عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-03-2009, 03:49 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

ونكمل في هذه الحلقة ما نشر عن الكويت في أعداد مجلة المنار القاهرية لصاحبها المصلح الديني رشيد رضا بين عامي (1898 - 1933م)

<في ربيع الأول 1330هـ (فبراير 1912م):
تبث المنار خبر تأسيس المدرسة المباركية في الكويت بتفاؤل مبالغ فيه، فكتب صاحب المجلة رشيد رضا تحت عنوان (مدرسة علمية في الكويت):
من أكبر المشروعات العلمية التي هي مناط الرجاء، وموضع الأمل ما توجهت إليه همة الشيخ مبارك آل الصباح صاحب الكويت من إنشاء مدرسة علمية دينية في بلده تكون مثابة للتربية القويمة والتعليم النافع الذي يحيي البلاد، ويرقي أهلها في أنفسهم، وفي أعمال معايشهم، ويَسْتَوْري زناد الذكاء العربي الكامن في فطرتهم، وأن هذا الشيخ الجليل في عقله وغيرته وسعة تجاربه ومكانه من الندرة في الأمة العربية لجدير بأن يأتي هذا العمل من بابه، وينوطه بأربابه.

واختار أن يكون لهذه المدرسة لجنة تتولى جمع المال لها، وتتعاون على إنشائها وإدارتها ليكون ذلك من تربية الأمة على الأعمال الاجتماعية التي يرجى دوامها، ويجعل كثيرًا من الفضلاء يغار عليها، ولو شاء لأنشأها من ماله الخاص، وما ذلك على كرمه وسخائه ونجدته بكبير، وما اختاره هو الأولى والأنفع إن شاء الله تعالى.

وتألفت اللجنة برياسة نجله الكريم الشيخ ناصر مبارك الصباح، وجمعت من التبرعات لأول وهلة ما يبشر بحسن العاقبة ونجاح العمل، وكان أول من لبى الدعوة، وسبق إلى تأييد هذه المبرة صديقنا المحسن العظيم الشيخ قاسم بن محمد آل إبراهيم، فقد تبرع لها بألفي جنيه، وتبرع غيره من آل بيته الكريم بمبالغ عظيمة يليه منهم الشيخ عبد الرحمن إبراهيم.

وقد كتب إليّ هذا الصديق الأبرّ الأوفى من بومباي أن لجنة المدرسة كلفته أن يطلب مني وضع برنامج للتعليم في هذه المدرسة، وأن أختار لها المعلمين الأكفاء، فكان هذا الطلب نعمة له، ولأعضاء اللجنة أن يمنوها عليّ إذ رأوني أهلاً لمشاركتهم في هذه الخدمة الجليلة، وقد كتبت إليه ثم إلى اللجنة أسأل عن وقت فتح المدرسة، وعدد من يُرجى أن يكون فيها من الطلاب، ودرجة معرفتهم، وغير ذلك من المسائل التي يتوقف عليها تنفيذ ما شرفوني بطلبه مني، وقد كتبت هذه النبذة قبل أن يجيئني الجواب منهم ببيان ما سألت عنه، وكنت أخرت الكتابة انتظارًا لجوابهم ليكون الكلام أوسع فائدة.

واتفق في أثناء ذلك أن جاءتني دعوة جمعية ندوة العلماء الهندية إلى حضور احتفالها السنوي في هذا العام، واقتضت الحال أن أجيب الدعوة، وأن أزمع السفر قبل مجيء الجواب من الكويت في بيان ما سألت عنه، وستكون المذاكرة الأولى في ذلك بعد وصولنا إلى بومباي إن شاء الله تعالى.

<في جمادي الآخرة 1330هـ (مايو 1912م):
كتب صاحب المنار رشيد رضا عن إحدى مشاهداته في الكويت: (رأيت أهل الكويت لا يتفرقون من دعوة ولا زيارة عادية إلا بعد أن يعرض عليهم أهل الدار ماء الورد , ثم مجامر العود الهندي، فيتعطرون ويتبخرون وينصرفون).

<في ذي القعدة 1330هـ (أكتوبر 1912م):
ذكر صاحب المنار عن إعانة تجار الكويت للدولة العثمانية في حربها في البلقان، فقال: (جاءني من صديقي المحسن الشهير والسري الكبير الشيخ قاسم محمد آل إبراهيم كبير تجار العرب وسرواتهم في بمباي ومن غيره من فضلاء العرب فيها خبر تأثير الحرب البلقانية هنالك، ووقعها الشديد من نفوس المسلمين عامة والعرب خاصة وإقبالهم على جمع المال للإعانة الحربية .

