المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤرخ غانم يوسف الشاهين الغانم - الرأي


AHMAD
01-05-2010, 03:22 AM
إعداد : سعود الديحاني
30 - 4 - 2010م


http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/27267272020100501.jpg


الحياة شعاب وفجاج كل يسلك ما يسره الله له فالبحر له حياته الخاصة والتعليم له نكهة وصبره، ضيفنا اليوم يحدثنا عن ولادته في فريج الشيوخ ثم دراسته في المدارس الأهلية ثم انتقاله إلى المدرسة النموذجية في تلك الأيام وهي المباركية ثم نتطرق إلى عمله في البحر والبلاد التي وصل اليها ثم من صفحة إلى صفحة في حياته نتطرق إلى جوانب كثيرة فلنترك له ذلك:

المولد
ولدت في منطقة فريج الشيوخ في الكويت، وكان من جيراننا الشيخ حمد المبارك الصباح، وعبدالله المبارك الصباح، ومحمد شاهين الغانم، وخليفة شاهين الغانم وجاسم شاهين الغانم، والشيخ صالح الإبراهيم الذي يسكن الفنيطيس والشيخ سعود الصباح، وكان بجانبنا بيوت الهاشم.

المساجد
كانت منطقتنا مليئة بالمساجد من أمثال مسجد الخليفة ومسجد الحداد ومسجد السوق الكبير سابقا، ومسجد الفارس الذي بالمباركية، وكان العوازم لهم براحة بجانب بيوت آل رشدان وهم من العوازم ايضا وكانوا أناسا طيبين من أهل البحر وكانوا يملكون اكبر سفينة يسمونها «بوم آل رشدان».

الصباح
فطرت عائلة آل صباح على خدمة الكويت، وكان من اكبر واكثر من خدم الكويت الشيخ عبدالله المبارك الصباح، تولى الأمن العام وكان يخرج للصيد والقنص وكان يحب البحر وكان رحمه الله له فضل كبير في حفظ حدود الكويت حيث كان عند خروجه للصيد قبل ان يبدأ يطمئن اولا على حدود الكويت هو والشيخ فهد السالم، وقد وهبه الله بعض السمات الطيبة حيث كان شجاعا وطيبا ووفيا وكريما.

الوالد
كان والدي يملك بعض السفن التي تسافر للتجارة عبر البحار وقد عاصرته من سن تسع سنوات إلى سن الثالثة عشرة وبعدها توفي ودفن في المقبرة التي بجانب الميرديان وكان رحمه الله يحفظ القرآن الكريم وكان يتمتع بحس ادبي حيث انك لو لاحظت مقتنياته ستلاحظ فيها كتبا لأرسلان وداغور، وقد بدأ بالتجارة في اوائل العشرينات حيث عرفت عائلة الغانم بتجارة البحر من القدم، حيث كانت الكويت قديما مكونة من الخليفة والصباح والزايد وهم الغانم وانقسموا بعدها فذهب قسم منهم إلى البحرين مع عائلة الخليفة وبعضهم بقي في الكويت، ومن سفن والدي كان اسمها «كاكا» اي العم بالهندي والثانية «اوشار»، وقد سافر والدي سفرات كثيرة إلى الهند وافريقيا حتى انه في بعض الاوقات كان يتكلم اللغة الهندية، وقد تزوج والدي زيجتين منهما فضة والدتي، والثانية من الغانم بنت جبر الغانم وقد انجب اولادا اكبر منا شاهين وجاسم وعبدالله وبعدها تزوج والدتي «فضة» بنت فهد بن المساعيد، وكان والدي طيبا كريما زكاء رحيما بالآخرين مؤديا لأماناته، وكان والدي يملك دكانا بسوق التجار في القطعة التاسعة على البحر بجوار قصر السيف وكان من جيرانه السرحان وعلي الابراهيم الفليج وابراهيم عبدالعزيز الرميح وعبدالرضا المطوع وكان الدكان يعتبر مركزا لإدارة تجارة الوالد، وكان من اصدقاء والدي حسين بن سري ومحمود المطوع.

النخيل
ملك والدي نخيلا في البصرة على شط العرب وكان عددها نحو 80 جريبا وكان في موسم التمر في موسم حصاد النخيل كان يحفظ حق الزكاة وحق الفقراء في هذا المحصول ويأتي به إلى الكويت يوزع منه إلى بيوت الاقارب والجيران والفقراء والمحتاجين.

والدتي
كانت والدتي امرأة عصامية وصبورة وقد درست في مدرسة الحياة وكانت متزوجة من قبل السيد محمد الطبطبائي قبل والدي وانجبت منه ولدا اسمه يوسف محمد الطبطبائي، وكانت والدتي في ذلك الوقت تملك ذهبا فاشترت لنا بيتا صغيرا مقابل بيت عيسى بن راشد.

استقررنا فيه وكنا صغارا في ذلك الوقت، وكانت والدتي تتميز بالحس التجاري حيث كانت تنتظر إلى فصل الربيع عندما يأتي اخواننا أهل البادية ويحضرون معهم الدهن العداني فكان يأتيها ابراهيم المواش وكان يعمل دلالا ويشتري لها بخمسمئة روبية اول ألف روبية وتحفظه في تانك كبير إلى ان يأتي علينا فصل الصيف، حيث يقفز سعره من نصف روبية إلى روبيتين أو ثلاث ثم تبيعه إلى التجار، ثم عملت في الذهب حيث كانت تشتري ممن يأتون اليها من التجار والنساء الذين يطوفون على النساء الكويتيات القديمات وتبيع إلى التجار مرة اخرى وقد استطاعت ان تضيف على نخلنا بالبصرة حتى اصبح كثيرا حتى دخل علينا العام 1946 وتغيرت الحياة في الكويت، حيث ظهر النفط وبدأ التثمين في الكويت في هذا العام من شارع دسمان والشارع الجديد وشارع الخليج وقد خرج لنا مبلغ لا بأس به وذهبنا واشترينا بيتا كبيرا بجوار مجلس الأمة وبعدها بعام ثمن بيتنا الجديد مرة اخرى فذهبنا إلى الخالدية واشترينا بها بيتا بنحو 2000 روبية في ذلك الوقت، ثم تركنا الخالدية في العام 1962 وبعدها جئنا إلى البيت الذي نحن فيه الآن والذي توفيت فيه والدتي العام 1978، وقد انجبت امي محمد ومريم وغانم وعائشة وبدرية، وقد توفي لها ابراهيم صغيرا.

الاستمرار
وقد استمرت والدتي بالتجارة وكانت تقوم بالزكاة على الفقير والقريب والبعيد وتكثر من صدقاتها، وكانت تقوم بالاصلاح بين الناس. وكانت تتميز والدتي ببُعد النظر والذكاء الشديد والدليل على ذلك شراؤها للدهن العداني في فصل الربيع وبيعها له في فصل الصيف.
وكانت من عادات والدتي اطعام الطعام للقريب والبعيد والجيران وعابر السبيل.
وقد حجت والدتي مرة واحدة بحياتها مع عبدالعزيز الفهد وصالح الفهد وقد حجت بالسيارات.

الدراسة
كانت بداية دراستي في العام 1929 وذلك العام هو العام الذي كان فيه سعد الشرهان وكان سعد الشرهان يعتبر مديرا كبيرا وقد درس حتى لوالدي وكان ايضا من المدرسين عبدالمحسن الشرهان، وعبدالله التورة وكانت المدرسة مدرسة بدائية وكنا نصعد لها وفيها فتيان الفريج وشبابه وقد ختمت فيها القرآن الكريم وقد كانت الدراسة فترة صباحية فقط من الصباح وحتى الساعة الثانية بعد الظهر وكان من اصدقائي فيها فهد الفارس ويوسف الفارس ومحمد الفارس، وتقريبا في العام 1936 انتقلت للدراسة في المدرسة المباركية وتعلمت فيها الكتابة الصحيحة على يد الملا عثمان اخو عبدالله العثمان، وكان من مدرسي المدرسة المباركية عبدالملك الصالح وحافظ وهبة وعبدالعزيز الرشيد وعبدالله العمر ويوسف العمر، وقد واصلت الدراسة في المدرسة المباركية وكان من اصدقائي فيها الشيخ سالم العلي والشيخ سعد العبدالله والشيخ جابر الأحمد الصباح.

الاستقبال
وفي العام 1936 تم الاتفاق بين المفتي الحسيني في فلسطين وبين الشيخ عبدالله الجابر الاستعانة بالمدرسين الفلسطينيين وطلب منا ان نتجهز لملاقاة المدرسين في المطلاع وقد كان المطلاع في ذلك الوقت منفذ الكويت على السعودية والعراق وكان معنا من يوجهنا مدرسنا سالم الحسينان وبعد انتظار يوم كامل في المطلاع اتوا علينا واستأنسوا بنا ورحبنا بهم ورحبوا بنا واحضرناهم إلى المدرسة المباركية تقريبا في منتصف الليل ورتب لهم الشيخ عبدالله الجابر مقابلة يوسف بهبهاني، وكان مدير المدرسين الاربعة الذين حضروا يسمى احمد شهاب ومحمد المغربي وفيصل افندي وعودة افندي وعمر الدجاري وفيصل الطاهر.

البحر
بعد استمراري في المدرسة المباركية ما يقارب من ست سنوات او اكثر تركت الدراسة فيها واتجهت للبحر لكي أتعلم التجارة مع مبارك بن ناصر على السفينة التي كانت تسمى بوم بن ناصر وكان ذلك في العام 1945 وكانت اول سفرة لنا إلى الهند وكان نوخذة في السفينة هو مالكها مبارك بن ناصر وكانت اول سفرتنا اتجهنا إلى البصرة لأخذ التمر وسافرنا للهند وكانت مدة الذهاب ما يقارب الشهر والاستقرار بالهند ما يقارب ثلاثة او اربعة اشهر ومن الهند قمنا بشحن بعض البضائع والذهاب بها إلى عدن وقمنا بشحن ملح من عدن وذهبنا به إلى زنجبار، وقد هبت علينا الريح الموسمية فرجعنا معها إلى الكويت، وقد كانت مدة هذه الرحلة كلها ما يقارب من احد عشر شهرا وفي هذه الرحلة لم اتقاض اي اجر بل كانت رحلتي كلها للتعليم فقط.

