تاريخ الكويت - أبناء السندباد يجددون بناء سفنهم – العربي

هي كلمات تحمل بين ثناياها قمة المعاناة و التعب و المغامرة في سبيل لقمة العيش .....
في العدد السادس من مجلة العربي الكويتية من عام 1959 كتب درويش المقدادي هذه الكلمات التي تحمل الكثير... الكثير...
تعالوا نبحر مع العربي قبل خمسين عاماً بالتمام و الكمال ... و مع بعض ما قاله الكاتب و بالصور الموثقة :

http://www.kuwait-history.net/vb/att...2&d=1240416604

ورشة لصنع المراكب الحديثة....
في 15ديسمبر سنة 1958 تم في اليابان بناء أولى ناقلات البترول بالكويت و حمولتها 46 الف طن و أوصت عليه شركة ناقلات الزيت الكويتية ....و في مطلع عام 1960 ينتظر افتتاح ميناء الشويخ...
و ينتظر أن تقوم إدارة المعارف بافتتاح مدرسة بحرية تابعة للكلية الصناعية بالكويت
كل هذه المشاريع تدل على رغبة أهل الكويت في المحافظة على الملاحة البحرية الذين اشتهروا بها :
فهم الذين ركبوا البحر قديماً و حديثاً فعرفوه و عرفوا سواحل الخليج العربي و خرجوا منه حتى وصلوا إلى سواحل افريقيا الشرقية و سيلان و موانئ الهند الغربية و كانت مراكبهم تحمل التمور من البصرة إلى الهند و تعود محملة بالمواد الغذائية و الأقمشة و الأخشاب التي صنعوا منها السفن و كذلك نقلوا من افريقيا الشرقية نوا من الأخشاب – الشندل – يتخذونها عوارض لسقوف البيوت ..
و قد انتقل التراث البحري إلى أهل الكويت فحافظوا عليه و اشتهروا به حتى أصبحت مدينة الكويت أهم مركز لصنع السفن بالخليج في العصور الأخيرة و لما زارها نيبور السائح الدنمركي في أواسط القرن الثامن عشر (سنة 1767) وجد فيها 800 سفينة و ذكر أن أهلها بلغ عددهم 10000 آلاف كان أكثرهم يعمل في الغوص و صيد الأسماك
و يحتمل أن يكون أهل الكويت قد نقلوا صناعة السفن من أهل البحرين ....
و يقول بلكريف سنة 1862 ، لأهل الكويت المنزلة الأولى بين رجال البحر لما عرف عنهم من قوة إقدام و شجاعة و مهارة و لما من أخلاقهم من قوة جعلت الناس تثق بهم ثقة تامة
في أوائل القرن العشرين كانت معامل الكويت تصنع من 20الى 25 مركباً في السنة و كان فيها 300رجل يعملون في صناعة السفن و في سنة 1907 بلغ عدد مراكب الغوص 468 و عدد رجالها 9200و يقدر عدد مراكب السفر بنحو 150 مركباً في عهد الشيخ مبارك ..
و في عام 1912 بلغ عدد مراكب صيد اللؤلؤ الكويتية حوالي 800سفينة و بلغ عدد البحارة 30ألف بحار حتى سميت تلك السنة " سنة الطفحة"لشدة ما حدث فيها من إقبال على صيد اللؤلؤ و رواج تجارته و قد انتشت الحركة التجارة بالكويت أيام الحرب العالمية الأولى و الثانية بفضل سفنها الكثيرة التي صارت تنقل المواد الغذائية من الهند بدأن خفت حركة السفن البخارية يومئذ و يقدر عدد المراكب الكبيرة لأهل الكويت في الحرب العالمية الثانية بنحو 300 مركب ....
و مما يدلنا على كثرة المراكب بالكويت و مهرة أهله في ركوب البحار و مقدرتهم على القتال في مراكبهم أن شيوخهم تعهدوا للدولة العثمانية سنة 1845 بحماية ميناء البصرة و سنة 1863 حماية مداخل شط العرب ....
ثم يتحدث الكاتب عن أنواع السفن التي صنعتها الكويت في أوائل هذا القرن و منها البغلة الجلبوت و السنبوك و الشوعي و البوم البتيل و البقارة...

حيث تصنع المراكب هذه الأيام على ساحل الكويت – و الكلام عام 1959- و يستورد خشب –الساج- من الهند و يضعون البيض ( الهراب) و هو اللوح الأكبر في قعر السفينة بين خشبتين طويلتين واحدة في المقدمة واسمها ( ميل صدر) و الأخرى في المؤخرة و اسمها( ميل تُفر) وعلى جانبيه الضلوع ثم يثبتون الألواح بالمسامير و يغرزون الخيوط القطنية في الثقوب بين الألواح و يدهنونها بطلاء زيت السمك و اسمه بالكويت ( الصل) .....
إنها رحلة رجال الريح مع الأمواج و في مجاهل لا تعرف سوى القسوة و التعب و كانوا رجالاً جابهوا الأنواء بقوة الأيمان و الصبر .... و الشجاعة ....

http://www.kuwait-history.net/vb/att...3&d=1240416754

الحاج احمد بن سلمان ....صانع السفن بالكويت في ورشته و هو يتحدث و ابنه فردان و أخيه موسى

http://www.kuwait-history.net/vb/att...4&d=1240416805

السيد عبد الله المرزوق صانع نماذج صغيرة للمراكب و هو يعمل في متحف الكويت

http://www.kuwait-history.net/vb/att...5&d=1240416872

ورشة على ساحل البحر بالكويت

ملاحظة :
أبناء السندباد :
كتاب للمؤلف الانكليزي القبطان (ألن فلييرز Alan Villiers-) ذي الأصول الاسترالية الذي وصل إلى عدن عام 1938 وكان يحمل معه رسالة توصية من بعض الهيئات الانجليزية لمساعدته .... و لمعرفة كيف يقود العرب سفنهم ... و صدف وجود بعض التجار الكويتيين و من بينهم التاجر "عبد اللطيف الحمد" و سافر معه في رحلة قصيرة من عدن إلى جيزان .. ثم رتب له رحلة مع النوخذة الكويتي " علي بن ناصر النجدي "حيث قاد سفينته الشراعية بيان من الكويت إلى البصرة ثم عدن في طريقه إلى إفريقيا......

المصدر :
- مجلة العربي الكويتية العدد السادس 1958 – درويش المقدادي.
- مجلة الكويت العدد /47/ عام 1986 الباحث الدكتور يعقوب يوسف الحجي .

مع خالص الود و طيب الأماني ...... للمشرفين و المشاركين و مشاهدي هذا الموقع الرائع...