الموضوع: الذكرى الأليمة
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 02-08-2013, 01:05 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

السفير الأمريكي: الغزو العراقي كان تحديا كبيرا للمجتمع الدولي


23 عاما مرت.. على الخميس الأسود




إعداد مركز معلومات الوطن– هشام البدري وحمد العازمي:
يصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية الأليمة للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في فجر الثاني من أغسطس من عام 1990 والذي استهدف كيان وسيادة الكويت محاولاً محوها من خارطة العالم وضمها الى العراق، الا ان ارادة الشعب الأبي والارادة الدولية تصدتا لكيد العدوان الصدامي وأرجعت الحق الكويتي بعد احتلال دام قرابة سبعة شهور.
ذكرى تذكرنا بجرح لم يندمل عنوانه الغدر والطغيان من نظام لم يراع حق الجيرة ولم تردعه قرابة النسب والدين والعروبة، ونسترجع معها أصعب مرحلة عاشها الكويتيون ابان الاحتلال الظالم الذي استمر سبعة أشهر أحدث فيها الجيش العراقي الغازي بدولة الكويت الشقيقة ما أحدثه المغول في زمان مضى.
ثلاثة وعشرون عاماً مرت وما زلنا نحمل في طيات النفس ذكريات أليمة، وأثراً لجرح غائر ما زال مرسوما على ظهر كل مواطن ومقيم على هذه الأرض.
تلك الذكرى تذكرنا بالمواقف البطولية للكويتيين خلال هذه الفترة العصيبة، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والتلاحم والفداء وحب وولاء الكويتيين لوطنهم وتلاحمهم ووحدتهم وعشقهم للحرية والكرامة واللحمة والألفة بين الشعب والأسرة الحاكمة، ونبذ الخلافات والتوحد في الأزمات والعمل التطوعي المبدع.
كما كانت البطولة الشعبية في المقاومة والصمود والتمسك بالأخلاق والدين والتوكل على الله والتضرع اليه في الأزمة احد أسباب النصر وتحرير الكويت من الاحتلال الغاشم.
لم تكن جريمة الاعتداء على تراب أرض الكويت وشعبها وليدة اللحظة أو المفاجأة، ولكنها نتاج مخزون كبير- ولمدة طويلة من الزمن- من الحسد والحقد ونكران الجميل، لبلد كان أول من مدَّ يد المساعدة للعراق قيادة وشعباً، وكان أكبر داعم سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، حيث تعددت اشكال الدعم هذه لتشمل أوجه الحياة كافة، بدءاً من الدعم المادي الهائل وانتهاءً بالدعم المعنوي الذي شهد به البعيد والقريب على السواء.
ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ان يقدم الطاغية المقبور على مثل هذه الخطوة، فقد كان وقع خبر اجتياح صدام لأراضي دولة الكويت كالصاعقة على العالم أجمع، اذ بدا كأنه قنبلة انفجرت فجأة بدون سابق انذار.
لقد ترك الغزو الآثم آثاراً اجتماعية ونفسية كبيرة على الشعب الكويتي تمثلت في الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي راح ضحيتها مئات من الشهداء والأسرى والمفقودين اضافة الى تدمير البنية التحتية للبلاد ونهب المؤسسات والمنشآت مما نجم عنها خسائر مادية كبيرة الى جانب احراق آبار البترول التي تركت أثرا في البيئة البرية والجوية والبحرية.

ادعاءات واهية وباطلة
وادّعت القيادة العراقية وقتها غزوها الغاشم للكويت بأسباب واهية لا تنطلي على احد، حيث كان ظاهرها تخليص الشعب الكويتي من قيادته بناء على طلبه!! ولا نعرف من أين اخترعوا هذا السبب ثم كان دور الاسطوانة المشروخة- التي ظل يرددها المقبور صدام وأسلافه منذ القدم كلما وطأت قدم أحد منهم قصر الرئاسة- وهي حق العراق التاريخي في أرض الكويت.
ثم كان الادعاء الثالث بأن الكويت تسحب النفط من حقل الرميلة بطريقة مخالفة للاتفاقية الموقعة بين البلدين لاستغلاله، وهو ما قدره العراقيون آنذاك بحوالي 2.4 مليار دولار.
ولكن ارادة الشعب الكويتي المؤمن بقضيته وعدالتها، المؤمن بحقه وتاريخه وقفت في وجه الطغاة واجبرتهم على احترامها، فاستشهد في سبيل الوطن شهداء بررة سيخلدهم التاريخ لتضحيتهم بأرواحهم في سبيل الكويت وعزتها.