النوخذة
بعد التدرب لمدة عام مع مبارك بن ناصر ذهبت مرة اخرى للسفر في البحر مع عمي عبدالله شاهين وكنت في هذه الرحلة نوخذة مساعدا لعمي عبدالله شاهين هو النوخذة على الخشب (السفينة) واستمرت رحلتي نوخذة لمدة اربع رحلات، حتى المرة الأخيرة قمت بأخذ الذهب وبيعه في الهند عن طريق التهريب، وهربت من الهند في سفينة عمي عبدالرحمن شاهين الغانم.

الدكان
قمت بفتح الدكان في سوق الغربللي، وكنت ابيع في هذا الدكان الحقائب والأحذية وبعض الكماليات وكنت اشتري من عبدالله المطوع ومساعد الصالح وكثير من التجار الآخرين، وقد استمر بي الحال في الدكان منذ العام 1949 إلى منتصف الستينات وبعد الدكان اتجهت إلى التجارة في العقارات والأسهم.

الديون
اصدر اليابانيون القماش الصناعي فكان نكسة للكويت، حيث تساوى القماش الصناعي مع القماش الأصلي وزاد على ذلك تأثر الكويت بالحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية فصار في الكويت طائفتان، طائفة غنية بالوراثة وطائفة فقيرة بالوراثة فصار الغني يطالب الفقير بماله الذي عليه فباع البحرية بيوتهم فتجمع نحو خمس عشر شخصية من اطياب العائلات الكويتية وذهبوا إلى الشيخ احمد الجابر وقالوا له: هناك طائفة البحرية الطائفة الفقيرة المعدمة والتجار الكبار يطالبون الفقراء بمالهم من حقوق وديون عليهم... فعليكم مراعاة ذلك، وفعلا انتفض الشيخ احمد الجابر وكتب اعلانا وزعه في المحكمة الموجودة في شارعفهد السالم وسوق التجار وضعوا اعلانا وفي سوق المباركية وضعوا اعلانا وفي الدروازة اعلانا بإلغاء جميع الديون التي على البحرية.

مشاري
وقام مشاري هلال واخوه فجحان ببادرة الخير، حيث اخرجوا كل السندات والصكوك التي عندهم وأحرقوها فكانوا بادرة خير لتجار الكويت الكبار ان يفعلوا هذا.

الرأي العام
اتاني خالي عبدالعزيز المساعيد وكان يعمل رئيسا لتحرير جريدة «الرأي العام» وعملت معه منذ العام 1964 نائبا لرئيس التحرير إلى العام 1972 وكنت اكتب كتابات حرة تحت عنوان «بين الامس واليوم» وكنت اتناول في هذه الزاوية كل القضايا الكويتية الداخلية والخارجية وقد كنت من السباقين في الكتابة عن المفاعلات الذرية التي في ايران.

الأولاد
تزوجت مرتين وجميع اولادي من زوجتي الأولى ووهبني الله يوسف وبلقيس وبسمة وباسلة وجيهان وصقر.

الإرشاد
بدأ تكوين جميعة الارشاد الإسلامي في العام 1951 واشتركت في الجمعية حتى صرت عضوا ومساهما واستمر بنا الحال بالكتابات والخطابات وكان عندي إلمام خفيف بالكتابة فكانت لي بعض الكتابات البسيطة بالجمعية وكانت هناك مثل الدورة على كل واحد ان يفعل شيئا فقمت بالتبرع لتدريس الأمية وكان الدوام صباحا، وبعد توسع نشاط الجمعية وكانت تدعو الشيوخ الكبار في ذلك الوقت لتنوير الشعب الكويت في امور دينه وتوعيته حيث كان عبدالعزيز علي المطوع وعبدالله علي المطوع يقومون بدعوة العلماء الكبار على نفقتهم الخاصة من امثال البشير الابراهيمي ومحمود الصواف وغيرهما فيقومون بإلقاء المحاضرات.

فلسطين
في العام 1956 بعد توسع نشاط جمعية الارشاد الإسلامي في جميع الاعمال الخيرية والمساعدات نزل صقيع بفلسطين فاقترحت على اعضاء الجمعية جمع التبرعات والذهاب بها لأهل فلسطين ففكرنا في ان نكتب كتابا للشيخ عبدالله السالم رحمه الله لكي يتوج العملية ونستمر نحن بعده وذهبنا اليه وتبرع لنا بعشرة الاف روبية في ذلك وكان رفقائي في رحلة التبرعات هذه عبدالعزيز الوزان وعبدالله الكليب وسعود السميط وعبدالله علي المطوع واخوه عبدالعزيز وذهبنا إلى جميع الشيوخ فذهبنا إلى دعيج السلمان فقال: لا استطيع ان اتعدى على الشيخ عبدالله فتبرع بـ 9999 روبية وقمنا بجمع التبرعات وجمع بطانيات والاشياء اللازمة للمعيشة في ذلك الوقت، وذهبنا للسلام على الشيخ عبدالله السالم وكان رجلا بعيد النظر فأخبرنا اننا اذا وصلنا للمفرق لا نسلم الأغراض إلا لفلسطين وفعلا ذهبنا ووصلنا الاردن وطلب الاردنيون ان نترك الاغراض وهم يوزعونها بأخبرناهم اننا معنا امر من اميرنا الشيخ عبدالله السالم ألا نسلم هذه الاغراض إلا للفلسطينيين فاتصل ملك الأردن وأخبر الضابط المسؤول ان يتركنا نمر ووصلنا إلى عمان إلى مركز جمعية الاخوان المسلمين ورافقنا منهم اربعة نفر وقمنا بالانطلاق إلى المدن الفلسطينية وقمنا بتوزيع الاغراض على مستحقيها.

التأليف
وبعد تركي للعمل في جريدة «الرأي العام» العام 1972 اتجهت للتأليف الحر فألفت إلى الآن ثمانية عشر كتابا، وكلها في التراث الكويتي وهذا ما ينقص الأمة الكويتية هو معرفة تراث اجدادها، فالشعب الكويتي معظمه لا يعرف شيئا عن تراثه.



http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127267272020100501.jpg

سنة 1950

http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/227267272020100501.jpg
مع الباحث صالح المسباح

http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/27267273420100501.jpg
مع الفريق الكشفي سنة 1936

http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127267273420100501.jpg
في مكتبته بين مؤلفاته

http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/227267273420100501.jpg
من مؤلفات الغانم


-

جون الكويت
01-05-2010, 07:50 PM
جزاكم الله خير عالنقل

ونعم الرجل الكريم

AHMAD
01-05-2010, 10:47 PM
أجمعين أخوي جون الكويت .. وجزاك لله خير

والعم غانم الشاهين له مؤلفات قيمة جداً .. وهو بالفعل شخصية متميزة ..
وعلى سمعي من بعض الأخوان أنه مقيم خارج الكويت ( في الهند ) .. والآن أتوقع أنه عاد للكويت مره آخرى ..

ونتمنى له ولجميع أخواننا المسلمين طول العمر والصحة والعافية ..

كويتى مخضرم
01-05-2010, 11:51 PM
ونعم بالعم غانم الشاهين الغانم والله يعطيه طولة العمر .. وشكرا لك اخوي الفاضل بوعبداللطيف .. على نقل هذة المقابلة التي استمتعت بقراءتها .. تحياتي وتقديري

AHMAD
01-05-2010, 11:53 PM
بارك الله فيك أخوي عبدالرحمن .. وأسعدنا مرورك

جون الكويت
02-05-2010, 12:00 AM
وعلى سمعي من بعض الأخوان أنه مقيم خارج الكويت ( في الهند ) .. والآن أتوقع أنه عاد للكويت مره آخرى ..


حتى لو ذهب في زيارة للهند فان الاتصال به ميسور.. فإن بويوسف يحمل معه جهازه الجوال دائما ،، ويرد على المتصلين في الاوقات المناسبة.

وهذا هو تواضع الكبار .. وليس كتعالم الاصاغر كما نراه اليوم للأسف من (البعض) هداهم الله وشفاهم من المرض ..

AHMAD
02-05-2010, 12:35 AM
نعم أخوي جون .. يثني على أخلاقه الجميع وعلى تواضعه الجم .. وللأسف الشديد كلن أخذ نصيباً من الإعلام والشهره إلا هو لم يأخذ من الإعلام شيئاً .. ولك أن تتخيل له 18 مؤلفاً عن تاريخ الكويت وتراثه ولم يأخذ حقه إعلامياً ..

الله المستعان

بن سلامه العتبي
02-05-2010, 08:56 AM
السلام عليكم

أين نجد مؤلفات المؤرخ غانم يوسف شاهين الغانم...؟

جون الكويت
02-05-2010, 01:51 PM
السلام عليكم

أين نجد مؤلفات المؤرخ غانم يوسف شاهين الغانم...؟
في المعرض الدولي تباع عند دار ذات السلاسل

انظر موضوعي:
عناوين ومشاهدات في معرض الكتاب الدولي (http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=5560)

وليد خالد
03-05-2010, 02:39 AM
الف شكر اخ احمد على الموضوع


ارجو تصحيح اسم الجده زوجة الجد يوسف الشاهين الغانم رحمه الله وغفر له (( هيا بنت جبر الغانم رحمها الله وغفر لها)) وليست بنت جابر الغانم ,, مع الشكر .

AHMAD
04-05-2010, 12:20 AM
الف شكر اخ احمد على الموضوع


ارجو تصحيح اسم الجده زوجة الجد يوسف الشاهين الغانم رحمه الله وغفر له (( هيا بنت جبر الغانم رحمها الله وغفر لها)) وليست بنت جابر الغانم ,, مع الشكر .

