عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-07-2009, 12:22 AM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي يعقوب عبدالعزيز الرشيد

ووري الثرى أمس الأول الشاعر الأديب يعقوب عبدالعزيز الرشيد الذي ولد في 1928/5/9 عن والد عالم اديب مؤرخ في اسرة كريمة متغلغلة فيها الروح الكويتية.
وعمه - وان كان قريبا من سنه - هو العم محمد احمدالرشيد النائب السابق شفاه الله تعالى وهو من هو في الوطنية والانتماء. تلقى تعليمه بين الكويت ولبنان وباكستان وانكلترا.
ثم عمل مدرسا في مدرسة المثنى وتراوح عمله بعد ذلك بين السلك التربوي كمدرس ووكيل والسلك الاعلامي كمعد ومقدم للبرامج، والسلك الدبلوماسي كوزير مفوض ومدير إدارة المراسم وسفير لدولة الكويت في كل من الهند وباكستان وتركيا وكينيا وزائير حتى استقال بتاريخ 1976/10/1. اما الانشطة الادبية والشعرية فله منها سهم كبير يتمثل في العمل الصحفي كسكرتير تحرير ومدير تحرير ورئيس تحرير، بالاضافة الى سبعة كتب وثلاثة دواوين شعرية.
حاز عددا من الشهادات التقديرية والجوائز والدروع والميداليات ووسام الاستقلال من الدرجة الاولى.
وقد اختصرت الحديث في هذا الجزء التعريفي في المقدمة لأن الصحافة الكويتية وعلى رأسها 'القبس' قد وثقت له بالامس ما فيه كل هذه التفاصيل، لذا احببت ان اقتصر على ما لم تذكره الصحافة الكويتية من مواقف مؤثرة في جانب يختلف عن الجانب الادبي الذي عرف به واشتهر.
دعني عزيزي القارئ انتق اربعة مواقف:
الاول: كان شأنه شأن كل رجالات الكويت قبيل الاحتلال الآثم على الكويت مخدوعين بصدام ونظامه كفارس للامة حتى فجع بمن وقف معه بل وقفت الكويت بأسرها معه يغدرها ويحاول اغتيالها!
كان في حينها في مزرعته بضواحي بغداد مع زوجته ففرضت عليه السلطات الصدامية الاقامة الجبرية بل طلبت منه من خلال الوزير لطيف نصيف جاسم ان يكون رئيسا للحكومة الكويتية الجديدة فقال من دون تردد: 'المسألة من آخرها هكذا: إن شئت اغتيالي لانني لن افعل فدونك ذلك، لانني وإن خالفت ديني وانتمائي لوطني فإن الناس لن يصدقوا ابدا ان ابن المرحوم الشيخ عبدالعزيز احمد الرشيد سيخالف توجهه المكتوب في حب الكويت والانتماء إليها'.
والثاني: حين كان سفيرا للكويت في الاردن كانت له مواقف عربية اسلامية واضحة من خلال تشجيع الشباب الكويتي المشارك في مقاومة العدو الصهيوني، ومن بينهم ابن اخته يوسف البداح ضمن مجموعة من الشباب الكويتي الجاد الذي ارتحل إلى الاردن ليصل من خلالها الى عمق الاراضي المحتلة لتنفيذ بعض العمليات الفدائية فكان نعم الداعم للحس الوطني الاسلامي العربي، رغم ان اخته اتصلت به مشفقة على ابنها الشاب اليافع آنذاك ليعيده إليها في الكويت.
والثالث: مشاركته للشيخ سعد العبدالله الامير الوالد في انقاذ ياسر عرفات من الهلاك المحقق في ايلول الاسود في معركة كسر عظم بين القوات الاردنية والمنظمات الفلسطينية التي تمادت في صلاحياتها وممارساتها في الاراضي الاردنية في حينها، حيث ان السفارة الكويتية وعلى رأسها المرحوم يعقوب الرشيد سهلا للشيخ سعد شفاه الله تهريب ياسر عرفات في زي كويتي بين زخات الرصاص وهدير المدافع وقصف الدبابات في مغامرة من الشيخ سعد والسفير يعقوب الرشيد بحياتهما من اجل انقاذ ياسر عرفات، الامر الذي كان سببا في زيادة جرحهما حينما رأيا موقف ياسر عرفات عند الاحتلال.
والرابع: موقف تربوي مع ابنائه، حيث كان مرهف الحس لا يستعمل اسلوب العقاب الجسدي بل ينتقي افضل الكلمات بحصيلته اللغوية الثرية حتى انه في احد المواقف التربوية اختلى بابنه الاكبر 'عز' فخاطب عقله وضميره حتي استوقفه ابنه راجيا ومتوسلا: 'ارجوك يا ابت.. خذ هذا واضربني به ولكن ارجو أن تتوقف عن الحديث'.
رحمه الله تعالى وغفر له.

د. عبدالمحسن الجار الله الخرافي - جريدة القبس - 30/6/2007
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس