عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 28-05-2010, 01:34 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

آه.. آه.. يا فقيد الكويت
كتب جارالله حسن الجارالله :

جلس أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الصحابة رضوان الله عليهم، فقال لهم: تمنوا. منهم من تمنى الجنة.. وآخر تمنى أن يكون مع الأنبياء والصديقين والشهداء.. وآخر تمنى مالاً، والآخر تمنى بساتين مملوءة من ثمار الدنيا، وآخر مئات من الأغنام .. إلخ، وبعد ان انتهوا، قالوا: وأنت يا أمير المؤمنين ماذا تتمنى؟ قال: أتمنى ملء هذه الغرفة رجالاً أمثال أبي عبيدة بن الجراح. وذلك لما له من خصال تندر ان تتواجد عند الآخرين. ونحن الآن في مجتمعنا في الوقت الحالي، ما هي أزمتنا؟ ماذا تعتقدون.. أزمتنا مالية.. اقتصادية.. أمنية.. الخ، لا بل أزمتنا أزمة رجال أمثال محمد أحمد الرشيد رحمه الله.
وأتمنى أن تكون الكويت كلها رجالا مثل الراحل العزيز.. رجل شهم.. عظيم السجايا والخصال، طبعا ليس في حاجة الى شهادة مني ولا من غيري، إذ ان أفعاله تشهد بذلك، ومن أنا أمام هذا الجبل الشامخ الكبير حتى أدلي بالشهادة له، رجل فيه الكرم والشهامة والمروءة والنخوة، نعم الخال والأب والعم والأخ والصديق الوفي، نعم الرجل الذي يعين و«يعون» عليه انه رجل المواقف ورجل «الفزعات» يحبه ويقدره كل من يعرفه. ديوانه وقلبه مفتوحان طوال الوقت، ومزرعته في سوريا (الزبداني) عندما يصيف هناك.. يتحول الى مضيف، ولا يتذمر ولا ينزعج أبدا من الداخل والخارج والجالس، بل يسعد ويسعد كلما تكاثر الناس، والراحل الحبيب فوق ذلك اشتهر بجملة من السجايا والخصال التي لا توجد الا في القلة والندرة من الرجال، وكيف لا يكون كذلك، وهو أخو الشيخ الجليل والعالم والمؤرخ والأديب والفارس المحارب في حرب الجهراء عبدالعزيز الرشيد، والمفاوض مع الشيخ سالم مبارك الصباح رحمه الله في القصر الحمر.
وفقيد الكويت يحفظ قصص الأولين والآخرين، وخاصة روايات وقصص أوه يا مال الغوص والبر ورجاله، وعادت بنا الأيام فوق السفينة مرة معنا الرحب ومرة علينا وما قط شكينا.
إذ يسرد عليك عشرات القصص التي تتحدث عن الكرم والشهامة والمروءة والشجاعة والأصالة والوفاء، وسائر السجايا والخصال التي اشتهر بها أهل الكويت.
مات «أبو أحمد» الرجل الذي يجمع الكل على محبته، مات ذلك الرجل الذي سيفتقده كثيرون.. مات خالي العزيز الذي يملك صدرا رحباً.. وأفقا واسعا لدرجة كبيرة، وهذا مؤشر على نظافة قلبه وصفاء سريرته.
إن جعبتي تحمل الشيء الكثير والكثير عن الفقيد الكبير رحمه الله، قصصا وحكايات وأحداثا وأياما كلها مملوءة بأشياء كثيرة، ولكن أين المساحات للحديث عنها؟
رحم الله الخال محمد أحمد الرشيد فقيد الكويت، وأسكنه فسيح جناته.
***
نقطة مضيئة:
أما الجانب الاجتماعي والإنساني وصلة الرحم والتواصل مع اخواته واخوانه وأقاربه فلم ينقطع طوال حياته، رغم مشاغله وكبر سنه.

جارالله حسن الجارالله

القبس -اليوم
رد مع اقتباس