عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-03-2013, 01:30 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

مكتبة «العروبة» تنتظر صحوة خالد بعد الحريق



خالد عبدالكريم جمعة


تم النشر في 2012/08/11 - القبس

حمزة عليان


■ فجأة برز اسم مكتبة دار العروبة مقروناً بالدكتور خالد عبدالكريم جمعة بسبب حريق أتلف حوالي 15000 كتاب من أصل أكثر من 20 ألف كتاب وخسائر مالية، مما جعل موضوع المكتبة وصاحبها حديث الإعلام والدواوين، لم يتوقف هاتف الدكتور خالد عن الرنين ليتحول الى «وجه في الأحداث».
■ مبادرة كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح بتعويض الخسائر التي لحقت بالمكتبة والإصرار على عودتها كما كانت من قبل وفتح أبوابها للجمهور، فهي تبقى معلماً ثقافياً ومركزا من مراكز النشر وعرض الكتب ذات القيمة الأدبية والفلسفية والتراثية.
■ أحد محبي مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع ربط تاريخ المكتبة بوجود صاحبها الدكتور خالد عبدالكريم جمعة الميعان أحد البارزين في شؤون الصرف والنحو والمتخصصين في تحقيق التراث لا سيما انه يملك مكتبة خاصة في منزله يقرب عمرها من نصف قرن كما يقول عنها الدكتور البحبلي.

■ يشترك الدكتور خالد مع الكثير من أصحاب دور النشر والمكتبات بالإقرار في التقصير الذي تتحمله المؤسسات الرسمية في الدولة بدعم المكتبات والكتاب، فمن الممكن ان ترى الوزراء يزورون الاسطبلات والهجن ولا تجدهم في المكتبات، لأنها ليست مكانا شعبيا على حد تعبيره، في حوار له مع جريدة «سبر» الالكترونية لأن الثقافة تبقى خارج اهتماماتهم.

■ قصة الدكتور خالد مع المكتبة تبدأ منذ عام 1979 في شارع ابن خلدون في حولي، ثم الانتقال الى منطقة النقرة في شارع قتيبة عام 1993، فقد أخذت خطا يتماشى مع توجهات صاحبها بحيث كانت تنشر وتوزع الكتب ذات الصبغة التنويرية، ولذلك اقتصر زبائنها على شريحة معينة من القراء، وإن اضطر إلى أن يبيع بيته بمبلغ 20 ألف دينار ليحصل على المقر الجديد بعد إقفال شارع ابن خلدون، كما جاء في حواره الجريء والمباشر مع صحيفة «سبر» الإلكترونية.

■ شخص يؤمن بخدمة الثقافة، تفرغ للمكتبة وصرف من ماله وجيبه الخاص لدعم المكتبة والكتاب الذي يحرص على توفيره وبأنواعه الأدبية والعلمية والاجتماعية، والواقع أن حال الكتاب والمتعاملين معه من نشر وتوزيع وبيع لا يبشر بالخير، فقد تعرّض عدد من أصحاب النشر والمكتبات إلى نكسات عسيرة، منهم من توقف ومنهم من باع ومنهم من صمد، لكنه يشكو من صعوبة الاستمرار.

■ أعفي عام 2002 من كونه مستشارا لإدارة التراث في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهو الشخصية الملمة بالكتب والمراجع ذات القيمة التاريخية، وصاحب المعرفة والاطلاع الكبيرين، كما وصفته الزميلة أفراح فهد في صحيفة «أوان» عام 2008 في معرض تقريرها عن «أمراض المجلس الوطني»، فبعد تكليفه بالإشراف على إصدار الأجزاء العشرة المتبقية من معجم «تاج العروس من جواهر القاموس» للزبيدي مع مجموعة من العاملين في مراقبة التراث، تم إنجاز هذا العمل خلال 3 سنوات كوفئ بالاستغناء عنه في كتاب من 3 أسطر، ومن يومها لم يصدر المجلس الوطني أي كتاب عن التراث.. على حد تعبيره.

■ يولي اهمية كبيرة للتراث العربي والالتفات إليه وإعادة إحياء دور الكويت في نشر كتب التراث، خاصة الموسوعية منها، والتي تحتاج إلى الدعم الحكومي، فمازال الكثير من كنوز التراث مهملا ويحتاج الى الحفاظ عليه وإعادة نشره ودعمه من الدولة التي تصرف على الأغنام والبعارين أكثر بكثير مما تصرفه على الكتاب والثقافة والتراث.

■ من واقع تجربته في عالم النشر يعتبر أن الدولة مقصّرة في دعم الكتاب، خاصة في معرض الكتاب السنوي، فهي من جانب تتشدد في موضوع الرقابة وتخضع «للإرهاب الديني» وتساهم في إضعاف الترويج للكتب النافعة، ومن جانب آخر ترفع الرسوم على أجنحة دور النشر لتجتبي منها عوائد مادية بدلا من إعفائها أو حتى تخفيض الرسوم عليها.

■ اختبر جيداً حالة الرقابة على الكتاب، بكونه كان أحد أعضاء لجنة الرقابة على المطبوعات، ويعرض معاناة أصحاب الفكر ودور النشر جراء تلك العقلية التي تمارس دور الرقيب، وفي عام 2000 نشرت الصحف قصة الخلاف الذي وقع بينه وبين أحد المشاركين والمسؤولين في لجنة الرقابة عندما طالب بإجازة كتاب، في الوقت الذي تمسك بمنعه ذاك المسؤول أيام معرض الكتاب الخامس والعشرين، وكاد اجتماع اللجنة ينفرط بعد ان منعت 16 كتاباً وسمحت بتداول خمسة كتب من تلك التي عرضت عليها.

■ رأى من موقعه كناشر وصاحب مكتبة أن القارئ العادي هو من تأثر بالإنترنت وليس طبقة المثقفين، فحجم الكتب المبيعة يدل على هذا الاستنتاج من وجهة نظره، وهو أن ميل القراء إلى الإنترنت انعكس سلباً على قراءة الكتب.

■ كان ضمن قائمة التجديد التي خاضت انتخابات رابطة الأدباء عام 2011، الذين قدموا استقالاتهم مع السادة وليد الرجيب وجميلة السيد علي من عضوية مجلس الإدارة، علماً انه من أعضاء الرابطة القدامى، وذلك بسبب مخالفات لائحية ونقابية ثم تعدادها في كتاب الاستقالة.

■ من أصحاب المكتبات الخاصة في منازلهم، امتلك مكتبة تحتوي على كتب التراث العربي والتاريخ والسير واللغة وعلومها والأدب، يبلغ تعدادها حوالي 10 آلاف عنوان و7000 مجلد بدأ في اقتنائها منذ سنة 1957 عندما كان طالباً في الصف الأول المتوسط والقراءة كانت بالنسبة إليه في تلك المرحلة وسيلة من وسائل التسلية، لديه كتب نادرة منها «شرح لامية العرب» للزمخشري وشرح ديوان المتنبي لليازجي.

■ رافق الكتاب منذ صغره، وله معه ذكريات جميلة، ففي أواخر الخمسينات «كنت أجمع في كل يوم ما يساوي آنتين، لتصبح في نهاية الأسبوع في حدود ثلاثة أرباع الروبية، وكنت أذهب إلى مكتبة في «الدهلة» اسمها مكتبة الطالب، وأشتري منها إما مجلة سمير وإما مغامرات طرزان، وبعدها بدأت أقتني أشياء أخرى مثل كتب المنفلوطي وكتب يوسف السباعي وكتب المازني، حيث بدأت تدريجياً في قراءة الكتب الأدبية، وأذكر أن أساتذة اللغة العربية في ذلك الوقت كانوا يشجعوننا على القراءة ويختارون لنا من مكتبة المدرسة بعض الكتب لنقرأها. وأول كتاب ضخم دخل مكتبتي كان معجم الآباء، اشتريته سنة 1961 من الإسكندرية بثلاثة جنيهات والكتاب في 20 جزءاً».

■ بصفته عضوا في هيئة التدريس، وباعتباره رئيساً لجمعية أعضاء هيئة التدريس، شعر بمسؤولية تجاه الجامعة التي تعرضت للتدمير والنهب المنظم، ولم يبق منها إلا مبانيها الخاوية.. يومها كتب مقالاً بعد التحرير في «الوطن» بعنوان «من هموم الجامعة» أوضح فيه أن: الجماعة مازالوا يديرون الجامعة على طريق «الشلل» المعروفة التي أضاعت البلد وأوصلت ومؤسساتها إلى ما وصلت إليه من تخلف وضياع.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس