عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 22-04-2009, 10:52 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع محمد عصمت العواني

مقابلة مع محمد عصمت العواني




محمد عصمت العواني: كنت مدرساً لمادة الكهرباء في الكلية الصناعية سنة 1968





| اعداد: سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10777 - 02/01/2009



مسيرة التعليم لها نمطها الخاص من بلد إلى بلد وعندنا في الكويت حملها أناس مخلصون عبر العقود التي مرت، ضيفنا اليوم عاصر تلك المسيرة وتنقل بين محطات علمية عدة المتمثلة بالمدارس وكل محطة لها طابعها الإداري والطلابي. يحدثنا عنها بإسهاب ثم ينقلنا مع الأعمال الاخرى التي ساهم بها وعن صورة الكويت في الماضي حيث ادرك جزءا منها


فلنترك له ذلك :


وصلت الكويت يوم 15/9/1968 وكانت الطائرة كويتية وكانت صغيرة ووصلت الساعة 12 ليلا واخذونا في باص إلى ضيافة الكلية الصناعة وأقمنا الليلة في هذا المكان، وفي الصباح اخذونا إلى الكلية وتسلمنا شغلنا في الكلية وذهبنا إلى الوزارة وكانت الوزارة في المرقاب واعطونا سلفة اربعين ديناراً وكانت الاربعون ديناراً لها وزن كبير جدا وبدأنا نرجع الشغل ونتسلم الجداول في الكلية الصناعية في الشويخ وكان معي من الزملاء الأستاذ علي الخشتي والاستاذ الفاضل محمد عبدالله حسين، كان رئيس قسم الكهرباء وكان شخصية كويتية محترمة والقماز، عبدالخالق، الحاج حمودة وعبدالله عبدالفتاح الايوبي وكان مدير الكلية الصناعية.
أما بالنسبة للجدول فكان لنا جدول في الكلية وكان فيه الدراسات العملية كانت ناشئة جديدة في المرحلة المتوسطة، كنا نأخذ جداول خارجية في هذه المدارس وكان جدولي ثلاث وعشرين حصة في الاسبوع وكنت اشتغل في ثلاثة أماكن في الكلية الصناعية في الشويخ وفي مدرسة الشامية المتوسطة في منطقة الشامية وفي مدرسة الفروانية المتوسطة في منطقة الفروانية، كله تدريس كهرباء، وكل مدرسة اشتغل فيها يومين وكان الاسبوع ستة أيام، ومن دون سيارة وكان دوام السبت والثلاثاء، الخروج كان الساعة الثانية والثلث وكنا نشتغل بأقصى ما يمكن عمله.
في بداية التدريس لهذه المادة كانت غريبة على الطلاب وكانت الكلية الصناعية عاملة هذه الفكرة على أساس تعمل توعية مهنية للطلاب كي تشجعهم على الالتحاق بالكلية الصناعية وتكتشف المواهب وكان يوجد طلاب عندهم مواهب رائعة من خلال احتكاكهم بالدراسات العملية وبالممارسة العملية اكتشفوا مواهبهم واكتشفنا ناس كثيرة جدا، والآن في دولة الكويت لي طلاب مهندسون وأنا لما أقابلهم أكون سعيداً عندما يقابلوني وهم يفكرونني بأيام زمان وايام ما كانوا طلاباً وايام ما كنا نحببهم في المادة ونحن نوجه الشباب الكويتي إلى الاتجاه الفني والمهني العلمي لأن الكويت محتاجة عناصر شابة وطنية في هذا المجال لأن هذا المجال مفتقد في العنصر الوطني، وفي هذه الحال قعدنا اربع سنوات إلى ان ثبتونا في المدارس. أول مدرسة ثبتوني فيها مدرسة الشامية المتوسطة وكان ناظر هذه المدرسة (كامل القاضي وهو فلسطيني - لبناني وكان رجلاً رحمة الله عليه، كان رجل ومخلص ونشيط وكله حماسة والجيل الذي ادركته جيل أدب، واخلاص وحماس، وشغل متناه.






الاسرة الحاكمة
وكنت ادرس لأبناء الاسرة الحاكمة ومنهم من كان يدرس في مدرسة الشامية ومنهم (الشيخ فهد جابر الأحمد وكان من زملائه الشيخ فهد سعد العبدالله، الشيخ طلال فهد الأحمد - وكانوا قمة في الادب والاخلاق).
ودرست للمخرج الفنان حسين المفيدي والملحن الكبير انور عبدالله وانور عبدالله كان دائماً يمسك عوداً في المدرسة وكان دائما في الحصص الفنية يمسك العود وينفرد مع نفسه.





الشامية
مكثت في الشامية عشر سنوات في السبعينات كلها كانت في الشامية ادرس الكهرباء واشتركت في فعاليات كثيرة جدا اشتركت في المعارض وفي تطوير المناهج والدراسات العملية وكلفوني بتطوير مناهج الدراسات العملية واشتركت في جمعية الهلال الاحمر الكويتية وكنت متطوعا فيها واخذت دورة وكنت الأول على دولة الكويت وكرمني في ذلك الوقت (امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد) رحمة الله عليه وكان وزير الاشغال وهو الذي سلمني شهادة التفوق.





الهلال
اشتغلت في معسكرات الشباب ودخلت معسكرات الشباب مندوباً عن الهلال الاحمر كتقديم اسعافات اولية داخل المعسكر، وكان المعسكر في منطقة الجهراء وأول فوج التحقت به كان الفوج السابع عشر.
ودخلت في المعسكر انشطة علمية وفي ذلك الوقت كلمت الاستاذ عبدالرحمن المزروعي وكان وكيل وزارة وقلت له نحن نريد نستغل طاقات الشباب في انشطة مثمرة علمية فوافق ورحب بهذه الفكرة واثنى عليها وانشأنا انشطة علمية داخل معسكرات الشباب، كهرباء، ديكور، الكترونيات. وعملنا معرضا وكان فيه ملتقى خليجي وشاركوا معنا وكنا نرفع اسم الكويت عاليا والمعسكرات كانت كلها في عطلة الربيع وكنا نعسكر في مخيمات الجهراء وكنا نعمل زيارات للمنشأت العسكرية وحملات تبرع بالدم ولي صورة موجودة وانا اتبرع بالدم من خلال المعسكرات.








مدرسة الارقم
مكثت في مدرسة الارقم ثلاث سنوات وكان ناظر هذه المدرسة الاستاذ (رفيق القبلاوي) وسمعت عن هذا الرجل انه وقف موقفا رجوليا مع الكويتيين خلال فترة الغزو الغاشم ونتيجة لهذا الموقف كان جزاؤه انه قتله العراقيون وبعد ذلك ذهبت إلى مدرسة ابوتمام من 1981 إلى وقتنا الحاضر وابوتمام في منطقة الرميثية وكان ناظر هذه المدرسة الاستاذ جمال الكندري نائب مجلس الامة وفي الحقيقة انا بلغت سن الستين في العام الماضي والتوجيه الفني مشكور وعلى رأسهم الموجه العام (الاستاذ فتوح الحساوي) والموجه الاول والاستاذ (أحمد السري) الموجه الاول كلهم طلبوا تجديد عقدي وفعلا جددوا لي مشكورين من غير ما اقدم وفعلا تم تجديد عقدي هذه السنة وانا اوجه لهم الشكر والتقدير على الرعاية منهم وانهم اخذوا مني موقفا ايجابيا واشكرهم على ذلك.






التخصص
لم اغير مهنتي من ساعة ما دخلت الكويت إلى الآن رغم انني اشتغلت في انشطة متعددة جدا ولكن حبي للمادة التي أدرسها يفوق كل شيء.




تأثير
المادة ليس هي التي اعطتني ولكن اعطت للاجيال نحن نقلنا الفكرة المهنية وحب المادة العلمية للشباب هذا هو المكسب الوحيد الذي اخذناه. علمتني الانضباط والنظام واحترام الوقت ويمكن في هذا الكلام انك اذا اردت ان تشتغل شغلة عملية يجب ان تقدر الوقت ويكون له احترامه وذلك اثر علي في سلوكياتي ويجب ان اقدر وقتي واحترم مواعيدي وشخصيتي ومهنة التدريس اصقلتني بصفات كثيرة لان مؤهلي مؤهل تربوي لا يصلح الا للتدريس وهو دبلوم دراسات تكميلية وهم مدرسو المدارس الصناعية وهو معهد يخرج مدرسين صناعيين.






أخرى
اشتركت في اعمال كثيرة جدا في الكويت لم اشتغل شغلا خاصا بعيدا عن الوزارة، اشتركت في معارض وفي خدمة المواطن بعد التحرير وفي لجنة التعويضات وكنت عضوا في هذه اللجنة واخذونا في البورصة واعطونا دروسا كيف المواطن الكويتي يعمل نموذج التعويض وفي معسكرات العمل وخرجت مع حملات الحج الكويتية مندوبا عن الهلال الاحمر الكويتي 1977م.





الهلال الأحمر
الهلال الاحمر جمعية تطوعية تقدم خدمات انسانية جليلة من دون مقابل وتمد يد العون إلى الجميع داخل وخارج الكويت ودائما فيها بذل وعطاء من دون اي مقابل ومن دون اي شيء لانه عمل تطوعي بحت وبدأت معهم قبل 1977، وانضممت اليهم وكنت عضوا فاعلا فيها ولاجل هذا الجهد رشحوني لاكون مندوبا في حملات الحج او مرافقا لاحدى حملات الحج وكان اسم الحملة حملة (المشوط) ذهبت مع الحملة 1977، مندوبا عن جمعية الهلال الاحمر وهذه تعتبر من ضمن الانشطة الخارجية التي كنت مشتركا فيها، كما اشتغلت في تعليم الكبار لسنوات عدة في وزارة التربية - كنت اشتغل موجها اداريا واشتغلت في كنترول الثانوية العامة لاكثر من ثلاثين عاما وكان عندي خبرة طويلة جدا في اعمال الامتحانات، كما اشتغلت في تعليم الكبار اكثر من سبعة عشرة عاما واخر وظيفة في تعليم الكبار كنت موجه الامتحانات بتعليم الكبار.






اختلاف
الطلبة كانوا في الاول مطيعين وكانوا يحترمون المدرس ويحترمون المادة ولهم اذان صاغية للمدرس ولتعليمات المدرس ورغم ذلك كنا ندرس لصفوة الاسرة الحاكمة ولكن كانوا في قمة التواضع وكنا نقسو عليهم ولكن لمصلحتهم اولا من دون اي نفور او من دون اي رد سلبي منهم كانوا يقولون حاضر، نعم وكان من النادر ترى ولي امر يعترض وكنا نعتبر ان الطلبة اولادنا، او في ذلك الوقت كانوا اخوة لنا صغار وكنا من هذا المنطلق نتعامل ولم تكن هناك حساسية بين المدرس والطالب ولكن في الوقت الحاضر ترى هناك حساسية مطلقة بين المدرس والطالب وولي الامر تحس انهم اعداء- كل واحد يتربص للاخر الطالب يتربص بالمدرس وولي الامر يتربص بالمدرس ورغم ان التدريس رسالة سامية والمدرس وجد لخدمة الطالب ومصلحته قبل كل شيء ولكن يوجد نفور لاقل شيء تجد ولي الامر يأتي إلى المدرسة يعترض ويتكلم ويريد ان يواجه المدرس ويريد ان يعنق المدرس، كما يريد ان يتطاول على المدرس من دون اي حرمة للمدرس الطالب في الوقت الحاضر تجده مرفهاً اكثر من اللازم إلى ابعد الحدود.
في يوم من الايام كنت خارجاً من المدرسة ووجدت رجلا كبيراً ولقيته يمسك بكتفي ويقول لي يا استاذ عصمت ولكن انا لم افتكره فقال لي انت مش فاكرني فقلت انا اسف جدا لم افتكرك فقال لي انت درست لي سنة 1968 في الكلية الصناعية وفي يوم من الايام قابلت حسين المفيدي ورجعنا ايام زمان وقال لي تفضل نحن نصور مسلسلاً وانا لما اقبالهم اسعد بهم جدا وفي يوم من الايام في سوق الخضار قابلت واحداً مقدم شرطة فرجعت علشان اوسع له الطريق فلاحظت انه يرجع معي فقال لي انت مش فاكرني قلت له لن افتكرك علشان انتم لما تكبروا ملامح الوجه تتغير ولكن كويس انت عارفني، قال يا استاذ انت كنت تدرس لي في الشامية في ذلك الوقت انا أتأثر جدا وأنا فرحان جدا بهذه المقابلات.





خدمات
وزارة التربية كانت تتكفل بكل شيء من ناحية الطلبة كانت تتكفل بالملبس، والمأكل، والمواصلات، وكانت لهم وجبة غذائية الصبح وكانت تصرف له قميصين وبروفلين، وبنطلونين، والمواصلات كانت تأخذهم السيارة إلى المدرسة واخر الدوام توصلهم إلى المنزل.




الوزارة
عاصرت عدداً كبيرا من وزراء التربية منهم (الاستاذ يعقوب الغنيم، والاستاذ المرزوق، ومساعد الهارون، والربعي، وعبدالملك، وجاسم المرزوق، وعبدالله الغنيم، ونورية الصبيح، ورشيد الحمد).






السيارة
اشتريت السيارة سنة 1970 وكان في ذلك الوقت الرخصة المصرية لها تقدير كنا نقدمها لوزارة الداخلية الكويتية ونأخذ واحدة كويتية في نفس الوقت وكان اسمها (فولكس فاجن) وكانت قيمتها ستون دينار وكنت ساكناً في شقة فاخرة في شارع البحرين، وكان ايجارها خمسة وعشرين ديناراً ومكثت فيها مدة طويلة من سنة 1969 إلى 1990 لانني تزوجت في سنة 1969 تزوجت مبكرا وبعد سنة 1975 بدأت الايجارات ترتفع وكانت ايام عز واول دنانير اقبضها في الكويت كانت عليها صورة الشيخ (عبدالله السالم) عليه رحمة الله، وكان ديناراً قوياً كنا نقول عمره ما يخلص كان في بركة وكنا نسافر إلى مصر في الصيف وكان صاحب العمارة يخفض لنا الايجار للنصف، كان الناس عندها رحمة كان يستحي في ثلاثة اشهر السفر ان يأخذ الايجار كاملاً ولكن من ذلك الوقت كل شيء في ارتفاع.





الغزو
كنت موجوداً داخل الكويت وكانت سيارتي في الوكالة تتصلح وكنت من دون سيارة وكانت في ازمة خبز - خرجت كان ابني داخل ثانوية عامة ففكرت انه ستضيع عليه الثانوية العامة فمكثت شهراً في الكويت وبعد ذلك سافرنا في طريق البر ووصلنا مصر بعد معاناة ومشقة وفي ظروف قاسية.





الرجوع
رجعنا بعد حرب التحرير وكانت وزارة التربية استدعتنا ورجعت على مدرسة ابو تمام ورجعت في 20/8/1991.





الاسعار
ايام زمان كانت جميلة كانت اي حاجة في سوق المباركية اي ثلاثة كيلو في سوق الفاكهة كانت بربع دينار وكان الايراني ينادي ثلاثة كيلو فاكهة بربع دينار كان كيلو السمك الزبيدي والشعوم والحاجات المميزة كان سعرها 320 فلساً، كما كان كيلو الارز بـ 55 فلساً، ك السكر بـ 40 فلساً، علبة المعجون 15 فلساً، درزن الموز بربع دينار كانت ايام جميلة كان علي السيف نروح نشتري الروبيان وكانت سلة الروبيان الصغيرة بربع دينار، كانت الحياة سهلة وجميلة جدا.





مناشدة
علشان هذا الكلام هم يسألونني تحملت الغربة اربعين سنة في الكويت قلت لهم لانني انا لم احس بالغربة في الكويت انا مكثت اربعين سنة في الكويت كأنهم في بلدي ومن دون اي مشاكل كأنني بين اهلي واخواني لذلك انا اترك الكويت وقلبي ينزف دما لانني امضيت فيها شبابي وعمري داخل الكويت لذلك اناشد وزير الداخلية على لسان «الراي» انه يسمح لي بزيارة الكويت من وقت لاخر لانني انا تركت قلبي وروحي بداخل الكويت.





الأولاد
عندي ثلاثة اولاد - الدكتورة امل الكبيرة والدكتور خالد جراح عظام في المانيا وعندي الصغير المهندس احمد وهو موجود في الكويت يشتغل داخل الكويت تزوجت في سنة 1969 بعيدا عن الاقارب ولكن من الاسكندرية (وهي مدرسة في الكويت مدرسة لغة عربية وعرفت تربي اولادها وصعدت بهم إلى مراكز مرموقة وهي ست فاضلة وهي الان في مصر، عندها الاولاد دخلوا الجامعة نزلت معهم مصر كي تراعيهم.






الحج
ذهبت إلى الحج مرتين اول مرة مع الهلال الاحمر سنة 1977 مندوب الاسعافات الاولية والخدمات الطبية كانوا يزودنا بعربة اسعاف وادوية وكل ما يلزم بالحملة ولكن في خدمات كبيرة تتبع البعثة، نحن خدمة طريق اما الحجة الثانية فكانت مع الفيلكاوي احمد رجب الفيلكاوي من خمس سنوات.





معالم الكويت
دوار الجوازات وهو الان مزدحم بالسيارات، كان في الماضي دواراً مهجوراً كنا نتعلم فيه القيادة، كان لا يوجد به سيارات، اي انسان كان يريد ان يتعلم القيادة كان يذهب إلى دوار الجوازات، كانت السالمية اخرها المحاميد الموجود حاليا.
كان في الماضي النساء يراجعن المدارس ولكن كن قلائل ولكن في الوقت الحاضر اكثر من الماضي يأتي ولي امر الطالب لكي يتفاهم مع المدرس، ما هي المشكلة ولكن في الوقت الحاضر ممكن ولي امر الطالب يذهب إلى المخفر ويستدعي المدرس للمخفر او ينطره بره ويضربه او يذهب اليه داخل الصف ويضربه، فيها تجاوزات كثيرة.


http://www.alraimedia.com/alrai/ArticlePrint.aspx?id=102194
رد مع اقتباس