عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 22-06-2010, 05:34 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

لن أقول من غرائب الصدف بل من جميل المقادير أن يتآخى المرحوم الملا حمود الابراهيم مع الأستاذ أحمد شهاب الدين في قبريهما كما تآخيا في التدريس في المدرسة المباركية.
ولد المربي الفاضل الملا حمود ابراهيم علي الابراهيم في الكويت في فريج (حي) بن رومي في منطقة الشرق، سنة 1337 هــ (1918م)، ورغم أن الأستاذ أحمد شهاب الدين يكبره بست سنوات فإنهما توفيا معاً زماناً ومكاناً.
درس الملا حمود الابراهيم في المدرسة المباركية في الفترة 1343 - 1345 هــ (1924 - 1926م)، ثم في مدرسة حمادة في الفترة 1345 - 1348هــ (1926 - 1929م).
كما تلقى تعليمه عن عدد من الأساتذة والمشايخ الأفاضل، أمثال: السيد عمر عاصم الأزميري، والملا عثمان العثمان، والملا عبدالرحمن الدعيج، والملا ادريس الادريس، والشيخ عبدالعزيز حمادة، والشيخ عطية الأثري، والشيخ محمد صالح الفارسي. كما تتلمذ للشيخ يوسف بن عيسى القناعي في الفترة 1354 - 1355 هــ (1935 - 1936م).
بدأ المربي الفاضل الملا حمود الابراهيم بالتدريس في مدرسة حمادة للعام الدراسي 1349 - 1350 هــ (1930 - 1931م)، ثم عمل في مدرسة خاصة به في الفترة 1351 - 1355 هــ (1932 - 1936م)، ثم في المدرسة الشرقية (بيت الفرس) في الفترة 1356 - 1357 هــ (1937 - 1938م). وبعدها انتقلت المدرسة الشرقية الى ديوان المضف، حيث درس فيها في الفترة 1358 - 1360 هــ (1939 - 1941م). ثم أصبحت المدرسة الشرقية للبنات في الفترة 1361 - 1367 هــ (1942 - 1947م)، حيث انتقلت المدرسة الشرقية الى المقر الجديد مقابل السيف على شاطئ البحر، ودرس بها، ثم انتقل الى مدرسة النجاح ودرس بها في الفترة 1380 - 1388 هــ (1960 - 1968م)، ثم تقاعد سنة 1389 هــ (1969م)، بعد سنوات مثمرة زاخرة بالعلم والجد قضاها في تعليم أبناء الكويت قاربت أربعين عاماً.
ومن أبرز من تتلمذ للملا حمود الابراهيم، صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والشيخ سالم صباح السالم الصباح، والأساتذة: سيف مرزوق الشملان، وابراهيم المضف، ويوسف محمد النصف، وعبدالرحمن العوضي، وعبدالوهاب العوضي، وحمد يوسف الرومي رحمه الله، وأنور النوري.
عرف عن المربي الفاضل الجد والحزم وطيب المعشر والتواضع، ودوام الصدق حيث لا يعرف اللغو أساساً.
كما عُرف بالوقار وحظي باحترام كل من عرفه، وقد فرض هذا الاحترام على الآخرين لأنه يحترم الآخرين صغيرهم وكبيرهم على السواء، ولا تسله عن احقاق الحق واعطاء كل ذي حق حقه، في تواضع جم ودماثة أخلاق، وقد كان رحمه الله حين يجلس مجلساً يستمع أكثر مما يتكلم، حيث كان ينصف أذنيه من لسانه، فضلاً عن حرصه على أعمال الخير والصدقة الخفية والمحافظة على الصلوات جماعة.
كان عميد عائلته الكريمة، يجتمع الأبناء والأحفاد حوله بعد صلاة العصر من كل يوم ليكون التواصل معه تواصلاً مع الجميع. وكم كان مؤثراً مشهد الوفاء لتلميذه المتواضع الفلكي الكبير د. صالح محمد العجيري حين رآه في حفل تكريم الرعيل الأول من المربين الأفاضل الذي أقامته منذ سنوات جمعية المعلمين الكويتية مشكورة انطلاقاً من موسوعة «مربون من بلدي»، فما ان رآه حتى قام من مجلسه وابتدره بتقبيل رأسه قائلاً: «يا هلا بأستاذي».
اللطيف أنني حين اصطففت مع المعزين ابتدرني كثير ممن حولي بأهمية الكتابة عن هذين العلمين التربويين، فقلت لهم جميعاً: «الحمد لله، ما أخّرني عن المقبرة قبل قليل سوى الانشغال بإعداد مقاليهما قبل أن أحضر تشييع جنازتيهما».
رحمهما الله رحمة واسعة واسكنهما فسيح جناته.

د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي - جريدة القبس - 22/6/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس