مشاهدة النسخة كاملة : عبد المحسن الرشيد البدر
فقدت الحركة الشعرية في الكويت أمس الأول أحد أهم روادها وهو الشاعر الكبير عبد المحسن الرشيد البدر، الذي كان أحد المجددين في الشعرية الكويتية وخصوصا في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.
ولد الشاعر عبد المحسن البدر في منطقة قبلة في الكويت عام 1927، وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة المباركية، ثم سافر الى لبنان حيث استكمل في الجامعة الأميركية في بيروت عدة دورات تعليمية، وبعدها غادر إلى انكلترا حيث حصل على دبلوم عال في التربية، عاد بعدها الى الكويت حيث عمل مدرسا في بعض مدارس وزارة التربية، قبل أن يترك العمل في التدريس متجها الى العمل الحر في التجارة.
لكن عمل عبد المحسن الرشيد البدر في التجارة لم يصرفه عن اهتماماته الشعرية فقد كتب العديد من القصائد التي حاول فيها ان يعبر عن خلجاته الانسانية والقومية في نفس شعري تأثر كثيرا بمحيطه الزمني، وكان شاعر الكويت الكبير الراحل فهد العسكر ممن أثروا في البدر شعريا.
وفي آخر نشاط ثقافي ظهر فيه الشاعر الراحل عبد المحسن البدر في مهرجان القرين الثقافي التاسع تحدث عن علاقته بالعسكر ضمن محاضرة القاها في رابطة الادباء آنذاك. حيث بدأ حديثه عن ظروف تعرفه الى فهد العسكر فقال: «عندما أصبحت مدرسا في مدرسة الأحمدية، ولما بدأت أشعاري تنتشر وعرفني الناس، سألت صديقي عبدالله سنان أن نلتقي الشاعر فهد العسكر، فقال لي «هذا أمر يسير»، وفعلا ذهبت معه الى مقهى يقع بين سوق الغربللي وسوق «الجت»· وهناك كان فهد العسكر يجلس مع مجموعة من الأصدقاء أذكر منهم خالد المشاري ومحمد حبيب وأحمد السرحان، وقد أسمعوه بعض أشعاري·· وتكرر ذهابي الى ذلك المجلس كل أسبوع خاصة بعدما أصر فهد علي (...) وبعد فترة انتقل المجلس الى مقهى آخر يقع خلف سوق الزل، حيث كنت أتردد على فهد الذي عاد ونقل مجلسه الى أمام ديوان أهله في شارع كانوا يسمونه «سكة عنترة».. ومن الذين كانوا يترددون على المجلس أحيانا الأستاذ راشد السيف وعبدالله زكريا الأنصاري، والقاضي الشاعر عبدالمحسن، وكذلك أحمد البشر الرومي بين الحين والآخر، وغيرهم، كما كان يؤم المجلس أيضا بعض الشباب، أذكر منهم عبدالمحسن الحمود وعبدالوهاب القرطاس وأخاه»·
يذكر ان البدر الذي ساهم في تأسيس رابطة الادباء في الكويت، كان مقلا في النشر وخصوصا في السنوات الاخيرة ولم يصدر له الا ديوان شعري واحد بعنوان «أغاني الربيع».
وتبدو الحاجة الان ملحة بعد وفاته الى جمع كل ما ترك وراءه من آثار شعرية لطباعتها في كتاب بالاضافة الى اعادة طبع ديوانه الوحيد، وهي مهمة تليق بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الذي بادر الى تكريم الشاعر الراحل بمنحه الجائزة التقديرية في الاداب لعام 2007.
ليت بالآلام.
من قصائد الشاعر الراحل:
سَئ.مَتْ روحي حياةً جام.دَه
والفتى تُشقيه. حالٌ واحده
كلُّ ما أنظرُ لا يُبهجني
كلُّهُ يُضْري همومي الحاشدَه
فصباحي كمسائي اشتَبَها
عيشةً جوفاءَ تجري راك.دَه
قد تهاوى العقلُ فيها راقدًا
والأحاسيسُ جميعًا راقده
****
فحياتي وهْي صحراءُ يبابْ
قد جفا أرجاءها حتَّى السرابْ
ضاربًا فيها على غير. هُدى
في وهادٍ موحشاتٍ وهضاب
هدّني السيرُ وأدمى أرجُلي
دونما قصدٍ أوفيه الط.لاب
وا شبابي إنَّهُ ضاعَ سُدىً!
أكذا تذهبُُ أيامُ الشباب!؟
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/9e475b9d43.jpg (http://www.kuwait-history.net/vb/up)
جريدة القبس - 2/3/2008
AHMAD
02-03-2008, 08:53 AM
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/5dd432ea35.jpg
المربي الشاعر في رثاء أستاذي الشاعر المربي عبدالمحسن محمد الرشيد (رحمه الله)
كتب:د.يعقوب يوسف الغنيم
مَنْ ذا يُغَنِّينا «أغاني ربيعْ»(1)
فقد أتى الدهر بخطب مُريعْ
مضى «أبو ماهر» من بيننا
فانسكبت يوم الفراق الدموعْ
وعاودتنا حسرةٌ مُرَّةٌ
منذ انتشار النعي بين الرُّبوعْ
قد كانت الآمال في بُرئه،
وكان يحظَى بدعاء الجميعْ
لكنَّ حكم الله في خلقه
ليس له من دافعٍ أو شفيعْ
صرنا وقد آن لنا فقده
نبتلع الرِّيقَ بسُمٍّ نقيعْ
هذا الذي أمتعنا شعرُهُ
قصائدا ذات طراز رفيعْ
هذا الذي لو جئتَ ديوانه
وجدت فيه كلَّ قول بديعْ
لا غُروَ إنَّ الشعر في طبعه
وإنه في كل فن ضليعْ
----
يا سيدي قد كنتَ لي رائدا
لا زلتُ أدعوك بحسن الصنيعْ
علمتني الحرفَ، وآزَرْتَني
بهمة كبرى، وعزم منيعْ
لقد مضت من دهرنا حقبة
ونعمل فيها ما لنا من هجوعْ
من أجلِ أجْيال لها حَقُّها
في أن ترى العلم إليها يَشيعْ
لكن هذا الدهرَ واهاً له
مضى بأمر ماله من رجوعْ
وفرق الشمل على غِرَّة
كَرُّ الليالي الذاهبات السريعْ
ما برح الموت لنا آية
يمر - لا يُبقي - بفتكٍ ذريعْ
***
يا سيدي قد عشتَ في عزة
لم ترضَ أن تحيا حياة القطيعْ
وكنتَ حرّاً حازما لا ترى
من يشتري في الناس أو من يبيعْ
عبَّرتَ في شعرك عن كلِّ ما
نراه ما زال شديد الوقوعْ
تشكو وقد عانيتَ من دهرنا
إذ فيه من ذكر الرزايا نجيعْ
وكنت أستاذا لنا كلُّنا
وجَمْعُنا كان السميعَ المطيعْ
لكننا لم نَلْقَ من أهلنا
من قام يُطريكَ بما يستطيعْ
نحن وإياك لنا موطنٌ
كلُّ جميل الصُّنع فيه يضيعْ
إن غبت عنا بعد هذا فقد
صار لك الموقع بين الضلوعْ
فيا ضجيع الموت في قبره
أنت به أصبحتَ نعمَ الضَّجيعْ
يرحمك الله فقد أسفرتْ
أيامُكَ الأولى بنور الربيعْ
(1) أغاني ربيع هو اسم ديوانه
تاريخ النشر: الاحد 2/3/2008 - الوطن
الله يرحم اموات المسلمين جميعا , شكرا على النبذه بو ناصر و لا هنت يا بو عبداللطيف
السيد الأصلي
03-03-2008, 12:05 PM
الله يرحمه ويغفر له ولجميع موتى المسلمين... آخر مرة كنت مع المرحوم وهو في صحته سنة 2005 وكان هو أحد الشهود بعقد زواجي ومن بعدها داهمه المرض وكان بالمستشفى لا يتكلم فقط ينظر بالعين... وإن شاء الله البركه في أولاده
عبدالله الجسار
02-03-2009, 12:12 AM
السلام عليكم و رحمة الله
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
صراحة لا علم لي بالاصول و الانساب كثيرا و لكني أردت اليوم أن أذكر شاعرا لم يأخذ حقه من الشهرة و إن كان يستحقها عن جدارة
هو الشاعر عبدالمحسن محمد الرشيد البدر المتوفى في 29 \ 2 \ 2008 (كما اعتقد )
احد شعراء الكويت المجيدين و برأيي أعتقد انه بوفاته طويت آخر صفحة من صفحات شعراء الكويت
فبعد وفاته و وفاة الشاعر ابراهيم الجراح قبله لا أظن قد بقي من يهزك شعره و يأخذ بفكرك
و لا يزال صوت جدي رحمه الله يتردد في مسمعي و هو يردد قصيدة الشاعر المشهورة :
دع عنك أنك من أهل الكفاءات ... ما الفوز الا لأصحاب الوساطات
هي المطايا التي يرجى الوصول بها ... الى منال مطاليب و غايات
كم جاهل مستفيض الخرق نال بها ... بالسعي ما لم ينل أهل الدرايات
فإن تطلبت في العلياء منزلة... شماء أوفت على الزهر العليات
لا تقطع العمر سعيا في تطلبها ... فالأمر أهون من جهد و مسعاة
اختر لنفسك ذا جاه و منزلة ... و كلهم جاهل جم الحماقات
و انسج حواليه أثوابا منمقة ... من المديح كما يهوى جميلات
زينه في ناظر بالحمق ممتلئ ... و كن له حين يرنو خير مرآة
تنل على كتفيه ما طمحت له ... من دوحة المجد أغصانا رفيعات
أو لا فدس شرفا قد كنت تحفظه ... عما يشين و أخلاقا شريفات
اسرق و خن و اجمع الأموال طائلة ... أ ليس طرق الغنى شتى كثيرات
لا تخش عارا فإن المال يغسله … ما دمت تملك آلاف الجنيهات
يكن لك الصدر في أعلى مجالسهم … وحيث كنت تلقى بالتحيات
ماذا انتفاعك من علم و من أدب … سوى اجتلائك أوضاعا أليمات
كم من أديب تراه رهن زاوية… و جاهل تحت أعلام و رايات
عهد به طرق العلياء قد عكست … وكل عهد بأوضاع جديدات
فاسلك مع الناس ما ألفيتهم سلكوا … و لو تناهت بهم طرق الضلالات
ما في التمرد من جدوى لصاحبه … سوى اكتواء بنيران العداوات
دنيا الحقائق عش فيها و لو قبحت … وجوهها و اطرح دنيا الخيالات
يا صاح ذرني فهذا المجد تنكره … روحي و فكري و أخلاقي و عاداتي
و قل لمن جروا الأوضاع غاشمة … و حملوا الشعب من جور و إعنات
إني أحذركم هوجاء عاتية …من غضبة الشعب لا تبقي على عاتي
أكاد أبصرها في الأفق ثائرة … حمراء بالحقد تغلي و الضغينات
فالشعب كالبحر قد يغري بهدءته … و الموت يكمن منه في القرارات
و كأن الشاعر بيننا و هو ينظم قصيدته ردا على اقتراح الجنرال هستد باستجلاب أربعين ألفا من العمال الأجانب و عائلاتهم للعمل في خطة تحسين الكويت في ذلك الوقت :
أ
حرار قومي للكفاح بدار ... إن كان فيكم نخوة الأحرار
هل تستقر جنوبكم و حماكم ... زحفت عليه نفاية الأمصار
أ فكل من ضاقت عليه بلاده ... في أرضكم يلقي عصا التسيار
عدت المطامع نحوكم مجنونة ... عدو الظماء الى النمير الجاري
أخشى و تيار الأجانب عارم ... أن تغرقوا في عارم التيار
هي خطة المستعمرين فحاذروا ... ما بيتته ذئاب الاستعمار
سهروا لكم ليل المكائد فارقبوا ... إن لم تجافوا النوم شر نهار
راموا زوالكم لكي يبقى لهم … في ذي البلاد مجال الاستثمار
النفط فيه النار تحرق نـُـوّمًا … و تشع للصاحين بالأنوار
كونوا كما كانت كرام جدودكم … تحمي الحمى بالمرهف البتار
سفكوا على هذا الصعيد دماءهم … فغدا طهور الهضب و الأغوار
ما طامع أهوى إليه بكفه … إلا و عاد مقلم الأظفار
و مشارف الجهراء تشهد أنهم … رووا ثراها بالدم المدرار
بدمائهم صانوه كي يبقى لكم … تلك الدماء أحق بالإكبار
لا تشركوا فيه الغريب فإنه … إرث الجدود الذادة الأغيار
أو تتركوا الأفراد تفعل ما ترى … جريا مع الأهواء و الأوطار
من معشر خانوا البلاد و همهم … أن يجمعوا من فضة ونضار
أو تخدعوا بدسائس مكذوبة … ذرت على الأبصار ذر غبار
فالوحش تدفع أن تداس وجارها … و الطير تحمي موضع الأوكار
و له قصيدة في يوم المعلم و هي :
ألقيت في الاحتفال الي أقامته جمعية المعلمين الكويتية بمناسبة عيد المعلم عام 1968
عيد و ليس كسائر الأعياد … عمت به البشرى ربوع بلادي
وافى به آذار و هو يزفه … بالزهر و الأنغام و الإنشاد
عيد المعلم عيد أشرف عامل … هو صانع الأجيال و الأمجاد
عيد الذي نشر الضياء لكي نرى … يفنى و نحيا في السنا الوقاد
لولاه عشنا و الظلام يلفنا … عميا تخبط ما لها من هادي
يا صانعي الأجيال إن عليكم … لبلادكم - لو تعلمون- أيادي
عرفت لكم حسن الصنيع و كرمت … فيكم خلائق قادة أنجاد
أولتكم النشء الصغير لتخلقوا … منه بناة تقدم و رشاد
و النشء أغلى ما تصون وإنه … لا شيء يعدل فلذة الأكباد
ردوا الى الوطن الكريم صنيعه … و جميله بالجهد والإجهاد
و اسموا بمهنتكم و صونوا قدسها … أبدا عن الغايات و الأحقاد
قل للألى جاروا عليّ وأنكروا … ما كان من سبقي و طول جهادي
و رموا بهذا العيد ناصع أنسنا .. و سرورنا عمدا ببعض سواد (1)
علـّـمت إذا كانت ثلاث مدارس .. لا بالمئات اليوم في الأعداد (2)
و حملت في كفي السراج و لم يزل … من ذوب عيني زيته وفؤادي
ومهدت درب العلم في هذا الحمى … فالفضل كل الفضل للمهاد
——
1- اشارة الى إغفال المعلمين القدامى الذين انتقلوا الى الوزارة للعمل في تخطيط التعليم و الشاعر منهم
2- المدارس الثلاث التي يعنيها هي المباركية و الأحمدية و القبلية والشاعر بدأ مدرسا في الأحمدية
===============
و عسى ان يكون فيما نقلته عنه ما يبين شاعرتيه و بيانه الراقي
AHMAD
02-03-2009, 08:57 AM
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/23597328920090302.jpg
فتحية الحداد - جريدة النهار
- جاء احتفاء رابطة الأدباء بالمرحوم عبدالمحسن الرشيد مساء الاربعاء 18 فبراير فرصة لتجديد طرح قضايا ثقافية مثل مسألة المشاريع الثقافية وتاريخ النقد في الكويت ومراسلات الأدباء وغيرها.
المشاريع الثقافية
تثبت المصادر المتوفرة أن الشاعر عبدالمحسن الرشيد سعى عام 1964 إلى تأسيس رابطة الأدباء، فتواصل واجتمع مع معارفه من المثقفين ومنهم عبدالصمد التركي والأستاذ عبدالعزيز حسين والشاعر علي السبتي والأديب فاضل خلف. هذا بالنسبة إلى الخطوة الفعلية التي دفعت إلى إشهار الرابطة في 1965، أما الفكرة بحد ذاتها فنرى أنها بدأت قبل ذلك بسنوات، ويكفي أن نعود إلى مقالة كتبها عبدالمحسن الرشيد عام 1949 ونشرها في مجلة «البعثة» حين قال: «لــنقـــم النوادي والمجتمعات الأدبيــة».
