عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-02-2008, 11:26 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

تأسيس الكويت الحديثة

للكويت مواقع حضارية يمتد تاريخها الى فترات موغلة في القدم في جزيرة فيلكا (ايكاروس) وكاظمة وكذلك الامر بالنسبة للتاريخ الاسلامي حيث وقعت فيها احداث مهمة مثل معركة ذات السلاسل. اما في التاريخ الحديث فلم نجد لها ذلك الدور المؤثر الذي يبرزها ككيان قائم بذاته قبل وصول (العتوب) اليها.. وما وجدناه ينحصر في استقرار بعض صيادي الاسماك على شواطئها، واستقرار بعض القبائل الرحل فيها خلال رحلاتهم الموسمية انتقالا وراء مناطق الكلأ والماء والمراعي بين الجزيرة العربية وبلاد الرافدين.
وعند قدوم البرتغاليين الى ساحل الكويت في القرن السادس عشر لم يرد لها ذكر في رواياتهم أو خرائطهم، مما يدل على انها لم تكن قد انشئت بعد. كما ان في اسم الكويت وكونها تصغيرا لكلمة (كوت) ما يؤكد ما ذهبنا اليه من قلة شأنها قبل وصول العتوب اليها بحيث لا يمكن اعتبارها مدينة، وانها قبل نزول العتوب فيها كانت ارضا فقيرة لا يسكنها سوى لفيف من الافراد والعشائر من صيادي الاسماك.

ويشير بعض المؤرخين الى ان الكويت أو القلعة بناها براك بن عريعر امير بني خالد ليستخدمها كمخزن للمؤن والذخيرة يمر عليه في رحلاته للغزو أو الصيد، في حين يشير اخرون الى ان الذي انشأ القلعة هو «محمد بن نفلة بن عريعر» لكن الدكتور (يعقوب يوسف الغنيم) يخالف الرأيين في كتابيه (الكويت عبر القرون - والكويت تواجه الاطماع العراقية) ويذكر ان الشيخ صباح الاول هو الذي انشأ القلعة اعتمادا على ان تاريخ انشاء القلعة ونشأة الكويت سبق تأسيس دولة بني خالد، حكم براك ومحمد الذي يرجعه البعض الى عام 1669م والبعض الآخر الى عام 1671م، وقد تأكد لنا ان فتح القطيف كان بتاريخ 1081هـ الموافق 1670م، وذلك من خلال ما جاء على لسان احد شعراء القطيف، والشعر سجل اخبار العرب، حيث يقول الشاعر:

رأيت البدو آل حميد لما
تولوا أحدثوا في الخط ظلما
أتى تاريخهم لما تولوا
كفانا الله شرهم (طغى ألما)

وتحسب عبارة (طغى ألما) وفقا لتقويم ابجد، فنجد مجمل حروفها يساوي 1081هـ/1670م، حيث تتكون من الحروف التالية: (ط=9+غ= 1000+الالف= 1+اللام= 30+الميم= 40 والالف=1 فالمجموع يساوي 1081هـ)، مع ملاحظة ان الالف الاولى في كلمة الماء لا تحتسب لأنها غير منطوقة. في حين وجدنا من الادلة الوثائقية والمادية ما يؤكد ان الكويت اسسها الشيخ صباح الاول عام 1022هـ الموافق 1613م (كما سنبين لاحقا).

ويدلل الدكتور يعقوب الغنيم على كلامه كون الشيخ صباح الأول هو الذي اسس الكويت أو القلعة ان اسم الكويت كان يظهر في الخرائط الاولى باسم (كاظمة) أو باسم (القرين) وانه بعد ما نزل العتوب فيها واسسوا فيها نواة مدينتهم كان لا بد ان يوجدوا فيها وسيلة الامن الوحيدة التي بإمكانهم اتخاذها آنذاك، وهي حصن صغير لحفظ سلاحهم ومؤنهم، ولكي يلجأوا اليه عند الخطر للدفاع عن موطنهم وعن انفسهم، فكان ان انشأوا كوتا صغيرا، ولصغر حجمه سمي كويت.. ويضيف د.يعقوب الغنيم دليلا آخر مبينا انه حتى الذين قالوا ان الذي بنى الكويت أو القلعة هو براك أو محمد بن غرير امير بني خالد، لم يكن قولهم هو القول الفصل اذ اوردوا تواريخ متضاربة واسماء مختلفة، الامر الذي يؤدي الى تضارب واختلاف في الاسماء والتواريخ مما يصعب معه الاخذ بأي من هذه التواريخ أو الاسماء.

ويستشهد الدكتور يعقوب الغنيم(1) بما ذكره كل من عبدالعزيز الرشيد، «والكولونيل بيللي BELLY» المقيم السياسي في الخليج حيث يقول عبدالعزيز الرشيد: «وقيل اسسه آل الصباح انفسهم..» ويقول بيللي عن انتقال آل الصباح من أم قصر: «ثم اقبل اول الشيوخ (الرئيس) بعد ذلك عبر خور بوبيان مع اتباعه، وحط الرحال على الخليج الذي يسمى الآن الكويت أوالقرين، وبعد ان عبر الخليج استقر على الشاطئ الشمالي، واقام قلعة أو كوتا ومن هنا اشتق اسم الكويت، اما كلمة القرين فتطلق على الخط الساحلي للخليج بأكمله حتى المنحنى المكون، من قرنين، ومنه جاء الاسم».
ويضيف د.الغنيم الى استشهاده بما جاء في تقرير الميجور كولبروك الذي كتب تقريرا عن المنطقة بتاريخ 10 سبتمبر 1820م الذي ذكر فيه ما ترجمته: «واول مستوطنة على رأس الخليج هي الكويت، التي تقع على مرفأ صالح لرسو السفن، ويقطنها خليط من العرب الخاضعين لآل الصباح، وهم فرع من قبيلة العتوب، وتقوم على حمايتهم قلعة مزودة بعشرين مدفعا».

ويبين د.الغنيم انه بالرغم من ان الميجور كولبروك لم يتحدث عن باني القلعة فقد اعطى وصفا للكوت يختلف عن الوصف الذي ذكر عند المؤرخين الذين كتبوا عنه دون ان يشاهدوه، فهو بناء على شكل قلعة حصينة مزودة بعشرين مدفعا مما يؤكد ان الكويتيين هم بناة الكوت، وانهم اسسوه بشكل يغطي احتياجاتهم الدفاعية وزودوه بالاسلحة المناسبة. كما انه ذكر ان الكويت يسكنها خليط من العرب الخاضعين لآل صباح مما يعني ان الشيخ صباح الاول هو الذي بنى الكويت، وليس براك أو محمد بن نفلة زعيما بني خالد.

ولا تختلف المصادر في ان العتوب هم الذين بنوا البيوت الحجرية والمساجد فيها، وان الامر فيها آل الى آل الصباح الذين حكموا الكويت منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا ولم يحكمها اجنبي عن القوم الذين اسسوها، ولم ينفرد بالامر والنهي فيها سواهم.

التعديل الأخير تم بواسطة AHMAD ; 02-02-2008 الساعة 01:36 PM.
رد مع اقتباس