عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-12-2008, 06:02 PM
Erudite Erudite غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 9
افتراضي موضوع نشر في جريدة "الأنباء" عن بدايات كرة القدم في الكويت

المرحوم / فهـد محـمد السـالم السـديراوي

جريدة "الانباء" تصحح تاريخ نشأة كرة القدم في الكويت

شريفة الحميـضي : زوجي فهـد السـديراوي ساعدني في خياطة القمصان


اعداد : غانم الشمري
في رمضان 2003 نشرنا على مدى 30 حلقة تقريرا كاملا حول نشأة كرة القدم في الكويت، و اعتمدنا في ذلك على كتاب (صفحات من تاريخ الكويت)، لمعديه ابراهيم شتلة و رجائي عبدالمجيد.
و قال المعدان في كتابهما أن ( السيد محمد السـالم السـديراوي و هو من كبار تجار الكويت يقيم في الهند بصفة شبة مستمرة، حيث كان يباشر شؤون تجارته، و يدير في الوقت نفسه أعمال الشيخ مبارك الصباح و كان شقيقه الأصغر فهد سالم السـديراوي، يزوره بين وقت و أخر، و ينزل في داره الكبيرة) انتهى.
و قد ذكرنا هذه الجملة في الحلقة الأولى من رمضان 2003 دون تغيير، و قبل نهاية الشهر الفضيل بأيام قليلة اتصلت قارئة تدعى مها البـرجس و أبدت شكرها حول ما كتب و قالت أن " فهد السـديراوي هو جدها لكنه ليس شقيق محمد و إنما ابنه" حاولنا في ذلك الوقت تصحيح هذا الخطأ، و لكن لم يكن من السهل القيام بمثل هذا الأمر إلا قبل التأكد من المتصل، و التأكد من صحة ما ذكر، و أخذ الخبر من موطنه الصحيح، و لكن لم يتسن لنا ذلك وقتئذ لأن الشهر كان قد أزف.
و عندما بدأنا الإعداد لملف هذا الشهر الكريم حاولنا عبثا الوصول إلى القارئة مها لكي نعرف القصة كاملة و نعيد صياغة هذه القصة التاريخية. و كانت الصدفة وحدها الطريق إلى لمعرفة الحقيقة، حيث كان الخيط الذي أوصلنا إلى ذلك مدير عام البورصة السابق السيد عبدالله جاسم السـديراوي، فعندما اتصلنا به كانت المفاجأة عندما أخبرنا أن فهد السـديراوي هو عمه.
و هكذا بدأنا نتلمس أول خيوط الحقيقة، ثم أرشدنا إلى ابن عمه غـازي و هو ابن فهد السـديراوي الذي جلب كرة القدم إلى الكويت، و أخبرنا غـازي أن والدته السيدة شريفه يوسف الصالح الحميضي، التي خاطت أولى الفـانيلات لأول فريقين يمارسان الكرة في الكويت، ما زالت على قيد الحياة (أطال الله بعمرها) ، و من هنا بدأنا إعادة تصحيح هذا الخطأ التاريخي من خلال التحقيق التالي.

