عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 10-07-2009, 11:52 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي


سالم بن علي بوقماز

ولد في فريج المديرس في جبلة عام 1846م، ثم انتقل إلى بيته الجديد في شرق الذي اشتراه ب 8000 ريال فرانسي من الشيخ سالم المبارك الصباح ويقع على ساحل البحر مقابل قصر السيف في عام 1901م ويقع حاليا بجانب البنك المركزي الجديد وتوفي في شرق في 12 يناير من عام 1958م ودفن في مقبرة الصوابر في شرق عن عمر ناهز 112 عام.

صورة نادرة للمرحوم بإذن الله تعالى الطواش سالم بن علي بوقماز وحفيده علي عبدالوهاب سالم بوقماز التقطت الصورة في الخمسينات الميلادية أمام ديوان بوقماز في شرق مصدر جميع الصور انستقرام = abdullabq@




السطر الأول الأول من اليسار هو عبداللطيف بن سالم بن علي بوقماز - الوسط النوخذة حسين بن علي بن سالم بن علي بوقماز - أحمد بن علي بن سالم بن علي بوقماز
الثاني من اليسار يوسف بن علي بن سالم بن علي بوقماز- النوخذة عثمان بن علي بن سالم بن علي بوقماز- النوخذة راشد بن سالم بن علي بوقماز - السطر الثالث من اليسار النوخذة عبدالوهاب بن سالم بن علي بوقماز - عبدالله بن علي بن سالم بن علي بوقماز - إسماعيل بن علي بن سالم بن علي بوقماز

المرحوم سالم بن علي بوقماز المتوفي يوم الأحد 12 يناير 1958م و عمره نحو 112 سنة كما سجلت في مذكراتي سنة 1958م رجل عصامي كون نفسه بنفسه , بدأ حياته بحارا في الغوص على اللؤلؤ إلى أن أصبح من رجال الكويت المعروفين و من تجار اللؤلؤ ومن أكبر نواخذة الغوص على اللؤلؤ , كما كان حكما للغواصين و يسمى (السَالفة)(بتشديد السين مع الفتح و اسكان اللام و فتح الفاء من السوالف بتشديد السين وفتح الواو و تعني الأحاديث) , وظل حكما للغواصين مدة طويلة نحو ربع قرن من سنة 1345ه - 1926م إلى أول الخمسينات يفض الخلافات بين الغواصين على موجب عادات وتقاليد و أعراف الغوص على اللؤلؤ بين النواخذة و البحارة أو بين النواخذة مع بعضهم البعض , و عمله هذا دون مقابل مجانا خدمة منه لمواطنيه .

أشهر سالفة في الكويت كان المرحوم سليمان اليعقوب من تجار اللؤلؤ ومن أسرة اليعقوب المعروفة من آل زايد و ينسب إليهم مسجد اليعقوب في جبلة على ساحل البحر بجوار ديوان الخالد , وجاء بعده حكما للغواصين المرحوم إبراهيم المضف المتوفى سنة 1345ه - 1926م من أكبر تجار اللؤلؤ ومن الشخصيات المعروفة و جاء بعده المرحوم سالم بن علي بوقماز .


إلى جانب حكم الغواصين , فهناك حكم آخر لسفن النقل البحري التجاري ويسمى عندنا السفر و آخر حكم كما سمعت هو المرحوم محمد بن شاهين الغانم آل زايد من النواخذة المعروفين و من الشخصيات البارزة أرجوا الله تعالى أن أتمكن من الكتابة عنه و حياة الكويت على البحر و الغوص على اللؤلؤ و السفر .

قانون الغواصين في الكويت

يوم الأثنين 17 جمادى الآخر 1357ه - 12 أغسطس 1938م تأسس في الكويت المجلس التشريعي أول مجلس ديموقراطي بالانتخاب الحر في الكويت , وكان عمر المجلس قصيرا جدا , ستة شهور , حيث قضي على المجلس يوم الجمعة 24 محرم 1358ه - 15 مارس 1939م , ويؤرخ أهل الكويت بهذه الحادثة و يسمونها سنة المجلس أقول إن المجلس التشريعي عمل على وضع قانون للغواصين على اللؤلؤ في الكويت ففي يوم الأحد 8 شعبان 1357ه - 2 أكتوبر 1938م عين المجلس التشريعي لجنة من نواخذة الغوص المعروفين و الخبراء في شؤون الغوص وهم المغفور لهم : (راشد أحمد الرومي آخر أمراء الغوص على اللؤلؤ في الكويت - عبدالله ناصر بورسلي - أحمد راشد النجادة - سعود المضف - علي البنوان) و اجتمع هؤلاء النواخذة عدة مرات تمخضت تلك الاجتماعات عن تدوين قانون للغوص و رفعوه إلى المجلس التشريعي لإقراره و طبعه , بيد أنه قضي على المجلس التشريعي و القانون لم يطبع , و لما جاء مجلس الشورى المعين أقر هذا القانون و أقر بطبعه فصدر القانون يوم الأربعاء 22 ربيع الثاني 1359ه - 29 مايو 1940م و يتألف من 51 مادة تنظم التعامل بين النوخذة و البحار و بين النواخذة في جميع حالات الغوص .


المجلس التشريعي قام بعمل آخر لخدمة الغواصين بأن ألغى الضريبة التي كان يأخذها الحاكم على كل سفينة غوص للحاكم حصة الغيص وكانت حالة الغواص بائسة جدا لكساد تجارة اللؤلؤ نشر المجلس التشريعي إعلانا يوم الأثنين 2 شعبان 1357ه - 26 سبتمبر 1938م أيام القفال عودة الغواصين إلى الكويت بالغاء الضريبة .


كان المرحوم سالم علي بوقماز يسكن مع أسرته في الحي القبلي و بعدما أصبح من تجار اللؤلؤ و تحسنت حالته المالية كثيرا اشترى حوالي عام 1913م بيت المرحوم صقر الغانم آل زايد من رجال الكويت البارزين و له اسمه في تاريخ الكويت الحربي توفي أول العشرينات , وبيته من أشهر البيوت في الكويت مع ديوانه الكبير على ساحل البحر مباشرة شرق فريج شملان جهة الغرب من مبنى وزارة الصحة , وأذكر أن طرف ديوان بوقماز جهة الغرب نهاية فريج شملان و أذكر هذا عندما كنا معشر الأطفال نلعب الهول بضم الهاء لعبة شعبية معروفة كان طرف ديوان بوقماز جهة الغرب هو الميد لأحد الفريقين بكسر الميم الهدف , وكنا في ليالي الصيف عندما نلعب حول ديوان سالم بوقماز كنا ندخل في الحوش فناء البيت لشرب الماء من الحب الجرة الكبيرة .


كان ديوان سالم علي بوقماز من الدواوين المشهورة بفتح أبوابه لرواده نهارا و ليلا وكان سالم بوقماز رجلا صالحا متواضعا ويؤدي زكاة ماله كل سنة فيجتمع في ديوانه عدد كبير من الفقراء و المحتاجين للزكاة , ويجتمع في بيته عدد كبير من النساء للزكاة .


كان المرحوم سالم علي بوقماز من رواة تاريخ الكويت و ينقل عن أشخاص أكبر منه سنا و كنت أحيانا أجلس معه على دكة ديوانه , وهو من أصدقاء جدي و من جيراننا الطيبين , و أذكر أنه في صيف عام 1953م جلست معه جلسة طيبة على الدكة وكنت أجمع المعلومات عن تاريخ الكويت لأنشر المقالات في مجلة (البعثة) الكويتية ونشرت بها سلسلة من المقالات عن تاريخ الكويت , سألته عن الكوت الحصن الذي بناه أحد أمراء قبيلة بني خالد على أرض مدينة الكويت القديمة قبل تأسيس مدينة الكويت فقال لي يقع على البهيتة أمام قصر السيف , فقلت له بأن الشيخ عبدالعزيز الرشيد يقول في كتابه تاريخ الكويت بأن الكوت يقع على النفود الصغير الذي بني عليه المستشفى الأمريكاني في جبلة على ساحل البحر , فقال لي رحمه الله هذا مو صحيح أنا أقول لك الذي سمعت عن رجال أكبر مني سنا ينقلونه عن اناس أكبر منهم , وموقع النفود الصغير بعيد عن مدينة الكويت و تقع البهيتة وسط الكويت و البحر أمامها غزير يصلح مرسى للسفن , وكلامه صحيح سألت رواة تاريخ الكويت فأكدوا قوله فاعتمدت عليه .


تحدثت مع المرحوم سالم علي بوقماز عن الغوص على اللؤلؤ و كيف بدأ حياته بحارا مع النوخذة حسن اللوغاني من أهل جبلة , وقال لي أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ قبل الحرب العظمى بثلاث سنوات (سنة 1911م) و ما بعدها حتى قبل معركة الرقعي بسنتين (سنة 1926م) كانت الحياة في الكويت مزدهرة , وكان يدفع مبالغ طائلة كل سنة للحاكم ضريبة الغوص , وقال لي أنه دفع للشيخ مبارك الصباح قبل وفاته بسنتين (سنة 1913م) أكثر من 12 ألف روبية ضريبة السفن التي تتبعه , و أنه كان يمول عددا كبيرا من النواخذة وأن السفن التي تتبعه 45 سفينة.


في أهزوجة القفال التي ترددها النساء على ساحل البحر قبل موعد القفال ليذكرن أسماء كبار النواخذة ومنهم سالم بوقماز فيقلن عنه (يالقاز,هات بوقماز) .


كنت أتمنى لو كان بامكاني آنذاك من تسجيل مقابلة تلفزيونية مع الأخ سالم بوقماز لبرنامجي التلفزيوني (صفحات من تاريخ الكويت) .


أرجوا من الحكومة إطلاق اسم سالم بن علي بوقماز على أحد الشوارع الكبيرة أو على مدرسة كبيرة تقديرا له ,ولخدماته الطيبة للكويت عندما كانت الكويت قبل النفط بحاجة ماسة لخدمات ابنائها لها .

المؤرخ سيف مرزوق الشملان

مقابلة أحتفظ بها(عنك) منذ العام 1994م .
القبس سيف مرزوق الشملان 10/5/1994م
عدد 7505
حقوق الطبع و النسخ لـ عنك ، موقع تاريخ الكويت .

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 13-07-2009 الساعة 06:34 PM.
رد مع اقتباس