إبشر وعلى أمرك .. وشكراً على التصحيح أخوي وليد ..
وهذي الساعة المباركة أن نرى مشاركتك .. ولا تقطع عنا .. ترا لك معزة عندنا يا بوخالد .. :)

وليد خالد
04-05-2010, 02:17 AM
إبشر وعلى أمرك .. وشكراً على التصحيح أخوي وليد ..
وهذي الساعة المباركة أن نرى مشاركتك .. ولا تقطع عنا .. ترا لك معزة عندنا يا بوخالد .. :)


طال عمرك

والله يعز غاليك

الفيلجاوي
02-08-2010, 06:02 PM
السلام عليكم

عندي اسفسارات عن جم شغله

شلون اوصل حق العم غانم يوسف شاهين الغانم

IE
25-09-2010, 03:03 AM
من كبرى الآفات التي تصيب أي مجتمع وتهدد وجوده واستمرار تطوره في الصميم مسألة التفكك بين عناصره وأفراده وغياب الترابط والتلاحم فيما بينهم، ولعل هذه المعضلة تظهر حاليا في بعض المجتمعات الغربية التي تعاني التباعد والتفكك على المستوى الأسري بل والمجتمعي ككل، ما يجعل من البعض يرون أن هذه الحال تؤذن بانهيار تلك الحضارة وزوالها، كذلك فإن من سمات الدول الفاشلة سوء العلاقة بين الأنظمة الحاكمة والشعوب وغياب اهتمام كل طرف منها بالآخر وحرصه عليه وعلى استمرار وجوده وفي أفضل حال. على النقيض من كل ذلك كانت الكويت دوما ولاتزال تتمتع بانصهار عناصر المجتمع وأفراده وتلاحمهم وتوادهم وترابطهم لاسيما في مواجهة الشدائد، كما ان هذا البلد الطيب تميز بوجود علاقة قوية لا تنفصم عراها بين الحاكم والمحكوم اللذين تبادلا على الدوام حبا بحب واحتراما وتقديرا واشتركا في الحرص على مصلحة الأم الرؤوم الكويت. تتجلى مظاهر هذه السمات الطيبة التي حبا الله بها الكويت من خلال حديث ضيفنا هذا الأسبوع العم غانم يوسف شاهين الغانم، الذي ينقسم اللقاء معه إلى جزأين، عن ذكرياته التي لا تزال عالقة في ذهنه عن كويت الماضي وأحوال المجتمع فيها واتحاد الرأي والجهد في مواجهة المواقف الصعبة. يحدثنا عن سمات المجتمع الكويتي في فترة ما قبل ظهور النفط وما كان يتسم به الكويتيون من تقارب ووحدة في التعامل مع شظف العيش وشدائد الحياة، كما يتطرق إلى بعض الجوانب الحياتية والاقتصادية وبعض الأحداث وكيف أثرت على حياة الكويتيين. يقدم لنا العم غانم الغانم صورة جميلة لحياة الكويت في الماضي نستقي منها العبر والدروس، فإلى تفاصيل الجزء الأول:

يبدأ العم غانم يوسف شاهين الغانم حديثه عن مشواره الطويل في دروب الحياة منذ الولادة والطفولة في بيت الجد فيقول: ولدت في الكويت بالحي الشرقي بفريج الرومي وذلك عام 1922 اي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بثلاث سنوات، توفي والدي وكنت طفلا صغيرا وعشت في بيت العائلة والوالدة ومعي أخي ابراهيم أكبر مني سنا.



ويكمل ويقول عن حياته الطويلة وما واجهه من أفراح وأتراح على مدى عقود من الزمن: مما أذكر اخواني بالرضاعة من أبناء الفريج أبناء الجسمي وأبناء الهاشم والراشد وأبناء الجسار، وكثير من الأطفال بذلك الوقت، وسبب وجود اخوة في الرضاعة بين الكثيرين في تلك الفترة ان المرأة كانت عندما تزور جارتها وتجد الطفل تأخذه وترضعه فالجميع اخوة من الرضاعة وهذا منتشر بين ابناء الفريج ولذلك أقول ان حياتي طويلة، وتاريخ حياتي طويل في هذه الديرة الطيبة ومن يريد ان يتحدث عن نفسه يجب ان يشرك غيره معه لأن الذين عاصرتهم وعشت معهم لكل واحد منهم قصة طويلة في الحرص على بلوغ المثاليات وهذا ديدن الكويتيين وأنا واحد منهم.



رقي واعتزاز

فالكويتيون يتسابقون على الوصول الى المثاليات والتعامل بأرقى مستوى خاصة عندما كانت حالتهم التي يعلم بها الله سابقا لكنهم معتزون بكرامتهم، ومما أذكر انه عندما يولد الطفل في ذلك الوقت يصير عندنا كرنفال بذلك اليوم لوالدة ذلك الطفل، فجميع سيدات الفريج يجتمعن مع السيدة الوالدة ويساعدنها ويستبشرن بذلك الطفل وزيادة عدد الأولاد بالحي (الفريج)، وهكذا يفتح الطفل عينيه على مشاهدة نساء وأمهات وبنات يشاهدهن من اول يوم، وهذا يجعل منه ولدا كويتيا لأن الغرفة الطينية التي ولد فيها والنساء والأمهات وأمه التي ولدته والمتر (السرير) كل ذلك يفتح عينيه عليه، كذلك الأطفال والنساء اللاتي يرضعنه وعيناه على صورهن عكس ما يحدث اليوم، حيث يولد الطفل وعيناه بوجه الممرضة في المستشفى.



أحيانا عندما يكبر الطفل يبكي فتنادي الجدة هاتوا الاطفال فيجتمعون حوله فيسكت الطفل فالطبع النفسي جعله يسكت، هكذا نحن عشنا حياتنا مثلما ذكرتها، فعندما ينمو الطفل ويتدرج ويكبر ويلعب ويحبو على يديه ويخرج في الليوان ويحبو الى باب البيت المطل على الشارع ويشاهد الأطفال يلعبون من صميم البيئة ويقول سيد عمر «ما يصير الأكل زين الا اذا كان العيش زين والدهن والماء نظيف والطباخ زين» نحن تتلمذنا على هذه الحال، كان الأولاد يلعبون بكرة صغيرة نسميها «أمها وأبوها»، أذكر ابن هندي «يطهر» الأطفال وذلك حسب الميعاد والأولاد مجتمعون والنساء وأهل الطفل يجهزون البيت ويفرشون الحوش بالحصر ويجهزون الحلويات بالقناطي وماء الورد والشربات وعندنا ذلك حلو. والذي أحلى منه هو حضور أبناء الفريج والنساء الاجتماع والترابط الأسري بين نساء الفريج وممن اذكر من الجيران بالحي الذي كنا نسكنه بيت جسار الجسار وطاهر وعلي الوزان وعبداللطيف الهاشم وبيت الفرح وراشد الكوس واحيانا اذا كانت الشمس من القبلة الاطفال يجتمعون تحت العريش.



الاحتفال بالعرس

بصفة عامة كان لكل احتفال طريقته حتى الزواج حيث كان المعرس او والده يدعو رجال الفريج والمصلين معه في المسجد وكان الرجل ليلة الزفة يزفونه إلى زوجته في بيت والديها وفي ليلة زواجي كان من المدعوين المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح وفرقة اللنقاوي للأفراح، وكان حفل الزواج يقام بالطيران والطبول ويبقى المعرس في بيت اهل زوجته لمدة اسبوع، هذا جزء من الحياة الاجتماعية والاحتفالات كثيرة عندنا في الكويت، ومن ذلك ايام المواسم مثلا في اول شهر شعبان يستعد الكويتيون لشهر رمضان المبارك مثلا بيت بجانبه بعير وبيت آخر يقف امامه حصان وآخر حمير وهكذا.
وأول مرة رأيت فيها ذلك بحياتي كان عمري ثماني سنوات وقلت للوالد هذا بعير فقال هذه البعارين تنقل الصقرية الكبيرة الى الصفارين لتنظيفها لأنه بعد شهر سوف نستقبل شهر رمضان وهذه الصقرية ينظفونها لطبخ الهريس في رمضان، المهم البعير تنقل صقريتين، وتبدأ عند الكويتيين الاصلاحات والاستعداد لشهر رمضان في منتصف شهر شعبان، والبعض يجهز الاكل، كما كان هناك بعض الاشخاص الذين يدبرون بعض الامور الخيرية المرتبطة بهذه المناسبات منهم شخصيات كويتية كبيرة.



المرحوم سلطان الكليب

يكمل العم غانم يوسف الغانم حديثه عن استعداد الكويتيين للمناسبات المختلفة واهتمام بعض الشخصيات بالعمل العام قائلا: على سبيل المثال كان الراحل سلطان الكليب رحمه الله همه وعزمه وعمله الاصلاحي في خدمة البلد بأن يأخذ بعض الزكاة والصدقات من التجار لكي يعمر بها المساجد ويبنيها ويفرشها بالسجاد وكذلك تجهيز الشاي والقهوة.



ورجال كثيرون كانوا يقدمون خدمات جليلة وحسناتهم كثيرة وخاصة في شهر رمضان.
دق الهريس

ومن العادات والتقاليد القديمة في شهر شعبان وخاصة في بيوت التجار وعندهم المنحاز وجمعه مناحيز ودق الهريس له اغنيات خاصة مرتبطة بهذه العملية.



ولفت نظري احد المواقف حدث امامي وهو يعكس سلوكا كان سائدا في رمضان، فقد رأيت ثلاثة من كبار السن كانوا ماسكين أيادي بعضهم البعض، الاوسط من الرجال كان الاثنان كل واحد منهما يدعوه للافطار عنده يوميا بعد مدفع الافطار وهذا يجره من اليمين والآخر يجره من الشمال.



والاثنان الكبار من التجار شاهين الغانم وصالح الابراهيم والثالث يقال له ابومنصور وكنت صغير السن في مرحلة الشباب وسألت الرجل فقال كل واحد منهما يريد مني ان افطر عنده في رمضان، فقال هذه عادة عند الكويتيين واتفقنا على ان افطر الخمسة عشر يوما الأولى عند شاهين الغانم والنصف الثاني من رمضان عند صالح الابراهيم أرضيت الاثنين.



صناعة الحلويات

كما أذكر عائلة ابو الحسن وهم احسن من يصنع جميع أنواع الحلويات التي لم يصنعها أحد من قبلهم مثل اللقيمات والباسيه الحلوة وعندهم طوس مجهزة لوضع الحلويات فيها، وأما سوق الخضار ففيه انواع من الخضار من بداية سوق بن بحر إلى المباركية، الخضار موجود وفي سكة بن دعيج. هكذا فإن شهر رمضان فيه جميع ما يحتاج اليه المواطن.



وإذا حصل ان الرجال في ايام السفر فأصحاب المحلات يتساهلون في اعطاء اهل البيت بالبيع حتى عودة الرجال من السفر، كان التساهل بين الكويتيين موجودا واذكر انه اذا غرقت سفينة أحد التجار فالكويتيون جميعا يهبون ويسارعون إلى نجدة ومساعدة صاحب السفينة، شاهدت يوما المرحوم الشيخ صباح الناصر مع محمد شاهين الغانم بيدهم ورقة ويجمعون مبلغا من المال لأحد التجار لغرق سفينته وبالفعل جمعوا مبلغا لا بأس به وسلموه لصاحب السفينة.



كانت الكويت وأهلها اصحاب خير بالقناعة والتعاون وليس بالمال فقط وكان اكبر تاجر في الكويت آنذاك لا يملك في صندوقه مائة ألف روبية. ويساعد بها الغير فالكبير يساعد الذي اصغر منه وهو بدوره يساعد الذي أصغر منه وهكذا وهذه العادات والتقاليد شملت جميع الكويتيين على جميع مستوياتهم ولا يوجد فرق فيما بينهم ومما أذكر انه عند انهيار سوق اللؤلؤ عام 1936 صار الكويتيون كل واحد يطالب الآخر الدائن والمديون فارتبك الكويتيون وبعض الرجالات من أهل الخير قاموا بزيارة للشيخ احمد الجابر امير الكويت، وطلبوا منه الغاء الدين عند الجميع فبادر وأصدر اوامره بالغاء جميع الديون عن جميع الدائنين والمدينين للدائنين الآخرين.



تثمين البيوت

ومما أذكر أن التثمين للبيوت بدأ عام 1946 ومشاري هلال المطيري فتح صندوق والده ووجد فيه وصولات فيها اموال على المواطنين وجمع اخوانه حمد وفجحان وبندر وقال لهم يا اخواني الكويتيون مدينون وما عندهم فلوس يسددون ماذا تقولون في أن تنتهي هذه الديون فرد عليه اخوانه «اللي تفعله نحن معك» اشعل النار في صندوق والده وحرق كل ما فيه من اوراق ووصولات واسقط الدين عن الجميع هذا أفضل رجل طيب ساعد الكويتيين وانجاهم من الديون هكذا كانت الكويت ورجالها.



ولعل هذا شبيها بما ذكرناه آنفا عن قيام الشيخ أحمد الجابر باصدار قرار بأن تلغى جميع الديون عن زيد وعمر والصغير والكبير وعلى الجميع ان يبدأ من جديد في حياته الاقتصادية ولا يضيع البلد بسبب الديون.



انتهت الديون عن جميع الكويتيين وذلك بواسطة رجال مخلصين لوطنهم وهم المرحوم يوسف الفليج وحمد المشاري وعبدالعزيز السدحان والشيخ أحمد الخميس ويترأس الوفد المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وارتاحت الناس وبعد تلك الفترة بدأ ظهور النفط، وعام 1946 بدأ تصدير أول شحنة نفط في عهد أمير الكويت المغفور له الشيخ أحمد الجابر.



دور المرأة الكويتية

بعد ذلك يتطرق ضيفنا لنقطة مهمة ومحورية تتناول مشاركة المرأة الكويتية في نشاط المجتمع وبنائه وتنميته، ويذكر نموذجا لدور المرأة حيث يقول: مما اذكر ان والدة الشيخ عبدالله الخليفة الصباح كان لها دور كبير في المجتمع وكانت ساكنة في حولي ولها تاريخ كبير في المساعدات وكانت تقدم للمحتاجين ما يطلبونه من مساعدة، مثلا المنقطع في الطريق تساعده على الأكل والماء وما يحتاج له في طريقه، ومن يضل الطريق ترشده الى الطريق، وكذلك شاهة الصقر ساعدت على فتح المكتبات من مال والدها والمساجد وساعدت على الأعمال الاجتماعية.



الكويتيون ـ رجالا ونساء ـ كانوا يقدمون المساعدات للفقراء والمحتاجين وقد صنعوا أنفسهم وفي عام 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية ساعدوا الهند في نقل البضائع داخليا بسفنهم الشراعية ونقلوا التمور من العراق الى الهند وقدموا خدمات كثيرة.
وكان للكويت ما يشبه السفراء في الخارج مثل جاسم شاهين الغانم ومعه خالد الحمد في عدن وكانوا يساعدون الكويتيين هناك وفي مدينة مومباي العيسى والإبراهيم والبسام والقاضي وكانوا موجودين هناك لمساعدة الكويتيين وحل مشاكلهم.
وفي مدينة كراتشي فهد المرزوق وعبدالرحمن الشاهين وفي مدينة البصرة بالعراق يوجد عبدالله الخالد القناعي ومحمد ثنيان وأبا الخيل، وعبدالعزيز السالم تاريخه كبير وهو أول سفير للكويت وهو من المحكمة التركية وله تاريخ كبير وله طريقته الخاصة في الدفاع عن الكويت والكويتيين، وهو رجل غني ومتحدث وهو رجل من رجالات الكويت القدماء المنسيين حاليا وأطلب من المسؤولين أن يطلقوا اسمه على أحد شوارع الكويت. أولئك الرجال يجب أن تطلق أسماؤهم على شوارع ومدارس الكويت مثل عبدالعزيز السالم ومن ذكرتهم.. مرت سنون كثيرة واذكر سنة الطفحة (زيادة اللؤلؤ).



الكويتيون ساعدوا العراقيين في زراعة أراضيهم البور بعدما اشتروها مثل أبوالخصيب والفاو وحمدان ومهيجران.. تلك الأراضي ملك الكويتيين وفي احدى السنوات وفي عهد عبدالكريم قاسم قلت لأحد الفلاحين الذين يعملون بأراضينا يا عيسى اعطني كمية من رطب البرحي، فقال: شنو هذا ما أعطيك ما سمعت ماذا قال الزعيم ان الأرض لمن يزرعها».



انقلب وتغير ذلك الرجل وقلت له ما سمعت الشاعر الذي يقول:
الصاحب اللي توده ما تقول له (توكك)
العراقي عراقي لا يتغير
«صبه حقه لبن».



نقل المياه

ولقد سافرت في سفن نقل المياه ومما أذكر اني في احدى السنوات سافرت في سفينة التورة وعند مدخل شط العرب بدأنا ننقل الماء بواسطة «الزيله»، وكان الماء فيه ملوحة فدخلنا داخل الشط وحضر عندنا لنج عراقي فقال أحد من فيه اخرجوا لماذا دخلتم الى الشط؟ وطردنا من داخل الشط، وقال لزميله قل لهم اعطنا عشرين روبية، حتى الماء قطعوه عنا، المرحوم الشيخ عبدالله السالم امير الكويت بعدما اسس له لجنة قال: العراق لا فائدة منهم نفكر باقامة تصفية لمياه البحر، وقد صوت نصفهم او اكثر بعدم استيراد ماء من شط العرب وعلينا ان نضع ونصنع ماكينة التصفية وباشر المرحوم الشيخ فهد السالم الاشراف على العمل، وفي عام 1954 سنة الهدامة كان يشرف على بناء البيوت التي هدمت ومما اذكر ان جندل غرف بيتنا له صوت اثناء نزول المطر فسألت الوالدة عن ذلك فقالت انه يسبح الله.



الشيخ فهد السالم اهتم بالكويتيين وكان يدير ويشرف على المستشفى الاميري. واشرف على انشاء بناء التصفية واذكر ان الكويتيين كانوا يأخذون مياه آبار الماء بنفس منطقة الشيراتون لوجود الآبار. والمنطقة فيها مياه، واذكر ان مستر هاستون مهندس حضر الى الكويت، واسسوا ماكينة التصفية وبدأ الماء العذب وبدأ الكويتيون يشربون الماء الصافي العذب بفضل حكمة حكامهم. ماكينة التقطير لم تكلف الكثير واستفاد منها الكويتيون وموقعها في الشويخ.



واذكر ان يوما من الايام الكويتيون سافروا الى شط العرب بأربع سفن خشبية من نوع الدوبه واحضروا الماء العذب وتم توزيعه على جميع الكويتيين، انطلق الشيخ فهد السالم في فعل وعمل الخير للكويتيين وبنى المدارس، واذكر مدرسة عائشة ومدرسة الزهراء في الحي القبلي بداية الخمسينيات وكان في عهد وحكم المرحوم الشيخ عبدالله السالم امير الكويت وكان المرحوم عبدالمحسن العريفان احد المسؤولين في المستشفى الاميري، وللشيخ فهد السالم الصباح حسنات كثيرة وهو اول من بنى قصرا في النويصيب وكذلك المرحوم الشيخ عبدالله المبارك بنى له قصرا في الخيران. الكويت محفوظة من الله وحكامها الذين صانوا ارضها واستقلالها.



تعاون وترابط

ومما اذكر اني قابلت المرحوم الشيخ فهد السالم وقلت له يا طويل العمر ان بيت بن ناصر تهدم من الامطار الغزيرة وبعد يومين بدأ العمل به وتصليحه وبعد سنوات تم تثمين بيوتنا في المدينة وخرجنا الى المناطق الجديدة، تاريخ الكويت طويل ومنذ نشأت الكويت والكويتيون متعاونون مع بعضهم البعض ونشاطهم واحد ان كانوا من البحارة او التجار او العمال جميعهم يعملون ويساندون الحاكم كانوا متعاونين، واذكر اثنين من عائلة الطراح كانوا يوزعون الاكل على الفقراء، اولادنا عليهم ان يدرسوا تاريخ الكويت خاصة التاريخ الاجتماعي، خاصة الذين درسوا في الدول الاجنبية. قصدى نشر الكتاب ومطالعته وقراءة مادته وليس الثراء وتجميع الاموال. تاريخ الكويت طويل فيه امور ومواد ومعلومات كثيرة وعلى الشباب قراءة الكتب المسؤول الحالي غير المسؤول السابق، وبعض الشباب لا يعرفون شيئا عن الكويت والشهادة الجامعية عندهم جواز مرور للوظيفة، نحن كبار السن عشنا حياتنا واخذنا فرصتنا وكان هناك تنظيم في الاجيال السابقة، فقد كان التاجر الكويتي عندما يسافر يأخذ معه اولاده لكي يتعلموا مما تعلمه والدهم.



مثلا السفينة الشراعية يديرها النوخذة وهو الآمر الناهي وفيها المعلم والسكوني والمجدمي والبحار ونوخذة الشراع وراعي البركة وراعي البلْد وهو الرجل الذي يقيس عمق البحر ونوع ارضيته ويبلغ النوخذة لكي يعرف اين هو من البحر.



صاحب البلْد يبلغ النوخذة وهو يسأله ما هو نوع قاع البحر يقول له قحّة او ارض طينية او ارض رملية والنوخذة يعرف مكانه من البحر بهذه المعلومات ويعرف طريقه الصحيح، وكانوا يعرفون المطالع والمخارج مثل ياه فرقد، نعش عيون وسلميار وقطب والقطب الشمالي والقطب الجنوبي.



وأحد عشر نجما ثابتا يقيسون عليها النواخذة، والبحارة يعرفون.



النوخذة موسوعة علمية في البحر يعرف كيف تسير السفينة بين الامواج وفي عمق البحار، كان الكويتي يعمل بجميع المهن من اجل لقمة العيش والعمل مترابط بين جميع من يعمل على ظهر السفينة.



الصبر والعطاء

يجب على المواطنين الصبر على المدين وعدم الشكوى والصبر والحل وديا والبلد بخير، فالاقربون اولى بالمعروف.



من يملك عليه ان يعطي الاقربين من اقاربه واهله ربما فيهم فقراء لكنهم متعففون فلهم الاولوية في العطاء، وهذه صفحة بيضاء عند الكويتيين في عملهم وعطائهم، وبالنسبة للوضع الحالي عندنا مجلس امة وعندنا حكومة طيبة واميرنا اطيب واطيب، عسى الله ان يحفظه، ونحن بحاجة ماسة لحياة طيبة، قرأت ان ثلاثة وتسعين الف كويتي ممنوعون من السفر، فبدلا من هذا تعمل دراسة ولجان تدرس حال كل واحد منهم بدلا من منعهم من السفر.



ومما اذكر من القضايا ان اثنين من المواطنين اختلفا على دين بمبلغ خمس روبيات عند الشيخ عبدالله الجابر، فقال لاحد الرجال واسمه كهف «اصلح ما بينهما»، فخرج من المجلس وتشاور معهما على سداد الدين فاتفقا على ان يسدد له من يسره بالراحة التامة.



وانتهى الموضوع ببيع ماعزته واعطاه نصف المبلغ سعر الماعز وانتهوا على خير.
الله يكفينا شر الآتي ويحفظ الكويت وأهلها من كل شر.. كما أرى ان من المشاكل الموجودة والتي يجب حلها مشكلة البدون ومشاكل العمالة الوافدة الذين يرتكبون الجرائم.



قضية الطلاق

هنا يتناول العم غانم الغانم قضية اجتماعية مهمة للغاية تؤثر على المجتمع بأسره حاضره ومستقبله ألا وهي أبغض الحلال «الطلاق» وعن ذلك يقول: الطلاق عند الكويتيين قديما لم يكن الطلاق بأعداد كبيرة لا تذكر، فقد كانت المرأة مطيعة لزوجها إلا ما ندر، أما الآن فالطلاق زاد عدده لأسباب في المجتمع، كان في الماضي من الصعوبة ان يحدث الطلاق ومن الطرائف الموجودة كان بفريجنا 4 سيدات اسم كل واحدة منهن «حصة» وحصل ان احداهن زوجها يريد السفر وقال لأحد الجيران يا أبوخالد أوصيك على زوجتي، 3 رجال وكلوا رجلا واحدا.. المهم الثلاثة سافروا وبقي الرابع وحصل سوء تفاهم بين حصة وحصة الثانية وقال الرجل انتما الحصتان طالقتين فردت الاثنتان الأخريان قائلتين يا عمي نحن الطالقتان أو هما الطالقتان فقال انتما الاثنان ايضا طالقتين، فطلق الأربع وعاد رجالهن من السفر وذهبوا للقاضي وقال ارجعوا الى أزواجكن لأن هذا الرجل منفعل غير مصيب.



كان الطلاق في ذلك الزمن مخيفا فلا يقع الطلاق بسهولة، والسيجارة تخيف الشباب وكنا نحرمها، أما «الرادو» فعندما كنا صغارا وفي منتصف الثلاثينيات كان الرادو غير منتشر ومن عندهم في ذلك الوقت قليلون مثل عبدالرحمن البحر وعبدالله الملا وقهوة بوناشي وقهوة زمون في الصفاة وآخرين والرادو حجمه كبير وكان محمد رفيع بهبهاني المستورد للرادو (المذياع) وتلك المقاهي تضعه على طاولة مرتفعة وكنا نسمع نشيد:



يا شباب النيل يا عماد الجيل
هذه مصر تناديكم
فلبوا دعوة الداعي



وهذا كان في زمن النحاس باشا، وكانت تغنيها أم كلثوم وتبثها إذاعة الشرق الأوسط.
وأحيانا يصير خطأ في بث المادة على سبيل المثال، يقول المذيع الآن نستمع الى أغنية فريد الأطرش ونفاجأ بأن نسمع أغنية لأم كلثوم.



وسمعت أغنية للمرحوم عبداللطيف الكويتي يقول فيها:
أهلا وسهلا ومرحبا وأبدي سلام وتحية قلبي يرددها مديم



مني سلام للملك وأبدي سلام



نقلت كلمات الأغنية لملك المملكة العربية السعودية نقلها أحد المترددين على الكويت بأنها كلمات غير لائقة.



وصل الخبر الى الكويت بالتدقيق والتحري عن كلمات الأغنية بواسطة المقيم التجاري السعودي وطلبوا حضور عبداللطيف الكويتي وقابل جلالة الملك عبدالعزيز وسمع منه كلمات الأغنية وأهداه ألف ليرة.



ساحة الصفاة


يذكر العم غانم يوسف الغانم حركة البيع والشراء وساحة الصفاة فيقول: كانت سوق عكاظ، تجد كل رجل فيها يبيع ويشتري الدهن والاقط وبيع الجمال والعرفج وكل منتجات الالبان والاغنام وكان عندنا سوق البقر وسوق السلاح والتمر، كانت الكويت موسوعة كبيرة والجميع يخدم خاصة التجار الذين بنوا السفن وغامروا بها فعبروا البحار والمحيطات، كانت ساحة الصفاة فيها كل ما يريد المواطن من اغراض وحاجات لبيته، واذكر ان التجار ايام الحرب العالمية الثانية كانوا يشترون المواد الغذائية ويبيعون ولكن صار نزول كبير في الاسعار وبعدما نزلت الاسعار خسر التجار في بعض المواد التي يتاجرون فيها لكن التجار صبروا على من خسر.





المرحوم الشيخ أحمد الجابر


عن انتشار الأعمال الخيرية يقول العم غانم يوسف الغانم: كان من مظاهر الخير المنتشرة في المجتمع الكويتي توزيع الطعام على الفقراء فقد كان ابن عمير مثلا يطبخ الاكل ويوزعه على الفقراء والمحتاجين من الناس واذا دخل شهر رمضان يعطيه المرحوم الشيخ احمد الجابر كمية كبيرة من العيش لكي يغطي الاعداد الزائدة من الناس في وقت الافطار ويكفيهم فيطبخ ثلاثة قدور من الرز بزيادة الكمية من الشيخ أحمد الجابر، وهذا دليل على أن الناس من الشعب الكويتي بينهم علاقة ود ومحبة مع الحاكم الذي لا يغفلهم ويعطيهم من الصدقات والزكاة وبعض المواطنين يأخذون الأكل معهم الى بيوتهم والبعض الآخر يأكلون عند البيت. وهذا جزء من حسنات شهر رمضان.


جريدة الأنباء - 25/9/2010

PAC3
26-09-2010, 11:24 PM
ومن العادات والتقاليد القديمة في شهر شعبان وخاصة في بيوت التجار وعندهم المنحاز وجمعه مناحيز ودق الهريس له اغنيات خاصة مرتبطة بهذه العملية

يتضح لنا مما ذكرة المؤرخ العم غانم يوسف شاهين الغانم أن عادة دق الهريس موجود فقط موجودة عند التجار وهذا الكلام صحيح ومطابق لما ذكره كبار السن عن صعوبة المعيشة في الماضي

وبارك الله فيك يامشرفنا IE
المقابلة قيمة وثرية بالمعلومات التاريخية حيث نجد الواقعية وعدم المبالغة في سرد المعلومات .
تحياتي لكم وشكرأ للمؤرخ العم غانم يوسف شاهين الغانم ولجريدة الأنباء.

نبض مطير
27-09-2010, 06:47 AM
يعطيك العافية أخوي IE على المعلومات القيمة

IE
02-10-2010, 02:58 AM
تطور التعليم في الكويت في القرن الأخير بدرجة كبيرة، فقد تحول من الشكل التقليدي القديم إلى التعليم النظامي وكانت البداية في المدرسة المباركية كانت في طليعة ركب التحديث في هذا المجال الحيوي. في الجزء السابق من اللقاء حدثنا العم غانم يوسف الغانم عن الحياة الاجتماعية في كويت الماضي في بدايات القرن الماضي وكذا بعض الجوانب الحياتية والاقتصادية للمجتمع الكويتي في الفترة التي سبقت ظهور النفط، وأوضح ما تميز به هذا المجتمع من تلاحم وترابط وتقارب بين الحاكم والمحكوم. يستكمل اليوم الحديث عن جوانب أخرى مهمة من مشوار حياته ورحلته ويروي لنا في الوقت نفسه مواقف وأحداثا تتعلم بالتعليم والتجارة والبحر والسفر والعقار وغيرها. في البداية يتطرق إلى مشواره في التعليم وفي السياق يكلمنا عن أحوال التعليم في تلك الفترة وكيف تطور وتغيرت مناهجه، ومتى قدمت أول بعثة تعليمية فلسطينية إلى الكويت ومن كان في استقبالها وكيف كان الاستقبال. ثم يذكر بداية النشاط الكشفي في الكويت وعلى يد من كان ذلك ويذكر جانبا من الأنشطة الكشفية وكيف استقبلها الناس والتجار ومن شجعهم ودعمهم. بعد ذلك يتحول ضيفنا إلى الحديث عن السفر بالسفن الشراعية وعمله بنقل الذهب والتجارة وكيف استفاد من ذلك وكون مبالغ مالية لا بأس بها، ويحكي لنا قصة الصناديق التي استوردها من باكستان وكيف ربح منها. ثم يذكر لنا العم غانم الغانم متى بدأ العمل في مجال تجارة العقارات وكيف دخل «سوق المناخ» منذ بدايته وماذا كانت النتيجة في النهاية. كما يحدثنا عن الحركة الثقافية والأدبية في الكويت وأحوال الكتاب والمؤلفين ومشواره هو شخصيا في هذا المجال والكتب التي ألفها، ويقدم نصائحه للرقي في هذا الحقل وللحفاظ على تاريخ الكويت وتراثها من الضياع. ولا ينسى بطبيعة الحال ان يذكر بعضا من الحقائق التاريخية عن علاقة عائلته بالبحر وكيف ركبوه وطوعوه. كل ذلك وغيره من المعلومات والحقائق الشيقة والممتعة يستكملها لنا العم غانم الغانم اليوم في الجزء الثاني من اللقاء معه، فإلى التفاصيل:
بعد حديثه عن نشأته والظروف الاجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع الكويتي في فترة طفولته وشبابه في الجزء الاول، ينتقل العم غانم يوسف الغانم للحديث عن مشواره بالدراسة وأحوال التعليم فيقول: بداية تعليمي كان عام 1928 والوالدة رحمها الله أدخلتني مدرسة بن شرهان مقابل قصر السيف على بهيته ومدير المدرسة والمشرف والموجه المرحوم سعد الشرهان، والذي يعاونه عبدالمحسن الشرهان والرجل الثالث عبدالله التورة، وكان يساعدهم زيد الصقعبي وهو منظم ومشرف على الطلبة وهو مسؤول عن غياب الأطفال يشبه عمله محمد سيار في المباركية.
أمضيت في المدرسة منذ عام 1928 حتى عام 1932 حيث تعلمت قراءة القرآن الكريم والحساب ومسك الدفاتر وختمت القرآن الكريم والوالدة أقامت حفل زفة ختم القرآن لم ألبس البشت ولم أمسك السيف وإنما الوالدة عملت الحفل في البيت وبحضور الفنانة عودة المهنا وكان الاحتفال عائليا.
المدرسة المباركية
ويكمل العم غانم الغانم: انتقلت الى المدرسة المباركية وهي اول مدرسة نظامية في تاريخ التعليم في الكويت وكانت فصولها منظمة، حيث كانت أرضيات الفصول والطاولات من الخشب الساج وفيها سبورة وكماليات جميلة ولا يوجد فيها كهرباء والدوام كان على فترتين ومن محاسنها ان المدرسين الذين يدرسون فيها كانوا نوابغ ومنهم المرحوم سيد عمر عاصم والمرحوم عبدالرحمن الدعيج ومحمد الشايجي وعبدالرحمن أبورويح ويوسف العمر وعبدالله العمر وملا عثمان العثمان وعبدالله العثمان وسالم الحسينان وراشد السيف وعبدالعزيز الفارس وكان يضربنا على اليدين وكان بيت السيد عمر بجوار المدرسة المباركية فكان يدخل من بابه الى المدرسة وجاره يوسف الرجيب وعبداللطيف العتيقي.
وأثناء الدراسة في المباركية كان من المدرسين الذين أعتز بهم المرحوم عبدالرحمن الدعيج وهو مدرس عاقل ومدبر وكان نابغة في زمانه يعرف الطالب الذكي والكسول والذي يمل من الدراسة حيث يميز الطالب عن الآخر.
ومما أذكر كان يوزعنا في الفصل الى مجموعات الطلبة الأذكياء والطلبة متوسطي الذكاء والطلبة الضعفاء، ونحن لا نعرف عن التوزيع شيئا، حيث كان يتم هذا التوزيع من دون ما يشعر الطالب. ويلقي علينا بعض الكلمات ونردد من بعده ويعلمنا على «ألف خالي لام يمين ميم وسط دال يسار»، ويلحن الكلمات لكي يفهمها الطالب وأحيانا يصفق معنا من دون شعور ولذلك نحفظ بسرعة وبتلك الطريقة صار هناك تسابق بين الطلبة في الحفظ، وكان معنا في الفصل سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وبجانبه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وكان معهما السيد عبدالرحمن الزيد العنزي يشرف عليهما ويوجههما للدراسة.
بصفة عامة المدرسة المباركية تعلمنا المبادئ وبعد ذلك انتقلنا للصف الثاني، ومما أذكر أواخر 1935 بدأ الحديث عن ان مدرسين فلسطينيين سيحضرون الى الكويت.
وفي العام الدراسي 1936/1937 حضرت البعثة الفلسطينية التعليمية بمساعدة المرحوم محمد أمين الحسيني (مفتي فلسطين).
ومما أذكر ان القنصل البريطاني ديغولي كان يحضر للمدرسة المباركية.
استقبال البعثة الفلسطينية التعليمية
في عام 1936 حضرت الى الكويت البعثة التعليمية الفلسطينية، وعن ذلك يقول العم غانم يوسف الغانم: كانت البداية عندما أخبرنا الأستاذ سالم الحسينان بأن بعثة مدرسين فلسطينيين ستحضر وهم مدرسون للمدرسة المباركية.
كان المرحوم خالد النصرالله من المدرسين في المباركية وكلف باختيار مجموعة من الطلبة لاستقبال المدرسين الفلسطينيين مع المسؤولين وتم تحديد موعد وصول البعثة التعليمية الفلسطينية وبأربع سيارات (ثننه) مكشوفة، وكان عددنا 20 طالبا مع المسؤولين، وخرجنا من بوابة الجهراء باتجاه المطلاع ولم يكن الطريق معبدا ومررنا على الصليبخات وكانت أرضا فيها صلبوخ وقاحلة.
وشاهدت الطيور والزواحف على الأرض، وبعد ساعتين وصلنا المطلاع مع غروب الشمس وجلسنا ننتظر وأذكر انني شاهدت حب ماء وغرفة واحدة وقوطي ماء، وشاهدت الجمال والبدو الرحل وشاهدت البر عند الغروب، وكلما وصلت سيارة سألناهم عن مشاهدتهم سيارات البعثة الفلسطينية.
والسيارات التي كانت تذهب إلى البصرة بحدود أربع سيارات في اليوم واذكر اصحابها ومنهم عبدالعزيز العويش وعبدالعزيز الفهد وسيارة الثويني وعبدالعزيز جعفر وعبدالعزيز المليفي واخيه، واذكر اننا سألنا احد السواق فقال «شفت سيارة فيها رجال لابسين على رؤوسهم طرابيش حمر» وبعد ثلاث ساعات بعد صلاة العشاء، وصلت سيارتان فيهما خميس نجم الدين واحمد شهاب الدين ومحمد المغربي وجابر حديد وهم أول دفعة تعليمية فلسطينية دخلت إلى الكويت وكان المسؤول الذي معنا سالم الحسينان ووصلنا الساعة الثانية عشرة ليلا، وللمرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح الفضل الكبير على التعليم في الكويت وكان حاضرا في كل مناسبة وهو رمز الثقافة والتعليم في الكويت، وسكنوا في فندق، ولكنهم لم يذوقوا طعم النوم على الرغم من التعب بسبب الحر وصدى صوت النواطير الذين ينادون على بعضهم البعض، وفي الصباح قالوا للمسؤولين لم ننم الليل بسبب صوت المجانين الذين يصرخون طوال الليل فرد عليهم المسؤول وقال هذا صوت النواطير (حراس الأسواق).
وبعد ذلك تم تأجير بيوت لهم بالقرب من المدرسة المباركية.. وبعضهم كان يستخدم الدراجة، أما جابر حديد فاشترى له حمارا يستخدمه في التنقل والمدرسون الاوائل صبروا على جو وحر الكويت وعندنا قضية تنظيم التعليم والمنهج وأذكر قبل ذلك كان المنهج التعليمي عراقيا وأول مكتبة كانت لحمود المقهوي وكانت تستورد الكتب من العراق.
تغيير المناهج الدراسية
يتطرق العم غانم الغانم بعد ذلك الى مرحلة مهمة في تاريخ التعليم بالكويت ألا وهي مرحلة تغيير المناهج فيقول: عندما تقرر تغيير المناهج من عراقي إلى منهج تعليمي فلسطيني، الطلبة قاموا بمظاهرات يبدون فيها عدم الموافقة على هذا التغيير وأذكر أن الفداوية ضربونا بالخيزران وهربنا (وتشتتنا).. في ذلك الوقت كنا قوميين أكثر من دعاة القومية انفسهم، وكنا ندافع عن فلسطين وكنا نسمع عن الشيخ امين الحسيني وفوزي الخاروجي، هكذا بدأ تغيير المنهج وقد بدأ التغيير بالكشافة.
المباركية وأول فرقة كشافة
يسترسل ضيفنا في حديثه عن التغيير في مناهج وأساليب التعليم بادئا بالحديث عن استحداث النشاط الكشفي حيث يقول: بدأت فرقة الكشافة بالمدرسة المباركية مع قدوم أول بعثة تعليمية فلسطينية وأذكر ان محمد المغربي قال للطلبة مطلوب من كل واحد منكم روبيتان ونصف الروبية وكان عددنا 80 طالبا وتم اختيار 30 طالبا للكشافة، تجدر الاشارة الى ان مبلغ الروبيتين ونصف الروبية في ذلك الوقت كان مبلغا كبيرا واذكر ان محمد بن سيار كان في المدرسة المباركية وعندما سمع كلام محمد المغربي قال له المبلغ الذي طلبته كبير لا يستطيع اي طالب ان يحضره وغالبية الطلبة أهلهم فقراء فاسألهم عمن يستطيع ان يدفع المبلغ، فقال محمد المغربي للطلبة من يستطيع يرفع اصبعه ومن لا يستطيع يسكت.. بعد ذلك ذهبت الى البيت واخبرت الوالدة وفي تلك الفترة كانت حالتنا قد تغيرت والوالدة كانت تصرف علينا بعد وفاة الوالد واحيانا كانت تبيع الذهب واملاكنا لا تدر علينا الكثير.
وبعد ان اخبرت الوالدة قالت: ما الكشافة؟ فشرحت لها ما الكشافة ولكن المدرس قال: من يستطيع يرفع اصبعه، فقالت لي ارفع اصبعك.
هكذا عندما ذهبت إلى المدرسة اليوم الثاني وقال محمد المغربي من عنده روبيتان ونصف الروبية يرفع يده فرفعت يدي وقال هاتها، فقلت: غدا ان شاء الله، ونهاية الدوام ذهبت إلى البيت وشاهدت حمالا يجلس عند باب بيتنا وهو يعد مبلغا من المال واعطاه لوالدتي وكان المبلغ أربعين روبية وهو ثمن صندوق خشبي وقلت للوالدة يعني ذهب للحمال فقالت روح اسبح في الجليب لا تسأل وبعدما سبحت ذهبت الى غرفة الوالدة ولم اشاهد الصندوق المبيّت الخشبي فعرفت ان الوالدة قد باعته وتسلمت مبلغ أربعين روبية سعره، وقد قامت بكل ذلك حتى لا أقول أو أشعر بأنني فقير.
اعطتني الوالدة روبيتين ونصفا وكذلك اعطت اخي ابراهيم نفس المبلغ وذهبنا إلى مدرسة المباركية واعطيت المبلغ للاستاذ محمد المغربي وتكونت فرقة الكشافة في مدرسة المباركية من الطلبة الذين دفعوا المبلغ.
وبدأ التجار يساعدون المدرسة لفرقة كشافة المباركية وهي اول فرقة كشفية في الكويت وتم انشاؤها العام الدراسي 1936 ـ 1937 ورئيسها محمد المغربي.
وتم شراء ادوات موسيقية للفرقة وأحذية وملابس كشفية.. من الطلبة الكشافة عبدالمجيد خنفر وعبدالعزيز حسين وحمد الرجيب واخرون..وبدأنا نتدرب على المشي ويقول يَسْ: يَمْ.. يسار يمين ومع الطبل والموسيقى.
جولة بسوق التجار
يستطرد العم غانم الغانم في حديثه عن فريق الكشافة وبعض الانشطة التي كانوا يقومون بها فيقول: بلغنا الاستاذ محمد المغربي بأن الفرقة ستقوم بجولة بسوق التجار مع الآلات الموسيقية وجهزنا انفسنا واستعددنا لذلك اليوم، حربي يضرب الطبل الكبير وبدأنا نمشي في سوق التجار الصغار والكبار كانوا يمشون خلفنا وخرج التجار من محلاتهم يشاهدون فرقة الكشافة «لفينا ودرنا» من فريج الفهد مقابل المباركية الى ساحة الصفاة من ساحة الصرافين الى المقبرة القديمة الى الصيهد واذكر ان البعض كان يرمينا بالحصى ويقولون «ما يستحون كاشفين ارجلهم».. وكان معنا من المدرسين محمد المغربي على اليمين وخالد النصر الله على اليسار، وحربي يضرب على الطبل ويتم النفخ في البوق وعدنا الى المدرسة المباركية والاهالي ينتقدون.
اول مخيم كشفي
ثم يصل ضيفنا في حديثه الى اول مرة تمت فيها اقامة معسكر كشفي وعن ذلك يقول: بعد ذلك قال محمد المغربي سنقوم برحلة كشفية (حاليا عند الدوار قبل الشامية)، وعلى ذلك اقمنا معسكرا كشفيا وتم شراء عشر خيام وبعض الطلبة احضروا من اهلهم.. حوطنا وسيجنا المعسكر بأعمدة من الجندل والحبال وذلك ايام الربيع ونقلنا جميع الادوات والخيام بواسطة سيارة لوري للمرحوم جمعة الحسينان واما الماء فكنا نذهب الى آبار ماء في الشامية وبواسطة القربة ونفرغها في التوانكي.. والطبخ مشترك مع الطلبة وكان المرحوم الشيخ عبدالله الجابر يزورنا بعد صلاة العصر ويحضر لنا الخرفان ونذبحها ولمدة شهر وهو اول مخيم كشفي في الكويت في العام الدراسي 1936 – 1937، وكانت كشافة المباركية بقيادة محمد المغربي وخالد النصر الله.
مشاهدات الحراسة
ويكمل العم غانم الغانم شرق وحكاياته عن النشاط الكشفي ويتطرق في حديثه عن اول معسكر كشفي في تاريخ الكويت الى الملاحظات التي كان يدونها من يسهرون للحراسة وما بها من طرائف، فيقول: كنا منظمين وكل مجموعة عندها دفتر تدون وتسجل مشاهداتها في الليل في وقت الحراسة، احد الكشافة كتب: شاهدت اربعة كلاب وتركت الحراسة وآخر كتب: شاهدت جملا دخل المخيم، وآخر كتب ملاحظاته بقوله اشتد البرد ودخلت الخيمة، كانت ملاحظات شيقة وطريفة جدا وفي اليوم الثاني جهزنا الريوق حليب وخبز وباجلا.. وكنا نتدرب على المشي من المعسكر الى منطقة العديلية حاليا.
وهي اراض واسعة يزرع فيها القمح والشعير وشاهدت رجلا راكبا على حمار ويجر خشبا يحرث الارض ومنها نلف الى حولي والى الخبرات على اطراف رمدان ثم نمشي الى الدروازة وندخل الى المعسكر وكان محمد المغربي يضع لنا علامات.. مثلا احد الكشافة يذهب بعيدا في البادية وكان المغربي يرسم على الرمل علامة يصل اليها الطالب الكشاف، مثلا دائرة ويرسم بداخلها خطا.
الكشافة اصلها صقل قدرات ومهارات الرجال وتحميلهم الاعمال الشاقة، والتجار اعطونا هدايا وقدمنا التمثيليات.
وقد تخرج في المدرسة المباركية والمدرسة الانجيلية نخبة من الطلبة الكويتيين الممتازين الذين خدموا الكويت بعلمهم وثقافتهم واذكر منهم البعض مثل عبداللطيف ثنيان الغانم وسليمان العدساني وسليمان الصانع والرزوقي وفهد السديراوي وكانوا يتحدثون اللغتين الانجليزية والعربية فعندما طلب المرحوم الشيخ عبدالله السالم امير الكويت تعيين قناصل استعان بهم وتم تعيينهم، مثلا خليفة الغنيم عين في لندن سفيرا للكويت.
السفر بالسفن الشراعية
يتحول العم غانم الغانم من الكلام عن الكشافة ومواقفها وأنشطتها إلى جانب آخر مهم ألا وهو البحر والسفر بالسفن الشراعية وعن ذلك يقول: بعدما تركت الدراسة سافرت بالسفن الشراعية لكي أتعلم علوم البحار وأصبح معلما مع النواخذة وبعد اتمام التعليم صرت معلما مع النوخذة عبدالله شاهين الغانم والنوخذة عبدالله شعيب، ومع النوخذة مبارك بن ناصر حاولت معه ان أصير نوخذة ولكن الخال عبدالعزيز المساعيد قال: اترك البحر وتعال معنا واشتغل بنقل الذهب من الكويت الى الهند، وقال نشتري ذهبا بألفين روبية وتحصل على أرباح ألفين روبية، فوافقت على رأيه واشتغلت بالذهب وكنت أسافر على البواخر دواركا وغيرها.
منذ الأربعينيات وعندي عشرون طريقة لاخفاء الذهب عن عيون المفتشين الهنود، والكويتيون اخترعوا عدة طرق لتحقيق ذلك، وفي البواخر استخدمت طريقة بأخذ معي سرير خشبي وآخذه الى عقاب الخطيب ويعمل بالخشب مثل مجرى للماء يحفره ثم أملؤه ذهبا وأسد الفتحة بالنشارة وغيري يخفي الذهب بحواف الصندوق وآخر يذوب الذهب مع الدهن وعندما نصل نضع عليه تيزاب (ماء نار) فينفصل الذهب عن الدهن فيصير قطعة واحدة ونعطيها للتاجر الكويتي بالهند ويبيعها ومما أذكر انه في احدى السنوات ربحت من الذهب ثلاثين ألف روبية، وفي يوم من الأيام وصل الربح الى خمسين ألف روبية الا ان بعد ذلك تم القاء القبض علي بتهريب الذهب وأخذوه مني وأخذوا جوازي، وحددوا لي موعدا للمثول أمام المحكمة.
السفر إلى باكستان
يكمل ضيفنا حكايته مع السفر والذهب قائلا: تم انفصال الهند عن باكستان عام 1947 وحادثة إلقاء القبض كانت قبل هذا التاريخ فركبت قطارا من مومباي الى كراتشي وكان عمي عبدالرحمن الشاهين موجودا هناك فبقيت عنده تقريبا شهرا واشتغلت دلالا أساعد الناس، والأكل والنوم عند عمي، مع ما حصل لي أقول ربّ ضارة نافعة.
في أحد الأيام وأنا في كراتشي كان راشد السيلي مع أخيه ابراهيم وأعطوني مكتوبا لكي أوصله لهاشم بندر وهو تاجر هناك وليرسل لنا بضائع وكان ذلك التاجر هاشم دائما يدعوني للغداء عنده وأرفض، في هذه المرة أوصلت له الرسالة وقد دعاني وقال ماذا تريد فقلت أريد شايا وكيكا ملونا ولأول مرة أشاهد ذلك النوع أكلت وشربت شايا وحليبا، وبعدها الحاج هاشم قال: غانم الآن خرجت لنا كوتة من أجل تصدير بضائع صناديق للكويت أو أي مكان والكوتة هي الرخصة وقلت له: اشتريها، ولكن كم عددها؟ فقال: خمسة آلاف صندوق وكل صندوق بداخله خمسة صناديق وسعر كل صندوق ثلاثون روبية، فقلت له: اشتريت ولكن شرط ألا أدفع الا بعد ان تصل البضاعة الى الكويت. وبتلك الفترة كانت بداية افتتاح البنك البريطاني في الكويت، المهم أرسل لي خمسة آلاف صندوق والأوراق على البنك البريطاني، وحينها قال لي عمي: ما عندك جواز كيف ستسافر الى الكويت؟
السفر والعودة إلى الكويت
ويكمل العم غانم الغانم الحكاية قائلا: بعدما تأكدت من ارسال الكمية الى الكويت ذهبت الى ميناء الكناري في كراتشي وقابلت بعض الكويتيين الذين يريدون السفر الى الكويت وسألت واحدا منهم وقلت له أين صندوقك أريد أن حمله عنك أو بدلا من الحمالين حملته على ظهري مع الحمالين أربعة أمامي وغيرهم خلفي، وصعدت الباخرة ونزلت الصندوق ولما حضر المفتش يسأل عن «التكيت» أي بطاقة ركوب الباخرة دخلت دورة المياه واختفيت حتى انتهى التفتيش، وقلت ليوسف الوقيان وفهد بن سري ونادوني عندما انتهى التفتيش، وأكلت مع الكويتيين حتى وصلت الباخرة الى الكويت ونزلت معهم وكان خالد المشعل وغانم الفودري حضروا الى الباخرة بلنچ وسألوني أين صندوقك؟ ونزلت الى اللنچ وهكذا وصلت الى الكويت.
وكانت هناك أربع بواخر تغادر الهند الى الكويت والخليج العربي دواركا وبربيننا ودامرا ونسيت الرابعة، وقد وصلت والخبر منتشر «صايدين غانم»
بعد ذلك جمعت مبلغا بسيطا وأخذت مبلغا من الصبيح وذهبت الى الجمرك ودفعت المبلغ المطلوب وأخرجت الصناديق التي استوردتها من الجمرك وأنزلتها الى السوق وأول بيعة لـ 5 صناديق بـ 300 روبية وهكذا حتى تكّون عندي مبلغ كبير.
فكرت ان اشتغل في بيع وشراء العقارات وذلك بداية الخمسينيات حتى تكوّن عندي مبلغ كبير ودخلت «سوق المناخ» منذ بدايته حتى سقوطه والذي جمعته خسرته وأصبحت مطلوبا للغير، ولكني لله الحمد لم أتأثر بما حدث ويجب ألا يقف الإنسان كثيرا عند المصائب والنوازل فالحياة أكبر وأعمق من ذلك ولعل في حدوث بعض المواقف الصعبة حكمة وفي كل الأحوال نحمد الله.
الثقافة وتأليف الكتب
فضلا عن كل مهاراته وقدراته وأنشطته المتنوعة فإن العم غانم رجل مثقف وكاتب مميز وله في مجال الكتابة والتأليف صولات وعن ذلك يقول: منذ عام 1930 كان عندي رادو كبير استمع الى اخبار العالم العربي والأجنبي واستمع الى الأغاني القديمة وما يقوله الكتاب وكنت أفكر وأتمنى أن أراهم وفي المدرسة المباركية المرحوم عبدالرحمن الدعيج صقل أفكارنا وعلمنا كثيرا من العلوم واعتبر من أوائل كتاب الخط الجميل، بالإضافة الى أنني اعتمدت على نفسي في القراءة والكتابة وفي عام 1964 اختارني المرحوم عبدالعزيز المساعيد لأكتب في جريدة «الرأي العام» وهي من أولى الصحف الكويتية.
وعبدالعزيز المساعيد هو خالي أخو والدتي وباشرت كتابة المقال ونشره، كما عينت نائب رئيس تحرير «ديلي نيوز»، وبدأت أكتب بعنوان «بين الأمس واليوم»، كذلك فإن أول كتاب قمت بتأليفه «الماضي العريق» وعدد الكتب التي أصدرتها 18 كتابا وهي شاملة جميع الموضوعات عن الكويت وحكامها وشعبها، فالشعب والحاكم متعاونون مع بعضهم البعض.
وأذكر ان المرحوم الشيخ عبدالله السالم أمير الكويت عندما أراد تعيين قناصل وسفراء وجد ان الشعب الكويتي متعلم ومثقف.. واذكر ان الإرسالية الأميركية عندما فتحوا المستشفى الأميركي عام 1911 تعاونوا مع الشعب الكويتي وبعد ما حضر يعقوب شماس الى الكويت عام 1919 تعاون مع المستشفى الأميركي ونصحهم بالاعتناء بالناس.
وكان المقصود من الإرسالية هو نشر الدين المسيحي ولكن لم يلقوا آذانا صاغية لدعاواهم، كما انهم فتحوا كنائس في الأمريكاني، وبيت الريان تحول الى مدرسة وكنيسة وكانوا يعزفون الموسيقى ويعطوننا حلاوة وجاكلين لكي نكف عن الصراخ، وبعد ذلك نقلوا الى المستشفى الأميركي، واذكر ان البدو كانوا يحضرون معهم لبنا وقربة صغيرة ويضعون البيض بداخلها كيلا ينكسر ويعطونه للمرضى، وأذكر ان المسيحيين يقولون لنا غمضوا عيونكم المسيح سوف يمر فكنا نغمض ولكن البدو يفتحون بنصف عين وفي تلك اللحظة يمر الممرضون والممرضات ويدخلون للدوام، وبعدما يمرون يقولون افتحوا عيونكم لقد مر المسيح فيرد عليه الرجل البدوي ويقول والله انك كذاب اللي مر علينا الممرضات بنات وخلفهم رجل!
مؤلفو الكتب
وعن حركة التأليف والنشر واحوالها في الوقت الحالي يقول ضيفنا: حاليا عندنا نخبة من الكتاب ومؤلفي الكتب يكتبون عن تاريخ الكويت والحكام والشعب ويبذلون جهدا كبيرا لإخراج الكتاب ويصرفون مبالغ كبيرة، ولكن مقابل هذا عدم الاهتمام من المسؤولين، وعلى القائمين على الثقافة والعلم والأدب ان يشتروا من هذه الكتب التي تهتم بالتاريخ الكويتي، وبرجالات الكويت وخاصة الذين تبقى منهم القليل من كبار السن والمتحدثين عن التاريخ لا أن تدخل المزاجية والشخصانية في شراء الكتاب، توجد ميزانية لتشجيع الكتاب وشراء الكتب ولكن البعض لا يقدر ولا يحترم المؤلف وكتابه، إذا قدمت المكتبات الجديد فإن اول كلمة تقال لا توجد ميزانية ولكن الامور الشخصية توقف شراء الكتاب، فأنا اطالب المسؤولين بأن يشجعوا التأليف الكويتي والاهتمام بالتاريخ يجب ان يكون من الاولويات لكي نحفظ تاريخ بلدنا للأجيال القادمة، يعطون ويدفعون لمغنية ومغن مطرب ومطربة اما للأدباء والكتاب ما عندهم ميزانية لشراء الكتب، نريد إحياء تراثنا وتقاليدنا وعاداتنا نحفظها بالكتب للأجيال القادمة.
تاريخ الكويت كبير وعظيم نريد حفظ اللهجة الكويتية من اللهجات الدخيلة علينا مثلا واحد يقول «برضو» بمعنى «ايضا» نحن لم نتعود على هذه الكلمات ولا نريد للأجيال القادمة ان تتعلمها.
أيها المسؤولون اشتروا الكتاب الكويتي ووزعوه لكي نحفظ التراث مثلنا كأي دولة لها تراث وتاريخ لا تتدخل الشخصانية والأنانية وعدم حب التراث لا بكلام «لا يوجد ميزانية» إذا لا توجد ميزانية فلماذا العطاء والبذخ للمغنيات والمغنين. حافظوا على الكويت وتراثها وعاداتها.
التاريخ البحري لعائلة الغانم
في نهاية هذه الجولة الشيقة في صفحات الماضي والتاريخ يكلمنا العم غانم الغانم عن تاريخ العائلة في البحر وركوبه فيقول: عائلتنا كانت تملك ثماني سفن شراعية كبيرة عند شاهين الغانم ولها اسماء ومنها سفينة الكاكا ورشدان والعوي والسعيدي والدنكية.
وابناء شاهين الغانم الذين يملكون السفن هم محمد الشاهين وخليفة الشاهين وعبدالرحمن الشاهين وجاسم الشاهين هؤلاء هم اعمامي يملكون السفن يعينون نواخذة لإدارة كل سفينة ويصنعون السفن على نفقتهم الخاصة وصانع السفن بذلك الوقت المرحوم احمد الاستاد والعجيب ان النوخذة والبحارة يعرفون عن حمولة السفينة وشراعها فيصنعون الشراع حسب حمولة السفينة بالمَنْ وعبدالله شعيب والنوخذة عبدالله الشاهين والنوخذة عبدالله القطامي والنوخذة الخارجي اولئك النواخذة عاصروا الوقت الذهبي للبحر وخالد محمد الشاهين نوخذة، واما والدي فكان تاجرا ولم يصبح نوخذة وكان يشتري التمور من العراق وينقلها الى الهند وكان ولد عمه شاهين يبيع له التمور والذي كان يتعب الكويتيين في السفر بالبحر الرياح الشديدة مثل الازيب والاحيمر ووالدي يوسف شاهين الغانم غرقت له ست سفن في المحيط محملة بالبضائع والتمور والبحارة وغرقت بسنة الطبعة وذلك قبل عام 1920، ايضا البطي أبو طيبان غرقت لهم سفن.
بصفة عامة اقول ان الكويتيين الواحد يشد أزر الآخر وتاريخ الكويت البري والبحري موسوعة كبيرة من الأعمال كذلك تجار البادية عندما يدخلون المدينة بأغنامهم وكل واحد يمول الآخر كان تاجر الاغنام اذا كان عنده خمسون رأسا من الاغنام بعد ثلاث او اربع سنوات تصح ثلاثمائة رأس.

معركة الرقعي
بينما يقلب العم غانم الغانم احدى صفحات الذاكرة إذا به يتذكر معركة الرقعي وعن ذكرياته عنها يقول: الذاكرة لم تخني وأذكر معركة الرقعي خرجت من البيت وشاهدت عبداللطيف الهاشم حاملا السلاح وحينها لم أكن أعرف لماذا، وأتذكر الى الآن عندما رأيته وكنت أقف بجوار حائط (طوفة) بيت المطر.
وعبداللطيف الهاشم كان نوخذة سفن السفر الشراعي وغرق بسفينته مع مجموعة من البحارة ومن ضمنهم ولده خالد الهاشم، وهو عم الكاتب فؤاد الهاشم.


http://kuwait-history.net/vb/up/uploads/28597748820101002.jpg


غانم يوسف الغانم في شبابه



جريدة الأنباء 2/10/2010

الثنيان
17-11-2010, 08:40 AM
شلون نوصل للعم، نبي نتواصل معه؟

المتوفي
19-11-2010, 01:07 PM
روح بيتهم

محمد السليمان
06-04-2023, 04:11 AM
هل المرحوم غانم يوسف شاهين الغانم هو من اسرة الغانم المعروفه

فاعل خير
06-04-2023, 05:15 AM
نعم

من الغانم الزايد

فهد القصيم الاول
10-04-2023, 06:25 PM
ماشاء الله تبارك الله تعالى الرحمن الرحيم.