عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24-07-2009, 01:12 PM
الصورة الرمزية بنت الزواوي
بنت الزواوي بنت الزواوي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: كويت
المشاركات: 209
افتراضي الكويت قديــما ...

نبذة سريعة عن التعليم في الكويت قديما

ورد في الموسوعة العربية العالمية " استمر التعليم في الكويت على طريقة الكتاتيب المعروفة في العالم العربيوالإسلامي حتى مطلع القرن العشرين. وتم افتتاح أول مدرسة نظامية في الكويت يوم 22ديسمبر عام 1911م، هي المدرسة المباركية التي أشرف التجار على إدارتها والصرف عليهامن تبرعاتهم. وفي عام 1921م تم إنشاء المدرسة الأحمدية وازدادت المدارس بعد ذلك. وتوجه الكويتيون نحو تعليم بناتهم أيضًا بدلاً من جعل التعليم مقصورًا على البنينفقط، فافتتحت أول مدرسة ابتدائية للبنات بالكويت عام 1938م. وفي العام الدراسي نفسهافتتحت أول فصول ثانوية للبنين.
ونتيجة للنهضة الاقتصادية العظيمة، تتابع فتح المدارس المختلفة للجنسين فأُنشئتدور المعلمين والمعلمات لتدريب معلمين ومعلمات من الكويت يقومون بالتعليم فيها. وقدقام بهذه المهمة عدد من المعلمين الوافدين من البلاد العربية وغيرها. واهتمت الدولةأيضًا بالتعليم المهني لأهميته القصوى، فأنشأت عددًا من المدارس المهنية التي يدرسفيها الطلاب أصول الحرف المختلفة. وإضافة إلى ذلك، ففي الكويت اهتمام شديد بتعليمالكبار، وجهود كبيرة لمحو الأمية عن كل أفراد الشعب الكويتي.
ولما أُنشئت جامعة الكويت عام 1966م فتحت المجال أمام الشباب في الكويت للدراساتالجامعية وفوق الجامعية. وكانت نواة هيئة التدريس فيها من غير الكويتيين. لكنهسرعان ما تأهل للتدريس رواد كويتيون ورائدات كويتيات بعد ابتعاثهم" (باختصار).
أما عن تعليم الفتاة فلقد " ارتبط تطور تعليم الفتاة بتطور حاجات المجتمع بعد تفتحه على المجتمعات الأخرى ومعرفته بدور المرأة في بناء المجتمع إذا كانت صالحة واعية لتربية جيل واع مؤمن تربية تكمل بها مهمة المدرسة. وظهر دعاة الإصلاح يوسف القناعي ومساعد بن السيد عبدالله الرفاعي وعبد العزيز الرشيد ينادون بضرورة تعليم المرأة في المجتمع مع ما لاقوه من معارضة بعض عناصره. وكان الرجل بذلك هو الذي طالب بتعليم المرأة بسبب جهلها أولا وعدم قدرتها على المطالبة بحقوقها آنذاك ثانيا.
شهدت الكويت في عام 1936م إنشاء مجلس المعارف ليشرف على التعليم كله وليصبح التعليم حكوميا مجانيا لكل راغب فيه.
وكان المجلس مؤلفا من اثنتي عشرة شخصية كويتية برئاسة الشيخ عبد الله الجابر الذي بدأ ورفاقه التنبه إلى ضرورة تعليم الفتاة وعقدوا الاجتماعات لبحث هذا الأمر وما يتوقعونه من ردود الفعل عليه في المجتمع ، وقرروا فتح أول مدرسة نظامية للبنات في العام الدراسي 37/1938م هي المدرسة الوسطى وهي قريبة من مدرسة المباركية للبنين.
وتعاقد المجلس مع أول مدرستين مؤهلتين للعمل في هذه المدرسة هما وصيفة عودة وشقيقتها رفقة عودة من فلسطين ، وعملت معهما مريم الصالح أول مدرسة كويتية في مدارس الحكومة ، وما أن أعلن المجلس عن فتح هذه المدرسة حتى ارتفع عدد المسجلات بها في نهاية العام من مائة طالبة إلى 140 فتاة. وفي العام نفسه افتتحت مدرسة الملاية بدرية العتيقي الخاصة ( والمعروفة باسم بنت مطرة ) واستمرت حتى عام 1950م وأدت دورا في تعليم الفتاة أهلها للتقدير والاحترام من المجتمع في حياتها وبعد مماتها. وما أن حل العام الدراسي 45/1946م حتى كان هناك أربع مدارس للبنات بعد افتتاح مدرسة الزهراء في العام نفسه وتعيين مريم الصالح مديرة لها" (موقع الديوان الأميري، باختصار) . ولدت مريم عبد الملك الصالح المبيض في الكويت وتنتمي إلى أسرة متعلمة وحريصة على تحصيل العلوم ولاسيما الشرعية.حصلت على شهادة تسمى دبلوم التربية النسوية، وكانت أول شهادة تحصل عليها الفتاة الكويتية[1].
لقد مرت الكويت في مرحلتين من النمو. المرحلة الأولى هي مرحلة الانفتاح الفكري وهي تبدأ من بدايات الكويت إلى الحرب العالمية الأولى والثانية هي مرحلة النضج وتبدأ من تدفق النفط حيث انتشرت المدارس وبدأت النهضة السريعة تأخذ طريقها في الحياة. لقد شهدت المرحلة الأولى انفتاحا كبيرا "بعد الجمود الذي أصاب الحياة الثقافية والفكرية في المجتمع الكويتي منذ بداياته وحتى الحرب العالمية الأولى. حيث وفد إلى الكويت العديد من رجال الفكر والأدب والعلم من العرب وظهرت المجالس الأدبية الديوانيات التي كانت بمثابة مركز للإشعاع الفكري . فكانت الديوانيات تتداول أحاديث الفقه والأدب والشعر وغيرها ودعم ذلك قيام التعليم الأهلي المنظم بجهود بعض وجهاء الكويت حيث تم إنشاء المدرسة المباركية في عام 1911م ثم تلتها ولادة الجمعية الخيرية ذات الطابع الثقافي والإنساني ـ عام 1913 وتم تأسيس المدرسة الأحمدية عام 1921م وصدرت أول مجلة كويتية عام 1928مباسم (مجلة الكويت للأستاذ المؤخ عبدالعزيز الرشيد).
وقد كان قيام الحركة الثقافية والفكرية بدعم مادي ومعنوي من وجهاء الكويت حيث تعد هذه الخطوات بمثابة الأساس الذي قام عليه التعليم الحديث في الكويت وظهرت كذلك الصحافة العربية والمحلية أيضا وأدت هذه العوامل مجتمعة إلى ظهور بدايات قوية لمرحلة اتسمت بالنضج في كافة جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية بالكويت" (موقع مجلس الأمة، 2004 م بتصرف يسير).

