[عبدالله الغريّب]

قال عزو جل بسم الله الرحمن الرحيم {يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير} صدق الله العظيم فنفهم من هذه الايه الكريمه ان مقياس الافضليه هو التقوى وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :ان الله قد اذهب عنكم عصبية الجاهليه وفخرها باءبائها انما هو مؤمن تقي ا وفاجر شقي) وقد طبق الاسلام هذا المبدء في مبدء الثواب والعقاب ومقياسه التقوى طبعا قال تعالى (تبت يدا ابي لهب وتب مااغنى عنه ماله وماكسب سيصلى نارا ذات لهب وامراته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد) صدق الله العظيم { وابو لهب هو عبدالعزى بن عبدالمطلب بن هاشم} وقد سمي ابو لهب لجماله واحمرار بشرته قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمه ابنته {سليني من مالي ماشئتي فأني لااملك لكي من الله شيئا} قال النبي لبلال {بما سبقتني الى الجنه يابلال قال يارسول الله ماتوضئت الا صليت ماشاء{اي من النوافل }وهذا الحديث يدل ان بلال بن رباح من اهل الجنه وكان بلال عبد لاميه ثم اشتراه ابوبكر الصديق ثم اعتقه فيصير مولاه بالعتق قال عمربن الخطاب ابوبكر سيدنا واعتق سيدنا اي عن بلال رضي الله عنه..والاسلام هنا طبق هذا المبدء اي ان الا فضليه للتقوى والعمل الصالح وبشر النبي عليه السلام زيد بن حارثه بالجنه والحديث فيما معناه ان النبي رأى في الجنه جاريه فسئل لمن هذه قيل لزيد بن حارثه وقد زوجه النبي من زينب بنت جحش القرشيه وكان زيد عبد للنبي واعتقه وتبناه فاصبح مولاه وهو مبشر في الجنه سيرا على المبدء ان اكرمكم عند الله اتقاكم لكن لايسع المجال هنا لاعرض سيرة الصحابي الجليل زيدبن حارثه فلو قرانه سيرته لوجدنا التضحيات العظيمه التي قدمها للاسلام فكل شيء بثمنه فهو لم يستحق هذا التكريم الابعد جهد جهيد بخدمة الاسلام وقد قتل شهيدا رضي الله عنه في غزوة مؤته \ فالافضليه عند الله بالتقوى منذ ان خلق الله الكون والقصص والثوابت على ذلك كثيره مثل قصة ابن نوح وقصص كثيره جدا لايسع المجال لذكرها وهي معلومه عند الكثير وحذر النبي من الفخر بالنسب او الحسب قال عليه صلى الله عليه وسلم{ليدعن اقوام فخرهم باءبائهم او ليكونن عند الله اهون من الجعلان}:والجعلان كما هو معلوم من الحشرات الحقيره التافيه..قال النبي عليه الصلاة والسلام ان الجنه لتشتاق الى سلمان الفارسي وعمار بن ياسر:وقال سلمان منا اهل البيت ...فالجزاء على قدر التضحيه والعمل ولاشك ان سلمان الفارسي سيرته مليئه في العمل للدين وجميع الصحابه الكرام لم ينالوا المكانه العظيمه عند الله الا باعمالهم لا باءحسابهم وانسابهم فسيرهم مليئه بالجهاد والتضحيات للدين والاخلاق الاسلاميه العظيمه {اشداء على الكفار رحماء بينهم} وهذا اخبار من الله عزوجل وشهاده منه سبحانه لهؤلاء القوم بحسن خلقهم فحري بنا نحن ان تاسى بهم وان نجعل مقياس التفاضل هو التقوى كما فهموا هم فلم يتكلوا على احسابهم وانسابهم بل بذلوا وعملوا لينالوا الكرامه من الله فعلي بن ابي طالب رضي الله عنه والحسن والحسين وحمزه بن عبدالمطلب لم ينالوا المكانه العظيمه عند الله باحسابهم وانسابهم بل بعملهم للدين وتضحياتهم وقد اخبر النبي ان سيد الشهداء حمزه بن عبدالمطلب وان علي رضي الله عنه في الجنه والحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه وان فاطمه سيدة نساء اهل الجنه وكانت رضي الله عنها قمه في الزهد والاعراض عن الدنيا والعمل للاخره وهؤلاء القوم لو قرانه سيرهم لوجدنا الاعمال الصالحه الكثيره والبذل والايثار وكثرة الصدقه والصلاه والصيام وحسن الخلق قال تعالى {فأذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولايتسائلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاؤلئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون } سورة المؤمنون.....