المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد أحمد المشاري


IE
29-03-2009, 10:29 PM
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/23835491320090329.jpg

أصدر مركز البحوث والدراسات الكويتية "ديوان الشاعر محمد أحمد المشاري"، يضم الكتاب قصائد المشاري التي نشرت في ديوان "أصداء"، وتلك التي لم تنشر بعد·
وقد أشار د· عبدالله يوسف الغنيم في مقدمة الكتاب إلى أن الشاعر المرحوم محمد أحمد المشاري قد اجمع بين العديد من الخبرات الاقتصادية ثم ترقى في العمل الديبلوماسي حتى أصبح سفيرا للكويت في نيروبي التي كتب فيها أجمل قصائده في وصف الطبيعة هناك·
بالإضافة إلى الكثير من الحنين إلى الأهل والوطن حيث لم ينس لحظة أنه شاعر يحمل هموم بلده وأمته أينما سار أو حل، فكانت له قصائد عصماء في حب الكويت، وحاضرها وماضيها يطلقها في أعيادها الوطنية وفي مناسبات مختلفة، كما كان شعره مرآة صادقة لضمائر الكويتيين جميعا أيام محنة الاحتلال العراقي 1990م·
وتوالت إبداعات الشاعر في هذا الديوان وتنوعت، فكان منها الشعر التمثيلي الذي كاد يندثر، ومنها الشعر المترجم والقصائد التي تعكس نظرته للدين والحياة والناس، هذا بالإضافة الى الشعر السياسي الذي يعالج قضايا بلده وأمته العربية كاشفا واقعهما في وضوح مشخصا الأدواء، وواصفا الدواء في غير مواربة أو التواء، ومن ثم كان شعره جديرا بالدراسات النقدية التي تلقي الضوء على مافيه من رؤى وإبداعات ويضيف:
لقد تميز المغفور له عن كثيرين من الشعراء بما ترجم من قصائد لشعراء إنجليز من أمثال "وليام هنري ديفس" و"توماس ناس" و"لورد تيسون" وغيرهم، وصاغ ذلك في قالب عربي أصيل، كما كان شعره -بحق- يعطي صورة جلية عن مدى ثقافته ووعيه وقدرته، وكانت له منشورات كثيرة في الصحف والمجلات الأدبية، كما كان عضوا في رابطة الأدباء الكويتيين ورئيسا لتحرير مجلة "البيان الكويتية الأدبية"·
ومركز البحوث والدراسات الكويتية وهو يقدم هذا الديوان الى أصدقاء الشاعر ومحبيه وعاشقي فنه وشعره والمتابعين لنتاج الحركة الأدبية والفكرية في الكويت- يطيب له أن يقدم خالص الشكر لأسرة المرحوم الشاعر التي تقدمت بالأصول المخطوطة لهذا العطاء الغزير للشاعر الفنان، ولابد من الإشارة الى أن الفضل في تقديم هذا الكتاب إلى المركز يعود الى الأستاذ الأديب والشاعر عبدالله زكريا الأنصاري رحمه الله، والذي كان حريصا أن يرى هذا العمل النور، ثم قام بمراجعته ومتابعة طباعته - مشكورا- الأستاذ الشاعر الدكتور خليفة الوقيان عضو مجلس إدارة المركز·


مضمون القصائد


وقد تفاوت مضمون القصائد، وإن كان في مجمله يتركز حول القضايا الكبرى التي مرت بها الأمة العربية فترة الستينات والسبعينات من القرن المنصرم، لذا نجد في الديوان قصائد في مدح الزعيم جمال عبدالناصر، وعن الوحدة بين سورية ولبنان، وكذلك قصائد في الإخوانيات والمناسبات المختلفة، يقول في قصيدة "عن الأوراق"، وقد قيلت بمناسبة صدور كتاب "الأوراق" للشاعر الأديب أحمد السقاف:
ألا متع الرحمن من حث متعتي
بأطيب ما يروى ويحكي وينشر
كنوز بيان في كتاب يضمها
جواهر لا يرقى إليهن جوهر
فتلك هي (الأوراق) أوراق روضة
معطرة غناء بالفكر تزهر
سقتها فروتها دراية حاذق
أديب أريب بالذي عنه يؤثر
فلا عجب إن جاد بالجود ذو النهى
كذاك سحاب النوء يسخو فيمطر

ويقول في قصيدة أخرى كتبت في رثاء المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح:
بكينا وهل تجدي الدموع السواجم
غداة بكينا والمنون المداهم
ولكنه فرط الجوى من جوانح
يجيش به حب ويملي التراحم
أميرا له في كل قلب مكانة
عزيزة ركن شأنها لا يزاحم
فلو أنها تفدى النفوس لسارعت
بقية أعمار ترجى تساهم
فوالهف نفسي لهف نفسي فإنما
هي الفاتكات السالبات الصوارم
إذا نزلت يوما فلا متأخر
لأي امرئ عنها ولا شيء عاصم
تمعنت في الدنيا فلم أر زهوها
يسر ولا يغني الغنى والمزاعم
نجيء ونمضي ثم تبقى مآثر
إلى حين يطوى ذكرها والمعالم

والديوان لا يخلو أيضا من القصائد ذات الطابع الوجداني، والعاطفي، وإن كانت أحاسيس الشاعر "المشاري" تصب في مجملها في حب الوطن، فهو قد عشق الكويت، وأحب ترابها ورقة نسيمها، بقول في قصيدة "ليلة مقمرة"·
تلاعبني فوق الرمال نسيمة
فأشكو بما أخفي لتلك النسيمة
أقول أنا أهوى بلادي ولم أزل
أرى في بلادي غايتي وسعادتي
تمرغت في أحضانها متنعما
وأشبعت من خيراتها كل حاجة
وكم كنت ألهو في الطفولة ضاحكا
على أرضها يا دهر أين طفولتي؟
وعاش عليها من قديم وكونوا
جدود أعزاء شديدو الصلابة
إذا نطقوا بذّ الفعال كلامهم
وإن وعدوا أوفوا بيسر وشدة
وإن نوزعوا في حقهم هبّ جمعهم
هبوب الذي مسته أنياب حية
بلادي وإن لم تنبت الزهر أرضها
ولم تلتحف دوما بعشب وخضرة
فقد خلق الحب العظيم جمالها
أراها بقلبي روضة جنب روضة!

جريدة الطليعة - 30/5/2007

IE
29-03-2009, 10:35 PM
هل ترى
يا صديقي أيها الشاعرُ مثلي هل ترى أننا عكسُ الذي يُروى نسيرُ القهقرى؟
وبأنّ الحملَ قد زاد فأحنى الأظهُرا فإذا الصاعدُ أضحى هابطاً ما شَعرا
وَهْو يُلقي، في ابتعادٍ، نظرةً نحو الذُّرى
هل ترى الأشكالَ والألوان مثلي لا تهمُّ غَنِيتْ لكن ْإذا ما عَرِيتْ فاللُّبُّ عُدْمُ
وضياعٌ في ضياعٍ ومتاهاتٌ ويُتْمُ مثلما لطَّخ منه الوجهَ بالأصباغ سُقم
كي يُرى منه احمرارُ الوجهِ ما بين الورى
هل ترى كيف لبسنا في التَّرائي من لَبوسِ؟ فابتسمنا للبرايا، واختلينا في عُبوسِ


لاكما شاؤوا

لا كما شاؤوا ولَكنْ مثلما شئتُ سأحيا
مثلما شئتُ قويّا مثلما شئتُ أبيّا
ثابتَ الخَطوِ على الدَّر ب، وإن طال عليّا
لا صخور الجورِ والإر هاب تُوهِي قدميّا
أو بريق الزّيف والإغـ ـراء يُعمي ناظريّا
لا كما شاؤوا ولَكنْ مثلما شئتُ سأبقى
لا أرى الباطل إلا باطلاً ، والحقَّ حَقَّا
وإذا قالوا رياءً ونفاقًا ، قلتُ صدقا

سعدون باشا
30-03-2009, 02:37 AM
محمد احمد خالد المشاري
ولد في مدينة الكويت عام 1936م وتوفي عام 2000م