منهجية الدراسة الراهنة

قرر الباحثان دراسة تاريخ التعليم في الكويت من خلال دراسة الفكر التربوي عند يوسف بن عيسى القناعي وسيمر هذا البحث في مرحلتين وهما:
· (مرحلة الإعداد) وهي المرحلة الحالية التي تركز على قراءة مؤلفات القناعي واستخلاص مجموعة من الأفكار التربوية ثم نشرها على شبكة الإنترنت في موقعين (موقع بدر ملك وموقع لطيفة الكندري) وقد تم الانتهاء من هذه المرحلة بحمد الله تعالى.
· (مرحلة التنفيذ) وهي تحليل المضامين التربوية في دراسة مستقلة متخصصة.

القناعي في سطور
كَان َيوسف بن عيسى القناعي (1296 – 1393 = 1878 - 1973 م) ذَكِيّاً مُتَوَقِّد الذهن، مُصِيبَ الرَّأْي، مخلص العمل، باحثا عن الحق مؤسساً للخير.
يقول القناعي عن تربيته الأولى "نشأت في الكويت كما نشأ غيري من أبنائها في محيط عم الجمود واستحكمتفيه البدع والخرافات التي سترت الحق وقلبت الحقائق وكان لمؤلفات الإمامين الجليلين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومجلة المنار الغراء أكثر أثر في إنارة السبيل أمامي وإماطة الستار الذي أبصرت من خلفه الحق واضحاً فتغيرت بعده كل ما ألفته مما لا يتفق مع الدين في شيء".
· تلقى العلوم في الكويت والإحساء ومكة المكرمة على يد كبار رجال العلوم الشرعية واللغوية في تلك البلاد.
· عكف على تأسيس المدرسة المباركية -أول مدرسة نظامية في الكويت- وتطوع للعمل فيها مجاناً كناظر لها ومدرس فيها.
· ساهم في تأسيس المدرسة الأحمدية وتطوع للعمل فيها مجاناً كناظر لها ومدرس فيها.
· عمل في القضاء مجاناً عدة وهو قاضي التمييز في الكويت في المسائل المدنية والأحوال الشخصية، وكان يقوم بعمله في ديوانيته يريد بهذا العمل وجه الله سبحانه فلم يقبل أن يأخذ أجراً ماليا نظير عمله المرهق والحساس بجسامة المسئوليات.
· انتخب نائباً لرئيس أول مجلس شورى سنة 1921 في الكويت ثم نائباً لرئيس مجلس الشورى سنة 1938، وعين عضواً في مجلس إدارة البلدية وعضواً في مجلس إدارة المعارف. هذه المجالس من أسباب ترسيخ مفهوم الشورى والعمل البرلماني كتطبيق في دولة الكويت.
· توفي القناعي في عام 1973 م وكان تشيعه إلى مثواه في أضخم موكب شهدته الكويت حيث خرجت الكويت عن بكرة أبيها تشيع أستاذها الأول ورائدها الفذ الشيخ يوسف القناعي.
شيوخ القناعي وتلاميذه
درس القناعي على يد عدد من العلماء الأجلاء من مثل:
1. دخيل الجسار إذ درس على يده علوم القرآن وحفظه وقد فتح كتابه عام 1306 = 1888م (وزارة التربية، 2002 م،ج1، ص 38).
2. عبدالله خلف الدحيان حيث درس القناعي علي يده متن الأجرومية والفقه الحنبلي. وإذا كان الكثير من الناس رفضوا التجديد والمدارس العصرية في الكويت ووصفوا المدرسة الأحمدية بأنها المدرسة النصرانية (الحجي، 1993 م، ص 85، قسم الاجتماعيات، 1976 م، 54) فإن الدحيان ساند المدرسة ووقف مع القناعي "فكان أول خطيب افتتحها شاكرا القائمين على تأسيسها" (العجمي، 1994 م، ص 35). ولقد أطلق القناعي على شيخه الدحيان لقب "بحر العلوم" عندما رثاه في قصيدة من قصائده (العجمي، 1994 م، ص 344).
3. عبدالوهاب سيد يوسف الرفاعي حيث تعلم على يده علم الحساب والخط.
4. عبدالرحمن بن صالح آل عبدالقادر من علماء منطقة الإحساء.
تتلمذ على يد الشيخ القناعي ثلة من العلماء من مثل:
1. عبدالرحمن محمد الدوسري (1913 – 1979 م) درس عنده في المدرسة المباركيةوهو من أشهر دعاة المملكة العربية السعودية (بادحدح، 2004 م، العقيل، 2001 م، ص 433).
2. مرشد محمد السلمان (1907 – 1971 م) وهو صاحب أقدم مدرسة أهلية (1927 م) وهي مدرسة ملا مرشد (جمال، 2003 م، ص 406).
3. محمد محمد صالح التركيت (1904- 1989 م) الذي أصبح لاحقا أمين المكتبة الأهلية ثم مكتبة المعارف) الكندري ، 2004 م، تشجيع القراءة، ص 58، يوسف، 2002 م، ص 216). أخذ الشيخ محمد من الشيخ يوسف القناعي اللغة العربية والدين الإسلامي في ديوانيته (مليجي، 1974 م، ص 14).

