الموضوع: السعد (المنيفي)
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 10-03-2009, 10:34 PM
والنعم بالجميع والنعم بالجميع غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 6
افتراضي

وجدت هذا المقال الرائع عن شخصية رائعه من ابناء المنيفي رحمه الله

رموز الأخلاق.. ترحل

.ليس قطبا سياسيا ولا رمزا اجتماعيا ولا داعية دينيا ولا شخصية اقتصادية ولا نجما إعلاميا فقد ملأ هؤلاء الصحف والفضائيات فلا يحتاجون منا إلى تعريف، بل الذين يحتاجون إلى التعريف بكنوز مدفونة هم رموز الأخلاق، ورموز الصبر، ونجوم القيم، وإن كان أحدهم مواطنا بسيطا لا يملك الهالة الإعلامية والاجتماعية، ولعل مثله العديد في مجتمعنا الطيب، ولكن من يبرزهم للمجتمع كقدوة حسنة وهم لا يحبون الظهور ليكونوا أسوة حسنة للآخرين؟ هذا ما نحاول بين الفينة والأخرى القيام به عندما يرحل أحد رموز الأخلاق أمثال المرحوم أحمد سليمان السعد المنيفي. ولد عام 1942 لأسرة محافظة كريمة من عائلة المنيفي من بني زيد الكرام من قحطان العاربة التي نزحت قديما من جنوب الجزيرة إلى أنحائها الثلاثة: شمالا وشرقا وغربا، فكان نصيب هذه العائلة من الاستقرار في شقراء ثم الزلفي بشكل أساسي، ومن الزلفي إلى الكويت في منتصف القرن التاسع عشر تقريبا. أما التقى والعفاف والاستقامة فلن أتطرق إليها بالتفصيل حيث إن أخلاقه العالية كانت نتيجة لها أساسا. وأما تميز أخلاقه فقد تمثل في: - حسن تربيته لأبنائه الكرام. - عدم خوضه في غيبة أحد مهما يكن طيلة حياته. - صمته واستماعه وتعليقه حين يسأل فقط. - أمانته المنقطعة النظير. - صبره الشديد على الاذى حتى اذا اشتكى إحساسا بأي نوع من أنواع الألم يعلم السامع حينئذ أنه متألم فعلا. - احترام الكبير والصغير والغني والفقير في تواضع جم غير متكلف. - إيثاره لاهله وأبنائه الراحة وقلة القلق عليه، حيث لم يكن يخبرهم بألمه ويطلب منهم الانصراف إلى راحتهم بدلا من مرافقته النهارية والليلية في المستشفى، في المقابل فانه يشكر الممرضات والممرضين على واجبهم. ولا يفتأ.. يحاول تقليل إشغال أي أحد منهم ولا من أهله بقدر الإمكان، حتى وهو طريح الفراش قائلا: 'شجايبكم؟ روحوا ارتاحوا بارك الله فيكم'. منذ عشر سنوات وبعد عملية زراعة الكبد، يستهل شهر رمضان بالبكاء لعدم قدرته على الصيام جادا مشفقا على الأجر الفائت وإن كان معذورا مشكورا مأجورا. من جهة أخرى، لم ينس، رحمه الله أقارب له مازالوا في الزلفي فكان يتعهدهم بالدعم المادي والمعنوي والتعليمي والاجتماعي. كان حين يحضر مجلسا يذكرني بالحديث النبوي الذي ذكره الاتقياء الاحفياء الذين اذا حضروا لم يعرفوا، واذا غابوا لم يفتقدوا. وحين احس بدنو الاجل، وقبل دخوله في غيبوبة الوفاة باربعة ايام، جمع اهله وابناءه وبناته ليوصيهم فردا فردا، بكل من (وما) يحتاج التوصية، وطمأنهم انه ذاهب الى مكان طيب ان شاء الله. واني لأعتقد جازما ان بشارات الله تعالى للصالحين مثله تقطع بأنه ذاهب الى مكان طيب ان شاء الله. كيف لا وقد صلى عليه خلق كثير وذلك مظنة الاجابة ولو لدعوة رجل صالح واحد، فما بالنا بجمع غفير من اهل الصلاح البسطاء، وقد كان الطابور المصطف للتعزية لاهله اكبر من الطوابير الاخرى للجنائز السبع الاخرى مع جنازته بلا مقارنة، مع كامل التقدير لاصحابها، رحمهم الله، فضلا عن ان هذا الصف الطويل لمتلقي العزاء من اهله قد جمع كل اطراف العائلة صغيرها وكبيرها حتى بلغت قرابة بعضهم الدرجة الرابعة والخامسة من القرابة، ومع ذلك تقاطروا على تشييع جنازته لشعورهم بانهم ينتمون اليه أشد الانتماء. عزائي لأهله، ولأهل منطقة الروضة، ولاهل ادارة الارشيف في وزارة الدفاع التي كان مديرا لها حتى تقاعد، حيث كان للعاملين فيها نعم الاب والاخ والصديق. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي
رد مع اقتباس