حصل على بكالوريوس في الاقتصاد

عمل محاسباً ثم أصبح سفيرا في كينيا وتفرغ بعد ذلك للعمل الحر

له ديوان شعر بعنوان : " اصداء " 1996

كويتى مخضرم
06-01-2010, 06:09 AM
من شعراء الكويت: محمد أحمد المشاري

هذا شاعر نابه من شعراء الكويت البارزين، له شعر رقيق، كما أن له عناية بالشعر الموجه إلى الأطفال، وهذه ميزة تميز بها. وكان لطيف المعشر محبوباً إلى معارفه، وإلى كل من يتصل به، كثير الاطلاع والاتصال بالأدباء، وله علاقة خاصة بالأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري، وكانت لهما لقاءات متعددة حول الأدب والشعر، وكان إعجاب الأستاذ الأنصاري بالشاعر المشاري وبشعره قوياً، يستمع إليه ويتتبع آخر إبداعاته واستمرت علاقاتهما معاً إلى أن طواهما الموت ومضيا إلى رحمة الله.
تتبع الأستاذ عبدالله زكريا إنتاج الشاعر المشاري في حياته، وحثه على إصدار ديوان يضم شعره، وقد حدث ما أراد، وكان ذلك في سنة 1996م حين أصدرت دار قرطاس بالكويت مجموعته الشعرية المسماة: «أصداء»، وقد ضمت مجموعة منوعة من القصائد منها الوطني والغزلي، ومنها قصائد ذات أصول إنجليزية صاغها صياغة عربية جميلة وضمن المجموعة عدداً من القصائد الاجتماعية، والمراثي، ومجموعة أطلق عليها عنوان: نظرت، لها بعض اللمحات الفلسفية، فهي تكاد تكون تأملات في الحياة بكافة صورها.
تابع الأستاذ زكريا ضم القصائد التي لم تنشر ضمن هذه المجموعة فتكونت لديه مجموعة لا بأس بها، ربما كانت تغطي كافة إنتاج الشاعر إلا ما قل منه، ولم يكتف بذلك بل كتب لها مقدمة طيبة حكي فيها عن علاقته بمحمد المشاري، وشعوره بفقده عندما علم بوفاته، ووجد أن جهده هذا سوف يكتمل عندما يقوم بتسليمه إلى جهة أمينة تحرص عليه، فكان أن أرسل الديوان مع مقدمته إلى مركز البحوث والدراسات الكويتية الذي اهتم بالأمر جداً، وطلب من الأخ الدكتور خليفة الوقيان مراجعة النصوص قبل أن تتسلمها المطبعة وهكذا صدر الديوان في حلة قشيبة، وكان الدكتور خليفة هوالذي سلم نسخة الديوان بوضعه الجديد إلى المركز نقلاً عن الأستاذ عبدالله زكريا.
جاء في مقدمة الأنصاري للديوان عن الشاعر قوله: «المرحوم محمد أحمد المشاري شاعر رقيق المشاعر ومرهف الاحساس يمتلئ وجدانه بالشعر، ويصعب عليّ أن أختار شيئاً من شعره فشعره كان مليئاً بالصور والأخيلة، وشعره كله مختار صادر عن صدق ومعاناة شاعر، وهو شاعر يحاور مع الشعر في كل مناسبة، ويأتي بالبديع من القول، والمنغم من الشعر، والمرتل من النظم، وكنا نطلق عليه في بيت الكويت (شاعر الشباب)، وهو شاعر الشباب حقاً وبلبلهم المغرد المغني، وهو يغني بالشعر غناء جميلاً، والشعر غناء، والشاعر يغني فرحاً ويغني حزيناً، ويغني طوراً بين الحزن والفرح، ويحلق أحياناً بشعره في عالم آخر يصف الجمال، ويصف الحلم، ويتخيل الخيال، ويرسم طوراً بشعره لوحات من الحياة وواقعها، سواء أكان واقع الحياة حسناً أو كان سيئا، يرسم قصائد ولا يمل الرسم، وكلما أطلت عليه صورة من هذه الصور المختلفة رسمها بشعره، وخلدها بقصيدة من قصائده، وما أكثر الصور الجميلة».
ثم يضيف الأستاذ عبدالله زكريا: «وهذا شعره عليك أن تتأمله، وأن تتملى بمعانيه، وربما خفيت عليكم خافية أو بعض خافية منه، لكن شعره بعيد عن التزويق، وبعيد عن الغموض وبعيد عن الإبهام، وهو شاعر ملتزم بالشعر معنى ومبنى، ملتزم به روحاً مرفرفة طائرة في سماء الشعر، وما أدراك ما سماء الشعر، نجوم ساطعة جلية، وكواكب سائرة نيرة، وأقرأ ما يقوله في إحدى قصائده عندما استبد به الشعر، وتعانق معه عقلاً وخيالاً وواقعاً».

لكم طاب عيش واستحب مثاب
يبديك فيه راحة ورحاب
لنا في سكون الليل والكون هاجع
أحاديث في شتى الشجون عذاب
سرى البعض في أدب سقيم مزيف
وعن أدب بالطارئين مصاب

والواقع أن قصائده تكمل بعضها بعضاً فهي صادرة عن روح طيبة محبة للطبيعة وللناس، وقصائده أيضا تدل على علاقته بالأدب العالمي، وحبه لكتابة الشعر للأطفال الذين يجد فيهم عدة المستقبل كما يجد فيهم الروح الوثابة التي يسعد بها حين يلتقي بهم ويجلس معهم.
وكانت بين الشاعرين (الأنصاري والمشاري) قصائد متبادلة تدل على عمق الصلة بينهما، وعلى ما يكن كل واحد منهما للآخر، وقد لفتت نظري قصيدة جميلة كتبها المشاري وأرسلها إلى صديقه، وكان يشكو فيها حال الأمة العربية، ويعيب على بعض حكام العرب أنهم:

يتنمرون على شعوبهم
ويجرجرون لغاصب ذيلا
فغدت سهام الحق طائشة
وجنوده مجروحة قتلى
ومضت جموع العرب تائهة
تحدو السراب وتتبع الظلا

ثم يتحدث- ضمن القصيدة- عن نفسه التي تحملت الكثير وهي تعيش الأجواء المؤلمة لأمة العرب فيقول:

أبداً أطا منها فتدفعني
نفس أبت أن ترضع الذلا
وأقول مهلاً في غد فرج
فتقول إني أكره المهلا
جياشة لا تستقر ولا
ترضى بديل القمة السهلا
أوَ تستريح وكل مهزلة
أجواء أمتنا بها حُبلى

وحين وصلت هذه القصيدة المعبرة إلى الأنصاري أثارت في نفسه الكثير من الكوامن، ولا شك في أن ما يفكر فيه الصديقان مشترك، وهذا ما دفع الرد على القصيدة إلى الظهور فجاءت قصيدة الأستاذ عبدالله الأنصاري، وفيها مشاركة للمشاري في أحاسيسه وأفكاره، وفي تحمله للألم بسبب ما أصاب أمة العرب في صميمها، فقال ضمن رده:

يا مرسل الشعر الجميل لقد
أرسلته مترقرقاً سهلا
غنيت فيه المجد منثلما
ورثيت فيه الفضل والنبلا
وبكيت أخلاقا لنا انطمست
كنا لها الخلان والأهلا

ومنها قوله:
يا أيها المستاء من زمن
أحكامه لا تعرف العدلا
ورجاله خشب مسندة
إذ يعبدون المال والنسلا

وهكذا..

وللشاعر المشاري مطارحات شعرية أخرى مع الأستاذ عبدالله زكريا كلها تدل على العلاقة بين الشاعرين.
وإذا نظرت إلى قصائد الديوان وجدت الكثير منها يتجه إلى مخاطبة عدد من أصحابه الشعراء، فينتهز فرصة صدور ديوان لأحدهم ليقدم له التهنئة بذلك، أويتحدث إلى آخر عن ذكريات مرت بينهما، أو عن رحلات قام بها مع زملاء له في غابات أفريقيا عندما كان مقيماً هناك، فهو شديد التعلق بأصحابه، لا ينسى أحداً منهم، حريصاً على أن تبقى صلاته معهم مستمرة لا تنقطع.
هذا فيما يتعلق بديوان شعره العام، أما ما سوى ذلك فإن مركز البحوث والدراسات الكويتية قد قام بعمل جديد فيما يخص نشر نوع آخر من قصائد هذا الشاعر المبدع، إذ قام المركز المذكور بطبع سبع من القصائد التي تهم الأطفال، فجاءت في سبع كراسات جميلة ملونة بشتى الألوان مليئة بالصور المعبرة التي تكاد تنطق، وفي هذه القصائد الكثير من المعلومات والنصائح التي تهم الطفل، وقد جاء بعضها على لسان الزهور والحشرات والحيوانات والطيور، وتنوعت أهدافها ورقت لغتها بحيث يستفيد منها كل قارئ من أبنائنا الصغار الذين نحرص دائماً على أن تقدم لهم الشيء الذي يزيد معلوماتهم ويوسع مداركهم، ومما يذكر للمركز بالتقدير والشكر أنه قام بترجمة هذه المجموعة الطيبة إلى اللغة الإنجليزية فسدت مجالاً مهما فيما يتعلق بحاجات الأطفال القرائية في الكويت خاصة، وأعطت لقراء الخارج فرصة لمعرفة ما يستطيع شاعر كويتي أن يقدمه من إبداع.
أما بخصوص ما يتعلق بحياة الشاعر محمد أحمد المشاري فإنه قد تخرج في سنة 1957م في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة القاهرة، وفور تخرجه عمل محاسباً في دائرة المطبوعات والنشر ثم صار معاوناً ماليا بها، وانتقل إلى العمل في السلك الدبلوماسي عند نشوء وزارة الخارجية، فكان سكرتيراً أول لسفارة الكويت في اليابان، ثم عاد إلى ديوان وزارته ليتولى منصب مدير الإدارة الاقتصادية، ولكنه في اليوم الثامن والعشرين من شهر مارس لسنة 1968م صار سفيراً للكويت في كينيا، ولبث بها إلى أن عاد إلى ديوان الوزارة، ثم استقال من عمله في اليوم الخامس من شهر مارس لسنة 1969م.
وهو شاعر جيد الشعر له إلى جانب ديوانه مطبوع قصائد منشورة في عدد من مجلات الكويت، وكان رئيس تحرير مجلة البيان التي تصدر عن رابطة الأدباء الكويتية حتى سنة 1968م.
نضيف إلى هذا أن والد الشاعر محمد المشاري وهوأحمد خالد المشاري شاعر كبير من شعراء عصره البارزين له شعر غزير ليس بين أيدينا منه إلا ما ذكره الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه «تاريخ الكويت» حيث أورد له عدداً من القصائد والمقطوعات التي تنوعت أغراضها وتعددت دواعي إنشائها.
يمتاز شعر أحمد المشاري بالرقة والتدفق والتعبير الصريح عن الأموور التي يراها، ولد في سنة 1886م، وتوفي في سنة 1948م، وعمل في عدد من البلدان قبل أن يستقر في وطنه حيث صار عضواً في مجلس دائرة المعارف في سنة 1936م، وفي مجلس بلدية الكويت في سنة 1938م، وفي مجلس دائرة الصحة في سنة 1948م، وهي سنة وفاته.
***
أحمل في نفسي تقديراً كبيراً للشاعر محمد المشاري بدأ منذ صرت اقرأ قصائده المنشورة في الصحف، وقد زاد ذلك التقدير له عندما لقيته فوجدت فيه إنساناً طيباً محباً للخير، عفيفاً بعيداً عن أن يكون حاقداً على أحد من الناس، ولذا فقد احتفظت له بقدر كبير من المعزة التي هو أهل لها، وقد انتقلت معزتي لهذا الشاعر ومحبتي له إلى أولاده، وأذكر أن عزيزي يوسف ابن الأخ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم قد عرض عليّ أبياتاً من الشعر كتبها عبدالعزيز محمد المشاري، وقد سعدت جداً بانتقال موهبة الشعر من محمد إلى عبدالعزيز، ووجدت نفسي أكتب بعض الأبيات أذكر هنا بعضاً منها:

عبدالعزيز نظمت نظماً
أبقاك وسط الشعر نجماً
مازلت تبتدع القصيـ
ـــد، وتنتقي ما طاب رسما
وتردد الشعر الجميــــ
ـــل، مقدما ما كان أسمى
ما قلت شعرك صدفة
أو قلت ذاك القول رجما
فأبوك شاعر عصره
وأبوه أجرى الشعر سهما
يصل الحقيقة وقعه
وإذا أصاب الخصم أصمى
قد أورثاك فأحسنا
إذ أورثا جدا وفهما

كان ذلك في سنة 2003م، وكنت أرمي في كتابة ما كتبت إلى تشجيع الشاعر الجديد، وإحياء ذكرى الأب في وقت واحد.
رحم الله الشاعر بقدر ماله من محبة في نفوس الجميع.
هذا ولم يهتم أحد من شعرائنا بإبداع الأشعار التي يمكن أن يقرأها الطفل فيستفيد منها ويسعد بها إلا من ندر منهم، ولكن الشاعر محمد المشاري اهتم بذلك اهتماماً شديداً، فقدم في ديوانه عدداً من الأناشيد الخفيفة الممتعة التي يقرؤها الطفل بسهولة فيفهمها ويعرف مغزاها، وردت هذه الأناشيد الجميلة في ديوانه، ولكن مركز البحوث والدراسات الكويتية تقديراً منه لقيمتها الأدبية والفنية، ولكي يفردها للأطفال حتى يتصلوا بها مباشرة قام كما قلنا فيما سبق بطبعها في سبع كراسات ضمت كل كراسة منها أنشودة من تلك الأناشيد السبع، ولم يكتف المركز بطبعها بل أضاف إلى كل واحدة منها عدداً من الرسوم الجميلة، التي تجعل الطفل يقبل عليها ويحب قراءتها بل وأخرجها إخراجاً طباعياً جميلا يسر كل قارئ.
تبدأ الأناشيد السبع بأنشودة بعنوان «حكاية» وهي من نوع الأراجيز شبيهة بتلك الأراجيز التي نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي، ويبدو أن شاعرنا كان متأثراً به، وبكتاب آخر هو «كليلة ودمنة» الذي أشار إليه منذ بداية أنشودة «حكاية» فقال:
قرأت في كليلة ودمنه
عن مثل الإخوان وقت المحنه

وقد تحدث فيها عن مجموعة من الحيوانات كانت تعيش في راحة بال، في جو ممتع، ومكان خصب، فجاءها صياد كدر صفوفها، إذ نصب شباكه لهم، والأنشودة ترينا كيف يتخلصون من هذه المشكلة بتعاونهم.
أما الأنشودة الثانية فهي: «الطائر الحائر» وفيها حكاية عن طائر دخل إلى غرفته ولم يستطع الخروج منها وعبثاً حاول الشاعر أن يدله على طريق الخروج، ولكنه لم يهتد أبداً، إلى أن قام بإمساكه وأخرجه من نافذة الغرفة إلى الحرية قائلا:
أو ليس البعض في هذي الدنا
مثل هذا الطير تيها في المسارْ
خابطاً في ظلمة من صنعه
وإلى جانبه يبدو النهارْ

وهكذا استخلص الحكمة التي يستفيد منها الإنسان مما حصل مع الطائر التائه.
هذا وقد جاء في هامش القصيدة في الديوان أنها مستوحاة من قصيدة «الطائر في الغرفة» للشاعر الإنجليزي «ليهمان».
وأما الأنشودة الثالثة فهي تروي قصة معروفة عن أسد وذئب وثعلب، وفيه يقضي الثعلب للأسد قضاء يدفع به عن نفسه خطر الموت.
والأنشودة الرابعة هي: «السيل والجرذان» وهي تحكي قصة مجموعة من الجرذان كانت تعيش هانئة على ربوة من الأرض خضراء يجدون حولها كل ما يحتاون إليه من ثمر، وجاء إلى الموقع سيل عظيم فتدافع الجمع راغبين في الهجرة إلا أن رئيسهم وقد أخذه الغرور أمرهم بالبقاء مدعياً قدرتهم على مجابهة السيل، ولكنهم ماتوا جميعاً تحت وطأة القوة الجبارة، وفي الختام:
كذا الحق سوف يزيل الطغاة
إذا اعترضوا زحفه المنتظر

