عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-07-2011, 12:09 PM
الصورة الرمزية bo3azeez
bo3azeez bo3azeez غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: ديرة بو سالم
المشاركات: 461
افتراضي

فاطمة حسين تختصر كل النساء إعلاميات من ذهب


إعداد: عبدالمحسن الشمري
شهدت فترة الستينيات من القرن الماضي نهضة كويتية شاملة في شتى مجالات الحياة، وكان للمرأة دور بارز في هذه النهضة إذ انخرطت في مختلف مناحي العمل، وكسرت القيود التي كانت تكبلها باسم التقاليد والعادات، ولم يكن مجال الإعلام مثل التلفزيون والإذاعة والفنون كالتمثيل بعيدا عن طموح الفتاة الكويتية، فقد اقتحمت تلك المجالات بقوة وشاركت جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في العمل، لم يكن ذلك وحسب، بل إن الكثيرات تميزن وأبدعن وتفوقن على الرجل، وفي هذه الزاوية اليومية ومن باب الوفاء لنساء الكويت الرائدات في الإعلام نتوقف يوميا لتسليط الضوء على إحدى المبدعات الاتي تحملن وزر المبادرة الأولى في العمل الإعلامي لاسيما التلفزيون أو الإذاعة.

هل يمكن أن يختصر تاريخ هذه السيدة في حلقة؟ من المؤكد أننا سنظلم فاطمة حسين عندما نخصص حلقة واحدة فقط للحديث عن ريادتها وانجازاتها ومواقفها وأفكارها ومبادئها وإسهاماتها على أكثر من صعيد، لذا فإن أي حديث عنها سيكون مختصرا جدا. ولن يفيها حقها، طموحها لا حدود له، ثقتها بنفسها قوية جدا، عصامية إلى درجة كبيرة في حياتها، تتعامل مع الآخرين بسلاسة وعفوية تامة.
وعي سياسي
في عام 1937 كانت ولادة فاطمة حسين في فريج «الجناعات» القناعات الذي يعتبر واحدا من أهم فرجان الكويت وأشهرها، ومن عائلة عريقة في جذورها وفي أصالتها، وقد نشأت في كنف أسرتها الواعية وتعلمت منها صفات الصدق والثقة والحرية وأجواء التحاور الصريح، فتكونت شخصيتها ونضجت أفكارها وتشكل وعيها مبكرا، وكانت من أوائل الكويتيات اللاتي أقبلن على العلم، فأنهت دراستها الثانوية في سن مبكرة، وكانت الخطوة الأهم في حياتها ذهابها مع مجموعة من الكويتيات إلى القاهرة لاستكمال الدراسة، وتلك الخطوة تعد من أهم العناصر التي شكلت ثقافتها وقناعاتها ووعيها السياسي وأبرزت أفكارها التنويرية.
وتعد فاطمة حسين من أوائل الكويتيات اللاتي قدن حركة التحرر في البلاد من العادات والتقاليد خاصة بعد أن تابعت حركات تحرر الفتاة العربية في أكثر من مكان، وهي خطوة ليس من السهل تقبلها في ذلك الوقت، لكن فاطمة حسين قادت الشعلة بثقة وقاومت كل من حاول أن يطفىء هذه الشعلة.
كانت المرحلة الأهم في حياتها بعد الزواج عندما سافرت مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 1961 بعد حصولها على ليسانس الصحافة من جامعة القاهرة في عام 1960، وهناك خطت خطوة مهمة في مشوارها الإعلامي عندما قدمت في ذلك الوقت برنامج «يوميات سيدة كويتية في نيويورك».
مطبخ فاطمة
المتابع لنشاط هذه السيدة في المجال الإعلامي والمهني لا بد أن يكتشف حجم الهم الذي كان يشغلها في قضايا المرأة وتحررها من قيود العادات، كانت تسعى ليكون للمرأة مكانتها الطبيعية في المجتمع، وأن تلعب دورا قياديا إلى جانب الرجل، في عام 1962 عينت مسؤولة برامج المرأة في الإذاعة وعملت بجد لتحقيق بعض طموحاتها لخدمة قضايا المرأة، لكنها لم تستمر في وظيفتها تلك إذ أنها انتقلت إلى وزارة الخارجية ثم قدمت استقالتها بعد فترة وجيزة.
في التلفزيون وجدت ضالتها وشعرت أنها قادرة على العطاء والتميز، وأشرفت على برامج المرأة لمدة جاوزت 15 عاما، قدمت خلالها خلاصة تجربتها، وساهمت إلى حد كبير بتقديم رؤيتها وأفكارها التحررية التي تخدم المرأة وقضاياها بعيدا عن التشنج والانفعال، وأوصلت رسالتها بأسلوب بسيط ومحبب إلى النساء.
ربما كثيرون يربطون بين هذه السيدة وبين برنامجها الشهير عن الطبخ الذي كانت تتناول فيه أشهر الأكلات الكويتية حتى أصبحت مضرب المثل، في حوار أجرته الزميلة نورا جنات في جريدة الوطن في عددها الصادر بتاريخ 24 سبتمبر 2007 تتحدث فاطمة حسين عن رحلتها مع الطبخ والوصفات التي كانت تقدمها والكتاب الذي أصدرته في هذا الخصوص، كشفت فيه عن سر اهتمامها بالطبخ حين قامت بترجمة وصفات وإعداد 6 أكلات كويتية إلى اللغة الإنكليزية لإحدى الجمعيات النسائية في أميركا، وتؤكد أن اهتمامها بالطبخات الكويتية نابع من عشقها للتراث الكويتي، وضرورة المحافظة عليه وتقديمه بصورة صحيحة للأجيال، وأيضا تقديمه للآخرين خاصة العرب الموجودين على ارض الكويت، هذا الإحساس بالمسؤولية إحدى الصفات التي تميز فاطمة حسين.
أراء صريحة
تتميز فاطمة حسين بآرائها الصريحة وقدرتها على المواجهة دون وجل أو خوف، ولم تتوان في يوم من الأيام من الكشف عن رأيها مهما كان معارضا للأغلبية أو الجو العام السائد، وهي شجاعة نادرة تحسب لها، عبرت عن آرائها سواء من خلال المقابلات التي كانت تجرى لها أو من خلال المقالات التي تنشرها في الصحف أو المجلات، أو من خلال الاعمال الأدبية التي تطرحها، وقد نشرت أفكارها وآراءها في عدة صحف منذ أوائل الستينات، كما أنها كتبت القصة، وكتبت مسلسلا دراميا بعنوان «بيت تسكنه سمرة» عرض قبل سنوات ونال نجاحا واضحا، ولها العديد من النصوص والأعمال الأدبية.
شجاعة امرأة
من الصعب أن نتجاهل بأي حال من الأحوال الدور النضالي لفاطمة حسين، فتلك المرأة التي قامت بثورة ضد التقاليد قبل أكثر من أربعين عاما، وخلعت عباءة التخلف والجهل لم تتوان في يوم من الأيام عن دورها النضالي، ولعل الدور الكبير الذي لعبته إبان الغزو العراقي لهو خير دليل على مدى إحساسها بالولاء والعشق اللامتناهي للكويت، فقد شاركت في أول تظاهرة ضد المحتل خرجت تندد بالعدوان، وتطالب برحيل المحتل وذلك في يوم 5 أغسطس 1990 أي بعد أقل من أسبوع فقط من دخول قوات صدام إلى الكويت، وكانت المظاهرة حديث وسائل الإعلام العالمية التي تحدثت عن شجاعة المرأة الكويتية، كما أصدرت نشرات سرية أثناء فترة الغزو الغاشم منذ الأسبوع الأول للاحتلال بلغ عددها 24 نشرة.
بقي القول ان فاطمة حسين تقلدت بعد التحرير عدة مناصب منها مديرة تحرير جريدة الوطن، ورئيسة تحرير مجلة سمرة، وأصدرت عدة كتب أدبية، تلك ملامح من سيرة إمرأة تختصر كل النساء..





مع زميلاتها أيام الدراسة فاطمة حسين
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت
*****************
فان تولوا فبالاشرار تنقاد
رد مع اقتباس