عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 13-05-2009, 12:29 AM
الأصيلة الأصيلة غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: Kuwait
المشاركات: 231
افتراضي

الشهيد/ خالد أحمد دشتى

العمر : 29 سنه
السكن : مشرف
المؤهل العلمي : بكالوريوس هندسة صناعية - جامعة فيدلي ديكنسون بولاية نيوجيرسي
العمل : مهندس في الشؤون الفنيه بوزارةالمواصلات
الحاله الاجتماعيّه : متزوّج
الأبناء :
محمد - 8 سنوات
علي - 8 سنوات
حبيب - 3 سنوات
تاريخ الاستشهاد : 10/11/1990م
مكان الاستشهاد : مستشفى ابن سينا

عندما سمع الشهيد / خالد رحمه الله بخبر الاحتلال الغاشم ، أصيب بصدمه عظيمه فلم يصدّق ما حدث للوهله الأولى ، ولكن ردّة فعله كانت على مستوى الحدث ، حيث ذهب إلى مخفر بيان للحصول على السلاح ، رغم أنه لم يكن متدرّباً على حمله من قبل حيث كان من المفروض أن ينضم للتجنيد في سبتمبر 1990م .

كان رأيه الدائم لابد أن نفعل شيئاً من أجل الوطن ، فالكويت لم تبخل علينا بشيء، وجاء دورنا الآن لنقوم بأداء الواجب تجاه الوطن ، كان يشعر بالحزن كلّما سمع عن أفعال المحتلّين من تخريب واعتقال وتدمير وحرق .

في يوم 3/9/1990م قام الجيش العراقي المحتل بمداهمة منزل خالد أحمد دشتي في تمام الساعه 4.30 عقب صلاة العصر ، وقد داهم المنزل حوالي 400 شخص ، ما بين جندي وضابط واستخبارات ، وحوّطوا المكان ، ومنعوا الاقتراب من المنزل ، وقام زبانية النظام الغاشم بتفتيش المنزل تفتيشاً دقيقاً سرقوا خلال هذه الحمله كل الأموال والذهب والتحف الأثريّه النفيسه وقبضوا على اثنين من أصدقاء الشهيد وهما الشهيدان / محمدالمشعل .. ومحمد الرميضين ، ولم يكن الشهيد موجوداً في المنزل ، ولدى وصوله ورؤيته هذا الكم الهائل من الجنود ، دخل إلى المنزل خوفاً على أفراد أسرته الموجودين بالداخل ، ولدى دخوله تم اعتقاله ، وقد شاهد أخاه الصغير محمد ( 16 سنه ) معتقلا ًمربوط اليديْن معصوب العينيْن ، فناشدهم ترك أخيه لصغر سنّه، وبالفعل تركوه ، وطلبوا منه أن يدلّهم على قريبه الضابط ولكنّه أنكر معرفته به ، وأبلغهم أن من يحمل هذا الإسم كثيرون .

وقام أحد الجنود بإحضار ملف قريبه برتبته واسمه الكامل ، فقال لهم إنّني أعرفه ولكن لا أعرف مكانه ، فالجميع موزّعون في أماكن سكنيّه مختلفه ، وتم تهديد الشهيد بأخذه مكان الضابط المطلوب إذا لم يبلغ عنه ، فقال لهم خذوني ، ولم يدر الطغاة أن التضحيه بالنفس والوفاء من أجل الآخرين إنّما هي صفه من صفات الشهيد وفضيله من فضائله .

بعدها وصل الأب أحمد دشتي والد الشهيد فقبضوا عليه وكتّفوه وبدأوا بالتحقيق معه والضغط عليه لادعائهم بأن أحد أقاربه ضابط كبير ولابد أن يرشدهم إليه ، فأنكر معرفته بذلك الضابط ، وعدم وجود أي قرابه تربط الأسره به ، ثم خرجوا وأخذوا الشهيد وصديقيْه .

ولم يستطع أهل الشهيد الحصول على أي معلومه عنه لأنه متّهم بإخفاء ضابط كبير في المنزل وتجميع وتوزيع الأسلحه والاشتراك في المقاومه رغم أنه متكتّم ولم يتحدّث عن عمله الفدائي لأي إنسان حتى لأقرب الناس إليه .

وبعد أسبوعين وفي الساعه الثامنه والنصف من صباح يوم 16/9/1990م جاء جنود الطاغيه إلى منزل والد الشهيد ومعهم المعتقلين الثلاثه، ومنعوا أهل الشهيد / خالد .. من الخروج لرؤية ابنهم ، وساد الصمت ثم ما هي إلا لحظات حتى سمعوا دوي الرصاص أمام المنزل ، وبعد ذلك صرخ الضابط في جنوده للتجمّع والانصراف بعيداً تاركين جثث الشهداء ، بعد أن أدوا مهمّتهم القتاليّه ( البطوليّه ) ضد الشهداء ، الأبرياء ،العزّل ، المقيّدين .

بعدها تجمّع الجيران بعد انصراف الجنود ، وطلب والد الشهيد / خالد .. من ابنته الطبيبه وابنه الصغير عمل اللازم ، ولكن روح الشهيد / محمد المشعل .. فاضت بعد دقائق وأما الشهيد / محمد الرميضين .. فقد فارق الحياة في الطريق إلى المستشفى، وأما الشهيد / خالد دشتي .. فقد وصل حياً إلى مستشفى مبارك وأجريت له عمليّه جراحيّه عاجله لاستخراج الرصاصات من موقعين في الدماغ والفك السفلي ، مخترقه الرقبه، ووقف النزيف ، وتبيّن أن الشهيد قد تعرّض للضرب والتعذيب الجسدي أيضاً ، واستمر وجود الشهيد في غرفة العنايه المركّزه في المستشفى لمدّة أسبوعين ، ثم ساءت الحاله لاكتشاف تجمّعات دمويّه تؤثّر على وعي الشهيد .

وبعد ازدياد الشكوك حول الشهيد على أنه من أفراد المقاومه قرّر طبيب أعصاب كويتي نقله عاجلاً إلى مستشفى ابن سينا لحمايته وحماية أسرته ولاجراء عمليّه جراحيّه له هناك .

وفعلاً نقل الشهيد إلى مستشفى ابن سينا وأجريت له العمليّه وظل في المستشفى أكثر من ثلاثة أسابيع ، ثم تدهورت حالته الصحيه وأدّت إلى فشل كلوي، وفشل في الكبد وفشل في جميع أعضاء الجسم تقريباً .

وحانت ساعة أجله رحمه الله تعالى وانتقلت روح الشهيد إلى خالقها بعد 54 يوماً من الآلام الجسديّه والنفسيّه له ولأسرته بين المستشفيات .

لقد كان رحمه الله ملتزماً بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف يؤدّي الصلاة في أوقاتها ويحب فعل الخيرات وترك المنكرات وصلة الرحم ، وكان دمث الخلق مرحاً ، طيّب المعشر .

المصدر : كتاب قوافل شهداء الكويت


>> رحم الله الشهيد خالد دشتي واسكنه الله جنات الخلد <<