وشبيه ما جاء عن الاغترار ما ورد في أنشودة «الفيل والنمل» وهي الخامسة من الأناشيد. وقد ظهر فيها ما يستطيع أن يقوم به النمل الضعيف للدفاع عن نفسه في مواجهة الفيل الضخم.
وتتحدث أنشودة «النملة والبعوضة» عن جدل ثار بين هاتين الحشرتين، تنتصر فيه كل منهما للرأي الذي تراه وفي الختام تنتصر النملة الدؤوب، فيقول الشاعر:
يا ليتنا كالنمل في سعيه
ما همه اللغو ولا المظهر

والأنشودة السابعة هي: «النحلة والزهرة» وهي في ديوانه، وقد وضع تحتها هامشاً يقول: «عن الشاعر لورد تنيسون». وفيها حديث عن العلاقة التي نشأت بين النحلة والزهرة، ولكنها علاقة مصلحة من جانب النحلة التي عندما وجدت أن الزهرة قد ذبلت أقلعت بجناحيها إلى أعلى تاركة صاحبتها وحدها.
لقد كانت مجموعة جميلة عبرت عن اهتمام الشاعر بالطفل وحرصه على أن يقدم له شيئا يرتاح إلى قراءته وسماعه. وعبرت - أيضا- عن اهتمام مركز البحوث والدراسات الكويتية عندما بذل الجهد الكبير في سبيل تقديمها بهذه الصورة الجميلة التي أضافت إلى قيمتها الأدبية والتربوية قيمة فنية كبيرة.

د. يعقوب يوسف الغنيم
جريدة الوطن الكويتية
تاريخ النشر 06/01/2010

أم عبدالعزيز
08-01-2010, 04:13 PM
قرأته فى صحيفة الوطن صفحة كاملة
أضافهاالآن الأخ عبدالرحمن
جزاه الله خير

لكــ كل الشكر IE



.

IE
09-04-2010, 02:26 AM
قبل شهور خلت كتبت عن السيد المرحوم محمد سالم العتيقي، وقلت في ذلك البحث: محمد سالم العتيقي كما عرفته واحببت ان اعيد ذاكره للذاكرين.
واليوم اعيد البحث للحديث عن زميل آخر كان وايانا في المدرسة القبلية هو المرحوم محمد أحمد خالد المشاري.
أتذكر في سنة 1945 وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اوقفونا في طابور الصباح بعد سقوط المانيا في الحرب العالمية الثانية وكان المرحوم ناظر او مدير المدرسة القبلية عبدالملك الصالح يلقي علينا كلمة بمناسبة انتهاء الحرب، حيث انهزمت المانيا، وان ايام العسر ستنقضي.


كنا نقف مجموعة من الطلبة في هذا الطابور وخصوصاً اننا فصلنا وكان بجانبي المرحوم محمد العتيقي الضابط والتاجر السابق ومحمد علي الحمد وكيل وزارة الكهرباء السابق ومحمد أحمد المشاري السفير السابق وغيرهم من زملائنا في هذه المدرسة وهذا الفصل كانت المدرسة القبلية هي رابع مدرسة حكومية في الكويت: المباركية في الوسط والشرقية في شرق والاحمدية في البحر في اليسرة قبله والقبلية في الصهيد (هذه المنطقة تسمى الصهيد) قديماً.
تعرفت على المرحوم الزميل محمد المشاري في الفصل الذي ندرس فيه ولما كنا نخرج من المدرسة ونتيجة الى طريق مشترك حيث منزلهم قرب (بازين خانة) محطة البنزين، ونحن نواصل السير الى المرقاب فكنا اصحاب رفقة.
وقد توثقت العلاقة معه لانه يمتاز باخلاق عالية وصفات حميدة كان هادئا صافياً لا يتكلم الكثير وصوته منخفضاً.
أتذكر والده المرحوم أحمد خالد المشاري الرجل المثالي الذي كان يزور المدرسة القبلية كل اسبوع مرة لزيارته صديقه ناظر ومدير المدرسة عبدالملك الصالح ولما كبرت عرفت سر العلاقة، حيث كان الاثنان يدرسان في الهند، وهناك تعرف أحمد المشاري على عبدالملك حيث قدم عبدالملك الصالح للدراسة في الهند جاء في الزبير بعثة والده وفي الهند توثقت العلاقة ولما انهينا دراستها حبب أحمد المشاري لعبدالملك العمل في الكويت حيث مستقبل الكويت موعود، وعندما تبوأ أحمد المشاري بفضل نشاطه التجاري ومكانته الادبية واصبح عضوا فعالا في التعليم (مجلس المعارف) اقترح عبد الملك الصالح ان يكون ناظراً لمدرسة القبلية لانه كان مدرسا في المدرسة المباركية اقترحه خلفا لناظر المدرسة عبد العزيز العتيقي الذي رغب في ان يكون في قرية الفحيحيل، حيث الهدوء وكبر سنه بعد ان أدى دورا كبيرا في عالم السياسية العربية مع محب الدين الخطيب ورشيد رضا في تلك الحقبة من الزمن.
تسلم عبد الملك الصالح القبلية، واحسن الابوية والتوجيه والادارة في هذه المدرسة.
كنت اتذكر انه كانت تخرج (طاقات ربطات) القماش من الخام لتوزع على الطلبة الفقراء، ليصنعوا لهم دشاديش يلبسونها في فصل الشتاء القارس.
هذا هو احمد المشاري الاديب الكريم التاجر الشاعر الذي ترسم ابنه الثاني محمد حيث الاول خالد على خطا والده بعد ان انهى محمد احمد المشاري دراسته في القبلية ثم الثانوية توجه الى مصر لدراسة التجارة، وكنا ايضا هناك نلتقي، وكانت لقاءاتنا مع المرحوم الشيخ حمد الجاسر، ونجلس معاً على النيل في مقهى قرب كوبري جسر المنيل الروضة.كان الشيخ حمد الجاسر يعرف محمد المشاري عن طريق والده وعن طريق الشيخ عبد العزيز العتيقي.
في 18 نوفمبر 1956 كنت والاخ محمد متجهين الى السينما في احدى الامسيات، وكنت اسكن في المنيرة في القاهرة، وقبل الذهاب الى السينما اقترح علي ان نلتقط صورة معاً للذكرى (المنشورة مع هذا البحث) بعد التخرج من مصر توجه الى الكويت، حيث التحق بدائرة المطبوعات كمسؤول عن الشؤون المالية، وظل في هذا المنصب الى ان انتقل في سنة 1962 مع بداية وزارة الخارجية سكرتيرا اول ثم مديرا للادارة الاقتصادية ومن ثم مستشارا في سنة 1963 وبعدها وزيرا مفوضا في سنة 1964 وبعدها نقل الى سفارة الكويت في كينيا، وكان سفيرا هناك الى ان قدم استقالته في سنة 1969 ليتفرغ لتجارته والزراعة في مزرعته في الوفرة، وكذلك ليعيش مع الادب والشعر، وهنا قال بعد الاستقالة وترك كينيا والعودة الى الكويت هذه القصيدة:
«هذا وداع وتبقى بعده ذكر
قد تؤنس النفس ان لم يأنس البصر
لمن نعمت بهم في صحبة زمنا
ايامه كلما طالت بهم قصر
وللبلاد التي قد شاء خالقها
حتى تتابع فيها الشمس والمطر
وطيب ساحلها الشرقي يعرفه
منا الذين به بالامس قد عبروا
على الرمال بممباسا بشاطئها
وفوقها زبد الامواج منتشر
وقفت والفكر يدنيني ويبعدني
وفي خيالي - امامي - تخطر الصور
به اشاهد في الميناء اشرعة
بيضا على زرقة الامواج تنتشر
هذي مراكبنا من كل ناحية
تروح بالحمل اذ تغدو به أخر
منها تصاعدت الاصوات هاتفة
«هيلا وهوب» وفيها الانفس الصبر
لله در بني قومي وقد صمدوا
في لجة البحر لم يرهبهم خطر
كم موقف لهم شاب الشجاع له
والبحر مضطرب والليل معتكر
هم الرجال اذا ما شئت تسمية
حقا فما هدهم كل ولا خوز
ويا شوارع ممباسا التي قدمت
قولي لنا كيف كان الربع والسمر
كم مجلس لهم يزهو بمطربه
والدف يصدح والمزمار والوتر
فانني لو سألت الريح خبرني
عنهم وكاد بهم ان ينطق الحجر
يكفيهم انهم مر الزمان بهم
لكنما ذكرهم باق هنا عطر»
عندما كان المرحوم محمد المشاري في سفارة الكويت في كينيا كان يزوره بين الفينة والفينة بعض الشخصيات الكويتية ومنهم الاخ الفاضل يوسف احمد الصقر زميلنا في المدرسة القبلية وبالصف ايضا.
وكذلك زار كينيا سعادة سفير الكويت في المملكة العربية السعودية في حينه محمد يوسف العدساني وكان مقره في جدة، وقد توجه الى زيارة كينيا وزار سفيرنا هناك محمد احمد المشاري وقد اطلع المشاري على هذه البلاد العجيبة ومنها مناطق السفاري الحيوانات البرية وعندما عاد سعاده محمد العدساني كينيا احب ان يتحفه محمد المشاري بقصيدة عصماء طويلة يقول في اولها التالي:
دعتني بتحنان اليها المرابع
فقلت لها لبيك ها انا راجع
وكنت اصد الشوق والشوق جامع
يدافعني دوما لها وادافع
مرابع ان ينأى الفؤاد يعش بها
وان يقترب تضنيه فيها المواجع
ولكن للأوطان في كل مهجة
منازل لا تقوى عليها الزوابع
فمن ذا الذي ينسى عهود طفولة
ومهد صبا ضمت عليه الاضالع
وذكرى سنين اقبلت ثم ادبرت
وأيام انس في الحمى لا تضارع
فيا بلدي اضنى الحنين وهزني
وايقظني في الليل والكون هاجع
اعدد اياما تبقت لعودة
وكم تعبت مما تعد الاصابع
ويا بلدي قد خفف النأي زور
كرام من الأوطان حلو فرابعوا
لبضعة ايام قصير مدارها
فسرعان ما حم الرحيل فسارعوا
اقول وقد دارت احاديث جمة
بليل ونيروبي بها الليل ضالع
«ابا وائل» والحر بالحر يقتدي
كل فتى شهم الى الشهم نازع
لقد ابصرت عيني ما انت مبصر
وقد سمعت اذني الذي انت سامع
كان محمد المشاري ضنينا في الكلام والاختلاط بالناس وكان يقضي جل وقته في مزرعته في الوفرة وقد ظللت مدة طويلة لا ألقاه وكل اخذ سبيله في اثناء وفاة العم المرحوم المشاري ذهبت للعزاء في الوفاة وابتدأت بالعزاء بأول شخص ثم بأبنائه وأقاربه، فقال لي أول شخص وكنت جالسا بجنبه في الزاوية وعلى يسراه: ما عرفتني؟ فقلت له: من أنت؟ فقال: أنا أبو أحمد محمد المشاري. فتحت وعزيته مرة ثانية للبعد والقطيعة وكذلك «تغير علي» حيث كان دائما يلبس البدلة ولا ينفك عنها، ولهذا لم أكن أعرفه بهذا الزي التقليدي الكويتي. بعدها بفترة قصيرة توفاه الله في 2000/6/24، فتحت ونعيته بهذه الكلمة التي أوردها للمرة الثانية: افاجأ بصحف السبت 22 ربيع الأول 1421 الموافق 24 يونيو 2000 وهي تنقل نبأ وفاة السيد محمد أحمد خالد المشاري وأقرأ الخبر مرة ومرتين وأنا أراجع الاسم لكن هذا قضاء الله وارادته، ذلك الزميل الذي تزاملنا في المدرسة القبلية التي هي مجمع الراشد والعنجري، هذه المدرسة التي ضمت مجموعة من الشباب عندما كانت تعز الدراسة والثقافة والعلم.
لقد كنا نخرج سويا للذهاب إلى منزلنا بعد انتهاء الدراسة، وكان منزل المرحوم بقرب بلدية الكويت القديمة.


هكذا عرفته؟

كان منذ عرفته في القديم هادئا يحب الصمت وواصلنا الدراسة سويا والتحق بكلية التجارة بجامعة القاهرة، وبعد التخرج عمل في ادارة المطبوعات والنشر التي أصبحت فيما بعد وزارة الارشاد ثم وزارة الاعلام ثم ترك هذا العمل إلى الدبلوماسية وكان سفير الكويت في كينيا. ولحبه البقاء في الكويت وعدم التنقل قدم استقالته من الخارجية سنة 1969، وبعدها تفرغ للتجارة والشعر والأدب وكان قد أصبح رئيس التحرير لمجلة البيان الأدبية، وقد ظل ينظم الشعر بصمت، وبعدها ترك التجارة لأبنائه وتفرغ للانعزال في مزرعته في الوفرة بعيدا عن الناس.
يعد محد احمد المشاري اكبر رجل في عائلة المشاري الكرام بعد ان فقدت عميدها حمد المشاري، وأذكر اني قد واسيت الاخ المرحوم محمد المشاري فقلت له أنت عميد العائلة اليوم.
كان محمد المشاري فيه الصفات الكثيرة من والده المرحوم حمد المشاري الذي كان يرعى الفقراء والأيتام ويسأل عن احوالهم ولا نسمع له كلمة نابية اطلاقا.
من مآثر والده أنه بعد أن رجع من الهند اخذ ينهض بالتعليم في الكويت مع الشيخ يوسف بن عيسى رحمه الله.
ولكني اليوم أجد نفسي فقدت صديقا وأخاً أحن أبناء هذه البلاد البررة، أحد الذين يعيشون بصمت وبدون جعجعة، ويموتون بصمت، فرحمك الله يا أبا أحمد ورحم والديك وإلى جنة الخلد.
اخيرا، هذا هو محمد احمد خالد المشاري الذي فقدناه اخا وصديقا حميما. انه ابن عائلة المشاري المؤسسة مع عائلة الخالد لسكة «أعنزه» المشهورة والتي ربطت باسمهم منذ امد بعيد. هذه أسرة المشاري التي انجبت وامدت الوطن برجال افاضل في تاريخ الكويت منهم المرحوم محمد احمد خالد المشاري، فأقول رحمه الله رحمة واسعة حيث نذكره في هذا البحث ذكرى للذاكرين.

فرحان الفرحان - جريدة القبس - 9/4/2010

http://kuwait-history.net/vb/up/uploads/27076917920100409.jpg

محمد أحمد المشاري سنة 1956

http://kuwait-history.net/vb/up/uploads/127076917920100409.jpg

محمد المشاري يمينا مع كاتب المقال فرحان الفرحان

نواره
09-04-2010, 12:00 PM
رحم الله الشاعر المشاري

لقد كان رقيق المشاعر وهذا انعكس على قصائده الجميله وكلماته العذبه

حتى اشعاره الخاصه بالاطفال