عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-02-2008, 07:00 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

ربما يكون الاستاذ الفاضل سيف مرزوق الشملان هو اكثر من تابع هذه الشاعرة وذلك في كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» وقد ذكر ذلك في الجزء الاول في الصفحات (442، 443،444) وقد علق على من كتب في الجزيرة العربية عنها على انها شاعرة من البادية بدون الرجوع الى المصدر.
لكن هنا احب ان انقل ما اورده الاستاذ سيف وأضعه في حلقتين او عددين واعلق على ما كتب بذلك، يقول:
كانت في الكويت زمن الشيخ مبارك الصباح شاعرة شعبية معروفة هي المرحومة (موضي العبيدي). وتعتبر اول شاعرة عرفت في تاريخ الكويت. وهي شاعرة مجيدة. وكانت حياتها بائسة، فقدت ابنها الاول (عبد العزيز) في الغوص على اللؤلؤ حيث غرق في قاع البحر عندما كان يغوص اي (سني) وذلك حوالي عام (1313هـ 1895م) وابنها الثاني (محمد) قتل في معركة الصريف الشهيرة سنة (1318هـ 1901م) وكان في عنفوان شبابه وقالت فيه مرثية مؤثرة اشتهرت في الكويت ومطلعها:
قلت آه من علم لفا به اقرينيس
علم الخطا يا ليت محد درابه
علم لفابه مرس القلب تمريس
والنار شبت بالضمير التهابه
في حوالي عام 1313 هـ ـ 1895م كان ابنها عبد العزيز في الغوص مع النوخذة (يوسف الفهد) وكان عبد العزيز غيصاً. وكانت تخشى عليه من البحر. ولكن ماذا تفعل؟ وكانت قد خطبت له احدى الفتيات ليتزوجها بعد رجوعه من الغوص، ولكن القدر كان قاسيا عليها. فقد اختطف ابنها وهو في ريعان شبابه الغض. فبكته وحزنت عليه كثيراً. وقالت هذه القصيدة في رثائه تقول:
يا بو سعيد عزيل من ضاعت ارياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلي
يسهر طول الليل والنوم جافاه
في مرقده جنه بنار يملي
على وليف سمت الحال فرقاه
الطيب اللي للقرايب يهلي
مدري درادير ازرق الموج وداه
والا كلاه الحوت الحوت يا كبر غلي
يا ليتني دميت بالهير وياه
موج البر فوقي وفوقه يزلي
ليتني تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفه حقه وابي نصفهن لي
او ليتني حضرته يوم قربت مناياه
ما كان يا مشكاي بالقوع خلي
ويوسف خطف بشراع وأقفى وخلاه
وانا اموصيته على جبرتن لي
الله يسود وجه يوسف وجزواه
ما ذكر دمعي وسط حوشه يهلي
جتني هدومه بعد عينه مطواه
لا وفق الله محمل جابهن لي
ليته ورا سيلان والهند مرباه
وارجى اجيبه لي شراع امعلي
البندق اللي عندنا له امخباه
نقالها بعده لعله ايولي
صلاة ربي عد ما حل طرباه
واعداد ما سار القلم بالسجلي
قصيدة مؤثرة للغاية. وتصف كيف انها ذهبت الى بيت النوخذة يوسف الفهد توصيه خيرا بابنها قبيل السفر للغوص. وتتمنى ان تكون قد توفيت مع ابنها في البحر وتقاسمت الغرابيل «المصائب» معه الى آخر حديثها في هذا الصدد. كما انها ذكرت في قصيدتها بعض الالفاظ والتعابير البحرية مثل (درادير «تيارات البحر» ـ دميت «نزلت في قاع البحر» ـ خطف «رفع الشراع» ـ الشراع ـ جزواه «بحارته» محمل «السفينة»).
تشير الشاعرة في آخر القصيدة الى خطيبة ابنها بقولها:
(البندق اللي عندنا له امخباه) وصفتها بالبندقية المخبأة ليوم الحاجة اليها، وصفتها بهذا الوصف لعلو منزلتها. وانه لن يحملها غيره مطلقا اي لن تتزوج...
اكتفي بهذا ما ذكره الاستاذ يوسف حول قصة موضي العبيدي حتى اتفرغ بالتعليق على بعض الملاحظات التي اوردها الفاضل حول قصة ابنائها ويوسف الفهد وغرق ابنها وما تشير آخر القصيدة الى خطبة ابنها وكذلك اسم ابنها الذي فقد في الغوص هو يوسف لا عبد العزيز والى ان نلتقي في الحديث القادم بالتعليق على ما ذكرنا واكمل ما اورده الاستاذ سيف حول ملاحظات على من كتب عنها من ابناء الجزيرة.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"