عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 22-04-2009, 11:32 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع عبود الدغيل

مقابلة مع عبود الدغيل




عبود الدغيل: كنت نجارا في معرض الشعب سنة 1958 صرف لي راتب مقداره عشرون روبية

سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10693 - 10/10/2008






ضيفنا اليوم احد الذين ادركوا الكويت وهي يغلب على العمار والبناء فيها البيوت العربية ذات طابق واحد وفرجان ضيقة والجدران المتلاصقة والطرق الرملية التي ليس فيها تعبير عبود الدقيل وصل للكويت في عقد الخمسينات من القرن المنصرم يحدثنا عن عمله في اليوم وكيف اصبح نجارا فيما بعد ثم تحوله إلى وزارة التربية احاديث متنوعة باختلاف مواضيعها يتخللها الحديث عن بلده الحامي من ديار حضر موت




فلنترك له ذلك:




بلدي الحامي احدى قرى بلاد حضر موت باليمن ذات صبغة زراعية وبحرية فأهلها كانوا يعملون بالزراعة وبصيد السمك حيث يجفف ذلك الصيد ويجلب للخارج فلها اتصال بالدول المجاورة اما الاعتماد على المياه فكان عن طريق العيون التي تنبع من اعلى الجبال فتصل للمزارع وهذه المياه كانت على انواع كثيرة فمنها الحار الكبريتي ومنها الحار الجاف والبارد وهو متوافر على طول العام واليوم اصبح يصل للبيوت... اما الدراسة فلم يكن لي منها نصيب حيث لم اتعلم ولا ادرس عملت مع والدي في عمله مبكرا فوالدي كان بناء محترفا بنى وشيد كثيرا من البيوت وكان عمله باليومية اشتغل عندنا في بلدنا الحامي واستمر سنين طويلة وانا كنت معه اتناول تكسير الصخور يبدأ عملنا من الصباح الباكر حتى الظهر ثم نستريح ونعود وقت العصر حتى المغرب وعند حلول المساء ذهب إلى بيوتنا ولم يقتصر عمل والدي على قريتنا الحامي بل ذهب إلى السواحل الصومالية جيبوتي وزعله ووبربرة وعمل فيها بالبناء فنحن اهل اليمن لنا ارتباط بحري بتلك الدول والسفن تذهب وتعود ومن ضمن عمل والدي بناء مسجد كبير وذي منارة عالية جعل في اعلى تلك المنارة سراج يضيء لأصحاب السفن حتى يستدل على ميناء من تلك الشعلة التي في سراج في اعلى منارة المسجد فلم تكن الوسائل كما هي اليوم فحين نشاهد السفن في الليل المظلم ذلك الضوء يعلمون انهم قربوا من سواحل بربرة.





الكويت
الكويت بلد الخير أخذ يطرق اسمها سمعي وانا في بلدي الحامي حيث ان الناس اخذوا يذهبون لها عن طريق البحر كلما جاء من سافر اليها من جماعتنا واهل بلدنا ذهبنا نسلم عليه وهو بدوره يحدثنا عن الكويت وان الاعمال بها متوافرة واهلها طيبون فقررت ان اسافر لها وقد سبقني اليها اخي الذي يكبرني بالعمر وكما هو معلوم ليس هناك طريق ووسيلة الا البحر والسفن الشراعية التي تذهب وتعود والمسافة كانت بالايام والاسابيع... ركبت احدى تلك السفن وكانت للنوخذة ابن سيفان من اهل الخليج ودفعت له 15 شلنا وابحرنا حتى وصلنا خور فكان ثم منطقة دبي حيث نزلنا فيها ولم يكن بها بيوت ولا اعمار الا مقهى صغير به اربعة رجال وامامهم طاولة عليها جوازات متناثرة جواز عماني وخليجي وجواز المهرة قلت انا اريد جواز مهري فدفعت 10 شلن فنحن قد خرجنا من بلدنا من دون جوازات البعض اخذ جوازا عمانيا وقد استفاد منه عندما تغيرت الأمور والأحوال اما انا فالجواز المهري كان من نصيبي فركبنا ذلك المركب الذي كنا فيه ووضع النوخذة صورا لنا على تلك الجوازات وواصلنا رحلتنا للكويت التي قطعت تلك المسافة 15 يوما السماء فوقنا والبحر تحتنا حتى وصلنا إلى الكويت عند النقعة التي مقابل قصر السيف.
كان في استقبالي اخي الذي وصل قبل مني وهو يعمل في مطار الكويت القديم الذي كان في منطقة النزهة اصطحبني معه حيث يسكن في المرقاب بالقرب من مسجد الحمد، وعند الصباح ذهبت مع احد جماعتنا يعمل عند علي عبدالوهاب المطوع ابو بدر فله معارض عدة للاثاث وانا عملت معه يوم افتتح معرض الشعب في منطقة الشرق قابلت العم علي المطوع في مكتبه في المباركية ووافق على التحاقي بالعمل عنده فكنت في معرض الشعب عاملا في ذلك المعرض اغلق المعرض واقوم بفتح ابوابه في الصباح وهناك حارس يمني للمعرض لكن مفاتيح الاغلاق وفتح المحل في الصباح كانت معي وانا المسؤول عن ذلك، معرض الشعب كان عند الدروازة يباع فيه الاجهزة الكهربائية والمكاتب وغرف النوم والثلاجات والغسالات ومواعيد العمل فيه من الساعة السابعة حتى الساعة الواحدة بعد الظهر ثم يغلق وبعد صلاة العصر يفتح المعرض مرة ثانية حتى المساء ثم نغلق المعرض اما راتبي فكان عشرين روبية كل رأس شهر والسكن كان في المعرض نفسه من الجهة التي خلفه ويوم الجمعة نغلق المعرض والزبائن كانوا كثيرين والمسؤول عنا كان أخ فلسطينيا غزاويا، وقد عاملني من كان في المعرض بكل احترام.






النجار
كنت عاملا في معرض الشعب عند الدروازة في الشرق لكن من خلال عملي كنت انظر واشاهد العمال المسؤولين عن فك وتركيب غرف النوم فتعلمت منهم ذلك العمل فتحول عملي من عامل داخل المعرض الى نجار افك واركب غرف النوم والراتب كما هو لكن هناك اكرامية من الزبائن، واصبح عملي خارج المعرض أخذ العنوان مع السواقين وكانوا يمنيين ونذهب إلى البيوت التي اشترت غرف نوم وانا اقوم بتجهيز وفك وتركيب تلك الغرف وكنا نذهب إلى جميع المناطق في الكويت ولم نخل بعنوان او يفقد الزبون اي قطعة وكل من دخلنا بيته احترمنا وعاملنا بلطف واكرمنا غاية اكرام حتى انني تعرف على احد الزبائن وكان يعمل بالمرور وقلت له عندي فحص قيادة فقام وتوسط لي ونجحت واشتريت سيارة أبل.






الاستقالة
بعد تحول العملة الكويتية من الروبية إلى الدينار كان الراتب هو لم يغير والاجازة مسموح بها تسافر متى تعود تلتحق بالوظيفة لذلك بعد 15 سنة من عملي في معرض الشعب استقلت من العمل وذهبت إلى التربية وعملت مراسلا براتب شهري 250 دينارا وبعد العصر عملت بنفس عملي السابق معرض الشعب نجارا.






التربية
انا لا اقرأ ولا اكتب لذا كان عملي مراسلا في التربية وكنت في مكتب الدكتور رشيد الحمد فهو كان موجها عاما للعلوم واستمررت معه حتى وقت الغزو بعدها ذهبت إلى اليمن وجلست بها حتى العام 1994 ولم تغب الكويت عن عيني وعقلي لحظة حتى جاء ذلك اليوم الذي اتصلت بالدكتور رشيد الحمد جزاه الله خيرا فهو صاحب فضل كبير علي ورجل قليل ان تجد مثله بالطيبة والاخلاق والاحسان، اتصلت عليه وبعدما استخرجت جوازا صوماليا رجعت إلى بلدي الثاني الكويت التي لم تغب لحظة عن عقلي وقلبي فرجعت وعملت بالتربية مرة اخرى وكان مقر عملي في المركز العربي للبحوث والدراسات سائقا والسكن في المركز نفسه.





الزواج
زواجي كان في اليمن والمهر كان 300 شلن وقد جاءت زوجتي للكويت لكن قبلها كان ابني مبارك مرض فجئت به للكويت حيث تعالج وشفى ودرس في مدارس الكويت ولي من الأبناء ثلاثة والبنات اثنتان.





الماء
عندما جئت للكويت كان السور عليها وله بوابات وليس هناك بيوت وعمارات كما هو اليوم والماء كان ينقل على عربات من البرك ويدفع للبيوت وكلما افرغ الماء في خزانات البيوت وضع خط على الجدار علامة على ان هذا البيت قد وصله ماء وعليه حساب وانا كنت ارى ذلك بنفس يوم كنا في المرقاب.







الصدقة
العم علي عبدالوهاب المطوع ابو بدر كان صاحب اياد بيضاء وله من الصدقات والزكوات الكثير وكنت ارى ذلك يوم كنت اعمل عنده في معرض الشعب، حتى انه كان يدفع للموظفين اليمنيين الذين لم يأتوا للكويت معاشا شهريا بعد الغزو ويرسل لهم راتبا ومعاشا وانا كنت منهم.





الاحتفال
كان في السبعينات في الكويت احتفالات واعياد وقد قال لنا وكيل وزارة الاعلام صالح شهاب انه يريد فرقة يمنية تمثل الفلكلور اليمني من ألعاب شعبية وأغان شعبية وكنت انا من المشاركين في ذلك الاحتفال.


http://www.alraimedia.com/alrai/Arti....aspx?id=84156
رد مع اقتباس