في البـداية قـال غـازي فـهد السـديراوي: "كان سـالم السـديراوي أحد تجار الكـويت المعروفين الذين يتاجرون و يقيمون في الـهند، إلا أنه توفي في الـهند بمرض الطاعون و هو ما زال شابا".
و أضاف: "كان لسـالم ولـدان محمـد و عبـدالله فأستلم ابنه البكر محمـد تجارتـه في الهنـد، و كان يتردد ما بينها و بين الكويت، حيث أقام في الهنـد منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره"، و قال عبـدالله السـديراوي أن الشيخ عبـدالله الجـابر فال ذات مـرة: "أول دبـلوماسي يمثل الكويت هو محمـد السالم السـديراوي".
و ذكـر: "هناك عـدد من التجار الكويتيين في ذلك الوقت الذين كانوا يمثلون الشيخ مبـارك في التجارة الخارجية، و هم أشبة بوكلاء تجاريين للكويت ووكلاء للشيخ مبـارك أيضا".
و أوضح: "تجارة سـالم تتمثل في بيع و شراء الخيول من الشام إلى الكويت و من ثم إلى الهنـد، فضلا عن تجارة الخشب و المواد الغذائية و الأقمشة من الهنـد إلى الكويت".
و قال مدير البورصة السابق عبـدالله جـاسم السـديراوي " و لأن محمـد السـديراوي كان يتردد ما بين الهنـد و الكويت فقـد قرر الإقامة الدائمة في بومباي لهذا أخذ أبناؤه: جـاسم و فهـد و سـالم معه ليتابعوا دراستهم هنـاك، و قد اتسعت تجارته بشكل كبير فضم إليها تجارة الأثاث حتى أصبح من أكبر التجار في الهنـد".
و عاد غـازي ليقول: "في الهنـد درس جـاسم و فهـد و سـالم و عبدالعزيز – الذي ولد فيما بعد في بومباي، و هناك مارسوا عددا من الألعاب الرياضية مثل الهـوكي و الكريكيـت و كـرة القـدم و السـلة". و أضاف: " قرر محمـد العـودة إلى الكويت في أوائل الثلاثينيات و الاستقرار فيها، فجلب فهـد معه عصا الهوكي و الكريكيت و كرة القدم من الهنـد".
و ذكر أنه بعد عودته قرر تشكيل النواة الأولى لأول فريقين يمارسون الكرة في الكويت، و ذلك في عام 1932 و كان معه في ذلك أخواه جـاسم و سـالم ، إضافه إلى بعض الأصدقاء.
و قال: "عندما جاء أبي و أعمامي بفكرة كرة القدم إلى الكويت كان ذلك بهدف إشغال وقت الفراغ و إدخال فكرة جديدة لم تكن موجودة في البلاد من قبل، خصوصا أن المجالات في الكويت حينئذ كانت محدودة، و بالتالي من الطبيعي أن تجد هذه الفكرة قبولا كبيرا لدى الشباب".
هذا ما قاله غـازي فهـد السـديراوي و عبـدالله جـاسم السـديراوي و هو ما سمعاه من أبويهما و نقلاه إلينا حسب ما تتسع الذاكرة، ثم كان لابد بعد ذلك من نقل الحوار إلى من عاشت أحداث تشكيل الفريق و عاشت تلك الظروف لحظة بلحظة. إنها السيدة شـريفة يوسف الحميضي زوجة المرحوم فهـد السـديراوي التي قرأنا لها عبارة من كتاب "صفحات من تاريخ الكويت الرياضي" و هي "كان شقيقه – أي محمـد – الأصغر فهـد سالم السـديراوي يزوره ببن وقت و آخر و ينزل في داره الكبيرة" فعلقت عليها قائلة: "هذا غير صحيح فهو ابنه و كان متواجدا معه بشكل دائم"
و تابعت: " عندما شرع فهـد في تكوين أول فريق لممارسة "الفوتبول" كما كانوا يسمونه، أعجبت الفكرة جميع أصدقائه فذهبوا إلى الشيخ أحـمد الجـابر الذي سمح لهم بممارستها في أرض بالقرب من قصر نايف. و كم كانت الفرحة كبيرة بالنسبة إليهم لأنهم سوف يقضون وقت فراغهم ب"الفوتبول" لتسليتهم.
و أوضحت: "كما أنني كنت فرحة بذلك خصوصا أنهم شباب و ليس لديهم ما يفعلونه في فراغهم، كما أنه عاد من الهنـد حيث كان يمارس جميع الألعاب لذا كان من الضروري أن يستمر في اللعب".
و أضافت: "عندما عاد من الهنـد، كان لديه صندوق كبير يضم العديد من أدوات الألعاب التي كان يمارسها هناك مثل عصا الهوكي و الكريكيت، و أيضا السلة و الفوتبول، و لكن عندما تركنا منزلنا في جبلة و انتقلنا إلى الشويخ لم نأخذ معنا الكثير من حاجياتنا و منها تلك الأدوات الرياضية التي تركناها هناك".
و أردفت شريفة الحميضي قائلة "عندما بدأ بتشكيل الفريقين ذهب إلى محل "بهاسين" و اشترى منه القماش و أعطاني إياه لخياطته و جلس إلى جانبي يساعدني و يوجهني حيث عملت ثلاثة أنواع من القمصان، الأول ابيض بوشاح احمر، و الآخر اخضر، و قد عملت الوشاح بعد أن وضعت صحنا على القميص لتكون الدائرة سليمة".
و ذكرت: "سعادتي كانت كبيرة عندما أنهيت خياطة القمصان و السورجي أي "الشورت" خصوصا انني ساساهم في رسم الفرحة على وجوههم".
و أشارت إلى انه في إحدى المباريات شرب السيد بـدر يوسف الـبدر والد المرحوم سـعود الـبدر- مختار منطقة الشويخ سابقا- ماء بارد أثناء المباراة مما أدى إلى وفاته، و هو يعتبر بذلك أول شهيد في الرياضة الكويتية فتوقف الشباب عن ممارسة الكرة، ثم عادوا إليها فيما بعد".
و لفتت إلى أن فهـد ابتعد عن الكرة فيما بعد و عاد إلى تجارته و اخذ يتنقل ما بين الكويت و الهند.

الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس