تاريخ الكويت

تاريخ الكويت (http://www.kuwait-history.net/vb/index.php)
-   المعلومات العامة (http://www.kuwait-history.net/vb/forumdisplay.php?f=90)
-   -   الشيخ مسيعيد العازمي نزيل فيلكا في القرن السابع عشر - طلال الرميضي (http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=11538)

AHMAD 22-04-2012 01:06 AM

الشيخ مسيعيد العازمي نزيل فيلكا في القرن السابع عشر - طلال الرميضي
 
القبس - اليوم

تعقيباً على مقال البحر ورد الوقيان

استوقفني مقال الأستاذ الفاضل بدر خالد البحر الذي يحمل عنوان «تعليق على التحقيق في ديوان الطبطبائي» والمنشور في جريدة القبس عدد 13957، ردا على دراسة الباحث المميز د. خليفة الوقيان، وحيث إن النقاش العلمي يثري الموضوع، ويعطي للمؤرخين آفاقا جديدة في التحقيق والتدقيق من المعلومات التاريخية، ليمارس ما يعرف بفلسفة التاريخ على الحوادث القديمة.

وحيث إن الأستاذ بدر قد تناول في مقالته الشيقة بعضا من النقاط المهمة حول شخصية الشيخ مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم البريكي العازمي صاحب مخطوط الموطأ للامام مالك، والذي انتهى من نسخه سنة 1682م، وقد رأيت من المناسب أن أكتب هذا الرد المبسط بهدف حرصي على توثيق المعلومة التاريخية الصحيحة لتاريخ بلدي، لكون لدي كتاب مخطوط يتناول حياة الشيخ مساعد العازمي وآثاره معد للطباعة قريباً بإذن الله، وهو من أحفاد الشيخ مسيعيد يرحمهما الله.
ذكر الكاتب في مقالته أن هناك فرقا بين الناسخ والعالم، وأن الشيخ مسيعيد لم يثبت أنه كان شيخ دين أو فقيها، ودلل على ذلك بخلو اسمه في بعض الكتب التاريخية التي تناولت علماء الكويت القدامى، وأود الافادة بأن مهمة الباحث التاريخي الحذق تتطلب دراسة آثار هذه الشخصية، لنجد أن اختيار كتاب مهم في الفقه المالكي لم يكن عبثا منه، حيث يعتبر هذا الكتاب عمدة في بابه، وهذا دليل على علم واسع حينما قام بنسخه، كما أن الخط كان جميلا ودقيقا، وهذا ما يؤكد فهم ناسخه لمضمونه من خلال ترتيبه، بالمقارنة مع مخطوطات أخرى في تلك الفترة من الزمن، وهذه قرينة تؤخذ بعين الاعتبار لدى الباحثين في التاريخ.
أما خلو كتب التراجم من ذكر اسمه، فكما هو أن التوثيق في الكويت فيه فجوات تحتاج إلى البحث والتقصي وأسماء سقطت من صفحات التأريخ، وندلل على قولنا بأن كتاب «علماء الكويت واعلامها» للأستاذ عدنان الرومي، وموسوعة «مربون من بلدي» للدكتور عبدالمحسن الخرافي قد أوردا في صفحاتهما أسماء بعض العلماء في القرنين التاسع عشر والعشرين لم يتمكنا من كتابة تراجمهم، على الرغم من قرب عهدهم، وعلى الرغم مما سبق نجد مؤرخ جزيرة فيلكا أ. خالد سالم الأنصاري في كتابه القيم «جزيرة فيلكا» صفحة 96 قد سجل اسم الشيخ مسيعيد العازمي على رأس قائمة علماء جزيرة فيلكا، مع عدة أسماء الشيخ عثمان بن سند.

وذهب أ. بدر البحر من جهة أخرى إلى عدم صحة نسبة الشيخ مسيعيد بن أحمد الى قبيلة العوازم، وهذا القول مردود عليه من أوجه عدة، علماً بأن شخصية مسيعيد العازمي معروفة لدى أبناء قبيلة العوازم قبل طباعة هذه المخطوطة ونشرها، وهو من فخذ البريكات من بطن القوعة بقبيلة العوازم الهوازنية، حيث ينسب اليه موقع جغرافي معروف في صحراء الكويت، وهو ضليعات مسيعيد البريكي الواقعة جنوب كراع المرو، وهي مذكورة بهذه التفاصيل في مقدمة ديوان الشاعر الكبير فهد بن جافور المطبوع سنة 1989، كما أنه من جانب آخر نؤكد بأن الرواية متواترة لدى بعض الثقات، ونذكر أن الأستاذ عبدالعزيز حسين يرحمه الله - الذي كان محتفظا بأصل المخطوطة نقلا من والده الملا حسين التركيت - أكد أن ناسخها هو جد الشيخ مساعد العازمي، وهذه الرواية ينقلها الأستاذ عبدالعزيز العندليب يرحمه الله، مؤكدا أنه سمعها منه في الستينات من القرن الماضي، أثناء نقاشه معه في مجلس الوزراء، وقد وثقها العندليب في لقاء بإذاعة دولة الكويت، وهو متوافر لدي.
كما أن الأستاذ حمد عبدالله الشيخ مساعد أكد للدكتور الوقيان أنه سمع ذلك من والدته يرحمها الله منذ فترة طويلة، وكما قيل «أهل مكة أدرى بشعابها»، علما بأن الأستاذ حمد قد تجاوز الثمانين من العمر أمده الله بوفير الصحة والعافية.
وقد أكد ذلك أيضا عدد من المؤرخين في مؤلفاتهم التاريخية، ومنهم أ. خالد سالم الانصاري الذي أوضح صحة نسبة الشيخ مسيعيد العازمي في كتابه «جزيرة فيلكا»، كما أن التشابه الكبير بين أسماء الجد والحفيد واضح بالنظر إليهما.

ومن زاوية أخرى أشير الى أن من مهام المؤرخ أن يقوم بقراءة المخطوطات وتحليلها بما يتفق مع العقل والمنطق، ولا يقف عند نقل المصادر من دون تحليل، حيث ذكر الشيخ مسيعيد العازمي في ختام هذه المخطوطة النادرة بأنه نزيل فيلكا كما أطلق على نفسه، لنتساءل من خلال المراجع التاريخية والشواهد المتوافرة لدينا بأن أقدم من سكن جزيرة فيلكا ونصب الحظور وتملكها هم أبناء قبيلة العوازم، وعرفت عدة مواقع قديمة بأسمائها، منها موقع يدعى «العوازم»، وبكشة جميعان، وجليب أم سالم، وقلبان جريان العازمي، وغيرها التي قدم تواجدها في فيلكا. لذا لا نستبعد ان يكون احد ابنائها من طلبة العلم الشرعي، وهم قد بنوا مساجد في كل موضع سكنوا فيه، والجدير بالذكر ان قبيلة العوازم على المذهب المالكي منذ القدم، وقام الشيخ مسيعيد العازمي بنسخ مخطوطة في الفقه المالكي، لكي ينتفع بها قومه كما استنتج وذكر د. الوقيان في دراسته القيمة.
واود التأكيد على ان هذه الاسرة الكريمة قد اعتنت بالعلم الشرعي جيلا بعد جيل، حيث كان المرحوم عبد الله بن مساعد العازمي - والد الشيخ مساعد - من جلساء العلماء في ديوان الابراهيم، واشتهر ثلاثة من ابناء الشيخ مساعد، وهم: الملا عبدالله، والملا عبداللطيف، والملا محمد صالح بكونهم من طلبة العلم، وتصدوا للتدريس الشرعي، وقد سجل الخرافي في موسوعته بعضا من اخبارهم القديمة.
واود التوضيح بان الشيخ عبدالعزيز الرشيد يرحمه الله مؤرخ الكويت الاول قد اعتمد على الروايات الشفهية عن الحوادث والوقائع القديمة، بعد تمحيصها ودراستها، ووفق كثيرا في وضع لبنة مهمة في تأريخ الكويت، ولكن كنت اتمنى من البحر ايراد رأيه حول نسبة مسجد العبدالجليل، ونقعة اسرة العبدالجليل بالخطأ الى السيد عبدالجليل الطبطبائي.
في الختام اود ان اشكر فضيلة ا. د. محمد الطبطبائي على تحقيقه، ونشره لديوان الشاعر الكويتي الكبير عبدالجليل الطبطبائي، والشكر موصول للباحث الرائع الدكتور خليفة الوقيان على دراسته القيمة التي اوضح بكل وضوح بعض النقاط التي غفل عنها الطبطبائي، وهذه من طبائع البشر، واشكر كذلك الاستاذ الفاضل بدر البحر على اثارة بعض النقاط حول تاريخ شخصية كويتية مهمة يفخر بها الكويتيون، لم تطلها اقلام المؤرخين بما يليق بها، وهذه ومضة نقلتها من كتابي حول الشيخ مساعد العازمي الذي اسأل الله ان يعينني في استكماله، والله الموفق.


طلال سعد الرميضي

عبدالله بن علي السعيد 27-04-2012 04:59 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيراً مشرفنا


الساعة الآن 11:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت