[barsha]

دفاعاً عن تاريخ الكويت.. هبوا نياماً!
كتب سعود محمد العصفور :


هون أبرك ما يهون
خلنا يا خوي بدون
تاريخنا وين يكون
أرض ثراها سنون
كيفما تكون الحال، فإن للأوطان تواريخها التي حق للجميع احترامها، لكننا في وطننا الحبيب ابتلينا بمن اعتلوا مناصب في مراكز بحثية أثرية وأغفلوا الحفاظ على ما تبقى من الآثار غيبت بفعل زحف المباني المدنية وأصبحت طي النسيان.
وبديهي أن من تغيب عن فكره خارطة المواقع الأثرية القديمة وأماكن التوطن الحضري لتاريخ الكويت يسعى دائماً عامداً أو جهالة منه إلى تبرير ضعفه وسوء تدبيره إلى ترديد مقالة ان سياسة الدولة هي جعل الكويت العاصمة على أحدث طراز عمراني أبراجاً وناطحات سحاب! وغاب عن فكره أن التوطن الأول والنشاط البحري كان في هذه الرقعة التي لا تزيد في مجملها عن بضعة كيلومترات، وأن في باطن تربتها سر التوطن وكنوز آثار تاريخ الكويت، وأزعم أن تلك الكنوز لو قدر لها أن تخرج على نسق علمي آثاري معتمد لأفرزت متحفاً فريداً يحفظ للأجيال تراث الرعيل الأول ممن ركبوا السفن الشراعية، بحثاً عن اللؤلؤ تارة، وجابوا البحار سفراً وتجارة تارة أخرى، فضلاً عما ينجم عن التنقيب من فوائد جمة تضيف الكثير من المعلومات الى تاريخ الكويت وتفك رموز غوامضه.
وعتبي على من هم على سُدة الأمر لهذا التضييع والتسويف في معالجة الأمور وتوجيهها إلى الوجهة المنشودة.
وليت الأمر يقف عند هؤلاء، بل يتعداه إلى قسم التاريخ بجامعة الكويت الذي ألغى مقرر الآثار من صحيفة التخرج من دون مسوغ عقلي، فهل يعقل ألا تدرس آثار بلد من البلدان، وتدرس آثار حضارات البلدان الأخرى؟!
جلست مع صديقي د. فهد الوهيبي - وهو شخص متخصص في هذا العلم - فقال لي بعبارة فيها كل الحسرة: هل تحب أن ترفع ضغط الدم عندي، فأنا وأنت معاً، وهم جميعاً معاً «كمن ينفخ في جربة مخزوقة!».
نحن نعيش زمن تسطيح الرؤى، ولا يسمع فيه الا لمن تغتر وتبختر، وأناخ الأباعر وترك فكره بها يسرح ويمرح، وطمح بعدها في شرب حليبها الصافي!
هذه صرخة شاكية باكية، أحببت أن تصل إلى من يروم رفعة الوطن، ويذود عن تاريخه المضيع بأيدي من تفننوا في تسويف كل أمر، وقنعوا بقول: «الهون أبرك ما يهون»!

د. سعود محمد العصفور
dr_al_asfour@hotmail.com

القبس 2 / 8 / 2010