عودة الصقر ، قصيدة في الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح
 

جادت قريحة الأديب فاضل خلف بأبيات في حق الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

والقصيدة التي ننشرها اليوم هي كلمة حق في حق بطل التحرير الشيخ سعد، وهي القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى في المسابقة التي اجرتها الشيخة لطيفة الفهد بمناسبة مرور عام على رحيل الشيخ سعد العبدالله.

وفيما يلي أبيات قصيدة.. »عودة الصقر«:

مرَّ عام على الفراقِ فهاجتْ
ذكرياتٌ بطيفها الشفَّافِ

ذكريات يشتاقها كل حُرٍ
وحنينُ الأحرار كالدُّرِ صافي

ذكريات تعطرتْ بأريجٍ
يغمر الأفقَ.. كامل الأوصاف

وحنين المحب سامٍ مَكِينٌ
ورفيع المقام ليس بخافي

ذكريات الصِّبا الطروب مجال
لشعوري المجنَّحِ الهتَّاف

ولشعر مُحلِّقٍ ببيان
وبديع ورؤيةٍ وقوافي

يوم كنا على مقاعد درس
نتلقى القرآن.. في إرهاف

نقرأ الآي في خشوعٍ ونجوَى
بين قُدسِ الأعرافِ والأحقاف

***

ثم جاء الشباب.. وهو ربيع
ملؤه الحب للفتَى الطوَّاف

يحمل الراية الموشاة عِزاً
وظِلالاً بعيدة الأهداف

رفرفتْ عالياً بآفاق مجدٍ
وعليها علامة استشراف

غرَّبت تنشر البدائع حُباً
وهي تقفو جبلَّة الأسلاف

شرَّقت تحمل المروءة عهداً
للرفاق الأحباب والأُلاف

والكويت المعطاء صارت محطاً
للمعالي بنورها الخطَّاف

وأبو (الفَهدِ) في سماها شهاب
يتسامىَ وضوؤه غير خافي

ماجد.. عادل.. شجاع.. كريم
باسط الراحتين للأضياف

***

ثم جاء الطوفان في يوم غدر
ليس فيه سِوَى الرَّدىَ المِتلاف

يستبيح الحِمَى البريءَ ويمضي
هازئا بالعهودِ والأعراف

وصحا شعبنا الودود ينادي
من مجيري من مُعتدٍ زحَّاف

وعريني مهدد باجتياح
أين أهل الوفاء والإنصاف

أين رهطي وأين أشراف قومي
إنني اليومَ طالب إسعافي

وإذا الليثُ بالزئير مجيب
إنني خير ذائد سَيَّاف

فاسمحوا لي بأن أكون دليلاً
لبلادي وحارساً غير غافي

ومضى الصَّقر طائراً في نضال
في الميادين كلها.. والفيافي

حاملاً راية الكويت بعزم
مستميت ومقول رَعَّاف

في البوادي.. وفي الحواضر ليث
في أعالي الجبال.. في الأرياف

***

وكما جاءنا الغزاة برقص
غادرونا بالمدمع الذراف

تركوا في البلاد أسلاب بغي
وسلاحاً بدا كسم زُعاف

فحمدنا الإله جل علاه
إنه ذو الجلال والألطاف

إنه ناصر الضعيف المعنَّى
وخصيم للغاصب السفَّاف

وغدا الشعب رافلاً بنعيم
تستبيه شَبَّابة العَزَّاف

والتقينا بعد النَّوى بعزيز
يتجلَّى كالحِب يوم زفاف

هو رمز التحرير حقاً وصدقاً
باعتراف الجميع دون اختلاف

وهزجنا في كل ركن منير
والأغاني نهاية للمطاف

والتَّهاني بعثتها تتهادىَ
بانسيابٍ والازدهار موافي

فلنحافظْ على الكويت بحزم
وثباتٍ وفطنةِ العَرَّاف

وسلام على حبيب مقيم
في جنانٍ.. في ظلها الوَرَّاف


تاريخ النشر 26/01/2010
الوطن

الله يجزاك خير على التذكير بهذه الشخصية أخوي جون الكويت .. ورحمه الله الشيخ سعد وغفر الله له ..