عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-07-2010, 09:49 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

=========





ملحاق خير:

بعد صدور عدد «الوطن» الذي يضم مقال الأزمنة والأمكنة عن المرحوم عيسى محمد المخيزيم، ورد كتاب إلى رئيس تحرير الجريدة من الاخ الاستاذ محمد أحمد المخيزيم الذي نوهت باسمه في المقال وذكرت انه هو الذي أخبرني بالاسم الكامل للمرحوم عيسى، كما ذكرت انه زودني ببعض المعلومات ورسالة الاستاذ محمد فيها توسع في بعض الأمور التي ذكرتها، وزيادة عن الهدف المقصود من نشر مقالي ومع ذلك فإنني أضع بين يدي القارئ الكريم كامل ما ورد في الرسالة لأن الاطلاع عليها مفيد:

عيسى محمد المخيزيم
كان عيسى محمد المخيزيم من سراة أهل الكويت وأغنيائهم عاصر الشيخ جابر العبدالله «جابر العيش» وهو من أجداد عائلة المخيزيم وينتمي الى قبيلة سبيع من الاعز من بني عمر من هذه القبيلة وكان ممن اشتهر عنهم أعمال البر وفعل الخير، ففي عام 1264هجري- قام بعتق عبيده ومواليه جميعاً لوجه الله بوصية مكتوبة وهي من السنين التي سبقت حدوث المجاعة المعروفة بسنة «الهيلك» وأوصى بأن يعاملوا معاملة الأحرار وأن يأكل في بيته كل من يريد أن يجلس منهم، وأوصى بهم ابنه سليمان «مرفق صورة من الوصية»، أما في سنة المجاعة التي حدثت ما بين 1285 هجرية وسنة 1290 هجرية تقريباً والتي امتدت من أرض الرافدين إلى الجزيرة العربية وبلاد فارس وقد سميت بعام الهيلك لاعداد الفقراء الذين نزحوا الى الكويت وهي كلمة عربية –عجمت- فهي عام الخلق الكثير وحرفت الخاء إلى الهاء والقاف الى الكاف كعادة أهل فارس، وبحلول هذه المجاعة قام أهل الكويت كعادتهم صغيرهم وكبيرهم بتقديم المساعدات، وقد اشتهر من اولئك في تلك الفترة يوسف البدر ويوسف الصبيح وعبداللطيف العتيقي وسالم بن سلطان وال الإبراهيم وعيسى بن محمد المخيزيم،

وقد توجه يوسف الصبيح ويوسف البدر وعيسى المخيزيم لبذل الطعام للنازحين الى الكويت وقام عيسى المخيزيم بفتح بيوت بالبصرة وبر فارس مع اخوانه من تجار الكويت في تلك المناطق واعتنوا كثيراً بأهل العراق فما كان من الشاعرالعراقي عبدالغفار الأخرس إلا أن وجه رسالة شكر إلى عيسى محمد المخيزيم وجميع أهل الكويت وخص بالذكر في القصيدة يوسف الصبيح ويوسف البدر وسالم بن سلطان.

وهذه القصيدة:
يا ابن المخيزيم وافتنا رسائلكم
مشحونة بضروب الفضل والادب
جاءت بأعذب ألفاظ منظمة
حتى لقد خلتها ضربا من الضرب
زهت بأوصاف من تعنيه وابتهجت
كما زهت كأسه الصبهاء بالحبب
عللتمونا بكتب منكم وردت
وربما نفع التعليل بالكتب
فيها من الشوق اضعاف مضاعفة
تطوي جوانح مشتاق على لهب
وربما عرضت باللطف واعترضت
دعابة هي بين الجد واللعب
قضيت من حسن ما أبدعته عجبا
وأنت تقضي على الاحسان بالعجب
أما النقيبان أعلى الله قدرهما
في الخافقين ونالا ارفع الرتب
الطاهران النجيبان اللذان هما
من خير أم زكت أعراقها وأب
دام السعيدُ لديكم في سعادته
وسالم (1) سالما من حادث النوب
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت اذني ولا بصرت عيني
بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره
اذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الأماجد لم يغرب ولم يغب
فخر الأكارم والأمجاد قاطبة
وآفة الفضة البيضاء والذهب
فلولا أمور أعاقتنا عوائقها
جئنا إليكم ولو حبواً على الركب

وفيما يلي صورة من الوصية المكتوبة من عيسى بن محمد المخيزيم على يد قاضي الكويت في تلك الفترة عبدالله بن محمد العدساني وبشهود احمد محمد سالم العتيقي ومحمد عبدالله الفارس.



وفي ما يلي نص الوثيقة – الوصية.

بسم الله الرحمن الرحيم
صح لدي ما ذكر لدي
وأنا العبد الفاني عبدالله بن محمد العدساني
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
هذا ما أوصى به الرجل البالغ العاقل الحر الرشيد عيسى بن محمد بن مخيزيم في حال صحته وثبوته وكمال عقله بأنه يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنه رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبالمؤمنين إخوانا، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى من خلف من أهله وجيرانه أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون، وأوصى بأن وكيله على ابنته منيرة وثلث ماله ابنه سليمان، وأوصى بأن عبيده بأجمعهم أحرار لوجه الله تعالى، فمن أراد منهم أن يقعد عند ابنه سليمان فليفعل، ومن أراد أن يظهر عنه فلا يمنعه ويعطيه من ثلثه كما يعطون سائر المعتقين عند اعتاقهم، وأوصى ابنه المذكور بالمحافظة له في أعمال البر في الأوقات الفضيلة وعدم الغفلة عن ذلك، وأوصاه بسعة الصدر على أخته ومن تحت يده من العبيدين والرفق، وأن لا يكلفهم ما لا يطيقون والله سبحانه وتعالى المستعان على كل أمر مهم والموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
جرا وحُرر في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول من سنة 1264هـ
تحقق وشهد به العاقل محمد بن عبدالله بن فارس أشهد على ذلك
وأنا الفقير إلى الله
أحمد بن محمد بن سالم العتيقي

أما يوسف خالد المخيزيم فهو من عائلة المخيزيم، استشهد في معركة الجهراء في عام 1920م.

نبذة عن حياة الشهيد (بإذن الله) يوسف خالد المخيزيم

كان يوسف المخيزيم وحيد والده خالد بين ابنتين، وكان والده محباً له شغوفاً به كثيرا حتى إنه زوجه لما بلغ من العمر 17 عاماً من امرأة فاضلة هي مريم علي بن حمد الفضالة، أنجب منها أولاده الثلاثة: مخيزيم وسبيكة وأحمد.

كان يوسف في ريعان شبابه (20 سنة) عندما نادى المنادي بالدفاع عن الكويت، فذهب إلى الجهراء وانضم إلى جيش الكويت بقيادة/الشيخ سالم المبارك، وأكرمه الله تعالى بالشهادة، وذلك عندما تسلق أحد المحاربين سور القصر الأحمر من نخلة مجاورة ودخل غرفة الذخيرة وتبادل اطلاق النار بين الطرفين وتم اطلاق النار على يوسف صريعا ليستشهد وكان معه صالح الشايجي رحمه الله (وهو الذي روى هذه القصة).

ويقول الشايجي راويا تلك القصة: إنني لم أصب بأذى ذلك لأنني تظاهرت بالموت فلم يطلق عليَّ المهاجم النار في الوقت الذي أصاب يوسف إصابة قاتلة.

وصل خبر استشهاد يوسف إلى مسامع والده وكان في السوق فلم يتمالك نفسه فسقط من هول الخبر وتوفى من ساعته. وترك يوسف المخيزيم صورة رائعة من الدفاع عن الوطن من موجة شرسة أرادت التخريب ليكون هو ومن ماثله بالمدافعين عن حوض الوطن في الفترات المتتالية حتى الغزو الغاشم قدوة حسنة وعبرة منيرة لشبابنا في المحافظة على كويتنا الغالية.




هامش
(1) لم يتم التعرف على سالم بن سلطان
رد مع اقتباس