عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-09-2013, 04:18 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

النوري في مرابع الذكرى
شريف صالح - جريدة النهار

في مرابع الذكرى
سيرة
الكاتب: أنور عبدالله النوري
لا أدري لماذا تذكرت رائعة طه حسين «الأيام» وأنا أتصفح كتاب «في مرابع الذكرى» الذي يعد سيرة ذاتية لأحد رجالات المال والأعمال في الكويت هو الأستاذ أنور عبدالله النوري.
من الطبيعي أن يكتب عميد الأدب العربي عن سيرته كتابة فاتنة، تؤرخ لذاته بقدر ما تؤرخ لوطنه أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. لكن بساطة النوري ولغته الآسرة وعنايته بالتفاصيل، هي مفاجأة بكل المقاييس، كونه ليس أديباً محترفاً، بل يأتي أساساً من دنيا المال والأعمال حيث لا مجال للعواطف والشعر! وإن كان لولادته في بيت علم وأدب، وتتلمذه على يد والده الشيخ عبدالله النوري، أثر كبير في علاقته مع الأدب والكتابة.
إنها سيرة ثرية ليس فقط في تتبع أهم لحظات صاحبها، بل في رصد تاريخ النهضة والمدنية في الكويت منذ الأربعينات حتى الآن، بلا تزكية للنفس، أو تزييف للتاريخ، أو تعمية على الوقائع.. بل إن أجمل ما فيها تلك الصراحة الشفافة، ونقد المحب لوطنه.
فمثلا في وصفه لمجتمع الأربعينيات والخمسينيات يقول:» لقد كان المجتمع رغم تقليديته ومحافظته، ورغم سطوة العادات والتقاليد على استعداد لتقبل التغيير، وتقبل الأفكار الجديدة، وهو ما أخذ في التراجع ـ للأسف ـ مع الزمن. لذلك لم يكن غريباً أن يقيم أبي صداقات مع الأطباء الوافدين، وكان بعضهم على الديانة المسيحية، حتى أنهم كانوا يشاركوننا الإفطار في رمضان».
وفي موقف آخر يروي كيف لام ناظر المدرسة الشرقية المرحوم أحمد السقاف، التلميذ الشيخ سالم صباح السالم لأنه طلب من بعض رفاقه حمل حقيبته بنفسه، وطلب منه السقاف أن يحملها بنفسه. وفي اليوم التالي جاء والده المغفور له الشيخ صباح السالم، فتوقعوا أنه سيعرب عن غضبه واستيائه، لكنه جاء وشكر الناظر على الدرس الذي لقنه لنجله الشيخ سالم الصباح رحمه الله.
ويروي النوري عندما استعد للسفر إلى بريطانيا والنصائح التي تلقاها من والدته «بضرورة أن أغطي نفسي جيداً اتقاء البرد، والنوم مبكراً.. والحذر الشديد من تناول لحم الخنزير، وهو الأمر الذي كان على ما يبدو يؤرقها أكثر من أي شيء آخر، إيماناً منها بالموروث الشعبي من أن أكل الخنزير يفقد الرجل نخوته ومروءته ويسلبه الغيرة على أنثاه!»
وعن كيفية بدء علاقته بالسجائر والتي استمرت 43 عاماً حتى توقف عن التدخين عام 1999 يروي قائلاً: اشتريت بعض احتياجاتي من الملابس ومستلزمات السفر، وحولت بعض الروبيات إلى جنيهات استرلينية، واحتفظت ببعضها كمصروف.. ولأول مرة اشتريت عدداً من علب السجائر، رغم أنني حتى ذالك الوقت لم أكن أدخن، ولكن كان هناك إحساس بأنه حان الوقت بالنسبة لي، مع ما بلغته من عمر ومن مكانة كطالب جامعي، أن أدخن».
إنها سيرة رجل، وسيرة وطن.. جديرة بالقراءة.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس