عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 23-06-2009, 02:52 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

أمين عام رابطة الأدباء قال: إن التفاعل اللغوي مع الآخرين
ليس محواً للهوية بل .. ربما يمثل إضافة لها

د. خالد عبداللطيف رمضان: ليس أزمة.. اندثار اللهجة الكويتية، فنحن لم نعد بحاجة لمفرداتها،
ولابد لها من أن تنمو وتتغير لتواكب العصر

كتبت ولاء حافظ:
تتوافد الكلمات الدخيلة وتنسج نفسها، بل وتجد لها موقعا في اللهجة الكويتية مغيرة في شكلها ولفظها وربما في مقصدها، وقد يرى البعض ان ذلك نتاج طبيعي لتلاحم الثقافات وتبادلها،

والبعض قد يجد هذا خللا يتسلل الى اللهجة واصالتها فالاختلاف في الرأي لن يفسد للهوية قضية، كان ذلك المضمون الاقرب لرأي ضيف «ملف الاسبوع» أمين عام رابطة الأدباء في الكويت الدكتور خالد عبداللطيف رمضان الذي التقيناه وسألناه:

* ألا ترى ان اللهجة الكويتية تعد انعكاسا للهوية الكويتية؟
- اللهجة لأي مجتمع هي بلاشك تمثل هوية المجتمع، ومنذ زمن واللهجة الكويتية خليط متأثر بلهجات عديدة للمهاجرين والزائرين الذين يتوافدون على ارض الكويت سواء من الجزيرة العربية او من غيرها، فمن خلال تفاعل هذه الالسن تأثرت اللهجة الكويتية مع العلم انها لن تتوقف عند هذا الحد الذي وصلت اليه، فمع تطور الزمن سوف تتطور اللهجة الكويتية.

واضاف: من واكب اللهجة الكويتية منذ اكثر من 50 سنة الى يومنا هذا سيجد اختلافا كبيرا جدا لان هناك حركة بالمجتمع من مسافرين منه واليه ولذلك تدخل مفردات كثيرة على لهجتنا وتنسج مع مفردات المجتمع.

* ماذا عن المتذمر الذي لا يتقبل دخول بعض المفردات الجديدة في اللهجة الكويتية؟
- نعم بالفعل هناك من يتذمر خاصة من الجيل القديم عندما يستمع الى بعض المفردات الجديدة او حتى لطريقة نطق مختلفة لمفردات اللهجة او لمن «يكسر» اللهجة وتضيع معه اللهجة، ولكن اقول هذا امر طبيعي فاللهجة تتغير وتتطور مع مرور الزمن والانفتاح، وعلينا ان نذكر على سبيل المثال اللغة الانجليزية اليوم فهي ليست نفس لغة شكسبير ومن يرد أن يفهم لغة شكسبير القديمة فعليه ان يستعين بقاموس للغة الانجليزية القديمة؟

فهذه هي حال اللغات واللهجات ما عدا اللغة العربية فهي غنية وتصلح لكل زمان ومكان. فلا شك ان التواصل بين الاقطار العربية والاجنبية لا بد أن يؤثر فينا ونؤثر فيهم بدءا من اللهجة ولا يعني ذلك محو الهوية وانما قد يكون اضافة للهوية.

* اذا لماذا يعتبر البعض ان التغير في اللهجة الكويتية يصيب الهوية بتغير غير مقبول؟
- اللهجة الكويتية القديمة عبرت عن الهوية الكويتية القديمة، وها هي ايضا اللهجة الكويتية الجديدة تعبر بالتأكيد عن الهوية الجديدة وذلك لطبيعة الحال وتغير وتأثر الانسان بالثقافات المحيطة وطبيعة الحياة الجديدة التي تختلف ايضا عن الماضي، ولا يعني ذلك الانتقاص من قدر الهوية وانما تطور لها كغيرها من الأمور التي تتطور بمقتضى متغيرات الحياة فلماذا لا نقبلها؟!.

* من وجهة نظرك.. ما التأثيرات السلبية التي تنتقص من اللهجة الكويتية الاصيلة؟
- استخدام المفردات الاجنبية وكأنها جزء من اللهجة او اللغة؟ تلك الأمور مستفزة ولا يمكن ان تقبل كجزء من اللهجة، فالعربي عربي سواء بلسان كويتي أو مصري او سعودي او اي لهجة اخرى، وللاسف البعض من الجيل الجديد يستخدم بعض المفردات الاجنبية ليستعرض بها ثقافته أو يتفاخر بأن له اطلاع على اللغات الاخرى.

* ماذا عن دور الفن والدراما الكويتية في المحافظة على اللهجة الكويتية؟
- للاسف المسلسلات والدراما الكويتية غالبا ما تكون ذات لهجة «مستفزة» وغالبا غير معبرة عن اللهجة الكويتية، وبعض المسلسلات بها خليط من الممثلين من دول الخليج وبالتالي لا ينطقون اللهجة الكويتية الصحيحة والسليمة، لذلك نجد ردود الفعل عند المتلقي والمشاهدين «مشوشة» لانه للاسف قد تعرض تلك الدراما لهجة «كويتية مكسرة» تستفز الكبار وتعلم الصغار ان هذه هي اللهجة الكويتية، ولا يدرك القائمون على الدراما انهم بذلك الخلل الفني اللغوي يجرحون الاذن ويصنعون لهجة كويتية غريبة.

وتابع د. خالد عبداللطيف رمضان: يجب أن يراعي المخرج وصانعو الدراما الكويتية تقديم العمل الكويتي المتكامل الذي تُراعى فيه اللهجة الكويتية، وحتى اذا تطلب الامر اشتراك ممثل بحريني أو سعودي في العمل فعليه الالتزام باللهجة الكويتية ما دام العمل كويتياً، ولا يحاولون اقناع المشاهد بأن الشخصية كويتية الجنسية في وقت تأتي لهجتها «مكسرة» أو غير كويتية،

ولذلك فإن على كاتب النص والمخرج والممثل الالتزام بالشخصية بدءا من اللهجة والشكل والفحوى الدرامية، ولا مانع من ان يكون هناك من يستعينون به لتصحيح اللهجة وتوجيه الممثل، واعتقد ان العمل الفني الكويتي سيكتمل بذلك الامر، بالاضافة الى ان الرسالة الموجهة للمشاهدين ستكون مقنعة وغير مشوشة على الاقل للاجيال الجديدة.

* بعض الكتاب الكويتيين يضطرون لاصدار موسوعات ترصد اللهجة الكويتية بتغيراتها على نفقتهم الخاصة، في رأيك اين الدعم المفترض ان يوفر لهم؟
- ارى ان من يتحمس لبذل جهد مثل هذا من اجل رصد تغيرات اللهجة الكويتية او اثبات انها من اصل اللغة العربية، فعليه ان يتحمل اعباء هذا الجهد على نفقته، لانه في رأيي لم يضف جديدا، فاللهجات العربية جميعها تحت مظلة اللغة العربية ولسنا بحاجة لاثبات هذا، وانما قد يحتاج البعض لوجود بعض الموسوعات للهجات القديمة كمراجع لغوية لجهات مختلفة والجدير بالقول ان هناك جهات مختلفة تدعم الابداع باللغة العامية مثل ديوانية شعراء النبط وغيرها ممن يدعم الابداع الشعبي.

* الا ترى ان علينا تشجيع من يوثق المفردات الكويتية التي كادت ان تندثر؟
- ولماذا نحارب اندثارها فهذا هو الطبيعي وسوف تحتل محلها مفردات اخرى في المستقبل سوف تندثر ايضا.

واضاف: شخصيا لا اجد ان اندثار بعض المفردات يشكل ازمة لاننا لم نعد بحاجة لهذه المفردات ولن يلتفت لها احد الا بعض الدارسين او الباحثين اللغويين في نطاق ضيق ايضا، فنحن نخلق مفردات اخرى بموجب الحياة التي نعيشها وعلى سبيل المثل نجد ان اغلب المفردات كانت تستخدم لوجود بعض الادوات التي اصبحت لا حاجة لنا بها الان الا في التراث الكويتي وعلى اللوحات وبالتالي لم نعد نستخدمها لذلك افتقدنا مسمياتها في لهجتنا.

وعلى سبيل المثال «المرش» اداة كانت تستخدم في السابق واليوم لا وجود لها في بيوتنا وانما في تراثنا وبالتالي لا وجود لها في استخداماتنا اليومية.

واكمل ما اود ان اؤكد عليه ان اللهجة في الزمان القديم كانت مناسبة في ذاك الزمان ولا يمكن ان آتي بشخص آنذاك وأضعه في هذا الزمن واقول له تفاعل وتعامل وتواصل مع الاخرين «فلكل مقام مقال ولكل زمان آذان» ولهذا فان نمو اللهجة وتغيرها يواكب العصر حتى يستطيع اي انسان ان يواكب الحياة بتغيراتها ولست مع احياء كل ما هو قديم فاللهجة القديمة «عفا عليها الزمن».

* لماذا تفسر قدرة المواطن الكويتي على اكتساب وتعلم لهجات مختلفة بسهولة عن غيره من الجنسيات الأخرى؟
- هذا تاريخ قديم يعود سببه لان الكويتي كثير الاسفار ومنفتح منذ زمن قديم واعتاد لسانه على عدة لهجات واكتسبها حتى اصبحت مهارة متوارثة وكذلك طبيعة الحياة اكسبته هذه المهارة، وكذلك لا ننسى ان الاعلام له دور كبير في تغيير الثقافات وعرضها بشكل اوسع مما يجعل الاجيال تكسب مفردات كثيرة ليس فقط في الكويت بل في جميع الاقطار.

واختتم رئيس رابطة الادباء الكاتب الاديب خالد عبداللطيف رمضان كلامه قائلا لا ننكر ان لكل لهجة جمالها الخاص وقدرة الانسان على التقاط كل ما هو جميل لا يمكن ان نصفه بالعيب وانما هو اضافة لما عنده ولهذا يلتقط الكويتي اللهجات بسهولة فيحبها ويرددها ويتفاعل معها وهذا ليس عيبا.

تاريخ النشر 23/06/2009
يتبع
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ


التعديل الأخير تم بواسطة الأديب ; 25-06-2009 الساعة 11:39 PM.
رد مع اقتباس