[جون الكويت]

(نقد مقال: مآذن الكويت بين الأصالة والمعاصرة)

قبل تقويم ما ورد في المقال .. أشكر لكاتبه: الجمع المصوَّر للمنارات والمآذن الكويتية المتعددة في محل واحد يسهل للقراء الاطلاع على حالة التنوع المعماري في بيوت العبادة، كما يشكر له تحقيق السبق الإعلامي .. في التطرق للموضوع -جزاه الله خيرا- .

1/ حاول الكاتب أن يضع معايير جمالية لبناء المساجد ، دون الاستناد على محددات واضحة
فتردد معياره ما بين (الذوق الشخصي و الضابط الشرعي) وللأسف غاب الرصد الهندسي بالكامل ..عن تأريخ القضية

2/ يمكن استجلاء فكرة المقال من العنوان ؛ غير أن العنوان لا يسلم من النقد.
فالمقارنة بين الأصالة والمعاصرة عادة ما تستعمل بين القضايا المعنوية دون الحسيات .. فلا تليق هذه العنونة بالفن المعماري .
لذلك العنوان .. غير واضح ، ولعله يقصد: ما بين القديم والحديث! وهذا القصد مشكل أيضاً والسبب ..النقطة الثالثة:

3/ الكاتب بدأ الحديث عن العصور الاسلامية القديمة .. وأعرض عن مساجد الكويت الأثرية القديمة بالكلية ، وعندما شرع في حديثه عنها؛ انطلق ابتداءً من الستينات و السبعينات، فأين ذهبت الأصالة ؟
وما بال المساجد الكويتية الأولى ، لم يعرّج الكاتب على ذكرها ؟

4/ الصبغة المعمارية الواحدة في مساجد الكويت التي تطرق لها الكاتب .. ليست من الأصالة الكويتية !
لأنها من نمطية المشروع الحكومي (روتين) في تجديد جميع المساجد القديمة .. حيث استبدلت الدولة البنية الطينية للمساجد بأخرى استعمل فيها الأعمدة الخرسانية والمواد الاسمنتية.
وقد ابتدئ في ذلك المشروع قبل الستينات [60s كما ذكر الكاتب] بل من سنة 1952م حسبما ورد في سجلات دائرة الأوقاف. ومن أهم ما يميّز تلك المرحلة من التجديد العمراني .. رفع المنارات ومآذن المساجد لارتفاع أعلى من طولها الأساسي.
وعليه فلا يصح أن نعتبر عمارة مآذن الكويت في تلك الفترة .. ذات أصالة [كما يسميها المقال]

وهناك ملاحظات أبداها الكاتب ، واعتبرها شرعية دينية .. وأخرى شكلية جمالية، أرى أنها تتسع فيها أوجه النظر المتباينة.

تحياتي