يقتصر اهتمامنا غالبا على الانجازات أو المشاريع القائمة ونتجاوز تاريخ الفكرة فنفوت علينا فرصة التعرف على العراقيل التي تؤخر هذه الفكرة أو ذاك الاقتراح ونضيع فرصة التنبؤ بالانجازات القادمة والممكنة التي تشي تلك المقالة أو ذاك الكاتب، نحن في حاجة اليوم إلى كتب ومؤلفات تقوم على تــتـبع تاريخ الأفكار والاقتراحات، وتكون مرجعا كي يتطلع القارئ على طبيعة العراقيل ويعرف أن تنفيذ المشاريع، ومنها الثقافية، يستلزم عزما يمتد أحيانا إلى سنوات وربما عقود.
تاريخ النقد في الكويت
في كتابه «عبدالمحسن الرشيد.. الشاعر والرومانسية»، وضع د. سالم عباس خداده في الملحق نسخة من مقالات كتبها الرشيد ونشرتها مجلة «البعثة» عام 1949 جاء فيها: « فالأديب شاعرا أم ناثرا، هو اللسان المعبر عن آمال الأمة وآلامها». استخدام كلمة «الأمة»، تعبيرا عن توجه الكاتب الذي يشعر بمسؤولية الأديب تجاه مجتمعه، وهو ما نلمسه في شعره الذي عبر فيه عن تفاعله مع قضية المطبوعات والغلاء والوساطة وغيرها من القضايا المحلية والإقليمية.
اليوم، ونحن نقرأ مقالة عبدالمحسن الرشيد التي كتبها قبل ما يربو على النصف قرن تتبلور أمامنا فرصة لنطرح من جديد قضية نــقــدية تتعلق بعملية الخلق الأدبي أو الفني. يحدث هذا حين ندقق في كلامه وفي عبارته التي يقول فيها: «ان الأدب جني العقول وثمار القرائح»، فنتساءل أيهما أسبق إلى ولادة الفكرة، العقل أم القريحة، وكيف لنا أن نفرق بين الاثنين؟ وكيف يؤثر أحدهما على الآخر؟ وإذا كان للقريحة اتصال بإحساس الإنسان ووجدانه، فهل يجرد العقل من تأثير العاطفة؟ أسئلة ليست بجديدة لكن الحاضر أتى بمعطيات حديثة وقناعات مختلفة تفرض علينا أن نبحث عن إجابات معاصرة.
في مارس 1949 كتب عبدالمحسن الرشيد في «البعثة» وقال : «النقد الجيد ينوه بالجيد ويبرز الرديء منه»، وبعدها بعام نشر في «البعث» مقالة ذكر فيها: «النقد معالجة الأفكار والتوجيه والإرشاد»، ثم يضيف في موضع لاحق: «ان النقد في نظري هو البحث المفيد»، ليتناول بذلك وفي نقطتين أساسيتين عملية النقد، الأولى يتطرق فيها إلى وظيفة النقد ,ودور الناقد، وهي كما يراها الرشيد، معالجة أي مراجعة وتحليل وتفنيد لأفكار هذا الأديب أو أسلوب ذاك الفنان، بناء على هذه المعالجة يطرح الناقد اقتراحا يكون الغرض منه توجيه المبدع أو المتلقي، أما النقطة الثانية فيستفيد منها الرشيد ليدل القارئ على أحد أهم وسائل التمكن من النقد وهي «البحث المفيد».
وقد تأخذ كلمة «مفيد» هنا إلى أكثر من تأويل، إلا أنها في النهاية تقود إلى جعل عملية النقد عملا قائما بذاته لا يتأتى الإبداع فيه إلا بعد البحث والتقصي.
مراسلات الأدباء
في ديوان «أغاني ربيع» للشاعر عبدالمحسن الرشيد تـتقدم قصيدة «فلينعم الغـُرباء» - المكونة من عشرين بيتا - العبارة التالية: «هذه القصيدة مهداة إلى العالم الكويتي الجليل الشيخ يوسف بن عيسى القناعي».
هذه الإشارة تدعونا لأن نبحث في مؤلفات الشيخ القناعي، فإذا ما تصفحنا كتابه «الملتقطات» وجدنا أنه تحدث في مبحث عنوانه «فسخ الإجارة» وبعد أن تطرق باختصار إلى بحثه أدرج أحد عشر بيتا من قصيدة «فلينعم الغرباء» لتنتهي بالبيتين التاليين:
ولو أني خرجت إلى سواها
لطارت شهرة ولذاع ذكر
ألا فـــلينعم الغـــرباء فــيها
فـــذا أخلاقهــا لهم تـــــدر
ثم يأتي بعدها تعليق من القناعي على النحو التالي: «أقول. لا تشكو أيها الأديب من الكويت فإن النحس ملزم للأديب في الشرق أينما حل (...)». الإهداء من طرف الشاعر وتعليق القناعي على القصيدة يعد نموذجا من الحوارات التي جرت بين أدباء الكويت، يتطلب منا اليوم مزيدا من البحث نقتفى فيه الكتابات التي جسدت شكلا من الحوار بين أدباء الكويت ومثقفيها ويستلزم الحاضر تحليل المقالات التي مثلت أحيانا نوعا من السجال الذي ميز التوجهات الفكرية والثقافية.
الاحتفاء بأدباء الكويت فرصة لأن نعيد قراءة نتاجنا الثقافي لنتذوق ثانية تاريخ الأدب والنقد والأفكار أيضا.
عبد المحسن محمد الرشيد البدر
توفي الشاعر والاديب عبد المحسن
محمد الرشيد البدر عن عمر ناهز الثمانين عاماً.
مارس مهنة التدريس في المدرسة الاحمدية والقبلية وكان وكيلاً لمدرسة الشامية واشتغل بالتجارة الحرة، وعين مراقباً لادارة المعارف
عام 1956 ثم مديراً لادارة الوسائل التعليمية عام 1965، تقاعد عام 1987.
التحق بالمدرسة المباركية ثم اكمل تعليمه.
أحد مؤسسي نادي المعلمين واحد محرري صحيفة «الرائد» التي كان يصدرها النادي. من مؤسسي رابطة الادباء حيث شغل
منصب أمينها العام عام 1956 انتقل الى ادارة المعارف وشغل منصب مدير ادارة الوسائل التعليمية عام 1965 وظل بهذا المنصب حتى عام 1978 ليتوجه بعدها للاعمال الحرة، وأسس التلفزيون التعليمي.
اصدر ديواناً شعرياً عام 1974 باسم «أغاني الربيع»، وترجم بعض اشعاره الى اللغة الفارسية ونشرها في مجلة «المسلمون».
AHMAD
02-03-2009, 09:01 AM
جريدة القبس 2 -3-2008م
http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/23597366920090302.png
فقدت الحركة الشعرية في الكويت أمس الأول أحد أهم روادها وهو الشاعر الكبير عبد المحسن الرشيد البدر، الذي كان أحد المجددين في الشعرية الكويتية وخصوصا في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.
ولد الشاعر عبد المحسن البدر في منطقة قبلة في الكويت عام 1927، وتلقى تعليمه الأولي في المدرسة المباركية، ثم سافر الى لبنان حيث استكمل في الجامعة الأميركية في بيروت عدة دورات تعليمية، وبعدها غادر إلى انكلترا حيث حصل على دبلوم عال في التربية، عاد بعدها الى الكويت حيث عمل مدرسا في بعض مدارس وزارة التربية، قبل أن يترك العمل في التدريس متجها الى العمل الحر في التجارة.
لكن عمل عبد المحسن الرشيد البدر في التجارة لم يصرفه عن اهتماماته الشعرية فقد كتب العديد من القصائد التي حاول فيها ان يعبر عن خلجاته الانسانية والقومية في نفس شعري تأثر كثيرا بمحيطه الزمني، وكان شاعر الكويت الكبير الراحل فهد العسكر ممن أثروا في البدر شعريا.
وفي آخر نشاط ثقافي ظهر فيه الشاعر الراحل عبد المحسن البدر في مهرجان القرين الثقافي التاسع تحدث عن علاقته بالعسكر ضمن محاضرة القاها في رابطة الادباء آنذاك. حيث بدأ حديثه عن ظروف تعرفه الى فهد العسكر فقال: «عندما أصبحت مدرسا في مدرسة الأحمدية، ولما بدأت أشعاري تنتشر وعرفني الناس، سألت صديقي عبدالله سنان أن نلتقي الشاعر فهد العسكر، فقال لي «هذا أمر يسير»، وفعلا ذهبت معه الى مقهى يقع بين سوق الغربللي وسوق «الجت»· وهناك كان فهد العسكر يجلس مع مجموعة من الأصدقاء أذكر منهم خالد المشاري ومحمد حبيب وأحمد السرحان، وقد أسمعوه بعض أشعاري·· وتكرر ذهابي الى ذلك المجلس كل أسبوع خاصة بعدما أصر فهد علي (...) وبعد فترة انتقل المجلس الى مقهى آخر يقع خلف سوق الزل، حيث كنت أتردد على فهد الذي عاد ونقل مجلسه الى أمام ديوان أهله في شارع كانوا يسمونه «سكة عنترة».. ومن الذين كانوا يترددون على المجلس أحيانا الأستاذ راشد السيف وعبدالله زكريا الأنصاري، والقاضي الشاعر عبدالمحسن، وكذلك أحمد البشر الرومي بين الحين والآخر، وغيرهم، كما كان يؤم المجلس أيضا بعض الشباب، أذكر منهم عبدالمحسن الحمود وعبدالوهاب القرطاس وأخاه»·
يذكر ان البدر الذي ساهم في تأسيس رابطة الادباء في الكويت، كان مقلا في النشر وخصوصا في السنوات الاخيرة ولم يصدر له الا ديوان شعري واحد بعنوان «أغاني الربيع».
وتبدو الحاجة الان ملحة بعد وفاته الى جمع كل ما ترك وراءه من آثار شعرية لطباعتها في كتاب بالاضافة الى اعادة طبع ديوانه الوحيد، وهي مهمة تليق بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الذي بادر الى تكريم الشاعر الراحل بمنحه الجائزة التقديرية في الاداب لعام 2007.
ليت بالآلام.
من قصائد الشاعر الراحل:
سَئ.مَتْ روحي حياةً جام.دَه
والفتى تُشقيه. حالٌ واحده
كلُّ ما أنظرُ لا يُبهجني
كلُّهُ يُضْري همومي الحاشدَه
فصباحي كمسائي اشتَبَها
عيشةً جوفاءَ تجري راك.دَه
قد تهاوى العقلُ فيها راقدًا
والأحاسيسُ جميعًا راقده
****
فحياتي وهْي صحراءُ يبابْ
قد جفا أرجاءها حتَّى السرابْ
ضاربًا فيها على غير. هُدى
في وهادٍ موحشاتٍ وهضاب
هدّني السيرُ وأدمى أرجُلي
دونما قصدٍ أوفيه الط.لاب
وا شبابي إنَّهُ ضاعَ سُدىً!
أكذا تذهبُُ أيامُ الشباب!؟
AHMAD
02-03-2009, 09:03 AM
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ينعى الشاعر الكويتي عبدالمحسن الرشيد البدر
البدر الكويت - 2 - 3 (كونا) -- نعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب اليوم الشاعر الكويتي عبدالمحسن الرشيد البدر الذي انتقل الى رحمة الله يوم الجمعة الماضي.
وقال بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس ان الفقيد يعد أحد رواد حركة التنوير في الكويت وأحد الهامات الشعرية التي ساهمت في تجديد القصيدة منذ أربعينات القرن الماضي.
وأضاف ان اللجنة المنظمة لمهرجان القرين ال14 حرصت على تكريم الراحل ضمن كوكبة الرواد على مجمل عطاءاته الأدبية والثقافية اذ حصل على جائزة الدولة التقديرية لعام 2007 .
وأشار البيان الى ان الفقيد لعب دورا محوريا في الحركة الثقافية والفكرية في الكويت من خلال المؤسسات الثقافية حيث كان من الآباء المؤسسين لنادي المعلمين كما ساهم في تحرير مجلة (الرائد) اضافة الى مساهمته في تأسيس رابطة الأدباء وشغل منصب أول أمين عام لها.
وأضاف ان الراحل ساهم في أنشطة ثقافية عديدة للمجلس الوطني مشيرا الى مشاركته في ندوة (فهد العسكر والمرأة) ضمن مهرجان القرين الثقافي التاسع في سلسلة منارات ثقافية كويتية التي يحرص المجلس على اصدارها سنويا.
وتقدم المجلس وعلى رأسه أمينه العام بدر الرفاعي بأحر التعازي القلبية الى أسرة الفقيد والأسرة الأدبية والثقافية في الكويت سائلا الله أن يسكنه فسيح جناته.
AHMAD
02-03-2009, 09:11 AM
عبدالمحسن الرشيد
عبدالمحسن محمد الرشيد البدر (الكويت).
ولد عام 1927 في منطقة القبلة بالكويت.
بعد أن درس بالكتاب مبادئ القراءة والكتابة, وقرأ القرآن سردا وتلاوة التحق بالمدرسة القبلية ثم المدرسة المباركية حيث أتم التعليم فيها إلى السنة الثالثة الثانوية, وكان هذا هو آخر مرحلة من التعليم بالكويت آنذاك.
حضر عدة دورات تدريبية في الجامعة الأمريكية بلبنان, وفي مقر اليونسكو هناك, وأتم دراسته التربوية في انجلترا حيث حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس.
تعلم اللغة الفارسية وقرأ حول الأدب الفارسي, مما هيأ له أن يلقي بعض المحاضرات عن عمر الخيام في إذاعة الكويت, كما مكنه من ترجمة بعض أشعاره إلى اللغة الفارسية, ونشرها في مجلة (المسلمون).
مارس مهنة التدريس في المدرسة الأحمدية عام 1943 حيث مكث بها ثلاث سنوات ونصف, ثم استقال للعمل بالتجارة, ثم عاد إلى التدريس بالمدرسة القبلية عام 1949, ثم عمل وكيلاً لها, ثم مديراً لإدارة وسائل الإيضاح وقسم السينما المدرسية إلى أن تقاعد عام 1978.
أحد المؤسسين لنادي المعلمين, والمحررين لمجلة الرائد, ومؤسس رابطة الأدباء وأول أمين عام لها.
مثل الكويت في كثير من المؤتمرات التربوية في البلاد العربية والأجنبية.
دواوينه الشعرية: أغاني ربيع 1974.
عنوانه: العديلية ـ قطعة 3 ـ شارع الرائد ـ منزل رقم 10
AHMAD
02-03-2009, 09:15 AM
الكويت: البدر والقطاني ورجب يفوزون بجائزة الدولة التقديرية
حصل كل من الشاعر الكويتي الكبير عبد المحسن الرشيد البدر ورائدة العمل النسائي في الكويت لولوة القطاني، والأستاذ طارق رجب أحد أبرز المهتمين بالتراثين الكويتي والإسلامي في الكويت على جائزة الدولة التقديرية لعام 2007.
وجاء ذلك - كما ذكرت جريدة "الرأي العام" الكويتية - في تصريح صحفي للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي بمناسبة إعلان نتائج جوائز الكويت التقديرية والتشجيعية لعام 2007.
وجاءت نتائج جوائز الدولة التقديرية التي تمنح لجيل الرواد من أبناء الكويت على عطاءاتهم في المجالات المختلفة. كي يحصل عليها: الشاعر الكويتي الكبير عبدالمحسن الرشيد البدر وهو من الشعراء المجددين في حركة الشعر الكويتي، وقد استطاع فرض نفسه على الساحتين الثقافية والأدبية في الكويت، وقد صدر له ديوان شعري باسم "أغاني الربيع" وهو من مؤسسي رابطة الأدباء والمؤسسات الثقافية الأهلية المختلفة.
ومن قصيدته في العيد نذكر:
يسرُّ بهذا العيدِ من كان خاليا
وأنَّى سرورٌ والجراحُ كما هيا
أعيدٌ لمثلي شاعرًا عاش بائسًا
يُكابدُ من جور الزّمانِ الدَّوَاهيا؟
أعيدٌ لمثلي شاعرًا عاشَ يائسًا
وكفَّنَ في فجْر الشباب الأمانيا
تَمُرُّ بيَ الأعيادُ وهْي مآتمٌ
تُثيرُ من الآلام ما كان غافيا
أيا عيدُ لم أفرحْ بلقياك مرّةً
كأنكَ تأْتي كيْ تزيدَ بلائيَا
AHMAD
02-03-2009, 09:23 AM
بارك الله فيك أخي عبدالله .. وأحب أن أشكرك على إنك أتيت على ذكر هذا الشاعر الكبير .. وحتى ننقل بعضاً عن ما ذكره الإعلام عنه ..
الأستاذ عبدالمحسن محمد الرشيد البدر
كتب عبدالمحسن الجارالله الخرافي :
لا يزال الرعيل الأول يغادرنا دون ان يترك بديلا نستعين بحكمته في الوضع الاجتماعي والسياسي الذي وصلنا إليه.
ولد المربي الفاضل الشاعر الأستاذ عبدالمحسن محمد الرشيد البدر في منطقة القبلة بالكويت، في التاسع عشر من شهر صفر عام 1345هـ(28 من اغسطس عام 1926). بدأ دراسته في كتاب الشيخ احمد الخميس الذي كان يقع على شاطئ البحر قرب ديوانية البدر، ولما انتقل الى مسكنه في منطقة الصالحية، دخل كتاب الملا عبدالله ابن الملا محمد في منطقة القبلة، حيث اتم تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بكتاب الملا عبدالعزيز عبدالمحسن العنجري، حيث قرأ القرآن الكريم سردا وتلاوة. وفي عام 1937، أي بعد بدء التعليم النظامي الحالي بعامين، دخل المدرسة القبلية، وعندما أتم الصف الرابع انتقل الى المدرسة المباركية، حيث اتم التعليم فيها الى السنة الثالثة الثانوية، وكانت هذا هي آخر مرحلة من مراحل التعليم بالكويت آنذاك.
وخلال عمله في التدريس، التحق بعدة دورات تدريبية في الجامعة الاميركية بلبنان وفي مقر اليونسكو هناك، ثم أتم دراسته التربوية في إنكلترا حيث حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس.
ومن اساتذته في المدرسة القبلية: الأستاذ عبدالعزيز محمد العتيقي، والاستاذ عبدالمحسن عبدالله البحر، وسيد هاشم الحنيان، والملا عبدالرحمن العلي الدعيج، ومن اساتذته في المدرسة المباركية: الأستاذ السيد عمر عاصم، والاستاذ محمد صالح العجيري، والاستاذ عبداللطيف الصالح، والاستاذ جابر حسن، والاستاذ فيصل الطاهر.
ومن زملائه خلال الدراسة في الكتاتيب: السيد عبدالعزيز الفليج، والسيد محمد السيف. أما في المدرستين القبلية والمباركية فمن زملائه: السيد عبدالمطلب رجب الرفاعي، والسيد خالد احمد الجسار، والسيد سعود الخرجي، والسيد محمد الفهيد والسيد خالد علي الخرافي، والسيد حمد الرجيب، والسيد عيسى الحمد، والسيد صالح عبدالملك الصالح، والسيد خالد عبداللطيف المسلم، والشاعر أحمد مشاري العدواني، والسيد محمد الفوزان.
مارس المربي الفاضل مهنة التدريس في المدرسة الاحمدية عام 1943، حيث مكث بها ثلاث سنوات ونصف سنة، استقال بعدها من مهنة التعليم لخلاف بينه وبين ناظر المدرسة، وان كان المربي الفاضل قد علله في كتاب استقالته بأسباب صحية.
اتجه المربي الفاضل عبدالمحسن الرشيد اثر ذلك الى مجال التجارة، متنقلا بسبب ذلك بين الكويت وإيران، وهو ما دفعه إلى تعلم اللغة الفارسية، ثم القراءة في الأدب الفارسي، وقد تأثر ببعض الشعراء الفارسيين مثل الشاعر عمر الخيام، وسعد الشيرازي، وحافظ، وقد ذكر ذلك في اشعاره، وهيأ له ذلك ان يلقي بعض المحاضرات عن عمر الخيام في اذاعة الكويت.
وفي عام 1949 عاد الى التدريس في المدرسة القبلية، حيث كان يدرس اللغة العربية والرياضيات، ولما انتقلت المدرسة القبلية الى مدرسة الشامية الحالية عام 1952عين وكيلا لها. ثم انتقل عام 1956 الى ديوان الوزارة (إدارة المعارف في ذلك الوقت) ليعمل مراقبا فنيا لقسم وسائل الايضاح، ثم رقي رئيسا لها، ثم مديرا لادارة الوسائل التعليمية عام 1965(وكانت تضم قسم وسائل الإيضاح وقسم السينما المدرسية) وظل بهذا المنصب حتى تقاعد في نهاية عام 1978، حيث اتجه بعد ذلك الى الاعمال الحرة من تجارية وعقارية.
وتلاميذه كثيرون، منهم: الممثل محمد النشمي، والسيد فهد الصبيح، والسيد عبدالرحمن خالد الغنيم.
والمربي الفاضل هو احد مؤسسي نادي المعلمين، وكان عضوا في مجلس إدارته في السنة الأولى لتأسيسه، وأحد محرري صحيفة الرائد التي كان يصدرها النادي. كما أسس رابطة الادباء، وشغل منصب امينها العام في السنة الأولى من تأسيسها. وأسس خلال عمله – ايضا – التلفزيون التعليمي. ومثل الكويت في كثير من المؤتمرات التربوية في البلاد العربية والاجنبية، ولاسيما ما يتصل منها بالوسائل التعليمية.
والمربي الفاضل من ابرز الشعراء المعاصرين في الكويت. طبع ديوانه «أغاني الربيع» عام 1974. وقد ترجم الشاعر بعض اشعاره الى اللغة الفارسية ونشرها في مجلة «المسلمون».
كان المربي الفاضل ثائرا في شبابه على بعض الاوضاع السياسية والاجتماعية آنذاك، ويبدو هذا واضحا في شعره، وهي ثورة مصدرها حبه لوطنه وحرصه على تقدمه وازدهاره يقول:
أهوى الكويت وإن جفاني أهلها
فالقوم قومي والبلاد بلادي
وقد عمل في مجال التعليم سبعة وعشرين عاما ويتضح ذلك من قوله:
سبع وعشرون انقضت
محمودة بوظيفتي
في مهنة التعليم والتعليم
أشرف مهنة
ولم تكن في حينه غير المدارس الثلاث المذكورة قال:
علمت إذ كانت ثلاث مدارس
لا بالمئات اليوم في الأعداد
وحملت في كفي السراج ولم يزل
من ذوب عيني زيته وفؤادي
ومهدت درب العلم في هذا الحمى
فالفضل كل الفضل للمهاد
تخرج على يديه الكثير من ابناء الكويت الذين ساهموا في نهضة الكويت الحديثة، ومن صفاته: انه كان شريفا مناضلا عن وطنه وعن الحق بكل ما أوتي من قوة، لم يطاطئ رأسه من رهبة ولا أذعن من اجل رغبة، (...) هذا وإن المتأمل في شعر المربي الفاضل الأستاذ عبدالمحسن محمد الرشيد البدر، يلحظ غلبة مجموعة من الموضوعات او المشاعر، من مثل: التمرد، والقلق، والحزن، والشكوى، والشعور بالظلم، والدعوة الى الاصلاح.
وما من شك في ان الشعور بالظلم – تبعا لرؤية الشاعر – كان داعيا الى المطالبة بالاصلاح، حتى يتحقق العدل الذي ينشده، فإذا لم تثمر دعوته كانت الشكوى مجالا ينفث من خلاله أنّاته وزفراته.
ولم يكن المربي الفاضل فردا في هذا الباب، ذلك ان شعر الشكوى يمثل ظاهرة في الشعر الكويتي الحديث(1)، ومرد هذه الظاهرة الى عدم تقدير المجتمع للشعراء في تلك الفترة، ومن ثم امتزجت شكواهم بالهجوم على من يقفون امام تحقيق طموحاتهم في الوصول الى المكانة التي يستحقونها. يقول الشاعر الأستاذ عبدالمحسن محمد الرشيد البدر متحدثا عن الفترة التي عاشها في الكويت آنذاك:
وإني، إن شكوت العيش فيها،
فقبلي قد شكا فهد وصقر
يريد الشاعر: فهد العسكر وصقر الشبيب.
فباب الشكوى قديم في أدبنا العربي، وكشف الحجب عن مظاهر النفاق والملق والتلون معين لا ينضب، وعين لا تغور، نهل منها الشعراء في كل عصر، وكأنما لم يعد للحق مكان، فقد أخرس صوته، ولم تعد للشرفاء منزلة، فقد تواروا خلف اسوار مشرعة من الزور والبهتان.
في ضوء هذه المعاني التي شغلت شعراء العربية، يمكننا ان نقترب مما كان يمور في صدر المربي الشاعر الأستاذ عبدالمحسن محمد الرشيد البدر، حين صور بعض ادواء مجتمعه على نحو ساخر، ولاسيما داء الوساطات الذي يقدم الهزيل ويؤخر الاصيل، فيجني بذلك على الكفايات، ويقتل المواهب والعبقريات. يقول المربي الشاعر:
دع عنك أنك من أهل الكفاءات،
ما المجد إلا لأصحاب الوساطات.
هي المطايا، التي يرجى الوصول بها
إلى منال مطاليب وغايات.
كم جاهلٍ مستفيض الخرق نال بها
بالسعي ما لم ينل أهل الدرايات.
فإن تطلبتَ في العلياء منزلة،
شماء، أَوفتْ على الزُّهْر. العَليَّات.
لا تقطع العمر سعيا في تطلبها
فالأمر أهون من جد ومسعاة.
اختر لنفسك ذا جاه ومنزلة،
فبعضهم جاهل جم الحماقات.
وانسج حواليه أثوابا منمقة،
من المديح، كما يهوى، جميلات.
تنل على كتفيه ما طمحت له
من دوحة المجد اغصانا رفيعات.
لا تخشَ عاراً، فإن المال يغسله
ما دمت تملك آلاف الجنيهات.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه كل خير، ونفع به وبإبداعاته وطنه وأمته ولغته العربية.
(1) د. سالم عباس: التيار التجديدي في الشعر الكويتي، دراسة في المضمون والشكل. المركز العربي للإعلام بالكويت. ط 1 سنة 1989 ص 69 وما بعدها.
د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي.
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2024 vBulletin Solutions,