مؤلفات القناعي
- المذكرة الفقهية في الأحكام الشرعية.
- صفحات من تاريخ الكويت.
- الملتقطات (صدر منها سبعة أجزاء).
الفكر التربوي الرائد عند القناعي
الرَّوْدُ لغة مصدر فعل الرائد وهو الشخص الذي يُرْسَلُ في التماس المكان المناسب للإقامة والسكن، والجمع رُوَّاد مثل زائر وزُوَّار وقولهم "يدخلون رُوَّاداً ويخرجون أَدلة" أي: يدخلون طالبين للعلم ملتمسين للحلم ويخرجون أَدلَّة هُداة للنَّاس، وأَصل كلمة الرائد هو "الذي يتقدّم القوم يُبْصِر لهم الكلأَ ومساقط الغيث" كما قال ابن منظور في كتابه المرموق لسان العرب. وقال الخليل بن أحمد في العين ومن أمثال العرب: "الرائدُ لا يكذِبُ أهلَه، يُضرَبُ مثلاً للّذي لا يكذب إذا حَدَّثَ" (ص 624).
والرائد في التربية هو الذي يسبق إلى سن سنن حسنة، وطرائق حميدة تخدم غايات وأهداف التربية والتعليم فينتفع منها الناس. والأوائل قلائل ولكن أثرهم عظيم، وذكرهم رفيع وهم طليعة تستحق الدراسة المتأنية المتخصصة من مثل القناعي لما له سابق إحسان في إنشاء المدارس وإرساء المعارف.
والفِكْرُ لغة هو إِعمالالخاطر في الشيء أما التربية فهي زيادة ونمو وإصلاح. ونقصد بالفكر التربوي كل ما ورثناه ووصل إلينا من اجتهادات قولية وفعلية وتقريرية من إنتاج البشر في زمننا هذا أو فيما مضى وله صلة بالإصلاح التربوي كمبادئ وأهداف وممارسات.
ساهم القناعي في إرساء أسس النهضة التعليمية في الكويت فيسمى المعلم الأول وهو أول من جمع بين تدريس العلوم الدينية والعصرية وشارك في تشييد المدارس الكبرى في الكويت كالمدرسة المباركية والأحمدية وقام بتشجيع وله دوره الكبير في تأسيس المكتبة الأهلية، ومجلس الشورى الأول، وبلدية الكويت وشارك في إرسال البعثات الطلابية للخارج، وكان سبقه العظيم في تعليم المرأة ونصرة قضايا والمطالبة بحقوقها ومهاجمة العادات السلبية التي تهمش من مكانتها.
الشيخ يوسف بن عيسى القناعي مرب قدير وهو واحد من أشهر الشخصيات التربوية الكويتية البصيرة ذات المجهود الإصلاحي الجاد بل إن شخصيته الإصلاحية هي الأكثر تأثيرا في مسيرة التعليم في الكويت خلال القرن الماضي. كان مفكرا ومربيا من الطراز الأول فأفكاره تشربت بالقيم الوطنية والعربية والإسلامية واستهدفت بناء الفرد والمجتمع، واتسمت بالسبق والصراحة والوضوح والتسامح كما أن تربيته التحررية تقوم على دعائم الواقعية والمرونة والسعة. إن مسيرتنا الكويتية المعاصرة هي ثمرة من ثمرات كفاح الأوائل وموروثاتهم الحضارية المضيئة. قام السابقون بدور كبير في إيقاظ العقل، وتجلية الحقائق، وإيجاد مسيرة مستنيرة، ومستقبلنا لن يفارق ماضينا بل يستضيء منه قدر المستطاع ويضيف إليه بالإبداع ولهذا فإن الدراسة التربوية المنظمة للفكر التربوي الوطني من الضرورات الملحة لبلورة خطاب إصلاحي معاصر أساسة الأصالة وروحه الحداثة.
وقد كان القناعي مصيبا في نظراته الثاقبة وكما قال أوس بن حجر:
الألْمَعِيّ الذِي يَظُنُّ بِكَ ال ظَّنَّ كأنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا

ان شاءالله يعجبكم الموضوع .. اختكم بنت الزواوي
رد مع اقتباس