عرض مشاركة واحدة
  #189  
قديم 25-01-2012, 02:52 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

أنا مدينة العلم وعلي بابها
ذكر في الجزء الأول من الملتقطات حديث [أنا مدينة العلم وعلي بابها] قال ابن معين أنه كذب لا أصل له، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ووافقه الذهبي وغيره. وجاءنا كتاب من ميرزا علي الحائري يقول إن المؤلف نقل هذا الملتقط وسكت عنه وأرجو أن لا يكون سكوته عن رضا وتسليم. ثم قال إن هذا الحديث مسلم به عند الشيعة والسنة، ثم ذكر من رجال السنة الترمذي والبغوي في الصحاح [أنا دار الحكمة وعلي بابها] وعن مناقب الخوارزمي عن ابن عباس وخلاصة كلام الميرزا أن الحديث من المتواتر اللفظي ومن المشهورات.
وجوابنا على ذلك أننا نقلنا هذا الحديث عن كتاب (تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث) لعبد الرحمن بن علي الشيباني وأصله للسخاوي. وبعد اطلاعنا على كتاب الميرزا، راجعنا غير الكتاب الآنف الذكر فوجدنا ابن عساكر يقول أن الحديث مختلق، وقد ذكر في الأحاديث الموضوعة وزيفه الدار قطني وابن الجوازي والذهبي، وقال أيضا أنه منكر جدا سندا ومتنا. وسئل الإمام أحمد عنه فقال قبح الله أبا الصلت يعني واضع الحديث.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجزء الأول من الفتاوى في وجه 397 (وأما حديث أنا مدينة العلم) فأضعف وأوهى ولهذا يعد في الموضوعات المكذوبات وإن كان الترمذي قد رواه، والكذب يعرف من نفس متنه ولا يحتاج إلى النظر في إسناده فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم وعلي بابها لم يكن لهذه المدينة إلا باب الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ورواية واحد ولا يجوز أن يكون المبلغ عنه واحدا بل يجب أن يكون المبلغ عنه أهل التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ورواية الواحد لا تفيد العلم إلا مع قرائن، وتلك القرائن أما أن تكون منتفية وأما أن تكون خفية عن كثير من الناس أو أكثرهم فلا يحصل لهم العلم بالقرآن والسنة المتواترة، وذلك بخلاف النقل المتواتر الذي يحصل به العلم للخاص والعام. ثم قال إن جميع مدائن المسلمين بلغهم العلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير طريق على رضي الله عنه، فأما أهل مكة والمدينة فالأمر فيهم ظاهر وكذلك أهل الشام والبصرة فإنهم لم يكونوا يروون عن علي إلا شيئا قليلا، وإنما غالب علمه وفقهه كان في أهل الكوفة ومع هذا فقد نقلوا القرآن والسنة قبل أن يتولى عثمان فضلا عن خلافة علي. وكان أفقه أهل المدينة وأعلمهم تعلموا الدين في خلافة عمر وقبل ذلك لم يتعلم أحد منهم من علي شيئا. وقد أطال شيخ الإسلام في هذا الموضوع فراجعه.
والخلاصة أقول: إن رجال الحديث من أهل السنة والجماعة المعتمد عليهم قد زيفوا الحديث وللشيعة رأيهم في صحته ولا ننازعهم لأن الخلاف بين السنة والشيعة في الحديث لا يمكن الإتفاق عليه، والله أسأل أن يبعث للمسلمين رجالا أهل أفكار صحيحة سالمة من الخرافات والأغراض ويؤلفون بين الفريقين وما ذلك على الله بعزيز:
قال الشيخ محمد عبده في تفسير قوله تعالى {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره} قال لن ينقضي العالم حتى يتم ذلك الوعد ويأخذ بيد العلم ويتعاونا معا على تقويم العقل والوجدان) وله رحمه الله :
ولست أبالي أن يقال محمد أبل أم اكتظت عليه المآتم
ولكن دينا قد أردت صلاحه أحاذر أن تقضي عليه العمائم
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net