تاريخ الكويت - ذكريات شهداء مشرف والعيد ، محمد غريب حاتم

ذكريات شهداء مشرف والعيد
محمد غريب حاتم

تمر علينا هذه الايام المباركة مناسبة العيد السعيد لكن علينا ان نتذكر نحن سكان مشرف ان العيد الحقيقي كان تحرير دولة الكويت من ظلم العدوان البعثي الصدامي وان شاء الله ترتاح الامة العربية من كل ما يمت الى البعث بصلة لانهم عاثوا في ارض الكويت الفساد واهلكوا الحرث والنسل وحرقوا الابار ودمروا الهواء والبيئة والارض.

نتذكر شهداء مشرف من الشباب الكويتي الذي قدم الدم في مثل هذه الايام من اواخر شهر سبتمبر حتى شهر اكتوبر 1990 فداءً للكويت والوطن الغالي، حيث كانوا رحمهم الله رمزا للمقاومة والصمود وتحدي الظالم على الرغم من تواضع أسلحتهم وإمكاناتهم، ففي كل ليلة كانت تمر عليهم منذ بداية الغزو الغاشم وهم في شغل لا تنام اعينهم لتحرير بلادهم والتفكير في هجوم ضد أي جندي، أتذكرهم وهم كل ليلة يمرون عليَّ وعلى من يعرفون وشغلهم الشاغل الامل في التحرير وطرد المعتدي الاثم وحماية مشرف واهالي مشرف.

ولا ننسى البطل الشهيد عدنان سفر معرفي حيث كان رمزا لمجموعته وكان يقودهم بكل جرأة وكان مخترعا لسلاحه الذي طوره بيده الطاهرة ووضعه على الجسر الفاصل بين مشرف وصباح السالم وكان موقعه الليلي المميز لضرب ارتال العدو ثم بكل جرأة ينزل ويأخذ اسلحتهم وينسحب فرحا.

ثم لا ننسى زملاءه الابطال خالد الجناعي والشهيد أحمد الرفاعي والشهيد عصام الرومي واخاه عماد الرومي والشهيد ولد أبوثنيان البطل صاحب القنبلة اليدوية والشهيدين التوأمين فهد وشاهين الشاهين وصافي ولد بوصافي الفليج والشهيد أحمد العصفور والشهيد عماد الرشيد ومجموعته وزميله صلاح الماجد والشهيد الجندي المجهول الدكتور هشام العبيدان، ثم لا ننسى ما عانت عائلاتهم الذين اخذوهم في الاسر جميعا لمدة اربعة اشهر ولم يرحموا حتى الاطفال والنساء وكبار السن وعزلوهم عن بعضهم بعض وللاسف لم يقدرهم احد على مواقفهم البطولية، لكن الله يجزيهم خير الجزاء، كما لا ننسى الاخوة الشهداء من عائلة الضامر الذين سالت دماؤهم على ارض مشرف وترابها وامام منزلهم في قطعة 5 .

ندعو الله ان يحفظهم بحفظه ويجزيهم ويسكنهم فسيح جناته ويجعلهم من الشهداء الأبرار الذين قال الله فيهم ?ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون?.

ولنا عزاء لأهاليهم وندعو لتخليد اسمائهم أمام الجمعية التعاونية وتسمية الشوارع بأسمائهم تخليداً لبطولاتهم، فبكرامة دمائهم احتار العدو وتحررت ارضنا الطاهرة.

فكل الرجاء ايضا ان يتم وضع سجل في كل ثانوية في المنطقة يعرف بأسمائهم للأجيال القادمة، وان يعرف اهالي مشرف والكويت ان الشباب الكويتي خير خلف لخير سلف وهم ورثة لجيل اجدادهم في الجهراء.

كما لا بد ان اذكر النخبة من الضباط الصامدين والمقاومين بكل تنظيم في منطقة مشرف.
وهم مجموعة البطل طلال المسلم وخالد الفهد الخشرم بكل امانة واخلاص في سبيل الوطن على الرغم من انهم كانوا مطلوبين ويجري البحث والتحري عنهم الا انهم صمدوا لاجل الكويت من بيت الى آخر في مقاومة مستمرة ضد العدو الغاشم واذكر منهم وليعذرني من لم تسعفني الذاكرة لتذكرهم الشهيد يوسف الفلاح والشهيد محمد بورحمة ونوري الجحمة والشهيد محمد الرميضين
والاخوة اطال الله بعمرهم: هشام النصر الله، عبدالعزيز الغانم، وفيصل الخترش وعبدالعزيز العوضي وفوزي خالد العلي ومحمد السلاحي وأمين الصقر ويوسف العجيري وعبدالرحمن العثمان.

وللأجيال نقول في كل عيد أدعو في ظهر الغيب ولو لخمس دقائق لاولئك النفر الذين ضحوا في سبيل مشرف والكويت، اللهم ارحمهم واحفظهم وبارك لهم في الدنيا وارحمهم في حياة البرزخ.

تاريخ النشر 22/09/2009 الوطن