[AHMAD]

فرسان النغم
محمود الكويتي.. الأصالة والإبداع

إعداد - عبدالمحسن الشمري - القبس

تمتد جذور الاغنية الكويتية الى سنوات طويلة، فهي راسخة في القدم، حققت شهرة واسعة بفضل عدد من الرواد الاوائل الذين قدموا اجمل الالحان واعذب الكلمات واطربوا الجمهور باغانيهم.
نتوقف في كل حلقة من حلقات فرسان النغم مع احد الملحنين الاوائل من فنانين الكويت البارزين الذين قدموا اعمالا غنائية خالدة، لا تزال تعيش بيننا، تلك الالحان التي اثرت الساحة، ورسخت في الاذهان لعذوبتها، ولتميزها. وراء هذه الالحان اسماء بارزة من الفنانين الاوائل الذين كان لهم سبق البدايات والتميز، وكان لهم ايضا دورهم في وضع بصمة مهمة للاغنية الكويتية على المستوى الخليجي والعربي.

يعد المطرب والملحن الراحل محمود الكويتي احد اهم اهرامات الاغنية الكويتية ورائدا من الرواد الذين صنعوا مجد الاغنية الطربية في الكويت. واعماله الغنائية والحانه المميزة تعد بصمة مميزة على جبين الاغنية في الكويت.
بداية
لم تتفق المصادر على تحديد تاريخ معين لولادة هذا المطرب الا ان اغلب هذه المصادر تحدد مطلع عام 1901 موعدا لميلاده.
عشق الغناء الاصيل منذ طفولته وكان يتردد على بعض الاماكن التي تقدم طربا اصيلا حيث تتلمذ على يد عدد من اهم المطربين في ذلك الوقت. ومن هؤلاء ابراهيم بن يعقوب، وخالد البكر وشقيقه يوسف البكر. وكانت تلك اهم مدرسة لصقل موهبة محمود الكويتي الذي تشرب بعشق الغناء الاصيل لاسيما الاصوات التي كان يقدمها يوسف وخالد اللذان حفظا تراث الرائد عبدالله الفرج.
في مطلع شبابه عمل الراحل محمود الكويتي نهاما على ظهر السفن وقد ساعده في ذلك صوته الشجي واسلوبه في الغناء، وفي تلك المرحلة زادت معارفه وسعة اطلاعه الفني، وبدأت ثقافته الفنية تتشكل شيئا فشيئا، حتى غدا مميزا.
علاقة
وبعد رحيل يوسف البكر وكبار المطربين آنذاك بدأ محمود الكويتي (الذي اجاد العزف على العود، وكشف عن موهبة التلحين) بمرافقة المطرب الكبير عبداللطيف الكويتي وحضر معه العديد من الحفلات، وسافر معه الى عدة دول وتلك تعد مرحلة مهمة في حياة محمود الكويتي.
وفي تلك المرحلة كان الفنان محمود الكويتي يحاول جاهدا التوفيق بين حبه للموسيقى والغناء ورغبة والده في العمل معه في دكان بيع التبغ، واستمرت هذه الحال لعدة سنوات.
وتعد رحلته الاولى الى القاهرة مع المطرب عبداللطيف الكويتي نقطة تحول مهمة في حياته اذ انه التقى هناك عددا من الاسماء البارزة في الغناء والتلحين مثل محمد عبدالوهاب، محمد القصبجي، ام كلثوم. وبدأ بعد ذلك رحلة التحلين مستفيدا من قدرته على العزف على آلة العود.
ألحان
في رحلته الاولى الى مصر سجل اربع اسطوانات قدم من خلالها عدة الحان ساهمت في شهرته. وفي رحلته الثانية مطلع الاربعينيات سجل عدة اسطوانات ايضا، وسافر ايضا الى الهند وسجل عدة اسطوانات، ولحن في تلك الفترة عدة اعمال غنائية اغلبها من الاصوات الشهيرة، ومن اشهر اغانيه التي غناها ولحنها اغنية «قومي ارفعي البوشية» التي حققت شهرة واسعة، وغناها بعده عدد من المطربين وايضا اغنية «يالله تجبر خاطر المكسور»، وسامرية «شقول ياهل الهوى شقول»، و«متى يا كرام الحي» وعدد كبير من الاعمال الغنائية الاخرى التي حققت نجاحا كبيرا ونالت شهرة واسعة وعشرات الاعمال الغنائية الاخرى سواء الاعمال التي غناها، أو الاعمال التي لحنها للمطربين من الكويت والدول العربية حيث لحن العديد من الاعمال الوطنية لمطربين عرب زاروا الكويت خلال احتفالات العيد الوطني.
وعندما افتتحت اذاعة الكويت مطلع الخمسينيات قدم اول اغنية على الهواء وكانت اغنية «البوشية» ثم قدم العديد من الاعمال الغنائية الاخرى اذ ان الراحل اجاد معظم الفنون الغنائية الطربية الاصيلة.
لحن خلال مسيرته لعدد من المطربين مثل غريد الشاطئ، حورية سامي، غازي العطار، راشد سلطان، حمدان الساحر وغيرهم.
جاوزت ألحانه التي قدمها لمطربين آخرين أو التي غناها اكثر من مائتي لحن في اغلب فنون الغناء.
وترك رصيدا هائلا من الالحان الجميلة التي ما زال كثيرون يرددونها لاسيما «متى يا كرام الحي» واغنية «البوشية» للشاعر الكبير فهد بورسلي وعددا آخر من الاعمال الغنائية.
وقد رحل المطرب والملحن محمود الكويتي في 16 يوليو 1982.