18-03-2008, 08:44 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
قصيدة في ديوان المعجل من أبو خويلد إلى خلف النقيب
خلف النقيب *1
08/06/2007 - القبس
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
كان ديوان المعجل في منطقة الفيحاء يفتح ابوابه لضيوفه صبيحة كل يوم وذلك منذ الصباح الباكر وكان ابوفيصل فهد المعجل يستقبل ضيوفه بكل ترحيب وتقدير في اواخر الشهر الثالث (مارس) من هذه السنة 2007 عرضت قصيدة وقرأها الحاضرون ومن ثم اخذوا يتبادلونها ويوزعون نسخا منها على بعضهم وهي تخص الشاعر 'ابراهيم بن خالد ابو خويلد ويوجه الكلام الى خلف النقيب حيث يقول في بدايتها:
'بالعون يا سيد تعديت فخطيت
وخطاك من توه بعد بالمهاد'
عندما قرأت القصيدة التي تتكون في هذه الورقة من ثلاثة عشر بيتا اثارت انتباهي وابتدأت أبحث عن اصلها وقصة خلف النقيب حول هذه القصيدة. وبتتبعي وجدت التالي:
اولا: ان القصيدة هي ثمانية عشر بيتا لا ثلاثة عشر بيتا.
ثانيا: ان الشاعر هو ابراهيم الخالد الديحاني.
ثالثا: ان خلف النقيب اراد التوجه الى البصرة بالسفينة وهذا اسهل عن طريق البحر ولم يكن النقيب متوجها بقارب للصيد فوجد البحارة صيادين ثلاثة اسمهم ابراهيم.
والقصة كالتالي:
انه في الكويت يتشاءمون من اسم ابراهيم وقد مرت عندنا احداث لبعض الاشخاص الذين اسمهم ابراهيم، حيث اصحاب هذه الاسماء اساءوا التعامل بها، وكان الناس ينظرون الى هذا الاسم بنوع من الحذر، صحيح انه عندنا في الوقت الحاضر بعض الاشخاص الذين يحملون هذا الاسم وهو في حالة سيئة وغير محبوب من لدى الكثير من الناس، لكن هناك آخر وآخرين ممن يحملون هذا الاسم، وهم محبوبون محترمون ولهم تقدير ومكانة في قلوب الكثيرين، لكن هذه الاشاعة اخذت مكانها في الكويت، يطلقون على ابراهيم ابوخليل ويروى ان اول من اطلق هذه الدعاية على هذا الاسم خلف النقيب، وكان يتشاءم من هذا الاسم، ويروى كما قلت ان اراه الذهاب الى البصرة لتفقد النخيل التي يملكها هناك ذلك في سنة 1920 وكان يهم بالركوب الى احدى السفن المتجهة الى هناك ولكنه فوجئ بأحد البحارة ينادي البحار الآخر ويقول له ابراهيم اين الحبل الفلاني للسفينة فأجابه ابراهيم ان الحبل عند صاحبك ابراهيم سميك فما كان من خلف النقيب الا ان قال (أخ) واخذ يتعوذ من الشيطان الرجيم وقال كلمته المشهورة (ثلاثة ابراهيم وحبال) من يقول حنوصل البصرة مع هذوله البراهيمات وقد تناهت هذه القصة وكلمة 'ثلاثة ابراهيم وحبال' وصارت مثلا، وسمعها الشاعر ابراهيم الخالد الديحاني فقال التي رويت قصتها لكم وهي تتكون من ثمانية عشر بيتا، وكان كلام الديحاني نوعا من التشره والتهكم والدفاع عن اسمه ابراهيم، ومن يحمل اسم ابراهيم والقصيدة هي:
بالعون يا سيد تعديت واخطيت
وخطاك من توه بعد بالمهاد
وراك تطعن بالبراهيم يا شيت
انشدك فيما قلت وش المراد
زهدتني باسمي لك الله ما نويت
وادعيتني ويا العرب في جهاد
لو ما اعقل واثقل الى مني او حيت
خطر على ذهني يطير الفؤاد
وراك فينا! تجعل الناس خليت
ناس مداحيب علينا تراد
بالعون ما هو زين يا شيخ سويت
فيما اخترعت وقلت ما هو وكاد
ان كان - يا سيد - علينا تمهزيت
- فيما ذكرت - اعرف! تراك غاد
اقعد تراك نايم بعد ما صحيت
وعزالله انك تايه بالرقاد
انشدك؟ من شيد لنا ركن البيت
وابنه معه ينقل وهو له استاد
وانشدك من جاب الحجر واشهر الصيت
وخلا هاجر وابنه على جال واد
هذا الخليل وكل ما قمت صليت
تذكر ابراهيم لزوم وكاد
ما هوب مثلك يبني البيت بسميت
ويدعي لواوينه يلكن اجداد
غرك حلا لك يا خلف فيه والبيت
والا نخلك اللي على الشط غاد
ما ينفعك مالك الى منك اقفيت
والمال - تالي خيرته - للنفاد
دنياك ما دامت على ما تواريت
وغيرك جعلته قاصر ومتراد
واجب عليك ان شفتني عاد مريت
تفزلي عشر تتالى اعداد
بدال ما ثوبي نظيف ومشيت
فيه الرماد وصار فيه السواد
هذا جزا وان كان ثاني تعديت
لأشق شق ما يخيطه الستاد
عندما سمع خلف النقيب هذه القصيدة والهجوم عليه قال كلمته المشهورة في مجلسه ما قلت لكم ابراهيم ما عليه شره عندما قيل له هذه قصيدة تهاجمك، فقال: من قايلها فقيل له ابراهيم خالد الديحاني، فقال ابراهيم ما عليه شرهة.
خلف النقيب كان من الشخصيات البارزة في تاريخ الكويت في نهاية القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، كان المرحوم عبدالله خالد الحاتم قد أفرد له أربع صفحات من صفحة 224 ـ 227. وأخذ يبحث فيها عن مجالس الكويت ومن ضمنها مجلس خلف النقيب ويصف الحاتم ان منزله وديوانه يقعان في وسط الحي القبلي في مدينة الكويت، وكان هذا المجلس يضم نخبة من أهل الكويت لاسيما بعض المسؤولين في الدولة وكذلك الشعراء حمود الناصر البدر وخالد الفرج والشيخ عبدالله الخلف عالم الكويت في تلك الحقبة، لهذا أخذت الشهرة للقصة آنفة الذكر ولهذا عاودت ذكرها مرة ثانية في ديوان فهد العبدالرحمن المعجل الصباحي.
وهنا أحببت ان أصحح بعض الملاحظات التي ذكرت في تلك الجلسة وان أذكر هذه القصيدة كاملة.
*1 = خلف النقيب يمثل النموذجية الكاملة للمجتمع الكويتي خلال النصف الأول من القرن الرابع عشر هجري (أواخر القرن 19 وأوائل القرن العشرين الميلاديين)
|