فقد اجتمع تجار العرب عند زعيمهم الشيخ قاسم إبراهيم واتفقوا على جمع الإعانة، فاجتمع لديهم في يومين فقط مئة وستون ألف روبية، وكان القدوة الحسنة لهم في البذل الشيخ قاسم، وابن أخيه السخي الكريم الشيخ عبد الرحمن إبراهيم، ووعدنا بعض الكاتبين بإرسال كشف بأسماء جميع الباذلين، ومقدار ما بذلوه.

وقد اجتمع مسلمو بمباي لهذه الغاية الشريفة في نادي (انجمن إسلام)، فجمعوا أولاً ثمانية آلاف روبية فقط. ثم رغبوا إلى كل من الرجلين العظيمين الشيخ قاسم آل إبراهيم والسر كريم باي إبراهيم (وهو من سروات بمباي وزعماء فرقة أغا خان) في رئاسة لجنة الإعانة لمسلمي الهند في بومباي، فقبلا ذلك، وتبرع كل منهما بعشرين ألف روبية وتبعهما أهل النجدة والسخاء، فاجتمع لديهم مائة ألف روبية وخمسة عشر ألف روبية، وتقرر أن يجتمعوا مرة أخرى بعد أسبوع.

وجملة ما دفعه تجار العرب إلى يوم 13 ذي القعدة الحاضر 000. 180 روبية، وهي تساوي اثني عشر ألف جنيه إنكليزي. وجملة ما دفعه مسلمو بومباي من الهنديين يساوي سبعة آلاف وستمائة جنيه، وقد دفع الشيخ قاسم إبراهيم وحده أربعين ألف روبية من ذلك، وقد كتب إلينا بعض العرب بيان ما دفعوه سيضاعف قريبًا، ولا شك أيضًا في مضاعفة ما يدفعه إخوانهم الهنديون لأن السخاء العربي لا يناسبه إلا سخاء مسلمي الهند.

وإنا لننتظر أن نسمع ما هو أكبر من ذلك عن سخاء العرب من جهة السيد الكريم سلطان مسقط وآله الكرام وأهل بلاده، ومن الزعيم العربي الكبير العثماني الغيور الشيخ مبارك الصباح وأهل الكويت، ومن الأمير الكبير شيخ البحرين، وتجار تلك الجزيرة الأخيار، ومن غيرهم من أهل الخليج الفارسي والعراق وسائر البلاد العربية.

<في جمادي الأولى 1330هـ (إبريل 1912م):
كتب صاحب المنار عن رحلته إلى الكويت تحت عنوان (شكر علني لأهل عمان والكويت)، وجاء وصفه لرحلته كالآتي:

جرت السفينة بنا من مسقط ظهر يوم الاثنين، وهي إنكليزية تقطع في الساعة 12 ميلاً فقط، وفي ضحوة اليوم الثاني خرجت بنا عن محاذاة جبال عمان، ودخلت في الخليج الفارسي، فصرنا نرى بر فارس عن اليمين، وبر العرب عن اليسار، ووقفت بنا فجر يوم الخميس في موضع من عرض البحر كان ينتظرنا فيها مركب شراعي كبير أرسله إلينا الشيخ مبارك الصباح صاحب الكويت،

وكان علِم بأننا نصل إليه في هذا الوقت في هذه الباخرة مما كُتِبَ إليه من بُمْبَي ومسقط، فنزلنا فيه قبل طلوع الشمس، فأقلع بنا، والريح لينة والبحر رهو ثم قويت الريح قليلاً في النهار، فبلغ بنا الكويت قبل غروب الشمس، وكان رجال الشيخ مبارك حملوا فيه خروفين كبيرين، وكثيرًا من الحلوى والمشمش والخيار، فأفطرنا، وتغدينا فيه، وقد أعجبني جدًّا طبخ الطاهي الذي كان معهم للخروف بالرز الهندي، وهو طاهٍ متفنن، وطبخ للعشاء ألوانًا متعددة لئلا نتأخر إلى الليل، فبقيت للبحارة، وقد استقبلنا أولاد الشيخ مبارك، وبعض الوجهاء في زورق صغير خارج الميناء.

أنزلني الشيخ مبارك في قصره الجديد الذي هو قصر الإمارة، وتولى مؤانستي ومجالستي نجله الشيخ ناصر رئيس لجنة مدرسة الكويت لأنه هو الذي يشغل عامة أوقاته في مدارسة العلم، ومراجعة الكتب حتى صار له مشاركة جيدة في جميع العلوم الإسلامية، وأقمت في الكويت أسبوعًا كنت كل يوم ما عدا يوم البريد ألقي فيه خطابًا وعظيًّا في أكبر مساجد البلد، فيكتظ الجامع بالناس، وكان يحضر مجلسي كل يوم وليلة وجهاء البلد من أهل التقوى وحب العلم يسألون عما يشكل عليهم من أمر دينهم، وأما الشيخ ناصر فكان يسأل عن دقائق العلوم في العقائد والأصول والفقه وغير ذلك على أنه لم يتلقَ عن الأساتذة، فهو من مظاهر الذكاء العربي النادر.

ومما أحب أن أذكره هنا، وهو من مباحث الرحلة مسألة علاقة مبارك بالدولة العثمانية والإنكليز كنا نسمع المنافقين لرجال الدولة يصفون صاحب الكويت بالخيانة للدولة، ويعيبونه بطلب حماية الإنكليز له، فسألته عن ذلك، فقص عليَّ قصة سألت عنها بعد ذلك السيد رجب نقيب البصرة مندوب الحكومة إليه فيها، فكان جوابه موافقًا لجواب الشيخ مبارك ثم ذكرت ما قاله للشيخ فهد بك الهذال شيخ قبائل عنزة في العراق إذ كنت في ضيافته على نهر الفرات مع صديقي مراد بك أخي محمود شوكت باشا، فصدق ما قاله الشيخ مبارك، وزادني فوائد هو أعرف الناس بها.

وملخص ما قاله الشيخ مبارك أنه في أواخر مدة عبد الحميد ساقت الدولة بعض العسكر مع عربان ابن الرشيد إلى قرب الكويت، وأرسل المشير فيضي باشا السيد رجب النقيب، ومع نجيب بك ابن الوالي إلى الكويت، فبلَّغاه أنه قد صدرت إرادة سَنية بوجوب خروجه من الكويت إلى الآستانة أو إلى حيث شاء من ولايات الدولة، والحكومة تعين له راتبًا شهريًّا يعيش به، فإن لم يخرج طائعًا دخل الجند مع عرب ابن الرشيد وأخرجوه بالقوة، فسألهم ما هو ذنبه الذي استحق به النفي من بلده وعشيرته ؟

وذكر نقيب البصرة بما يعرف من إخلاصه للدولة، وإعانته لها بالمال عند كل حادثة، وبما كان من محاربة سلفه وعشيرته لقبائل المنتفك المالكين للبصرة، وإخراجهم منها وجعلها في حكم الدولة كما ملكهم هو وعشيرته بقوتهم الأحساء وغيرها، وطلب منه أن يعود إلى البصرة، فيقنع المشير بمراجعة الآستانة.
فقال: إنما علينا البلاغ، وليس في يدنا غيره.

قال: فخرجت من عندهما بقصد مشاورة أهلي، وكانت حكومة الهند الإنكليزية قد علمت بكل ما دبرته الدولة في ذلك، وبمجيء عشيرة ابن الرشيد مع العسكر إلى جهة الكويت، فأرسلت مدرعتين، فوقفتا تجاه البلد، فلما عُدتُ رأيتُ أميرًا إنكليزيًّا قد نزل من إحدى المدرعتين ومعه بعض الجند، فسألني عما جرى، فأخبرته الخبر، فقال: إن حكومتنا متفقة مع حكومة الترك على أن تبقى الكويت على حالها.. لا يتعرضون ولا نتعرض لها، وإذ قد غدروا وخالفوا، فقد صار لنا حق الدخول في أمرها، ولا يمكن أن نسمح لجندي عثماني أن يدخلها، وإذا دخلوا برضاكم دمرناها على رءوسكم ورءوسهم ثم بلَّغ الأميرال ذلك لنقيب البصرة رسول الحكومة، فقفل راجعًا، وبلَّغ المشير ذلك، فأمر المشير بصرف الجنود والعربان.

قال: فما كان من تدخل الإنكليز في أمر الكويت لم يكن بطلب مني بل كان هذا سببه، وقد عرضوا عليَّ أن أختار لنفسي راية أرفعها على البلد، وأعلن الاستقلال تحت حمايتهم، فأبيت ذلك، وهذه الراية العثمانية تراها كل يوم مرفوعة فوق رأسي، وقد تعجبوا من قولي لهم: إنني أختار أن أكون دائمًا عثمانيًّا.. قيل لي: أتقول هذا بعد أن رأيت منهم ما رأيت؟. قلت: إن الوالد إذا قسا في تربية ولده أحيانًا لا يخرج بذلك عن كونه والده الذي تجب عليه طاعته.

<في شعبان 1331هـ (يوليو 1913م):
نقلت المنار ما قالته جريدة مانشستر غارديان:
أما من جهة الكويت، فإننا قد اعترفنا بسيادة الدولة العلية عليها، ولكنا اتخذنا كل الحيطة لمنعها من إتيان أي عمل يشتم منه أن لها أقل حق فيها على أننا دفعنا ثمنًا باهظًا جدًّا مقابل هذه الاتفاق، وهو أننا وعدنا الباب العالي بأن نسمح له بزيادة الرسوم الجمركية.

نعم إن هذه الزيادة تتناول جميع الدول على السواء بلا فرق، ولا تمييز، ولكنها ستكون سببًا في إضعاف التجارة الأوربية في السلطنة العثمانية، وتقليل مقطوعيتها، ولا سيما التجارة الإنكليزية، فإن خسارتها ستكون أكبر من خسارة كل تجارة سواها.

فهل كانت مسألة الكويت، وخوفنا على خليج العجم مساويين لهذه الخسارة؟
وهل زيادة الرسوم الجمركية أفضل وسيلة لزيادة إيراد الخزينة العثمانية، وتحسين حالها؟. إننا نرتاب في ذلك كثيرًا.

وقالت الديلي جرافك: لا ندرك الحكمة من جعل البصرة نهاية لسكة حديد بغداد بدلاً من الكويت بعد تصريح الهرفون جاكو ناظر خارجية ألمانيا، فقد قال هذا الناظر: إن ألمانيا لا توافق على هذا الإبدال إلا إذا جعل شط العرب صالحًا للملاحة، ومفاد ذلك أن ألمانيا ستجد أمامها بابًا مفتوحًا يوصلها إلى خليج العجم كما لو كانت في الكويت تمامًا، ولكن من غير أن تنفق نفقات طائلة في تمديد الخط الحديدي إلى هناك.

<في شوال 1331هـ (سبتمبر 1913م):
نشرت المنار ما ذكرته جريدة التيمس الإنكليزية عن مسألة شبه جزيرة العرب، ومنها:
إن تجدد القوة العربية في شكلها الحاضر يرجع إلى عهد يزيد قليلاً عن عشر سنين أما منشئها الحقيقي، فهو مبارك بن الصباح أمير الكويت ذلك السياسي الشيخ، والمحارب المنيع الجانب الذي ينبسط نفوذه على أكثر جهات بلاد العرب مع أنه لم يطمع بأرض خارجة عن حدود مسقط رأسه.

وبيان الأمر أن المصريين بعد أن أخمدوا الحركة الوهابية، وأسقطوا أمراءها بني السعود، وانتقلت السيطرة على أواسط بلاد العرب إلى أيدي أمراء بني الرشيد الذين جعلوا عاصمتهم بلدة حائل في قلب شبه الجزيرة العربية، وحكموا هناك سبعين سنة، وقد كانوا أقوياء الجانب أجرياء.

وفي أوائل القرن الحاضر كان أميرهم المقيم في حائل ذا مطامع تتجاوز قوته، فدعا نفسه ملك بلاد العرب، وباشر الزحف على خليج فارس، وهدد الكويت، فخرج الأمير مبارك بن الصباح من عاصمة إمارته الصغيرة لملاقاته وقتاله، فقاتله، وانتصر عليه، وتعقب رجاله المغلوبين حتى منتصف الطريق عبر بلاد العرب، واستولى على حائل عاصمة ولايته، وكان غرض الأمير مبارك من هذه الغارة تأديب ابن الرشيد فقط لا بسط حكمه على نجد، ولذلك قفل راجعًا، وعند رجوعه إلى الكويت أخذه ابن الرشيد على غرة، فإنه جمع جموعه، وباغت رجال الأمير مبارك ليلاً، وهم يعبرون معبرًا صخريًّا، وضربهم ضربة قاضية، فقتل منهم خلقًا كثيرًا، والذين نجوا من الموت في هذه المعركة ترادف كل ثلاثة منهم على متن جواد، ووصلوا سالمين إلى الكويت.

غير أن الأمير مباركا كان شجاعًا جريئًا، فأضمر الشر لابن الرشيد، ودعا أبناء أسرة السعود الوهابية التي أسقطها المصريون، وعالهم، وآواهم، وأعطاهم مالاً وسلاحًا، وأرسلهم إلى الصحراء العربية لاسترجاع مملكتهم المفقودة.

<في رمضان 1332هـ (يوليو 1914م):
ورد للمنار سؤال من أحد أبناء الكويت هو السيد سليمان العدساني يستفتي المجلة في حكم السبي في الشرائع القديمة.. هل هو مشروع فيها أم لا؟
وهل له ذكر في هذه الأناجيل، وهذه التوراة الموجودة في أيدي الناس اليوم إثباتًا أو نفيًا أم لا؟

<في شوال 1335هـ (يوليو 1917م):
نشرت المنار:
قد كان رجال الدولة في العهد الأخير يعتقدون أن الشيخ مبارك الصباح من أشد العرب عداوة للدولة، ولكنني لما لقيته سنة 1330هـ منصرفي من الهند أخبرني بما لقيه من عدوان الدولة عليه، وتصديقها لنفيه من الكويت، وأن إنكلترا منعتها من ذلك دون طلب منه، وأنه مع ذلك محافظ على نسبته إليها، ورافع لعلمها باختياره، ولو شاء لاستبدل به غيره، ومن كلامه في الترك والعرب: (نحبهم ولا يحبوننا).

<في جمادي الآخر 1340هـ (يناير 1922م):
ورد للمنار سؤال من أحد أبناء الكويت هو السيد عبد الرحمن النقيب يستفتي المجلة في سؤال نصه: (قتل رجلٌ زوجَه بلا مسوغ، وله بنت قاصر منها.. أفتونا برأيكم في القاتل، وما يكون الحكم عليه في مذهب الشافعي).

<في محرم 1345هـ (يوليو 1926م):
كتبت المنار: (كان بلغنا أن الشيخ محمد الخراشي المصري سافر من مصر إلى العراق ثم كتب إلينا في أواخر العام الماضي ( عام 1344هـ ) أنه قصد الكويت، فالبحرين، وأنه يجاهر بدعوة المسلمين إلى الديانة البهائية، فنحذر إخواننا مسلمي العرب هنالك من هذا الداعية المضل، فالواجب أن يفروا منه فرار السليم من الأجرب لئلا يفتن بعض الضعفاء عن دينهم أو يشككهم فيه، ولا يغرن أحدًا منه ادعاؤه للإسلام، وما كان من انتسابه إلى الأزهر، ومدرسة الدعوة والإرشاد، فهو قد تقلب وتذبذب، وذهب مع أهوائه كل مذهب حتى انتهى أمره إلى البهائي).

نشرت المنار خبراً عن صدور مجلة (الكويت)، وجاء التعريف بها كالآتي:
مجلة دينية تاريخية أدبية شهرية صدر الجزء الأول من هذه المجلة في مدينة الكويت لمحررها الأديب الفاضل الشيخ عبد العزيز الرشيد المعروف من خيرة أدباء تلك البلاد العربية العزيزة، فألفيناه، وقد تناول المواضيع الإصلاحية الدينية بعناية تنم عن مشربه الحسن في الإصلاح الديني كما أنه ألم برد الشبهات، وبحث بحثًا طريفًا في الآداب والأخلاق، وعني بما يسمونه القديم والجديد، وكذلك أفرد بابًا خاصًّا في الكويت للبحث التاريخي، فبدأ الكلام فيه عن نجد، وما جاورها لأهمية الدور الذي لعبته تلك الأقطار في هذا الأيام، وهناك قِطَع مختارة من الشعر العربي والحِكَم العربية، والمجلة مطبوعة على ورق جيد ومطبوعة طبعًا حسنًا، وقيمة اشتراكها في الكويت تسعة روبيات، وفي خارجها 12روبية، فنرجو للكويت تقدمًا مضطردًا، ورواجًا يليق بهمة وإخلاص منشئها الفاضل.

<في محرم 1347هـ (يونيو 1928م):
تحدثت المنار عن مشروع عمارة الحرم القدسي الشريف، والتبرعات التي وصلت للجنة المختصة بذلك، ومنها مبلغ 520 1362 من أهالي الكويت.

<في محرم 1350هـ (مايو 1931م):
ذكرت المنار أن تجار العرب في بُمْبي الهند، وأكثرهم من نجد والكويت قد ألفوا شركة بواخر تمخر بين الهند وشط العرب زاحموا بها الشركات الإنكليزية، فزحموها ثم كانت الحرب العامة سبب استيلاء الإنكليز عليها بصفة قانونية.

<في ربيع الأول 1352هـ (يونيو 1933م):
نشرت المنار خبراً عن صدور مجلة (التوحيد)، وجاء التعريف بها كالآتي:
جريدة دينية أدبية يصدرها في سنغافورة الأستاذ الفاضل الشهير الشيخ عبد العزيز الرشيد صاحب مجلة الكويت التي كان يصدرها في الكويت من قبل، والأستاذ كاتب عالم معتدل، فنتمنى لصحيفته الرواج.

.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس