عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-12-2009, 01:33 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي صباح السالم.. الحاكم الثاني بعد الاستقلال

صباح السالم.. الحاكم الثاني بعد الاستقلال

لا يزال الجيل القديم من اهل الكويت حينما يتذكرون المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح (1913 - 31 ديسمبر 1977)، أمير دولة الكويت الثاني عشر والثاني من سلسلة الامراء بعد الاستقلال فإنهم يتوقفون عنده طويلا، بسبب شعبيته الجارفة بين الكويتيين، تولى الحكم بتاريخ 24 نوفمبر 1965 بعد وفاة أخيه الشيخ عبدالله السالم الصباح. كان أول وزير للخارجية في تاريخ الكويت وذلك بالوزارة الأولى في عام 1962.
عين ولياً للعهد بتاريخ 29 أكتوبر 1962 كما عين رئيساً للوزراء بنفس اليوم. أرسل في وفد من قبل الشيخ عبد الله السالم الصباح في عام 1963 للقاء أحمد حسن البكر في العراق لتوقيع إتفاقية تعاون ما بين الكويت والعراق، وكان وفد الكويت يتكون من الشيخ سعد العبد الله الصباح وخليفة خالد الغنيم وعبد الرحمن العتيقي، وكان وفد العراق يتكون من أحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش ومحمود محمد الحمصي ومحمد كياره، واجتمع الوفدان في 4 أكتوبر 1963 واتفقا على عدد من البنود: تعترف الجمهورية العراقية باستقلال دولة الكويت وسيادتها التامة بحدودها المبينة بكتاب رئيس وزراء العراق بتاريخ 21 يوليو 1932 والذي وافـق عليه حاكم الكويت بكتابه المؤرخ 10 أغسطس 1932. تعمل الحكومتان على توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين يحدوهما في ذلك الواجب القومي والمصالح المشتركة والتطلع إلى وحدة عربية شاملة. تعمل الحكومتان على اقامة تعاون ثقافي وتجاري واقتصادي بين البلدين وعلى تبادل المعلومات الفنية بينهما. وتحقيقا لذلك يتم فوراً تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء. ووقع على هذا البيان صباح السالم وأحمد حسن البكر.
تم خلال عهده إنشاء جامعة الكويت في عام 1966 و كانت تتكون من كليتين هما الآداب والعلوم. وفي ابريل 1966 زار القاهرة في زيارة رسمية واجتمع خلالها مع جمال عبد الناصر لوضع نهاية لحرب اليمن واتفقا على الاجتماع مع الملك فيصل بن عبد العزيز. بعد أن تولى الحكم تم إصدار عملة نقدية تحمل صورته في عام 1969، واستمرت العملة حتى عام 1982 عندما تم إصدار عملة جديدة. في عام 1969 دشن الجزيرة الاصطناعية في ميناء الأحمدي، وفي عام 1976 قام بوضع حجر الأساس لمشروع الغاز في ميناء الأحمدي. وكان آخر من ودع جمال عبد الناصر بعد قمة القاهرة في 1970 في المطار وبعدها توفي جمال عبد الناصر.
توفي الشيخ صباح السالم ليلة 30 ديسمبر 1977، بأزمة قلبية وكان مرضه ووفاته المفاجئه صدمة للجميع، إلا إن صحة الشيخ صباح السالم لم تكن على ما يرام حيث بدأت في التدهور منذ عدة سنوات. بعد مؤتمر الخرطوم في نهاية أغسطس 1967، غادر الشيخ صباح السالم فورا إلى باريس لاجراء كشف طبي شامل في المستشفى الاميركي هناك، حيث كان يشعر بنوع من عدم الراحة، وقد تبين بعد الفحص أنه يعاني من إجهاد في البروستاتا. في نهاية زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 1968، بقي الشيخ صباح السالم بصفة شخصية لاجراء فحص طبي شامل في مستشفى بثيسيدا الطبي، والذي شاءت الصدف أن يتم تأجيله عدة أيام لاصابة الشيخ صباح السالم بالانفلونزا، كانت نتيجة الفحص مرضية مما خفف من حالة القلق على صحته على الاقل في ذلك الوقت. في يوم الاحد 15 أكتوبر 1972 غادر الشيخ صباح السالم الكويت متجها إلى الولايات المتحدة لاجراء فحص طبي شامل في مستشفى بثيسيدا، ووفقا للبيان الصادر عن الديوان الاميري في الكويت، فقد اجريت للأمير عملية جراحية بسيطة تمت فيها إزالة كيس مخاطي من الجهة الخلفية للبلعوم، وبانه يحتاج إلى فترة نقاهة تستغرق حوالي 20 يوما تقريبا. وجاء التدهور الكبير التالي في صحة الشيخ صباح السالم في عام 1976، وقد تبين أنها كانت سنة مرهقة بالنسبة اليه على نحو خاص، حيث لم يكن في مقدوره اتباع الروتين الذي اعتاد عليه طوال حياته (إجازة في الصيف والنقاهة في جبال لبنان)، ولكن بسبب الحرب الاهلية اللبنانية، وبدلا من ذلك أمضى إجازة الصيف في منزله الذي كان قد اشتراه أخيرا في المملكة المتحدة خارج لندن وأسماه «قصر الصباحية» لكن إجازته كانت أقصر بكثير من المعتاد، واقتصرت على خمسة أسابيع فقط. أمضى الشيخ صباح السالم يومه الاخير وهو يوم الجمعه 30 ديسمبر 1977، مع عائلته وأصدقائه في قصر المسيلة، وبعد ظهر السبت 31 ديسمبر 1977، نقل جثمان الشيخ صباح السالم من قصر المسيلة في مسيرة امتلأت فيها الشوارع بمئات الآلاف من أهل الكويت، وصولا إلى مقبرة الصليبخات.

جريدة النهار
رد مع اقتباس