات برزن في مجالات عدة سواء في الطب والعلاج او القراءة على المرضى او التدريس او الرعاية الاجتماعية لكن هناك سيدات برزن في مجالات اخرى مثل موضى العبيدي التي قدمت ولدها فداء للوطن وهنا نسجل تاريخ هذه السيدة على حلقات ونعيش في اجواء تلك الفترة التي عاشتها من عمرها المديد وأقول هنا:
ان من ابرز من ظهر من النساء في منتصف القرن التاسع عشر، السيدة موضي العبيدي ولقد خلدها التاريخ لأنها سجلت جزءا من حياتها شعرا حفظ في الصدور حتى وصل الينا بفضل من قيده، وكانت قد بزت غيرها من النساء اللاتي ضقن ذرعا من شظف العيش في تلك الفترة لهذا كانت تنفس عن نفسها بهذا الشعر الذي دخل في التاريخ.
وها انذا احكي قصة حياة هذه السيدة الفاضلة وأبدأ بمن سجل حياتها وقدمها الينا لنتعرف على حياتها ونمط العيش في تلك الفترة من الزمن.
وانا هنا سأذكر المراجع والكتب لاختلاف الكتابات والقصائد التي رويت عن بعضها البعض وعدم تطابقها.
اولا: اول من تحدث عن هذه السيدة وسجله المرحوم الشيخ عبد العزيز رشيد الرشيد في كتابه تاريخ الكويت وهو يتحدث عن معركة الصريف، حيث ذكر في كتابه المطبوع سنة (1926 م) ويعتبر عبد العزيز الرشيد أقرب من كتب عن حياة موضي العبيدي حيث كتب في سنة (1926) وذلك بعد وفاتها بخمس سنين.
وقد ذكر في الطبعة الثانية صفحة (164) وصفحة (165) عن معركة الصريف، وهنا نبثها كما هي حتى نبين قيمة هذه اللوعة من القصيدة المرفقة وكيف ان ولدها محمد قد لاقى حتفه حاله حال الكو يتيين الذي ذبحوا هناك، والسبب انهم ذهبوا ولم يعدوا او يدربوا على فنون الحرب والقتال، وكان كل عملهم بالبحر، لكن لنترك الشيخ عبد العزيز الرشيد يتحدث عن هذه المعركة الفاجعة.
ندب الكويتيون قتلاء الصريف
كان الكويتيون في مدينتهم ينتظرون حقيقة تلك الحادث بفارغ الصبر. ينتظرونها وهم على احر من الجمر. وقد ساورتهم الهواجس والمخاوف وبينما هم كذلك واذا بـ (اقرينس) احد خدام مبارك قد ولج المدينة متنكرا يتعثر باذيال الذلة والانخذال. فاطار النبأ المفجع بينهم ورمى جموعهم بتلك القنابل المزعجة. فترك الكويت اذ ذاك كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج. تركها وقد ارتفع عويلها الى عنان السماء. وغادر دموعها الحمر تجري كالسحاب المنهمر. تركها تندب قتلاها ندب الثكالى. وقد عم الغم البيوت. وشمل الأسى الأفراد والجموع. فلا بيت الا وفيه عويل. ولا قلب الا وقد اضطرمت فيه النيران. فهذا يبكي على الفه الصدوق، وتلك تنوح على ابنها البار وذلك يتفج على قريبه الحميم. والكل في المصاب مشتركون ونظموا القصائد النبطية في تلك الحادثة. سنذكر نماذج منها في باب الأدب.
وفي صفحة (434) في باب الأدب يضع نموذجا من شعر هذه الشاعرة العتيدة:
امرأة من بيت ال العبيدي ترثي ابنها القتيل في وقعة الصريف بين ابن الرشيد والكويتيين
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
يا ليت منه ميتا ما درى به
علم لفا به مرس القلب تمريس
والنار عجت في الضمير التهابه
واليوم له عن جفن عيني مراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه
على الله اللي كفى على ضمر العيس
واليوم ما ادري اي خب لفا به
نصيت بيته قلت يا اقرينس
وين الحبيب وقال ما علمنا به
اخفى مع البيرق الحرب السناعيس
وان تسأليه والي المحدير جابه
رديت من كثر ابكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه
يالله يا فكاك حب المحابيس
انك تفك محمدا من صوابه
ابجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
واعداد ما هبت هبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابة
لم تكن معركه الصريف او حرب الصريف هي التي حركت قريحة هذه السيدة المفجوعة لكن من قبل كان لها بعض من الأشعار سنتحدث عنها في حينها وسنلقي الضوء على من تحدث عن هذه السيدة غير عبد العزيز الرشيد في حديث لاحق.
في هذه الحلقة عن موضي العبيدي انقل ما اورده الفاضل المرحوم عبد الله خالد الحاتم، وقد كتب عنها بعد الشيخ عبد العزيز الرشيد باربعين سنة، ويمكن ان يكون عبد الله الحاتم قد وفى بعض الشيء حيث نقل بعض قصائدها بصورة اطول.
وانا هنا انقل قصائدها التي رواها وكتب عنها الافاضل ويمكن يحلظ القارىء الكريم تكرر القصيدة في اكثر من بحث والسبب في تثبيتها هو اختلاف الرواية والكتابة.
كان المرحوم عبد الله الحاتم قد الف كتابه «من هنا بدأت الكويت» وطبعه في دمشق سنة (1962م) ويكون بهذا ثاني شخص تحدث عن هذه السيدة المنكوبة، وقد اورد قصة حرب الصريف وقصيدتها وقصة مقتل ابنها في هذه المعركة ومن ثم ذكره قصيدة غرق ابنها الثاني في الغوص وهي تحكي ذلك بلوعة في القصيدة الثانية وعليه اثبت تلك القصيدة.
وهذا الحاتم يروي في كتابه من هنا بدأت الكويت في صفحة (72 /73 /74): اول شاعرة.
امرأة من آل عبيدي : موضي العبد العزيز العبيدي ـ غادرها ابنها وخلاصة قلبها الى المصير المجهول، غادرها وهي في اشد ما تحتاج اليه مثيلاتها!
غادر البيت بين الندب والعويل، ليلتحق بالجيش الذاهب لمحاربة ابن الرشيد.
وهناك في ارض القصيم، وعلى رمالها بين الطرفيه والصريف، تلاقى الجيشان: جيش مبارك الصباح وجيش عبد العزيز الرشيد، والتحما في معركة رهيبة قضي فيها على الجيش الكويتي برمته، ومن كتبت له السلامة من هذه المعركة لم تكتب له السلامة من قبضة بن الرشيد الذي نادى صارخا في جنوده اقتلوا كل من وقع بأيديكم من اتباع مبارك ولا ترحموا احداً.
ولم ينج سوى الشيخ مبارك وخادمه اقرينيس الذي دخل الكويت خلسة ليوزع المصائب والرزايا على البيوت! وما كاد خبر قدومه يشيع بين الناس حتى صاروا يتوافدون على بيته من كل حدب، كل يسأل عما جرى لقريبه، ومن بينهم هذه الام الثكلى التي جاءت تتعثر في مشيتها لتستقصي خبر ابنها الذي غادرها ولم يعد، وما كادت تعلم بخبره منه حتى مادت الارض من تحتها واسودت الدنيا في عينيها، وعادت ادراجها بعين دامعة وقلب حزين، وجاشت قريحتها بهذه القصيدة الرائعة تبكي ابنها: محمد بن عويش. وهي اول امرأة كويتية شاعرة:
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
يا ليت منهو ميت مادري به
علم الخطا يا ناس ما به نواميس
من يوم قيل الشيخ وخذت اركابه
علم لفا به مرس القلب تمريس
والنار شبت في الضمير التهابه
والنوم له عن جفن عيني حراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه
على الليل قفا على ضمير العيس
واليوم ما ادري اي خب لفا به
نصيت بينه وقلت يا اقرينيس
وين الحبيب وقال ما علمنا به
اقفى مع البيرق الحرب السناعيس
وان سلم رب المقادير جابه
رديت من كثر البكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه
بالله يا فكاك جبر المجابيس
اتفك اتفك محمد من صوابه
بجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
واعداد ما هبت اهبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابه
هذه المرأة كأنها على موعد مع المصائب، او كأنها ما خلقت الا لتكون هدفا لسهام الاقدار، فما كادت تفيق من تلك الضربة العنيفة التي انزلها به القدر في صميم قلبها حتى فوجئت باعنف منها، فوجئت بوليدها الثاني الذي تركها الى الغوص على امل العودة اليها ولكنه لم يعد وانما ثيابه التي عادت اليها.
فقالت ترثي ابنها:
يا بو سعيد عزى لمن ضاعت ارباه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
بسهر توالي الليل والنوم ما جاه
في مرقده كنه بجمر يملي
على حبيب سمت الحال فرقاه
الخير اللي للقرايب يهلي
ليتك حضرته يوم قربت مناياه
ماجا يا مشكاي في القوع خلي
الله يسود وجه يوسف وجزواه
ذا حق من خلا خويه يولي
يا ليتني بالهير دميت وياه
موج البحرفوقي وفرقه يزلي
والا تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفه حقه ونصيفه لي
يوسف خطف بشراع وقفا وخلاه
وانا موصيته على جبرة لي
يا ليت يوسف يوم للغوص وداه
تذكر ادموعي جدم بابع تعلي
جتني اهدومه عقب عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابها لي
مدري درادير ازرق الموج وداه
والاكلاه الحوت واكبر غلى
ليته ربيط كان تسعون بشراه
تسعون للي هو للقرايب يهلي
ليته ورا سيلان والهند مرباه
وارجي يجيبه لي شراع معلي
البندق اللي له مخباه
نقالها عقب عينه يولي
يمكن يكون المرحوم عبد الله الحاتم هو ادق من نقل قصائد هذه السيدة المنكودة لكنه لم ينقل جل ما قالته ذكر المرحوم الحاتم «تبكي ابنها محمد عويش» والصحيح ان ابنها هو محمد البراك لا محمد العويش والعويش يعتبر من احفادها من احدى ابنتيها هذه ملاحظة نذكرها في سياق الحديث.
واكتفي بهذا النقل لانقل في الاسبوع القادم عن باحث آخر حول هذه السيدة الحزينة التي كتب القدر ان تنتقل من مأساة الى مأساة، لنحاول تغطية بحث الفترة التي عاشتها مع شاعرات وشعراء عصرها.
ربما يكون الاستاذ الفاضل سيف مرزوق الشملان هو اكثر من تابع هذه الشاعرة وذلك في كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» وقد ذكر ذلك في الجزء الاول في الصفحات (442، 443،444) وقد علق على من كتب في الجزيرة العربية عنها على انها شاعرة من البادية بدون الرجوع الى المصدر.
لكن هنا احب ان انقل ما اورده الاستاذ سيف وأضعه في حلقتين او عددين واعلق على ما كتب بذلك، يقول:
كانت في الكويت زمن الشيخ مبارك الصباح شاعرة شعبية معروفة هي المرحومة (موضي العبيدي). وتعتبر اول شاعرة عرفت في تاريخ الكويت. وهي شاعرة مجيدة. وكانت حياتها بائسة، فقدت ابنها الاول (عبد العزيز) في الغوص على اللؤلؤ حيث غرق في قاع البحر عندما كان يغوص اي (سني) وذلك حوالي عام (1313هـ 1895م) وابنها الثاني (محمد) قتل في معركة الصريف الشهيرة سنة (1318هـ 1901م) وكان في عنفوان شبابه وقالت فيه مرثية مؤثرة اشتهرت في الكويت ومطلعها:
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
علم الخطا يا ليت محد درابه
علم لفابه مرس القلب تمريس
والنار شبت بالضمير التهابه
في حوالي عام 1313 هـ ـ 1895م كان ابنها عبد العزيز في الغوص مع النوخذة (يوسف الفهد) وكان عبد العزيز غيصاً. وكانت تخشى عليه من البحر. ولكن ماذا تفعل؟ وكانت قد خطبت له احدى الفتيات ليتزوجها بعد رجوعه من الغوص، ولكن القدر كان قاسيا عليها. فقد اختطف ابنها وهو في ريعان شبابه الغض. فبكته وحزنت عليه كثيراً. وقالت هذه القصيدة في رثائه تقول:
يا بو سعيد عزيل من ضاعت ارياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر طول الليل والنوم جافاه
في مرقده جنه بنار يملي
على وليف سمت الحال فرقاه
الطيب اللي للقرايب يهلي
مدري درادير ازرق الموج وداه
والا كلاه الحوت الحوت يا كبر غلي
يا ليتني دميت بالهير وياه
موج البر فوقي وفوقه يزلي
ليتني تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفه حقه وابي نصفهن لي
او ليتني حضرته يوم قربت مناياه
ما كان يا مشكاي بالقوع خلي
ويوسف خطف بشراع وأقفى وخلاه
وانا اموصيته على جبرتن لي
الله يسود وجه يوسف وجزواه
ما ذكر دمعي وسط حوشه يهلي
جتني هدومه بعد عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابهن لي
ليته ورا سيلان والهند مرباه
وارجى اجيبه لي شراع امعلي
البندق اللي عندنا له امخباه
نقالها بعده لعله ايولي
صلاة ربي عد ما حل طرباه
واعداد ما سار القلم بالسجلي
قصيدة مؤثرة للغاية. وتصف كيف انها ذهبت الى بيت النوخذة يوسف الفهد توصيه خيرا بابنها قبيل السفر للغوص. وتتمنى ان تكون قد توفيت مع ابنها في البحر وتقاسمت الغرابيل «المصائب» معه الى آخر حديثها في هذا الصدد. كما انها ذكرت في قصيدتها بعض الالفاظ والتعابير البحرية مثل (درادير «تيارات البحر» ـ دميت «نزلت في قاع البحر» ـ خطف «رفع الشراع» ـ الشراع ـ جزواه «بحارته» محمل «السفينة»).
تشير الشاعرة في آخر القصيدة الى خطيبة ابنها بقولها:
(البندق اللي عندنا له امخباه) وصفتها بالبندقية المخبأة ليوم الحاجة اليها، وصفتها بهذا الوصف لعلو منزلتها. وانه لن يحملها غيره مطلقا اي لن تتزوج...
اكتفي بهذا ما ذكره الاستاذ يوسف حول قصة موضي العبيدي حتى اتفرغ بالتعليق على بعض الملاحظات التي اوردها الفاضل حول قصة ابنائها ويوسف الفهد وغرق ابنها وما تشير آخر القصيدة الى خطبة ابنها وكذلك اسم ابنها الذي فقد في الغوص هو يوسف لا عبد العزيز والى ان نلتقي في الحديث القادم بالتعليق على ما ذكرنا واكمل ما اورده الاستاذ سيف حول ملاحظات على من كتب عنها من ابناء الجزيرة.
اعود للحديث عن السيدة موضي العبيدي الشاعرة البائسة واكمل ما ذكره الاستاذ سيف مرزوق الشملان، يقول:
مع الاسف ان قصيدة موضي نسبها احد ادباء المملكة العربية السعودية وهو السيد (عبد الله بن رواس) في كتابه (شاعرات من البادية) صفحة 367 الى شاعرة من قبيلة العوازم اسمها (سعدى) ويقول في تقديمه للقصيدة:
(اما الشاعرة العازمية سعدى فقد رثت ابنا لها غرق في البحر، فقالت تخاطب احد اقاربها). وقد نشر القصيدة ناقصة «عددها ثمانية ابيات فقط»، كما ان ابياتها محرفة.
وسبق للسيد عبد الله بن رواس ان نسب قصيدة موضي العبيدي في ابنها الذي قتل في معركة الصريف الى شاعرة من بادية الكويت لم يذكر اسمها وقال بانها ترثي ابناً لها قتل في معركة الصريف.
لو ان السيد عبد الله بحث ونقب وسأل لما وقع في هذين الخطأين بصدد شاعرتنا موضي وقصيدتيها.
هناك اديب آخر في المملكة العربية السعودية وهو السيد (عبد الرحمن العبيد) نسب قصيدة موضي في رثاء ابنها الغريق الى الشاعرة سعدى في كتابه (قبيلة العوازم) صفحة .145 ونقل القصيدة من كتاب شاعرات من البادية على علاتها.
وهنا اعلق على ما كتبه الفاضل سيف الشملان حيث يقول:
اولا: انها فقدت ابنها الاول عبد العزيز في الغوص.
1 ـ ان ابنها الذي فقدته هو يوسف وليس اسمه عبد العزيز.
2 ـ ان ابنها محمد الذي قتل في الصريف اولا.
3 ـ بعد سنوات ذهب ولدها الصغير الى الغوص وسني هناك ومات.
4 ـ النوخذة يوسف الفهد هو في الحقيقة يوسف علي محمد الفرحان وعمه فهد محمد الفرحان وتربى في بيت عمه فهد فكان كثيرون يظنون انه ابن فهد علما بان فهد الفرحان وزوجته بنت موضي العبيدي وانجب منها بنتا هي مريم وتزوجها يوسف علي محمد الفرحان ومن ثم اخذ معه الى الغوص بوسف ابن موضي العبيدي وهذه هي القصة.
5 ـ آخر القصيدة يشير الى ان:
البندق اللي عندنا له مخبأة... انا كنت متابعا قصة هذه المرأة البائسة وفعلا فان عندهم بندق للحماية حالهم حال كثير من الكويتيين الذين يستعملون اسلحة للحماية... وليس في تلك الفترة كما هي عندنا اليوم بنت تكون مخطوبة لفلان كل ما هنالك ان في البادية ابن العم (يحير) بنت عمه الى ما شاء الله وقد يتزوج غيرها وتظل (محيرة).
6 ـ الاستاذ سيف ذكر في آخر القصيدة التي قالتها لولدها الغريق بيت غير موجود عند الحاتم وهو:
صلاة ربي عد ما حل طرياه
واعداد ما سار القلم بالسجلي
7 ـ المرحوم عبد الله الحاتم في كتابه من هنا بدأت الكويت ذكر في قصيدة رثاء ولدها الذي قتل في الغوص اربعة عشر بيتا بينما ذكر الاستاذ سيف الشملان ثلاثة عشر بيتا وهناك اختلافات في الرواية.
8 ـ كان المرحوم حمد الجاسر قد ذكر في مجلة العرب وافرد ثلاث صفحات لكتاب تاريخ الغوص على اللؤلؤ وأثنى على الاستاذ سيف وعلق على قصيدة ذكرها احد الكتاب الى انها امرأة اسمها سعدى بدون دليل علما بان الشيخ عبد العزيز الرشيد هو اول من كتب عن هذه الشاعرة العتيدة.
وقد كانت لفتة الاستاذ سيف الى التعليق على هذه النقط بمكانها. وكان المرحوم حمد الجاسر يعلق على كتاب الاستاذ سيف برمته الذي كتبه عن الغوص وعلى انه كتاب قيم ومن ضمن الحديث عن الغوص قصيدة هذه المرأة المفجوعة بولدها.
ربما يكون من اقرب من عاش في فترة موضي العبيدي هو المرحوم عبد العزيز عبد الله المحارب الدويش الشاعر المشهور في تلك الحقبة من الزمن في نهاية القرن التاسع عشر وابنه عبد الله عبد العزيز الدويش الذي ولد قبل وفاة موضي العبيدي بست سنوات ومع هذا يكون والده قد سمع قصائدها ونقلها الي ابنه عبد الله الذي ثبتها في كتابه.
وعليه كانت الفاضلة ليلى محمد صالح قد اعتمدت على عبد الله الدويش في نقله في كتابها ادب المرأة في الكويت عن موضي العبيدي وقصيدتيها الاثنتين المشهورتين، وبعد اطلاعي على تلكما القصيدتين وجدت الفوارق بين ما نقلته الفاضلة ليلى عن المرحوم الدويش وبين ما كتبه المرحوم عيد الحاتم، لذا يستحسن ان انشر هاتين القصيدتين مرة ثانية ليلحظ القارىء الفوارق بينهما.
علماً بأن السيدة ليلى قالت: ان موضي العبيدي ولدت في فريج العليوه من المرقاب وهذا يجانب الواقع، حيث موضي العبيدي ولدت في فريج الفرج قرب دروازة العبد الرزاق.
ثانياً: ان ولدها الذي ذهب الى الغوص ليس اسمه عبد العزيز كما ورد في كتاب الفاضلة بل اسمه يوسف.
الله من علم لفا به قرنيس
يا ليت منهو ميت ما درى به
على الذي قفا على ضمر العيس
واليوم ما درى باي حفر رمى به
نصيت بيته وقلت له يا قرنيس
وين الحبيب قال ما علمنا به
اقفى مع البيرق لحرب السناعيس
وان سلمه والى المقادير جابه
ردت في كثر البكا والهواجيس
ودمعي كما وبل نشا من سحابه
يا لله يا فكاك جبر المحابيس
انك تفك محمد من صوابه
بجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
اعداد ما هب هبوب النسانيس
علي النبي صليت هو والصحابه
وفي قصيدة اخرى رثت فيها ولدها عبد العزيز:
يا بو سعيد عزى لمن ضاعت ارياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر توالي الليل والنوم ما جاه
في مرقده جنه بنار يملي
على حبيب سمت الحال فرقاه
الخير اللي للقرايب يهلي
ليتني حضرته يوم قرب مناياه
ما جان يا مشكاي بالقوع خلي
الله يسود وجه يوسف وجزاواه
ما ذكر دمعي وسط حوشه يهلي
يا ليت يوسف يوم للغوص وداه
تذكر دموعي عند بابه تعلي
يا ليتني بالهير وميت وبياه
موج البحر فوقي وفوقه يزلي
ما ادري دراير ازرق الموج غطاه
والا كلاه الحوت واكبر غلي
والا تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفة حقه ونصيفه لي
يوسف خطف بشراع واقفي وخلاه
وانا موصيته على جبرتلي
جتني هدومه عقب عمره امطواه
لا وفق الله محمل جابهلي
البندق اللي عندنا له مخباه
نقالها عقب عينه يولي
والمهرة اللي عندنا له امرباه
ركابها عقبه لعله يولي
بعده جاء المرحوم حمد السعيدان وذكر في موسوعته (الموسوعة الكويتية) الطبعة الاولى سنة (1971) صفحة (970) يقول حول كلمة العبيدي، اسرة كويتية.
العبيدي: السيدة موضي عبد العزيز العبيدي شاعرة كويتية فقدت ولديها في حرب الصريف مارس (1901) توفيت (1921) ثم كرمتها الدولة ومنحتها ميدالية فضية في 1 نوفمبر .1969
أمام هذه النقول التي رويت عن هذه السيدة البائسة اكون قد ابرزت لك عزيزي القارىء الفوارق فيما نقل عن هذه السيدة نظراً لأن النقول كلها شفوية ويزيد هذا وينقص ذاك وينسى الآخر ويضيف آخر من عنده بعض الكلمات ليستقيم اللفظ.
وعليه اكون قد انتهيت من هذه الحلقة لانتقل الى حلقة اخرى في الاسبوع القادم مع باحث آخر كتب عن هذه السيدة ويا ليتهم تكلموا عن الاجواء التي عاشتها موضي العبيدي واسرتها.
قبل أن أنهي ما أكتبه عن موضي العبيدي في سلسلة من كتبوا عنها وقصة حياتها تبرز المرحومة هداية سلطان السالم حيث انها كانت قد كتبت كتاباً هو «خريف بلا مطر» سنة (1973) واعادت طباعته مرة ثانية، الا ان هذه الطبعة التي بين يدي لا يوجد عليها تاريخ للطباعة، وتقول في هذا الكتاب مجموعة قصص أبرزها قصة قرينيس والعنوان «علم قرينيس» وتقول:
هذه القصة لم تكتب لكن تكون قصة كتبتها في فترة للتأريخ بها لأول شاعرة كويتية ونشرت بعنوان «موضي عبد العزيز العبيدي» واذا كنت اثبتها اليوم تحت عنوان جديد هو علم اقرينيس فما ذلك الا لأنها تصور حقبة ماضيه من تاريخ الكويت.
لقد افردت لهذه القصة ستة عشر صفحة (16)، تكلمت فيها عن موضي العبيدي ثم عن اولادها محمد وابنها الثاني الذي غرق في الغوص بالبحر وسمته حسين لكنها تحدثت عن رحلة ابنها الاول محمد وكيف استعد للحرب في الصريف حاله حال الشباب الكويتي الذين ذهبوا معه هناك طبعاً ولدها الثاني ليس اسمه حسين بل يوسف ولم تتحدث عن زوجها ولا عن بناتها الاثنتين وهنا انقل بعض من الفقرات التي ذكرت في هذا الكتاب حيث تقول في صفحة (156،157) من الكتاب.
«ثم تأتيها آلام المخاض ولما تكتمل السنة الاولى لزواجها، ويطل على الدنيا بكرها«محمد».. فإذا الدنيا تكاد لا تسعها.. وتقبل على الطفل حانية حادبة...»
ومع نهاية السنة الثانية، ترزق بحسين طفلها الثاني... فتزداد فرحتها.. وهي ترقب الصغيرين يحبوان، ويناغيان..
لكن السنة الثالثة تحمل اليها ما يهد كيانها، فقد افاقت ذات صباح، لتجد ان القلب الكبير قد سكت الى الابد...
لقد مات والدها، فليهطل قلبها من عينيها، وليحرقها الحزن والتفجع.. فقد فقدت السند الناصح الحاني.. ولكن الدموع لا تنفع فلا دافع للقضاء ولا راد.. وعلى العكس من كل الارزاء، فإن رزيئة الموت تبدأ من قمة المأساة، ثم تتدرج لتتلاشى.
... ومع ذلك فإن وفاة والدها، تبقى علامة ظاهرة في مجرى حياتها..
وتمضي حياتها بعد ذلك، عادية لا يميزها عن سواها من نسوة الكويت اي شيء الا تلك الاختلافات البسيطة في التفاصيل والخصوصيات.
ويدور الزمن وينمو الطفلان فاذا بلغ احدهما السن المعقولة الحقته بدار المطوع، ليبدأ بتعلم الالف باء، ثم ينتقل بعد ذلك الى حفظ الابجدية، تهجئة وشكلاً ثم ينتقل الى الفاتحة، فالسور القصار حتى ينهي ختم القرآن وتذوق هي الفرحة حين يتم الواحد منهما قراءة القرآن.. ويعرف كيف «يفك الخط» وتلك كانت ذروة التعليم في الكويت يومذاك..
وتستمر الايام في تعاقبها الرتيب وترقب الولدين وهما يشبان عن الطوق فاذا اصبحا قادرين على العمل واكتساب الرزق الحلال اختار اولهما «محمد» ان يعمل في التجارة، مع ابيه فيكون استمرار لابيه كما كان أبوه استمرار لجده، وفق العادة التي درج عليها الكويتيون منذ القدم.
أما الثاني «حسين» فقد استهواه البحر فاتجه الى حرفة الغوص، شأن الكثيرين من الشبان الاشداء الذين تعودوا على انتزاع ارزاقهم من اعماق لجته.
ومن جديد تمضي حياة الاسرة هادئة رتيبة لا يميزها اي شيء عن حياة آلاف الاسر الكويتية.. الكل يسعى في عمله، ويصارع الظروف القاسية من اجل الحياة الكريمة. على ان التحول الاكبر في حياة الاسرة يبدأ ذات مساء، حينما يدخل الابن البكر محمد على امه، بادي البشر بدرجة غير اعتيادية.
والى ان تتحدث الكاتبة حول قصة ابنها الثاني الذي سمته حسين فتقول في صفحة (166، وصفحة 167).
وتمضي موضي ايامها بعد ذلك في بكاء وتفجع، وحين تهم ان تفيق بعض الشيء من صدمة الفاجعة، حتى يعاجلها القدر بصدمة اخرى قضت على البقية الباقية من صبرها وتجلدها.. وجعلتها تعيش الصدمة الاولى.
فقد جاءها النعي بأن ابنها الثاني حسين قد اغتاله البحر في لحظة من لحظات ثورته فبقي طعماً للاسماك...
كانت الصدمة من القوة بحيث اذهلتها، فلم تطلق دمعة واحدة، ورفاقه يعطونها ثيابه، واعتصمت بالصمت لا تكلم احداً ولا تتناول طعاماً وانما تتطلع الى البعد بعيون ذاهلة.
فإذا انقضت ايام عليها وهي على هذه الحالة خرجت عن صمتها لتنطق بكلام يفتت القلوب:
يا بو سعيد عزي لمن ضاعت ارباه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر توالي الليل والنوم ما جاه
في مرقده كنه بجمر يقلي
على حبيب سمت الحال فرقاه
الخير اللي للقرايب يهلي
ليتك حضرته يوم قربت مناياه
ما جا يا مشكاي في القوع خلي
ثم تقول:
يا ليتني بالهير ميت وياه
موج البحر فوقي وفوقه يزلي
والا تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفة حقه ونصيفه لي
جتني هدومه عقب عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابها لي
ما ادري درادير ازرق الموج وداه
والا كلاه الحوت واكبر علي
ليته ربيط كان تسمون بشراه
تسمون اللي هو للقرايب يهلي
ليته وراه سيلان والهند مرباه
وارجى يجيبه لي شراع معلي
لقد نقلنا قصيدة (يا بوسعيد عزى لمن ضاعت ارباه) كما اوردتها الكاتبة بحذافيرها علماً بأنها تختلف عن نقل الحاتم والدويش لكن هناك فوارق في كثير من الابيات التي وردت ونحن في حاجة الى التوثيق من القراء الكرام حول هذه الاختلافات في الروايات.
وفي النهاية اكون قد وفيت بما نقله السابقون عن هذه المرأة البائسة ان اختلفت رواياتها او ربما قصص بعض حياتها لكن الذي يهمنا ان نثري الموضوع بهذا البحث حتى تكون عندنا قصة حياة موضي العبيدي كاملة مع مرور الوقت ونحن نكتب عنها.
بعد أن اوشكت على الانتهاء من النقول التي كتبت عن موضي العبيدي كنت في زيارة لمركز المخطوطات للاستاذ محمد ابراهيم الشيباني فوجدت عنده ـ من ضمن المراجع الموجودة في هذه المكتبة ـ وجدت قد كتب عنها في المملكة العربية السعودية وفي كتيب وهو جزء من سلسلة كتب عن مدن وقرى المملكة العربية السعودية ومن ضمنها عن الزلفي ومؤلف الكتاب هو عبد الرزاق بن احمد اليوسف المسعود المطبوع سنة 1408هـ و1988م ويذكر في صفحة 90 حتى 92 اسماء الشعراء الذين ينتمون الى مدينة الزلفي وذكر منهم المرحومة موضي العبيدي.
وعلى اساس ان منبت اهل هذه السيدة واصلها من الزلفي وفي مرجع آخر هو قاموس تراجم الشخصيات الكويتية في قرنين ونصف اعداد وتحرير د. احمد عبد الله العلي واحمد عيسوي ومحمد بدوي يقول في الصفحة .393
«موضي العبيدي»
موضي عبد العزيز البراك العبيدي
اول امرأة كويتية شاعرة
شاعرة كويتية اشتهرت بقصيدة رثائها بعد ان سمعت نبأ مقتل ابنها من قرينيس خادم الشيخ مبارك وجيش عبد العزيز الرشيد، فقدت ولديها عبد العزيز في الغوص عام 1895 والآخر محمد في حرب الصريف في مارس .1901
توفيت عام .1921
التعليق: اولاً: لا يوجد في اسم عائلتها البراك بل اسم احد ازواجها، ثانياً: الذين نجوا من المعركة لم يكن الشيخ مبارك وكرينيس وحدهم بل آخرون نجوا كذلك، ثالثاً: ولدها الذي قتل في الصريف اولاً ثم غرق ولدها الثاني فيما بعد.
بعد هذه الملاحظات كانت قد وردت لي رسالة كريمة من الاستاذ عبد العزيز العندليب يسجل فيها ملاحظات على الحلقة الخامسة التي وردت في الاسبوع الماضي وقد سجل حول بعض الاخطاء المطبعية والاخطاء التي وردت في بعض شعر هذه الشاعرة العتيدة ويسرني في هذا المقام ان اضع رسالة الاستاذ العندليب برمتها للفائدة وعلماً بأنه متابع ومدقق جيد وهذه نص االرسالة:
حول مقال الاستاذ الفرحان عن موضي العبيدي تعقيباً على ما كتبه الباحث الفاضل الاخ الاستاذ فرحان الفرحان في الحلقة الخامسة من بحثه عن الشاعرة الكويتية المرحومة موضي العبيدي اود ان اذكر ان ثمة اخطاء مطبعية عديدة في القصيدتين المنشورتين في المقال، اما السيد يوسف الوارد ذكره في القصيدة الثانية فهو النوخذة الذي ركب معه ولدها عبد العزيز الذي قيلت القصيدة في نعيه، اما ما ذكره الاستاذ الفرحان من ان مولد الشاعرة المرحومة كان في فريج الفرج فهو الصحيح وليس فريج العليوه في المرقاب.
وبالنسبة الى الاخطاء المطبعية فهي:
1ـ في البيت الاول وكذلك الثالث من القصيدة الاولى «البائية» فالاسم الصحيح هو قرينيس وليس قرنيس.
2ـ سقطت واو بعد كلمة الحبيب في شطر البيت الثالث (العجز) والصحيح وين الحبيب وقال ما علمنا به.
3ـ في البيت الخامس الصحيح ردّيت في كثر البكا والهواجيس وليس ردّت.
4ـ في البيت الثامن (الاخير) وردت كلمة هبّ والصحيح هبت هبوب النسانيس، اما على فقد اصبحت (علي) بنقطتين تحت الالف المقصورة.
5ـ في البيت الاول من القصيدة الثانية يا بو سعد وليس كما ورد يابو سعيد.
6ـ في البيت الخامس من القصيدة الثانية يوسف وجزوان وليس كما ورد يوسف وجزاوان والجزوة (اليزوة) الجماعة.
7ـ في البيت التاسع منها (ونصيفة) بنقطتين على الهاء لتصبح تاء وهي بكسرتين (منونة).
8ـ في البيت الثاني عشر من القصيدة، الصواب نقلها من عقب عينه بولي وقد سقطت (من) فاختل وزن البيت (العجز).
كما ان اسم المرحوم الاستاذ عبد الله الحاتم في اوائل المقالة اصبح عبيد الحاتم... الا ان هذه الاخطاء المطبعية كلها لا تخفى على القارىء اللبيب.
هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد العزيز العندليب
وبعد هذا أكون قد انتهيت من النقول التي ذكرت عن هذه الشاعرة في مراجعها اللهم ما غاب عن الذهن وبعدها سأبدأ بالحديث عن قصة حياة هذه المرأة العتيدة وحياتها من منتصف القرن التاسع عشر حتى الربع الاول من القرن العشرين والاجواء التي عاشت فيها والمنطقة التي تواجدت فيها والحي والبيت الذي تربت فيه وسأذكر بعض قصائدها ومناسباتها وصلة قرابتها مع بعض العائلات الكويتية ومنهم احفادها واقاربها.
هذه المرأة التي تركت بصمات لا تمحى في التاريخ ربما ظل شعرها غافلاً فترة من الزمن وذلك بسبب ما يرتبط بحياة المرأة في تلك الفترة وعدم رغبة بعض اقاربها في اشهار صورتها الشعرية التي عاشتها هذه الشاعرة الكبيرة.
بعد ان انهيت ما كتب عن هذه الشاعره «موضي العبيدي» في الحلقة السابقة، أجد لي متسعاً رحباً للحديث عن هذه السيدة التي برزت في القرن التاسع عشر واستطاعت ان تشق لها طريقاً في زحمة الاوضاع في تلك الحقبة من الزمن والتي لا تتيح للمرأة ان تعبر عما في مكنونها، لذا فنحن نعتبر «موضي العبيدي» حدثا فريداً بتلك الفترة من الزمن.
وحتى نستطيع ان نلم بجميع جوانب حياتها، علينا ان نتحدث عن اسرة هذه السيدة واهلها وذريتها، فنقول:
«موضي العبيدي» الاصل من «الزلفي» احدى قرى نجد القريبة من الكويت.
كانت اسرة موضي العبيدي تدعى في الزلفي اسرة العصيمي، وهم من قبيلة بني تميم، ثم (تعتبوا) نسبة الى قبيلة ـ اعتبه ـ، لأن غالبية سكان نجد من قبيلة بني تميم وتفرقوا في القرون المتأخرة الى القبائل المعروفة اليوم، فمثلاً القبلان اصبحت الجبلان الاصل من تميم وهم سكان الصمان حالياً من قبيلة امطير.
كان في الزلفي رجل بسيط هو عبد الرحمن العصيمي جد هذه الاسرة (العبيدي). ورزقه الله بـ (علي) الابن الذي اسس هذه الاسرة الشعرية، وعلى هذه هو من استطاع التحايل على ابراهيم باشا والتخلص من بطشه حينما حاول الاخير ان يسب الامام محمد بن عبد الوهاب، فاستطاع (علي) بلباقة تجنب سيف ذلك الباشا فلم يصبه ما اصاب اصحابه الذين لقوا حتفهم على يد ذلك الغاشم.
رزق علي بابن اسماه عبد الله، وكعادة اهل نجد والكويت حمل التصغير فبدلاً من ان ينادى بعبد الله، اخذوا ينادونه بـ «عبيد»، ثم اضيفت لها فيما بعد ياء النسب فاصبح (عبيد = عبيدي)، الذي اطلق على من ينتسب له (العبيدي).
وصل عبد الله الملقب بـ العبيدي الى الكويت في اول القرن التاسع عشر سنة 1800م.
ويجب ان نعلم ان الاتصال بين نجد والكويت ودول شرقي الجزيرة العربية كان مرتبطا منذ القدم، وقد كانت البعيدة تعتبر محطة من محطات الحج، فالذي يأتي من نجد لابد ان يمر بالقصيم ثم محطة الزلفي فمحطة الحفر ثم محطة الرقعي فمحطة الجهرة ثم مدينة الكويت هذا عن طريق الكويت.
ولما كانت الحياة في بعض السنين جدباء من قلة الامطار، يتجه ابناء نجد الى دول الخليج والشام وغيرها للعمل وطلب الرزق لاعالة عائلاتهم.
ومن ضمن هؤلاء عبد الله علي عبد الرحمن العصيمي المعروف بالعبيدي في الكويت واخذ مسكناً له في فريج الفرج قرب البحر والمناخ والفرضة.
رزق عبد الله بولدين هم عبد العزيز ومحمد، وتزوج عبد العزيز واصبح له مجموعة من الابناء بقي منهم محمد، عبد الله، منيره، موضي وهي الشاعرة موضوع الحديث.
أما محمد فتزوج وانجب سليمان الذي دعي للزواج من ابنة عمه الشاعرة موضي وانجبت له محمد وعبد العزيز.
ننتقل الى منيرة شقيقة الشاعرة موضي حيث تزوجت من ناصر بورسلي فانجبت راشد بورسلي والد الشاعر فهد بورسلي.
كما قلنا عبد العزيز كانت له ابنتان وولدان، وذرية الابناء هم، محمد رزق بن عبد العزيز وعبد المحسن والذي نسب له فريج العبيدي في اول المرقاب قرب المسيل، وكان عبد المحسن هذا له دكان، وورث الدكان من بعده ابنه محمد، واستمر دكانهم وميزان هذا الدكان قرابة خمسة وستين عاماً.
أما شقيق عبد المحسن المذكور وهو «عبد العزيز فكان شاعراً لا يقل عن عمته موضي.
رزق عبد العزيز بثلاثة ابناء هم عبد الله، صالح، محمد، ومحمد، هذا هو الذي حفظ شعر عائلته في الزلفي والكويت.
أنجب محمد ستة من الابناء هم عبد العزيز، عبد الرحمن، عبد الوهاب، عبد الله، احمد، بدر، وبدر هو من الناشطين من آل العبيدي، وقد تزوج من ابنة عمي وكان مصدراً لي للكثير من المعلومات عن اسرته «آل العبيدي».
صالح شقيق محمد أنجب أحمد، خالد، مبارك وعبد العزيز.
أما الأخ الثالث عبد الله فرزق ابنا اسماه على اسمه (عبد الله).
نعود الى عبد الله شقيق الشاعرة موضي فكان له من الابناء ناصر وعبد العزيز، وعبد العزيز هذا انجب عبد الله ومطلق وسعود،
وعبد الله بن عبد العزيز كان له سعود، حسين، ناصر، عبد العزيز، وفهد.
لكن عبد الله هذا غادر الكويت ليعيش في الزلفي ـ نجد ـ فتوفي هناك.
أما شقيق عبد الله «مطلق» فيعتبر من اكبر آل العبيدي سناً وله من الاولاد عبد العزيز وجمال.
هذا ملخص عن اسرة آل عبيدي هذه الاسرة التي انجبت خلاف موضي الشاعرة مجموعة من الشعراء اولهم علي جد والد موضي.
الثاني هو والدها عبد العزيز والثالث هو ابن اخيها محمد عبد العزيز بالاضافة الى ابنها محمد الذي كان شاعراً مجيداً، والخامس هو حفيد اختها «منيرة» زوجة ناصر بورسلي وهو الشاعر فهد راشد ناصر بورسلي.
السادس هي ابنة موضي العبيدي من زوجها الثالث «منيرة العويش» زوجة حسن الزنكي (ام دينار)، فقد كانت شاعرة جيدة، والسابع هو محمد حسن الزنكي وهو حفيد الشاعرة موضي العبيدي وهو شاعر جيد له قصائد مرموقة وهو يعتبر آخر احفاد هذه الشاعرة التعيسة الحزينة.
أمام هذا الاستطراد عن اقارب هذه الشاعرة من الذين نبغوا في الشعر سواء في الكويت او نجد منذ قرنين ونصف الى يومنا الحاضر ربما لا يضاهيهم من الذين برزوا في عالم الشعر في الجزيرة العربية من اسرة واحدة الا آل القاضي الذين ظهر منهم محمد العبد الله القاضي وعبد العزيز محمد القاضي وابراهيم القاضي ومحمد صالح القاضي.
ان الحظ لعب دوراً لبروز آل القاضي وعدم بروز آل العبيدي مع وجود هذه الشاعرة فيهم.
ويكفي من الشهرة القصيدة الغنائية التي ظلت ردحاً من الزمان يتغنى بها في السامري والتي اصبحت تردد في الاونة الاخيرة من الزمن والتي تقول فيها:
والعبيدي يقول يا ريم ويا ريم ويا ريم
والكساوي حرير والثوب الازرق سماوي
يا بنات الهنود يا لابسات العمايم
ارحموا ذا الغريب اللي على الدرب هايم
طحت في حبكم ردوا عليّ جوابي
الدوا عندكم لا تحرموني شبابي
افرشوا لي حرير بين القمر والثريا
وعطروني بالزباد وماي الورد رشوا عليّ
لقد زودني بهذه الابيات الشاعر الزهيري (نسبة الى قصيد الزهيري) الاخ عبد الله مبارك النوبي.
وقد اكمل السيد ابو عبد الله ـ عبد العزيز البصري ـ هذه القصيدة بأسلوب آخر فيقول:
العبيدي يقول يا ريم ويا ريم
والكساوي حرير والثوب الازرق سماوي
يا بنات الهنود يالاويات العمايم
ارحموا ذا الفقير اللي على الدرب هايم
طحت في بيروكم ردوا عليه جوابي
والدوا عندكم لا تحرموني شبابي
وافرشوا لي حصير بين القمر والثريا
بخروني وزياد ماي الورد رشوا عليه
يا زهر بالفصون علامك اليوم ذاري
لالفحك السموم ولاشرقني حرامي
هذه القصيدة التي اوردتها بروايتين هي التي تتردد على الاسماء ردحاً من الزمن وقلماً نجد عرسا في الكويت لا تغنى به هذه القصيدة المحببه لهم.
اذن، فإن العبيدي وآل العبيدي كان لهم بصمات في تاريخ هذه البلاد ويكفي ان احد ابنائهم استشهد بمعركة الصريف.
كنت قد تحدثت في الحديث السابق عن عائلة موضي العبيدي، وفي هذه المرة سأتطرق الى المنطقة التي عاشت بها هذه الشاعرة.
ربما يكون نصيب فريج الرزاقه والفرج الحظ الوافر في التلاقي والتعارف وتركز العائلات، فكان نصيب هذه الشاعرة ـ موضي العبيدي ـ ان تسكن عائلتها في فريج الفرج قرب المناخ سابقا والفرضه وقرب قصر السيف.
ودعني قارئي العزيز اصف لك هذا الحي حتى تستطيع ان تتماشى مع واقع الحال اليوم فإنك تقف في الشارع الموصل الى قصر السيف فيكون مسجد الرزاقة على يمينك وموقف السيارات على يسارك، هذا الشارع اليوم الذي به مسجد الدولة ومقابلة مسجد الحداد وفيه البورصة والبنك التجاري والمناخ على اسمه القديم وبنك الخليج.
فاذا وقفت وتركت مسجد الرزاقه على يمينك وكأنك تعيش في تاريخ الكويت قبل نصف قرن من الزمان وما سبقه سنة 1950م، فستجد قرب مسجد الرزاقه في طريق ـ شارع ـ دسمان ياخور او اسطبل لخيل الشيوخ وبعده يأتي مسجد الرزاقه ثم منزل احمد الماجد وحفرة ومنزل الشيخ موسى العبد الرزاق وبعده بيوت الرزاقه ثم بيت الحسن الذي منهم وزير المالية الحالي، وتنتسب له الشاعرة «مريم الحسن» ثم بيت محمد شاهين الغانم فبيت الحشاش ثم بعدها تأتي سكة فرعية، وان تواصل السير الى البحر يأتيك بعدها موضي العبيدي وخلفه بيت علي ابو يوسف الفرحان ثم بيت موسى السدرة ثم ديوان الشيوخ ثم بيت الشيخ يوسف بن عيسى.
واذا كنت واقفا قرب مسجد الرزاقه وعلى يسارك بيت الزواوي ثم ديوان الرزاقه فالمسقف لآل العبد الرزاق ثم بيوت الرزاقه ـ البيوت الكبيرة ـ ثم بيت الدويري ثم بيت الفرج، وحول بيت الفرج سكة تكون بها «الدخينه» ديوان عبد الله الفرج وعلى مقربة منهم بالسكه هذه بيت صالح محمد الفرحان «ابو سعد» ثم بيت الدريس وبعده سكة الفرحان والثنيان ثم بيت ام هاشم شقيقة الشيخ يوسف بن عيسى، وتواصل السير حتى تصل لمسقف الشيوخ ثم بيوت الشيوخ ثم البحر.
هذا تبسيط تقريبي للمنطقة التي كانت تسكن بها موضي العبيدية.
هذا المنزل الذي ورثته عن زوجها ابن براك اول ازواجها والذي انجبت به ابنتها نوره قبل ان يتوفى ابن براك ويؤول البيت اليها والى ابنتها نوره.
وقام صالح محمد الفرحان «ابو سعد» ورشح لها عبد الرحمن العويش الذي ينتمي الى نفس قبيلته، مع العلم بان زوجة صالح الفرحان «مريم العامر» صديقتها الحميمة، وكانوا يتدارسون القرآن ومعهم مريم الحسن بصورة مستمرة، فتقدم لها السيد عبد الرحمن العويش فأصبح الزوج الثاني لهذه السيدة وأنجب منها بنتاً اسماها منيرة على اسم خالتها زوجة ناصر بورسلي.
كان عبد الرحمن العويش من المقربين من لدن المسؤولين في الدولة وكان مكلفا بالاعلان عن تقديم الطعام وقت الغداء، فكان ينادي وقت الغداء بالعيش، ولهذا التصقت التسمية مصغرة كما التصقت بـ (جابر عيش) التسمية المشهورة.
كان عبد الرحمن العويش بعد سنوات طويلة وبعد انفصاله عن موضي العبيدي قد تزوج بزوجة اخرى تدعى صالحة، وأنجبت له ابناء وبنات منهم ذرية آل العويش المعروفين في الكويت اليوم، ومنهم السيدة شمة زوجة الحوطي.
وبهذا وبعد ان كبرت ابنة عبد الرحمن العويش «منيرة» تقدم لها السيد حسن الزنكي وتزوجها وأنجب منها اربعة ابناء وبنات وهم عزيزة ودينار ويوسف ويحيى ومريم.
ظلت موضي العبيدي تعيش في بيتها وبقربها بيت علي الفرحان وأمامها منزل صالح الفرحان الذين ذكرتهم في اكثر من قصيدة عندما تحولت بناتها الى ازواجهم (نورة ومريم) وفقدت ابنيها الاثنين اللذين كانت تعتز بهما، وكانت من قبل قد تزوجت بابن عمها «محمد سليمان العبيدي» وانجبت منه ابناء ذكورا كما ذكرنا آنفا، وبفقد زوجها الثالث آثرت الانطواء وانتقلت الى منزل ابنتها «عزيزة» بنت العويش وزوجة حسن الزنكي (ام دينار) وظل بيتها مغلقا فترة من الزمن وكانت تأتي الى البيت مرة في عمرها وهي ترثى البيت وساكنيه وهي تقول في قصيدة حزينة:
أمس الضحى جيت بيت مظلم خالي
وأمغبر عقب صبياني يزورنه
يصفق به الريح بجفاي واقبالي
جابلت بابه على راعيه محزونه
وبعدها غادرت البيت نهائياً الى منزل ابنتها عزيزة العويش زوجة حسن الزنكي مع احفادها دينار واخوانه واخواته.
وشاء القدر ان تتزوج حفيدتها عزيزة وان ترى في اواخر عمرها ابن حفيدتها عيسى احمد العوضي الذي كان له صولة وجولة في الرياضة وكرة القدم وخصوصا نادي العروبة الذي ورثه نادي العربي اليوم.
وهكذا تسجل هذه الراحلة جزءا من قصة حياتها شعرا.
كنت قد تحدثت في الحلقة الثامنة عن نسب موضي العبيدي والحلقة التاسعة عن مواقع سكنها والمنطقة التي عاشت فيها والفريج الذي تربت فيه هي واخواتها واخوالها منذ منتصف القرن التاسع عشر في هذه الحلقة العاشرة سأتحدث عن الاجواء التي عاشت فيها هذه الشاعرة موضي العبيدي.
ربما يعتبر الشارع الممتد من مسجد الرزاقة حتى قصر السيف كان في القديم هو منتدى اهل الكويت غير الرسمي فعندما تلقي نظرة على تاريخ هذا الشارع تجد في اوله ياخوراً ومربط الخيل واثناء ركوب الخيل وصهيلها والمرور في هذا الشارع متجهين الى قصر السيف من هذا المربط والخيال على فرسه او حصانه وهو يسير اماً مسرعاً او مخففاً السير فنجد التعليقات هنا وهناك عن هذا الفارس.
وبعدها نجد مسجد الرزاقة وصلاة الجمعة الذين يجتمع به الرجال والنساء في الاماكن الخلفية في مكان خاص وبعدها امامك ديوان الرزاقة وهو بحق كأنه ناد يلتقي به اهل الكويت ويتبادلون الاخبار وقد اشتهر هذا الديوان قرابة قرنين من الزمان وكان الشعراء والادباء ومن عنده اخبار جديدة لابد ان تسمع في هذا الديوان وكان يبرز في هذا الديوان الشاعر محمد عبد اللطيف العبد الرزاق وعندما تسير الى الامام تجد مقابل هذا الديوان بين ال الحسن الذي منهم وزير التربية الاسبق حسن الابراهيم الحسن ومنهم وزير المالية الحالي وقد برزت في هذا البيت شاعره مقلة هي مريم الحسن وآل الحسن كانوا متواجدين في هذا المنزل قبل ان يتحولوا الى منزلهم قرب مسجد الفهد وامسقف الفهد بعدها تأتيك قرب ديوان العبد الرزاق الدخينة مقر الشاعر عبد الله الفرج وعلى ذكر عبد الله الفرج فإنه يرتبط بصلة قرابة مع آل العبد الرزاق حيث تزوج فضل العبد الرزاق بنت الفرج بعدها يأتيك منزل صالح محمد الفرحان وزوجته مريم احمد العامر التي كانت تحفظ من القرآن الشيء الكثير وكانت طبيبة شعبية في تلك الحقبة من الزمن وبالمقابل كان هناك بيت الشاعر محمد الفوزان الذي كان يتبادل القصائد الشعرية مع الشاعر عبد الله الفرج ولما كانت في هذه الفترة متواجدة موضي العبيدي وكما قلنا في حلقة سابقة ان اباها شاعر واخاها شاعر وابن اخيها شاعر فلماذا وهي على هذه الحالة وهي تسمع الشعر هنا وهناك وعندما كانت الدخينة معقل عبد الله الفرج كانت سيدات الحي «الفريج» يجتمعن عند موضي العبيدي وهي تسمع احاديث السيدات وبعضهن وهن ذاهبات الى البحر لتنظيف وغسل الملابس ومن ثم يسمعن هناك اصوات موسيقى البحر فتجد في هذا الشارع مجموعة من الشعراء من مثل الفوزان والرزاقة والفرج ومثلهم النسوة اللاتي يقرضن الشعر، وبهذا يلهب الخيال والشاعرية في هذا الحي والشارع وهنا اضرب مثلا من جلسة هذه النسوة حينما كانت الجلسة غير مكتملة فإذا مريم الحسن وموضي العبيدي لم تجدا زميلتهما مريم العامر وعندها ذهبتا الى منزلها مقابل منزل العبيدي وعندما دخلتا بيتها لم تجداها بل وجدتا زوجها صالح الفرحان فبسرعة خرجت القريحة الشعرية من مريم الحسن وقالت:
دخلت بيت فرحان ولهان
ما شفت مريم العامرية
نشدت عنها قالوا زعلان
بيت ابوها راحت زرية
لا راعية خطا ولا شين
غض النهد لاوي الزرية
لا عنا لها العاني جوعان
تملا له المقرف من اخلاص الشدية
اتقند الفنيال بالهيل
والعنبر الزجي جفية
بعدها عندما سمع صالح الفرحان هذه الابيات ذهب مسرعاً وجاء بزوجته مريم العامر وقال لها انا متأسف وهكذا اعيدت المياه الى مجاريها بسبب هذه السيدة الفاضلة مريم الحسن.
وهنا تكون السيدة مريم العامر في احدى السنوات ويكون احد اقارب زوجها يحن على اهله يريد ان يذهب الى الغوص وهو طويل القامة لكنه صغير السن فرأساً وجهت له هذه الابيات تقول:
يا طويل الظهر وين انت رايح
تحسب الغوص لعبك بالبرايح
الغوص ما هو لك ولا بشروال
الغوص موتخويض انقع والقرايح
أما تبادل الشعراء مع بعضهم الشعر وهؤلاء النسوة يجلسن مع بعضهن ولا يوجد وسيلة للتسلية الا هذا الشعر ومن هنا تفتقت قريحة الشاعرة موضي العبيدي.
كانت في اثناء جلساتهن الضحوية التي تجتمع بها هذه النسوة وكان اللقاء عندما يذهب ازواجهن وابنائهن الى العمل ولقد كان في الحي رجل يسمى (داود) وكان يتعمد ان يتلصص على هؤلاء السيدات المحتشمات وابتدأوا يتناقلون بأن هذا الرجل يقف امام منزله في اللحظة التي تمر بها سيدة منهن او غيرهن لكي يلفت نظرها علها تلتفت اليه وعندما سمعت موضي العبيدي هذه القصة قالت لزميلاتها انا اعمله بيت من الشعر اخليه ينحاش من الفريج ولا يسكن عندنا ابداً وفعلاً عملت البيتين التاليين وهي توجه الكلام الى داود هذا:
داود يا ابو سنون الفارة
ذموه الحمارة
حيث... من جاه
خيس داره
ودوّه للمجصة
وان قام كسروا عصه
لما اتخيس ادباره
بعد ان سمع داود هذه الابيات هرب من الحي وذهب يبحث عن مسكن آخر حيث ان هذه الابيات اصبحت تلفت ومحط نكته لهذا الرجل الذي لا يعمل وقت العمل ويتلصص على النسوة.
كما قلنا في حديث سابق ان اسرة العبيدي التي انحدرت من نجد الى الكويت في اوائل القرن التاسع عشر وكانوا في نجد من قبيلة تميم ومع تطور الاحداث في القرون الاربعة الاخيرة وتحول كثير من سكان نجد من قبائلهم القديمة وانضمامهم الى القبائل الجديدة المستحدثة من شمر والدواسر وامطير والعجمان وغيرهم.. وعليه فقد انضمت اسرة العبيدي التي كانت تعرف في الماضي بالعصاما وهم من تميم الى اعتيبة المعروفة في الزلفي واصبحوا عتبان مع كثير من سكان الزلفي.
وبعد ان وصلت الكويت وتزوج السيد عبد العزيز عبد الله العلي العصيمي المعروف بالعبيدي ببنت محمد الرجيبة المسؤول الاول عن المرقب ومؤسس المرقاب وكان محمد الرجيبة عنده ابنتان واحدة وهي ميثة تزوجها دعيج بن سليمان وميثة هذه انجبت بنتاً هي سلمى وهي ام جد كاتب هذه السطور وابناً وهو خليفة وهو جد جاسم الصانع والد ناصر الصانع عضو مجلس الامة الحالي.
أما البنت الثانية لمحمد الرجيبة فهي نورة فقد تزوجت من عبد العزيز عبد الله العبيدي وذلك في منتصف القرن التاسع عشر انجبت نوره مجموعة من الابناء والبنات لم يبق منهم على قيد الحياة الا موضي الشاعرة ومنيرة زوجة ناصر البورسلي وعبد الله الذي جل ابنائه رحلوا الى نجد الزلفي وذرية محمد الابن الاخير المعروف اكثرهم في الكويت.
كان اكبر اولاد عبد العزيز والذي خرج لعالم الحياة هي موضي وهي تعتبر البكر بين اخوانها واختها وكبرت هذه البنت في حجر ابيها وعاشت في هذا الحي فريج الفرج وتفتحت عيناها على آل العمر المطاوعة وآل الصانع لقربهم في نفس المنطقة والرزاقة من هناك تعلمت مبادىء القراءة والكتابة وحفظت شطراً من القرآن الكريم وكتب الحظ لشاعرتنا ان يكون اول ازواجها ابن براك وتنجب ابناً هو عبد الله وبنتاً دعيت بنورة على اسم جدتها ويكتب الموت لابن براك وبعدها تتزوج ابن عمها سليمان محمد العبد الله وتنجب منه ولدين هما محمد وعبد العزيز وايضاً يموت زوجها الثاني ابن عمها سليمان ابو ابنائها.
كانت في هذه الحالة وهي جارة لبيت علي محمد الفرحان وملاصقة له وهناك مقابل لبيتها بيت شقيق صالح محمد الفرحان زوج صديقتها الثانية مريم العامر ويقوم صالح الفرحان وهم لا يريدون ان تترك موضي وحيدة مع ابنائها فقد رشح لها صالح زوجاً آخر وهو عبد الرحمن العويش وهو من قبيلة صالح الفرحان من الدواسر وعلى مقربة منهم تزوجت موضي العبيدي مرة ثالثة وانجبت منه بنتاً هي منيرة التي كبرت وتزوجها حسن الزنكي.
اما موضوع بنتها نورة الاولى فقد رشح لها صالح الفرحان الزواج من اخيه غير الشقيق فهد وكان خيالا ماهرا وقضى شطراً من عمره في مربط الخيل الخاص بالشيوخ في دروازة العبد الرزاق وفعلاً تمت الخطبة ثم الزواج وانتقلت نورة الى بيت الزوجية واخذ فهد يدلل زوجته وامام هذا الدلال ابتدأت البنت تذهب الى بيت امها وعندما تكون مع الام تقول لها ان زوجك رجل شجاع ومحارب ويجب عليك ان لا تخرجين عن طاعته وتحرنين وتذهبين الى بيت امك فإن بيتك هو بيت زوجك وانت بنت صغيرة لا تقدرين الامور.
والقصيدة تقول وهي اول انشاد لها من الشعر:
يا ونت ونت فهد بن فرحان
على غزال همله من تضابه
مدامعه تجري من فوق الوجان
وخطر عليه انه يشقق اثيابه
ابو خدود كأنها الرمان
وابو اردوف شايلات أتعابه
ليقام يمشي يشتكي تعبان
من زود ردفين يتلونه
عندما سمعت البنت نورة هذه الابيات من والدتها رجعت الى صوابها وعادت الى بيت الزوجية وهناك عاشت عيشة هنية انجبت على اثرها ابنا هو عبد الله الذي اصبح خيالا مثل والده وكتب له القدر والحظ ان يذهب الى البحرين للعمل مع آل خليفة حكام البحرين ويكون في اول امره ضيفاً عند عماته شقيقات والده فهد وهن منيرة التي تزوجت من آل العجاج ورفعة التي تزوجت من آل الخليفات ويكون قدره ان يتوفى هذا الشاب الطموح هناك. وتعيش موضي العبيدي على حفيدها الذي فقدته في البحرين وكان القدر يخبىء لها اشياء كثيرة عندما نودي للذهاب لحرب الصريف وتوجه ولدها محمد مع مجموعة من الشباب الكويتي وكان كذلك والد سليمان الموسى موس السيف الموسى وفهد الفرحان نسيبها وكان برفقته الشيخ خليفة العبد الله الصباح وكان ملازماً له لأن فهد هو احد المقربين للشيخ خليفة وقد استشهد هناك.
وكان من ضمن الذين حاربوا في الصريف جدي احمد الفرحان الذي كتب له الحظ بالحياة حيث ان عمه فهد قد قتل هناك ورجع جدي احمد الفرحان مع القلة الذي سلموا ورجعوا الى الكويت وكانت مأساة موضي العبيدي حيث رزقت اكثر من مرة بزواجها الاول من بن براك وزواجها الثاني من ابن عمها ثم بزوج ابنتها من فهد الفرحان فكانت الخلجات والزفرات تخرج من القلب وهذا ما سكبته شعراً في اكثر قصائدها التي يظهر عليها طابع الاسى والحزن والفراق على الاحبة من زوج ونسيب وابن وللحديث بقية.
في هذا البحث سأتحدث عن شخصية هذه المرأة العتيدة ووفائها لمن يقف الى جانبها وقت الشدة.
كانت موضي العبيدي ـ وذلك بعد وفاة زوجها الاول بن براك ـ مجاورة لعلي محمد راشد الفرحان ومصادقة لمريم احمد العامر جارتها المقابلة لبيتها في فريج الفرج، ومريم زوجة صالح محمد الفرحان، وعلى هذا كان هناك نوع من الالفة بين ال العبيدي ومريم وخصوصا صالح، وذلك بسبب مجاورتها لشقيقه علي الفرحان ومصادقتها لزوجته مريم العامر، لذا كان صالح الفرحان يعطف عليها وقت الشدة، ففي وقت فراغه كان يذهب الى صيد السمك فيأتي بـ «ايدام» لبيته ولبعض الاقارب ومنهم موضي العبيدي «الايدام، هو السمك واللحم عندما يطبخ مع الارز».
وفي ذات مرة كان صيده وفيرا من سمك «الشيم» فكان نصيب الشاعرة العبيدي وافرا انذاك من السمك.
وعلى هذا فقد ردت على هذا الاحسان بهذه القصيدة التي كنته بها باسم ابنه «سعد» فنادته (ابو سعد)، ودعت لجارها ابو يوسف «علي الفرحان» بالزواج بعدان توفيت زوجته ام يوسف «حصة»، فتقول:
بياض يلي وصلني بالغنيمة
ابو سعد يعله بالجود يلقاه
اللي عز حقي من الصيد شيمه
ويدري اني من الشين ملفاه
يا الله عسى الدهر ما يضميه
واخوه علي يعله بالجود يا فاه
ويرزقه الله بزوجه حليمه
بعد ام يوسف راحت بجافاه
تقول بيض الله وجهك يا ابو سعد على هذه الغنيمة من هذا الصيد الثمين ـ الشيم ـ وهو من احسن انواع السمك، وكما يقولون «الشيم ماكول الحشيم» وان أبا صالح يعرف باني لا اكل من السمك الا الجيد.
وتدعو عسى الدهر لا يجعله في ضيم وان يجعل الله بوجه اخيه «علي» الجود والكرم وان يهيىء له زوجة حليمة صالحة بعد فقده لزوجته ام يوسف.
انظر كم هي ذات شخصية كبيرة وفية، فمن قصائدها تستطيع فهم نفسيتها ونوعية معدنها وكيف انها من النوع الذي يفرض احترامها على الجميع.
في احد الايام كان ابنها محمد قد اختلف مع احد ابناء الحي فأخذ يتكلم على ابنها بكلام غير لائق، وحينما رجع الابن الى منزله غاضبا وروى لها ما حدث وما دار من كلام، نظمت الابيات التالية في ذلك الشاب الذي كان اسمه «زامل»:
زملان وش لك في صغير الركايب
وش انت شايف من الخلل برفاقتك
يا ابو ضروس كنهن الحنايا
مثل النصايا عثعثن واصلح يدك
حرم عليك مردوفات الشنايا
الا عجوز تجتلب وسط حلتك
تجورك منها..
والا يجتلب فوق لحيتك
عندما سمع والد زامل هذه القصيدة لم يطق المقام في هذا الحي امام هذا الهجوم الكاسح من موضي العبيدي عليهم وانتقل الى منطقة اخرى مبتعدا عن هذا الخلل الذي اصابهم.
كانت قصة زامل الذي اطلقت عليه الشاعرة «زملان» هي بالمعنى المعروف «المنهزم»، فكيف حرفت هذه المرأة هذه اللفظة وهي زامل الى زملان بتعديلات بسيطة وخرجت منها بأن هاجمته بنفس لفظته وبأسلوب مهذب جعله لا يعود مرة اخرى الى مهاجمة ابناء الناس بالكلام.
وكانت موضي العبيدي في احد الايام سارحة تعيش في عالم الاحلام بعد ان فقدت ولدها الثاني «عبدالعزيز» الذي غرق في البحر، وقد جاءت زوجة ابن رشود مع زوجها لعزائها بهذا المصاب الجلل الذي جعلها تزرأ في فقدان ولدها، واخذ ابن الرشود يسمعها كلمات التصبر والتضرع الى الله والدعاء على هذه المصيبة التي حلت بها، فما كان منها الا ان ردت عليه بنفس المقام بابيات تظهر بها حرقة قلبها فتقول:
يا رشود قوم دن القلم والدواتي
واكتب ابيات من ضميري امنيات
واعرف تراني عايفه من حياتي
من فرقته يا رشود جريت ونات
وجدي عليه من ظل غادي
..................................
او خلفتن تذكر مع ذود بادي
قامت تفشي البر واحوار هامات
يذكرني هذا البيت الاخير بالقصيدة المشهورة لمحمد العوني الخلوج، وهي التي قالها تحريضا لاهل نجد لاسترجاع وطنهم من حكم الرشيد، وقد استوحى العوني هذه القصيدة الطويلة من منظر شاهده في قصر الشيخ مبارك الصباح بالسرة اذ كان ضيفا عليه بتلك الفترة، فنذكر مطلع هذه القصيدة برواية خالد محمد الفرج الشاعر والاديب المعروف في تلك الفترة، ويجب ان تعلم ان الخلعة والخلوج هما اسمان للناقة:
خلوج تجز القلب بتلا عوالها
تكسر بعرات تحطمن سلالها
تهيض مفجوع الضمير يحسها
الى طوحت حسه تزايد هجالها
له انا يا ناق كفي عن البكا
لا تجثين النفس عما جرى لها
لا تفجعين البال بالله هودي
ولي خلوج خيث البين بالها
وفي رواية عبدالله الحاتم في كتابه «خيار ما يلتفظ من الشعر النبط» يقول:
خلوج تجر الصوت باتلي عوالها
وان طوحت صوت تزايد اهجالها
تهيض مفجوع الضمير بحسها
تكسر بعبرات يحطم اسلالها
كد قلت لك جوزي من البكا
ولي خلوج خبث البين قالها
ان الذي ينظر الى الروايتين لهذه الخلوج في شعر العوني ويرى الخلوج في شعر موضي العبيدي يجد السبك الموسيقي عند موضي اظهر وارق واخف على السمع.
بهذه المقارنة بين موضي العبيدي والعوني انهى هذا البحث، واقف في الحديث عن هذه الشاعرة العتيدة حتى نتحدث في حديث اخر وقصة اخرى في حياتها التاريخية العجيبة.
كنت قد تحدثت في حديث سابق عن الاجواء الاجتماعية في المنطقة التي عاشت فيها موضي العبيدي في منتصف القرن التاسع عشر حتى اوائل القرن العشرين، وكيف ان البيت الذي عاشت فيه في هذا الشارع الممتد من دروازة (بوابة) العبد الرزاق حتى السيف، وكان بيت موضي العبيدي بيتا عاديا مكونا من غرفتين وغرفة للضيوف وحمام ومطبخ في زاوية البيت وحوش يطل على الشارع العام وزاوية.
عاشت في هذا البيت مع زوجها الاول بن براك، ثم زوجها الثاني ابن عمها سليمان محمد عبد الله العبيدي وبعدهما زوجها عبد الرحمن العويش آخر الازواج، وقد انجبت موضي ثمانية عشر ولدا (بطنا او ضنى) لم يبق لها منهم الا ابنتها مريم من زوجها الاول بن براك وتزوجها فهد الفرحان وابنتها الثانية من عبد الرحمن العويش وتزوجها حسن الزنكي اما ابناها محمد وعبد العزيز فقد توفاهما الله حيث رثتهما بقصائدها.
وكان ولدها الكبير محمد هو يدها اليمنى، فكان يعمل ويكد ويجتهد، وكانت له مزرعة يقتات منها ويعيش عليها وتعتبر جزءا من الرزق المساعد.
كانت المنطقة القريبة من سوق الحمام الحالي قرب قيصرية الدويعية الحالية تسمى المسيل، وكان على الامتداد مزارع لابناء المنطقة لكي يحصلوا منها على الخضراوات لمنازلهم كالطماطم والخيار وغيرها.
في اواخر القرن التاسع عشر وتحديدا في شهر مايو من العام 1890م الموافق 1307 هـ غزا الكويت الجراد الصغير (الدبا)، وهي الحادثة التي ذكرها الشيخ المرحوم عبد العزيز الرشيد في كتابه في طبعته الثانية الصفحة 96، وقد ذكر قصيدة المرحوم الشيخ خالد العدساني في هذه المصيبة فقال:
الله اكبر كيف القمل الضعفا
آذى الأنام ومنه الزرع قد تلفا
وصيّر الارض لا نبات بها
كأنه لم يكن فيها وما عرفا
قد جاء كالسيل يعدو ليس يمنعه
شيء فما مل من شيء وما وقفا
حتى اتانا فعمتنا بليته
وقد كسا الارض توبا منه مختلفا
فلم نر طرقا الا وقد ملئت
ولا جدارا ولا سقفا ولا غرفا
واصبحت جملة الآبار منتنة
كأن في جوفها من ريحه جيفا
وكل طفل له من اهله حرس
يحمونه يقظة منه وحين غفا
واشتد امر الورى من عظم كثرته
ومن اذاه وما ظنوه منصرفا
فقال كل اما والله ذا سخط
قد اوجبته معاصينا فوا اسفا
أتى لعشر من الشهر الشريف خلت
مع ليلتين وبعد الضعف قد ضعفا
وكان في سنة السبع التي وقعت
بعد الثلاث قد جاوزت الفا
فالحمد لله والشكر الجميل له
في كل حال فمولانا بنا لطفا
في هذه السنة (1890) التي اصاب بها الدبا او الجراد الصغير البلد كما ذكرنا آنفا والتي تناولها المرحوم خالد العدساني الذي كان من ضمن من اصابهم هذا الدبا وأكل مزرعته وذكرتها بباب محمد سليمان العبيدي ابن موضي العبيدي. وقد سجل محمد العبيدي هذا الحدث بقصيدته التي لم تشتهر ولم تعرف مثل قصيدة الشيخ العدساني يقول محمد:
هني منهو في عداد البلابيل
ما يشغله بالدلال الحوامي
هذا افرقه وهذا تفضيل
واقلطها للرجال النشامي
زرعن قطعني من كثير المحاصيل
كَلْها الدبي وادْعى ورقها رامي
ماسرني اصياحي وكثر المخاييل
طول الليل واقف واحامي
ويقول في نفس المجال حول مزرعته:
واذا بقيت زرع ازرع بوسط الزواريع
ولبقيت تشتري اشتر خيل المطاليع
واذا بقيت تسكن اسكن وسط القبايل
واذا بقيت تناسب ناسب ابن الحمايل
كان محمد العبيدي في هذه الفترة لم يجاوز العشرين من عمره وكان شابا نشيطا، بعدها اتجه الى صيد السمك الى ان تنجلي هذه الغمة عن الكويت والتي اتلفت بها المحاصيل، ثم عمل بعد ذلك بالغوص سعيا وراء لقمة العيش.
بعدها بعشر سنوات دعي محمد للمشاركة في حرب الصريف، واثناء الرحيل للمعركة قال مقولته المشهورة وهي قصيدة لم يسبق ان نشرت وان كانت ابياتها غير مترابطة، يقول:
لا واحسافاه من نشاما المناعير
الا غدو بين الكرانش تاتي
ما هم مع البدوان يتلى المظاهير
منهم تعشم فالاشباع الذيابه
منهم يمشي على غير تدبير
يذكر هليج اشهب الدوغادي
ومنهم صحاح جزّرتها الجزازير
عند السرايا بالتفق والهنادي
نواخذه واهل الوجوه المسافير
واهل البتاتيل الرفاع الجدادي
اعتيبه جماعتنا حمالة المظاهير
يوم اللقه يجون كبد المعادي
تيجي عليهم صايدات القناديل
عافوا لذيذ الزاد والرقادي
واقول ذا وادموع عيني مهادير
على ثمر قليبي موده افوادي
من واحد كثر الخير والجيل
واللي بنى بيتي مبان اجدادي
مير اطلب اللي بالسما رازق الطير
ربي تجيبه سالم لبلادي
وصلاة ربي عد من سار الى سير
على بنين سعى للجهادي
الله يعطيك العافية اخوي IE حبيت اوضح كيفت وفاة ابن المرحومة موضي العبيدي الاول حيث انة توفي في الغوص رحمه الله بما يعرف عند اهل الغوض قديما " بالسنى" واذا قيل فلان "سني" بالغوص بعني انه غاب عن وعية لعمق المياة التي يغوص فيها الغيص وقليل من ينجو من الغاصة قديما في هذه الحالة واكثر من يتعرض لحالة " السنى " يتوفي وماحصل لابنها رحمه الله هو انه " سني" ....تحياتي لك اخوك باك 3
AHMAD
22-02-2008, 06:03 PM
لاهنت على التوضيح يابومحمد .. ويقولون أيضاً قبل فلان ضرب معاه العرق الطنان ومات .. أو فلان "حاشه الطنان" ..
تحياتي لك وللأخ IE على جهده الكبير معنا ..
bos3od
04-03-2008, 01:53 AM
مساك الله بالخير أخي IE
أنا أخوك عبدالعزيز محمد سعود محمد مبارك عبدالله عبدالعزيز العبيدي
أسعدتنا يا خوي في هذا السرد الجميل المفصل والمبسط في نفس الوقت عن تاريخ الأسرة
وأتمنى أن نتواصل :)
أخوي بوسعود،
في البداية و النعم فيك و بجماعتك و يشرفنا وجودك و انضمامك لنا. و انتمنى إنه إن كان عندك أي قصائد اضافية أو معلومات عن الشاعرة بأنه ما تردد في إنك تثري الموضوع فيها.
مشارك وناقد
11-04-2008, 06:42 PM
كانت اسرة موضي العبيدي تدعى في الزلفي اسرة العصيمي، وهم من قبيلة بني تميم، ثم (تعتبوا) نسبة الى قبيلة ـ اعتبه ـ، لأن غالبية سكان نجد من قبيلة بني تميم وتفرقوا في القرون المتأخرة الى القبائل المعروفة اليوم، فمثلاً القبلان اصبحت الجبلان الاصل من تميم وهم سكان الصمان حالياً من قبيلة امطير.
كان في الزلفي رجل بسيط هو عبد الرحمن العصيمي جد هذه الاسرة (العبيدي). ورزقه الله بـ (علي) الابن الذي اسس هذه الاسرة الشعرية، وعلى هذه هو من استطاع التحايل على ابراهيم باشا والتخلص من بطشه حينما حاول الاخير ان يسب الامام محمد بن عبد الوهاب، فاستطاع (علي) بلباقة تجنب سيف ذلك الباشا فلم يصبه ما اصاب اصحابه الذين لقوا حتفهم على يد ذلك الغاشم.
رزق علي بابن اسماه عبد الله، وكعادة اهل نجد والكويت حمل التصغير فبدلاً من ان ينادى بعبد الله، اخذوا ينادونه بـ «عبيد»، ثم اضيفت لها فيما بعد ياء النسب فاصبح (عبيد = عبيدي)، الذي اطلق على من ينتسب له (العبيدي).
وصل عبد الله الملقب بـ العبيدي الى الكويت في اول القرن التاسع عشر سنة 1800م.
ياأخي العزيز EI ان اقول ان كل ماقلته كان جيدا في تاريخ هذه العائلة وكان صحيحا بعض الشئ ولكن من قال لك ان هذه العائلة كانوا من العصاما من بني تميم ثم تعتبوا؟؟؟؟ كل هذه كانت روايه خاطئة
والملقب بالعبيدي ليس عبدالله وانما (علي) لانه كما تتالت الاخبار ان عبدالرحمن الملقب (مطوع اشيقر) تزوج من فتاة تجاوره
اولا: عبدالرحمن هو الاسم الصحيح وليس عبدالرحيم ويقال انه كان ابوه لذلك سمي بابن عبدالرحيم والصحيح ان عبدالرحمن ينتمي الى قبيلة بني تميم من فخذ العليان من الوهبة
وقد تزوج من امرأة قيل انها عبدة وهذا كله خاطئ لانه كما دون له في الشعر العامي المحفوظ انه قال في بيت من ابياته (في حايط العزام بستان ماحلاه) وهذا ماأخفاه الكثيرون لاخفاء الحقيقة واخفاء نسب زوجته والعزام ليسوا بعبيد وانما ينتمون لقبيلة وسبب ماحدث هو في اطار مغلق من ثلاث احتمالات
1- اما ان قبيلة بني تميم من عاداتها لاتزوج بنيها من قبيلها تجاورها
2- او ان قبيلة بني تميم من عاداتها ان تزوج من هم يضاهونهم في علو النسب
3- وهو الاحتمال الكبير ان عبدالرحمن خالف العادات والتقاليد وجعل الامر سرا ومن العادات ايضا ان يأتي اهل المتزوج ليعقدوا النكاح .
حتى سمي بعد ذلك بان عبدالرحمن وهو علي بـ(العبيدي)
وهناك بعض الحقائق الكثيرة التي لم تظهر في تاريخ هذه العائلة وقد عانت من التفكك الى وقتنا الحاضر حى انهم لايعرفون ابناء عمهم في الزلفي والشرقية والرياض .
أخي الكريم مشارك و ناقد،
في البداية أود أن أشكرك على توضيحك هذا و مشاركتك.
أعلم أخي الكريم أولا بأنه لست أنا من كتب هذا الكلام، أنا مجرد ناقل، و من كتبه فهو الأخ فرحان الفرحان. و قد عاد هو في مقالة لاحقة موجودة ضمن هذا الموضوع يشير فيها بأنه قد تبين له بأن أسرة العبيدي الكرام ليسوا من العصاما.
مشارك وناقد
13-04-2008, 05:15 PM
اشكرك يااخي المشرف EI على كل ماقلته ولكن لدي طلي صغير اريد ان اتواصل مع ابن عمي في الكويت عبدالعزيز محمد سعود محمد مبارك عبدالله عبدالعزيز العبيدي واعرف كل الاحداث لاني انتمي لهذه العائلة ولكن باسم مختلف
اشكرك يااخي المشرف EI على كل ماقلته ولكن لدي طلي صغير اريد ان اتواصل مع ابن عمي في الكويت عبدالعزيز محمد سعود محمد مبارك عبدالله عبدالعزيز العبيدي واعرف كل الاحداث لاني انتمي لهذه العائلة ولكن باسم مختلف
أخي الكريم تستطيع التواصل مع ابن عمك الكريم عن طريق خاصية الرسائل الخاصة أو ارسال الايميل، و بارك الله فيك على صلتك للرحم.
السنعوسي
22-05-2008, 10:16 AM
أخي الكريم مشارك و ناقد،
في البداية أود أن أشكرك على توضيحك هذا و مشاركتك.
أعلم أخي الكريم أولا بأنه لست أنا من كتب هذا الكلام، أنا مجرد ناقل، و من كتبه فهو الأخ فرحان الفرحان. و قد عاد هو في مقالة لاحقة موجودة ضمن هذا الموضوع يشير فيها بأنه قد تبين له بأن أسرة العبيدي الكرام ليسوا من العصاما.
شكراً لكم جميعاً
وأود أن أثري هذا الموضوع حيث أنه من المعروف أن آل العبيدي الكرام هم من القبيلة العريقة (شمر) وبالتحديد من فخذ الأسلم وأمير هذا الفخذ هم العائلة الكريمة عائلة الطوالة من شمر
إلا أنه هناك إستفسار وهو هل الكاتب الصحفي خالد صالح العبيدي يعتبر من أحفاذ عبدالله عبدالعزيز العبيدي
وشكراً للجميع
مشارك وناقد
27-05-2008, 01:34 PM
يا اخي الكريم اريد ان اوضح لك بخصوص عائلة العبيدي فهي ليست من الاسلم من شمر وانما وقع لبس في تشابه الاسماء العبيدي المقصودة عائلة العبيدي بالزلفي والكويت وهم من بني تميم من فخذ العليان ابناء مطوع اشيقر فارس من فرسان الجزيرة العربية .
وشكرا لك وللمشرف ei
يا اخي الكريم اريد ان اوضح لك بخصوص عائلة العبيدي فهي ليست من الاسلم من شمر وانما وقع لبس في تشابه الاسماء العبيدي المقصودة عائلة العبيدي بالزلفي والكويت وهم من بني تميم من فخذ العليان ابناء مطوع اشيقر فارس من فرسان الجزيرة العربية .
لا هنت اخي الكريم
ولد العبيدي
وفيت وكفيت
سعد محمد عبدالله سعد البليس
12-09-2008, 08:32 AM
السلام عليكم مشكوريين وايد على هالمجهود لاكن اود ان اوضح بعض الأخطاء أولا مريم احمد عامر العامر جدتي وزوجها عبدالله سعد علي البليس وليس صالح الفرحان ووالدة جدي هي نوره بنت أبراهيم البراك بنت الشاعره موضي لعبيدي
سعد محمد عبدالله سعد البليس
12-09-2008, 08:39 AM
السلام عليكم مشكوريين وايد على هالمجهود لاكن اود ان اوضح بعض الأخطاء أولا مريم احمد عامر العامر جدتي وزوجها عبدالله سعد علي البليس وليس صالح الفرحان ووالدة جدي هي نوره بنت أبراهيم البراك بنت الشاعره موضي لعبيديوأم جدتي هي لطيفه الجري
القرين
12-09-2008, 04:32 PM
السلام عليكم مشكوريين وايد على هالمجهود لاكن اود ان اوضح بعض الأخطاء أولا مريم احمد عامر العامر جدتي وزوجها عبدالله سعد علي البليس وليس صالح الفرحان ووالدة جدي هي نوره بنت أبراهيم البراك بنت الشاعره موضي لعبيدي
هل الشاعرة موضي العبيدي تزوجت ابراهيم البراك بعد زوجها (العويش) ولها منه عبدالعزيز ومحمد؟
وابراهيم البراك من اي اسرة البراك؟
القرين
12-09-2008, 04:41 PM
كانت اسرة موضي العبيدي تدعى في الزلفي اسرة العصيمي، وهم من قبيلة بني تميم، ثم (تعتبوا) نسبة الى قبيلة ـ اعتبه ـ، لأن غالبية سكان نجد من قبيلة بني تميم وتفرقوا في القرون المتأخرة الى القبائل المعروفة اليوم، فمثلاً القبلان اصبحت الجبلان الاصل من تميم وهم سكان الصمان حالياً من قبيلة امطير.
كان في الزلفي رجل بسيط هو عبد الرحمن العصيمي جد هذه الاسرة (العبيدي). ورزقه الله بـ (علي) الابن الذي اسس هذه الاسرة الشعرية، وعلى هذه هو من استطاع التحايل على ابراهيم باشا والتخلص من بطشه حينما حاول الاخير ان يسب الامام محمد بن عبد الوهاب، فاستطاع (علي) بلباقة تجنب سيف ذلك الباشا فلم يصبه ما اصاب اصحابه الذين لقوا حتفهم على يد ذلك الغاشم.
رزق علي بابن اسماه عبد الله، وكعادة اهل نجد والكويت حمل التصغير فبدلاً من ان ينادى بعبد الله، اخذوا ينادونه بـ «عبيد»، ثم اضيفت لها فيما بعد ياء النسب فاصبح (عبيد = عبيدي)، الذي اطلق على من ينتسب له (العبيدي).
وصل عبد الله الملقب بـ العبيدي الى الكويت في اول القرن التاسع عشر سنة 1800م.
ياأخي العزيز EI ان اقول ان كل ماقلته كان جيدا في تاريخ هذه العائلة وكان صحيحا بعض الشئ ولكن من قال لك ان هذه العائلة كانوا من العصاما من بني تميم ثم تعتبوا؟؟؟؟ كل هذه كانت روايه خاطئة
والملقب بالعبيدي ليس عبدالله وانما (علي) لانه كما تتالت الاخبار ان عبدالرحمن الملقب (مطوع اشيقر) تزوج من فتاة تجاوره
اولا: عبدالرحمن هو الاسم الصحيح وليس عبدالرحيم ويقال انه كان ابوه لذلك سمي بابن عبدالرحيم والصحيح ان عبدالرحمن ينتمي الى قبيلة بني تميم من فخذ العليان من الوهبة
وقد تزوج من امرأة قيل انها عبدة وهذا كله خاطئ لانه كما دون له في الشعر العامي المحفوظ انه قال في بيت من ابياته (في حايط العزام بستان ماحلاه) وهذا ماأخفاه الكثيرون لاخفاء الحقيقة واخفاء نسب زوجته والعزام ليسوا بعبيد وانما ينتمون لقبيلة وسبب ماحدث هو في اطار مغلق من ثلاث احتمالات
1- اما ان قبيلة بني تميم من عاداتها لاتزوج بنيها من قبيلها تجاورها
2- او ان قبيلة بني تميم من عاداتها ان تزوج من هم يضاهونهم في علو النسب
3- وهو الاحتمال الكبير ان عبدالرحمن خالف العادات والتقاليد وجعل الامر سرا ومن العادات ايضا ان يأتي اهل المتزوج ليعقدوا النكاح .
حتى سمي بعد ذلك بان عبدالرحمن وهو علي بـ(العبيدي)
وهناك بعض الحقائق الكثيرة التي لم تظهر في تاريخ هذه العائلة وقد عانت من التفكك الى وقتنا الحاضر حى انهم لايعرفون ابناء عمهم في الزلفي والشرقية والرياض .
اخي الكريم ..
لو تكرمت ماهو نسب اسرة العزام..؟ والى اي قبيلة تنتمي ؟ وماهي منازلها؟
سعد محمد عبدالله سعد البليس
16-09-2008, 04:26 AM
هل الشاعرة موضي العبيدي تزوجت ابراهيم البراك بعد زوجها (العويش) ولها منه عبدالعزيز ومحمد؟
وابراهيم البراك من اي اسرة البراك؟
السلام عليكم اخي العزيز الشاعره تزوجت العويش لاكنها لم تنجب منه ابناء لاكن تزوجت بعده ابراهيم البراك وانجبت نوره بنت ابراهيم البراك ونوره تزوجت سعد علي بن زيد البليس وانجبو عبدالله اللي اهو جدي
القرين
17-09-2008, 08:01 PM
السلام عليكم اخي العزيز الشاعره تزوجت العويش لاكنها لم تنجب منه ابناء لاكن تزوجت بعده ابراهيم البراك وانجبت نوره بنت ابراهيم البراك ونوره تزوجت سعد علي بن زيد البليس وانجبو عبدالله اللي اهو جدي
لكن المعروف و المذكور بالتاريخ ان موضي العبيدي عندها ولدين هم عبدالعزيز و محمد من زوجها العويش...وتوفوا الاثنين وهم كبار بالسن.
بس ممكن نعرف من هي اسرة البراك المقصودة؟
وهل ممكن نعرف اكثر عن اسرتك الكريمة؟
وشكرا..
راعي سبلا
08-10-2008, 04:23 PM
في تاريخ الكويت الحديث الذي يمتد الى اربعة قرون هناك سيدات برزن في مجالات عدة سواء في الطب والعلاج او القراءة على المرضى او التدريس او الرعاية الاجتماعية لكن هناك سيدات برزن في مجالات اخرى مثل موضى العبيدي التي قدمت ولدها فداء للوطن وهنا نسجل تاريخ هذه السيدة على حلقات ونعيش في اجواء تلك الفترة التي عاشتها من عمرها المديد وأقول هنا:
ان من ابرز من ظهر من النساء في منتصف القرن التاسع عشر، السيدة موضي العبيدي ولقد خلدها التاريخ لأنها سجلت جزءا من حياتها شعرا حفظ في الصدور حتى وصل الينا بفضل من قيده، وكانت قد بزت غيرها من النساء اللاتي ضقن ذرعا من شظف العيش في تلك الفترة لهذا كانت تنفس عن نفسها بهذا الشعر الذي دخل في التاريخ.
وها انذا احكي قصة حياة هذه السيدة الفاضلة وأبدأ بمن سجل حياتها وقدمها الينا لنتعرف على حياتها ونمط العيش في تلك الفترة من الزمن.
وانا هنا سأذكر المراجع والكتب لاختلاف الكتابات والقصائد التي رويت عن بعضها البعض وعدم تطابقها.
اولا: اول من تحدث عن هذه السيدة وسجله المرحوم الشيخ عبد العزيز رشيد الرشيد في كتابه تاريخ الكويت وهو يتحدث عن معركة الصريف، حيث ذكر في كتابه المطبوع سنة (1926 م) ويعتبر عبد العزيز الرشيد أقرب من كتب عن حياة موضي العبيدي حيث كتب في سنة (1926) وذلك بعد وفاتها بخمس سنين.
وقد ذكر في الطبعة الثانية صفحة (164) وصفحة (165) عن معركة الصريف، وهنا نبثها كما هي حتى نبين قيمة هذه اللوعة من القصيدة المرفقة وكيف ان ولدها محمد قد لاقى حتفه حاله حال الكو يتيين الذي ذبحوا هناك، والسبب انهم ذهبوا ولم يعدوا او يدربوا على فنون الحرب والقتال، وكان كل عملهم بالبحر، لكن لنترك الشيخ عبد العزيز الرشيد يتحدث عن هذه المعركة الفاجعة.
ندب الكويتيون قتلاء الصريف
كان الكويتيون في مدينتهم ينتظرون حقيقة تلك الحادث بفارغ الصبر. ينتظرونها وهم على احر من الجمر. وقد ساورتهم الهواجس والمخاوف وبينما هم كذلك واذا بـ (اقرينس) احد خدام مبارك قد ولج المدينة متنكرا يتعثر باذيال الذلة والانخذال. فاطار النبأ المفجع بينهم ورمى جموعهم بتلك القنابل المزعجة. فترك الكويت اذ ذاك كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج. تركها وقد ارتفع عويلها الى عنان السماء. وغادر دموعها الحمر تجري كالسحاب المنهمر. تركها تندب قتلاها ندب الثكالى. وقد عم الغم البيوت. وشمل الأسى الأفراد والجموع. فلا بيت الا وفيه عويل. ولا قلب الا وقد اضطرمت فيه النيران. فهذا يبكي على الفه الصدوق، وتلك تنوح على ابنها البار وذلك يتفج على قريبه الحميم. والكل في المصاب مشتركون ونظموا القصائد النبطية في تلك الحادثة. سنذكر نماذج منها في باب الأدب.
وفي صفحة (434) في باب الأدب يضع نموذجا من شعر هذه الشاعرة العتيدة:
امرأة من بيت ال العبيدي ترثي ابنها القتيل في وقعة الصريف بين ابن الرشيد والكويتيين
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
يا ليت منه ميتا ما درى به
علم لفا به مرس القلب تمريس
والنار عجت في الضمير التهابه
واليوم له عن جفن عيني مراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه
على الله اللي كفى على ضمر العيس
واليوم ما ادري اي خب لفا به
نصيت بيته قلت يا اقرينس
وين الحبيب وقال ما علمنا به
اخفى مع البيرق الحرب السناعيس
وان تسأليه والي المحدير جابه
رديت من كثر ابكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه
يالله يا فكاك حب المحابيس
انك تفك محمدا من صوابه
ابجاه محمد ويعقوب وادريس
عسى طلبتي عند ربي مجابه
واعداد ما هبت هبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابة
لم تكن معركه الصريف او حرب الصريف هي التي حركت قريحة هذه السيدة المفجوعة لكن من قبل كان لها بعض من الأشعار سنتحدث عنها في حينها وسنلقي الضوء على من تحدث عن هذه السيدة غير عبد العزيز الرشيد في حديث لاحق.
ما ورد ذكره باللون الأحمر يأخذ فيه على كاتبه فقرينيس الكعمي هو أحد الأبطال الذين شاركوا في معركة الصريف ويشهد لهم بالشجاعة وهو من قبيلة عزيزة على نفوسنا وهي قبيلة الرشايدة حتى لأن موضي العبيد لم تهجه في القصيدة ؟ وانهزم الشيخ مبارك ومعه أكبر القبائل وما قرينيس إلا عود في حزمة فوصفه بهذه الصفة فيه إساءة أدب له رحمه الله ولعشيرته فأرجوا التنبيه على هذا الخطأ الفادح وعدم ذكره إلا مقرونا بالرد عليه .
سعد محمد عبدالله سعد البليس
23-10-2008, 04:28 PM
السلام عليكم اذى امكن اود التواصل مع الأخ الأستاذ فرحان الفرحان سواء بالنت او الموبايل ولكم جزيل الشكر 00447533333674/0096566184888/0096566601114
سعد محمد عبدالله سعد البليس
23-10-2008, 04:32 PM
السلام عليكم اشلونك اخوى بس لو سمحت اتوضحلي بالضبط شنو المطلوب علشان اشرحلك عدل وشكرا على اهتمامك
سعد محمد عبدالله سعد البليس
28-10-2008, 05:47 AM
السلام عليكم اشلونك اخوى بس لو سمحت اتوضحلي بالضبط شنو المطلوب علشان اشرحلك عدل وشكرا على اهتمامك
الأديب
02-02-2009, 01:59 AM
مشرفنا الكريم (IE) أحييك على هذا النفس الطويل في التتبع والاستقصاء
تحيات أخيك/ الأديب
السبيعي1
11-06-2009, 11:08 AM
http://www.bintnet.com/club/images/smilies/star.gif هي موضي بنت عبدالعزيز العبيدي0شاعره من اهل الكويت
ويمكن تقدير الفتره التي عاشت بها من حقيقة ان ولدها(محمد)
قتل في معركة الصريف سنة 1901 م0مما يجعلنا نرجح ان عمرها
كان على الاقل اربعين في تلك السنه،اي انها من مواليد1860 م
او قبلها او بعدها بقليل00 وتوفيت بمنزلها بفريق عليوه بالمرقاب
عام 1921 _1340
http://www.bintnet.com/club/images/smilies/star.gif وأل العبيدي من اسرة الشعر بالكويت ومنهم عبدالعزيز
بن محمد العبيدي الذي عاش باواخر القرن التاسع عشر
ومن اسمه والفترة التي عاش فيها نرجح ان يكون هو والد
شاعرتنا موضي،ومنهم عبدالعزيز بن عبدالله العبيدي المتوفى
عام 1970 م وابنته الشاعرم منيره00
http://www.bintnet.com/club/images/smilies/star.gif نعود الى شاعرتنا وقصيدتها الاولى عام 1901 م عندما فقدت
الكويت عددا كبير من شبابها في معركة(الصريف)ولما بدا احد رجال
الشيخ مبارك وهو (قرينيس)الرشيدي بابلاغ اهل القتلى بمصير
ابنائهم كان(محمد)ولد شاعرتنا احدهم،ويبدو انه اخبرها بفقده
اثناء المعركه مصابا دون اي معلومات اخرى لتخفيف الامر عليها
فانطلقت تبكيه قائله:
الله من علم لفا به قرينيس
ياليت من هو ميت مادري به00
علم لفا به مرّس القلب تمريس
والنار شبّت بالضمير التهابه00
والنوم له عن جفن عيني حراريس
والحنظل المذيوق زاده شرابه00
على الذي قفّى على ضمر عيس
واليوم ماادري باي خب لفابه00
نصيت بيته قلت له ياقرينيس
وين الحبيب؟http://www.bintnet.com/club/images/smilies/bheart.gif وقال ماعلمنا به00
اتلا الخبر به بين ذيك الطعاميس
لم الصريف ولاسقى الله جنابه00
ردّيت من كثر البكا والهواجيس
دمع كما وبل نشا من سحابه00
يالله يافكاك حبس المحابيس
انك تفك (محمد)من صوابه00
ولموضي موعد اخر مع الثكل،فقد الحت على ابنها الثاني بالزواج
فخطب احدى الفتيات وسافر للغوص لجمع المبلغ الذي يتطلبه
الزواج،ولكنها كانت رحلته الاخيره اذ ابتلعه البحر وهو يبحث عن
مهر خطيبته<<<لاحد ينوي يخطب "بعيدالشر عنكم"
وكانت انات الام شعرا يتقاطر حزنا:
يابو سعيد عز من تاهت ارياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلّي00
يسهر طوال الليل والنوم ماجاه
في مرقد(ن) كنه بنار(ن) يملّي00
على حبيب سمّت الحال فرقاه
الخيّر اللي للقرايب يهلّي00
ليتي حضرته يوم قربت مناياه
ماكان يامشكاي بالقوع خلّي00
ياليتني بالهير تميت وياه
موج البحر فوقه وفوقي يزلّي00
يوسف خطف بشراع واقفى وخلاّه
وانا موصيته على جبرة لي00
ياليت يوسف يوم للغوص ودّاه
ذكر دموعي عند بابه تهلّي00
جتني هدومه عقب عينه مطوّاه
لاوفق الله محمل جابهن لي00
مدري درادير ازرق الموج غطّاه
والا كلاه الحوت 00 وااا كبر غلّي00
ولها قصيده مليئه بالالم والحزن مما دعى الشيخ مبارك الصباح
لاستدعائها وامرها بعدم القاء القصيده على الناس لانها تزيد
اوجاعهم اوجاعا،وللاسف فان هذه القصيده مفقوده00
اخيراااا هذه سطور من حياة الشاعره الكويتيه الاولى
التي ذهب معظم تراثها الشعري وظا القليل بين ايدينا0
ولعل في صدور الرواة قليل اخر قد تكشفه لنا الايام00
مشارك وناقد
30-06-2009, 01:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد التواصل معك ياأخ عبدالعزيز محمد سعود محمد مبارك عبدالله عبدالعزيز العبيدي الموضوع مهم جدا ،، أرجو الرد أخي الكريم .
كويتي قح
19-09-2009, 06:52 PM
الله يرحمها ويرحم اموات المسلمين اجميع .. مشكورين موضوع مميز
مشارك وناقد
21-09-2009, 07:45 PM
اخي الكريم ..
لو تكرمت ماهو نسب اسرة العزام..؟ والى اي قبيلة تنتمي ؟ وماهي منازلها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعذرني ياخوي القرين على انقطاعي ولكن بالنسبة لسؤالك اذا كنت تقصد العزام الذين انتقلوا من اشيقر الى القصيم فهم من المشارفة من الوهبة من بني تميم
معربه الجدين
30-01-2010, 08:14 AM
الشاعرة موضي العبيدي
موضي العبيدي شاعرة الكويت التي عاشت في النصف الثاني من القرن الماضي والنصف الاول من القرن الحالي في زمن الشيخ مبارك الكبير وحياة هذه الشاعره في حزن وبؤس دائم بسبب فقدانها لأبنيها، أحدهم أخذه البحر منها والثاني تكفلت به الصحراء.ابنها الأكبر عبدالعزيز فقد في رحلة الغوص حين غرق في قاع البحر أثناء بحثه عن اللؤلؤ ويوم رجوع السفن للكويت كانت تنتظر على الشاطئ حالها كحال كل اهالي الكويت لاستقبال البحارة تنتظر ابنها ولم يطل الانتظار فقد رأت النوخذة يوسف الفهد وعندما جاءت تسأله حتى بادرها أحد البحارة بالخبر المحزن وقالت ترثي ابنها بهذه الأبيات:
يابو سعد عزي لمن ضاعت أرياه
قلبه حزين ودمع عينـه يهلـي
يسهر طوال الليل والنوم ماجـاه
في مرقـده كنـه بنـاره يملـي
على وليف عذب الحـال فرقـاه
الطيـب اللـي للرفاقـه يهلـي
مدري درادير أزرق المـوج ودّاه
والا كلاه الحـوت ياكبـر غلـي
ياليتنـي دميـت بالهيـر ويـاه
موج البحر فوقي وفوقـه يزلـي
الله يسود وجه يوسف وجـزواه
ماذكر دمعي وسط حوشه يهلـي
جتني هدومه بعد عينه مطـواه
لاوفق الله محمـل جابهـن لـي
ليته ورا سيلان والهنـد مربـاه
وأرجي يجيبه لي شراع معلـي
البندق اللي عندنـا لـه مخبـاه
نقّالهـا عقبـه عينـه يـولـي
وصلاة ربي عد ماحـل طريـاه
وأعداد ماسار القلـم بالسجلـي
وبعد مرور خمس سنوات على فقدان ابنها الاول كان ابنها الثاني مع الشيخ مبارك في حرب الصريف ضد بن رشيد وكانت تنتظر رجوع الابن لكن قرينيس الرشيدى احد رجال الشيخ مبارك كان اول العائدين ونقل لها خبر ان الابن اصيب بالمعركة وربما قتل واشتعلت النار بقلبها مرة ثانية ورثته بهذه القصيدة:
قلت آه من علم ٍ لفا به قرينيـس
ياليت منهـو ميـت مـا درابـه
علم لفا به مرس القلـب تمريـس
والنار عجت في الضمير التهابـه
والنوم له عن موق عيني حراريس
والحنظل الممـزوج زاد بشرابـه
علي الذي قفا علي ضمر العيـس
واليوم ما أدري وين حد لفـا بـه
نصيت بيته قلـت لـه ياقرينيـس
وين الحبيب وقـال ماعلمنـا بـه
اقفى مع البيرق بحرب السناعيس
وان سلمه رب المخاليـق جابـه
رديت من كثر البكاء والهواجيـس
دمعي كما وبل نشا مـن سحابـه
يـاالله يافكـاك حبـل المحابيـس
تفـك لـي محمـد مـن صوابـه
بجاه محمـد ويعقـوب وادريـس
عسى دعاتي عنـد ربـي مجابـه
واعداد ماهبت هبـوب النسانيـس
على النبي صليت هو والصحابـه
المصدر: جريده الراي عن منتديات البوادي
بوخالد..
10-04-2010, 05:12 AM
الاخ السبيعي
تحية طيبة
اود ان اضيف لك هالمعلومة
ان المرحوم ابراهيم بن حسين الزنكي هو زوج السيدة منيرة عبدالعزيز عبدالله العبيدي وهي شقيقة الشاعرة موضي العبيدي وهو من مواليد 1844م وتوفي 1929م.ومن ابناءها لطيفة وشيخة وعبدالعزيز وحسين الذي اشتشهد في معركة الصريف .
وايضا شقيقه محمد بن حسين الزنكي تزوج من فاطمة احمد محمد العبيدي
وهو من مواليد 1849م
ملاحظة :
ابراهيم بن حسين الزنكي من زوجاته خديجة عبدالله الفرج وهي بنت الشاعر عبدالله الفرج
وايضا من زوجاته بزة محمد محمود المعوشرجي
مع الشكر
جون الكويت
23-06-2010, 08:03 AM
قرينيس احد خدام مبارك
الأخ المحترم
في هذا الرابط نقاش حول معنى كلمة خادم الشيوخ
http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=4668&highlight=%CE%C7%CF%E3
من مشاركة رقم 5 فما بعدها
بوجاسم
25-06-2010, 07:01 AM
اللي سمعته أن في قصيدة قالتها الشاعرة موضي العبيدي الله يرحمها ويرحم كل أمواتنا إنها قالت قصيدة رابعة وبسببها منعوا عنها القصايد
القصيدة الرابعة موجهة ل.........؟!؟!؟!؟
فحيحيلية أصيلة
10-08-2010, 03:58 AM
حقيقة انها سيرة شييييييييقة جداااا.. و وانا سمعت عنها من زمان من جدتي.. كانت تقوللي عن قصايدها بس ما كنت احفظها.. وانا سمعت قبل اشوي من الاخوة ان كانت لها قصيدة في غاااااية الالم مما جعل الشيخ مبارك يدعيها.. و لو سمحتو اذا في احد يعرف عن هالقصيدة الاليمة لا يبخل انها ينشرها لنا.. انا في انتظارها.
تقبلوا مني تحياتي
منى العبيدي
02-03-2011, 03:46 AM
صراااااحه كفيييييت ووفيت
وموضي العبيدي تصير عمتي الله يرحمهااا
ويكفي لنااا فخر انهاااا كانت من اول شاعرات الكويت
بدر محمد
17-04-2011, 07:10 PM
السلام عليكم
الأخ المشرف فى موقع تاريخ الكويت
يعطيك العافيه يا خوى على ما نقلته عن موضى العبيدى
وبما أنه عن تاريخ الكويت والاسر الكويتية لذلك لابد وأن تكون المعلومات دقيقه أو مجانبة للصواب ومنطقية وماقمت به من نقل لموضوع الفرحان جهد ممتاز وكذلك ماقام به الأخ فرحان الفرحان عمل كبير وقد اعتمد فيه على المقالات والبحث والنقل من أقارب المذكورة رحمها الله .
لذلك أود أن ابين بعض الامور عن ما كتب فى الرسائل الملحقة
ففى الرسالة رقم 18 ذكر العضو المشارك والناقد معلومات عن العبيدى وهى صحيحه وهذا ما نعلمه وتناقلناه عن اسرتنا .
أما بخصوص العضو بوسعود والذى يذكر اسمه عبدالعزيز محمد سعود محمد مبارك عبدالله عبدالعزيز العبيدى ويشكر المشرف على ماذكره عن اسرته فقد استغربته ولا ادرى كيف اصبحت موضى من اسرته
فعائلة العبيدى لا يتجاوز عدد ذكورها حتى وقت كتابة هذه الرسالة المائة وخمسون وليس فيهم من نسبه بهذا الاسم فأرجو التوضيح من هذا الاخ عن نسبه ومن هو ابن عمه الذى يود التواصل معه . وسوف يجد اسمى مكتوبا فيما ذكره الفرحان عن عائلتنا . وان كان يود التواصل فبإمكانه الرد على ماكتبته .
ولكم جزيل الشكر
بـن كــعمي
11-08-2011, 07:15 AM
كان الكويتيون في مدينتهم ينتظرون حقيقة تلك الحادث بفارغ الصبر. ينتظرونها وهم على احر من الجمر. وقد ساورتهم الهواجس والمخاوف وبينما هم كذلك واذا بـ (اقرينس) احد خدام مبارك قد ولج المدينة متنكرا يتعثر باذيال الذلة والانخذال. فاطار النبأ المفجع بينهم ورمى جموعهم بتلك القنابل المزعجة. فترك الكويت اذ ذاك كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج. تركها وقد ارتفع عويلها .
هذا ماذكره المشرف فرحان IE وانهو قذف في تاريخ فارس وقائد جيش اسد الجزيره المفور له بأذن الله الشيخ مبارك الصباح .
والكلام الموجود هذوا ماذكره في هذا الصفحه وهذا رابط من نفس الموقع عن الكاتبه القديره غنيمه الفهد وكتبت مقاله كامله عن الفارس محمد بن قرينيس الكعمي الرشيدي وعن عطاء عائلته الي هذا الوطن الغالي من شهداء مشكورين حتى يومنا هذا ولكم الرابط
http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=1284
وارجو من الاخوه القائمين على هذا المنتدى وعلى صاحب الموقع حذف ما كتب عن جدي محمد بن قرينيس الكعمي حيثو انه تلاعب بتاريخ واااااااضحونحنو لن نسمح ولن نسكت عن ماذكر.............. وشكرأ
المشرف العام
11-08-2011, 07:45 PM
أخي الفاضل،
هذا الكلام لم يكتبه المشرف IE و إنما كتبه فرحان الفرحان في مجموعة مقالات نشرت في جريدة الوطن قبل عدة سنوات.
بـن كــعمي
12-08-2011, 06:12 AM
أخي الفاضل،
هذا الكلام لم يكتبه المشرف IE و إنما كتبه فرحان الفرحان في مجموعة مقالات نشرت في جريدة الوطن قبل عدة سنوات.
احيك اخي المشرف العام على مرورك.... لك مني تحيه
بخصوص موضوع IEحيثوا انه مذكور في جريدة الوطن قبل عدة( سنوات ) وبالامس وضعت لك الرابط من كلام موثق من كاتبه معروفه الكاتبه غنيمه الفهد في منتداكم المحترم والرابط اقراه فوق ماطاف عليه سنين كما ذكر في جريده الوطن بأنه فارس وينتمي الي عائله ال كعمي من قبيلة الرشايده وليس مثل ماذكر وجرح وأساء الي جدي ولماذا كونك مشرف هذا المنتدى وترا بعينك الخطأ من فرحان لما لا تحذف الموضوع او تعدل عليه تعديل بسيط هل انت يعجبك ماقاله من كلام استند عليه من جرايد يا سيدي الفاضل والحقيقه من مئرخه مثل الكاتبه غنيمه الفهد وانا من احفاده لسنا ( عبيد ) كما ذكر IE وارجو منك الانصاف في هذا الوضع من ماذكر عن قائد جيش اسد الجزيره الشيخ مبارك الصباح رحمه الله ..
محمد قرينيس بن كعمي الرشيدي ليس ( عبد ) بل حــــر ومن سلالة احرار وارجو منك حذف ماذكره IE وانا ما احتاج ايميلج يا المشرف العام لان الموضوع هذا واضح يجب عليك حذف الموضوع والاخ IE مو كيفه يبي يخلي جدي (عبد) ... موبكيفه الي يقوله يصير يا المشرف العام رجاء حار حذف الموضوع لاتتمسك بتاريخ غلط وفيه تلاعب أو ورا التلاعب رجال يطالبونك كونك انت المسؤل على هذا المنتدى وأترك الكلام للقراء
ولــك انت الاخــتــيار....................
( الله اما اني بلغت الله اما فشهد )
AHMAD
12-08-2011, 02:54 PM
أخوي بن كعمي
قبل الحديث معك .. و للمعلومية العامة أن قائد جيش مبارك الكبير هو المرحوم صقر الغانم ... وأما قرينيس فلم يكن قائد جيش وإنما مرافق للشيخ مبارك ومثلما ذكر الفرحان ... وكانوا بالسابق يطلقوا عليهم لقب "خادم " .. وفي ذلك الزمان كان الأمر طبيعي أن يطلق على من يعمل لدي الشيخ والملازمين له دائماً .. بلقب "خادم" .. ومن أراد أن يبحث بالتاريخ ويقرأ يجب عليه أن يعرف بالأوضاع الإجتماعية السائدة في تلك الفترة .. وما ترفضه الآن ولا تقبل به كان في ذلك الزمان أمر عادي ومقبول ..
ونهاية الأمر هذا الموضوع يختص بالشاعرة موضي العبيدي فقط ... فإن أردت أن تعقب فمن الأفضل أن تراسل وتعقب على الكاتب فرحان الفرحان ومن خلال الجريدة الرسمية .. غير ذلك أي مشاركة خارج هذا الموضوع سوف تحذف ونتمنى منك التعاون معنا .. وشكرا
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2024 vBulletin Solutions,