الحق التاريخي
برر رأس الافعى صدام حسين عملية الغزو بالحق التاريخي للعراق في الكويت، ومع الساعات الاولى للغزو بادر عدد من المؤرخين العراقيين بطبع عدد من الكتب توظف وقائع التاريخ قسراً لمصلحة قرار الغزو، ومن هذه الكتب كتاب «الهوية العراقية للكويت» وكتاب «سقوط التجزئة وعودة قضاء الكويت الى العراق» من تأليف خمسة من المؤرخين واساتذة الجامعات العراقية من بينهم الامين العام لاتحاد المؤرخين العرب (العراقي الجنسية) انذاك حيث كانت بغداد تحتضن مقر هذا الاتحاد وتغدق عليه الكثير من الاموال.
بل قد سارع الامين العام للاتحاد باصدار بيان عن الاتحاد من طرف واحد يواكب عملية غزو الكويت مسجلا فيه «دون علم جمهرة المؤرخين العرب» ما تدعيه قيادة حزب الشيطان الحاكم في العراق آنذاك من حقوق تاريخية في الكويت.
ولقد اكدت الاحداث فيما بعد كيف ان اعداد مثل هذه الكتب التاريخية واحتضان بغداد لمقر اتحاد المؤرخين العرب واصدار بيان باسم الاتحاد كانت ادوات معدة سلفا لتوظيف التاريخ في خدمة الاهواء السياسية والتوسعية العراقية، لذا تصدى معظم المؤرخين العرب لعملية تزييف وقائع التاريخ لصالح التطلعات التوسعية لحزب البعث الحاكم في بغداد وهي ادعاءات ليس لها سند من التاريخ او الجغرافيا او الشرعية.

إدانة دولية
دان المجتمع الدولي تلك الجريمة الكبرى بحق الكويت وشعبها منذ الساعات الأولى للغزو الآثم، اذ تصدى مجلس الأمن الدولي لهذا العدوان بقرارات حاسمة بدءا من القرار رقم 660 الذي دان الغزو العراقي وطالبه بسحب قواته فورا من دون قيد أو شرط الى المواقع التي كانت توجد فيها في الأول من أغسطس ثم توالت القرارات الدولية تباعا لتضييق الخناق على هذا النظام الغاشم.
الكويت والأمم المتحدة
لقد كان لنجاح امير البلاد سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح منذ تسلمه لحقيبة وزارة الخارجية في العام 1963 في توثيق علاقات الكويت بالامم المتحدة ومنظماتها الفرعية وبدولها الاعضاء الدور الكبير في الوقفة الصلبة التي اتخذتها الامم المتحدة لمصلحة الكويت واستقلالها وسيادتها عندما تعرضت للعدوان العراقي الغادر.
كما كان تشكيل قوات التحالف لاكثر من 30 دولة من الدول الاعضاء ثمرة اضافية لهذه السياسة اذ جاءت المشاركة العملية في تحرير الكويت من حوالي خمس اعضاء المنظمة الدولية واكثر بمرتين من الدول الاعضاء في مجلس الامن وبست مرات من الدول الدائمة العضوية.

المقاومة الكويتية
عند بداية الغزو العراقي تحول اهل الكويت وشبابها على وجه الخصوص الى مجموعات تقاتل جيشا متمرساً على الحروب، وهم مجموعة من المجرمين لا يعرفون الرحمة ولا الانسانية، وقد تنوعت اعمال المقاومة من حمل السلاح وحتى وصلت العمليات اليومية الى 12 عملية غالبيتها تتم من خلال دوريات من مجموعة مسلحة تتحين الفرص وتقوم بهجمات سريعة على المدرعات والشاحنات الخاصة بالغزاة، ومنهم من عمل في المستوصفات ومنهم من قام بتوزيع الاغذية على المواطنين ومنهم جماعات قامت بعمليات مهمة كرفع وحرق النفايات.
ومن المجموعات القتالية: مجموعة 25 فبراير وقوة الكويت ومجموعة المسيلة والفهود والفردوس وكيفان والجابرية والرميثية... الخ، حيث قامت هذه المجموعات بتفتيت أرتال العدو وأربكت قياداته التي كانت تجهيزاتها الحربية على أعلى المستويات فألحقت به الذعر والخوف من وطنية شباب لا يهابون الموت، فقامت هذه المجموعات بمهاجمة أوكار المخابرات العراقية وقتل وخطف كبار الضباط العراقيين الذين اعتدوا على المواطنين الآمنين وقد وصلت بعض من هذه المجموعات الى بغداد والبصرة حيث قامت بتدمير جيش وآليات العدو وأفراده وتجمعاته.

جابر الخير.. والأمير الوالد
يستذكر الكويتيون بكل الفخر والاعتزاز الدور الكبير والبارز الذي قام به بطلا التحرير امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح والامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهما الله في استعادة البلاد وتحريرها من براثن الغزو العراقي الغاشم.
وتعددت جهود أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد- رحمه الله- ومساعيه ما بين حضور المؤتمرات والمحافل الدولية والمشاركة فيها ناقلا اليها خطاب الكويت الرسمي والشعبي والسعي بكل جهد لايصال الحقيقة وما يجري على ارض الكويت بكل امانة وصدق، كما قام- رحمه الله- بارسال الوفود والمبعوثين الكويتيين لايصال صوت الحق وعدالة قضية الكويت الى كل دول العالم.
وكانت بدايات مشاركة امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد في مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد في القاهرة في 19 اغسطس 1990 وحمّل خلاله في كلمته القادة العرب مسؤوليتهم التاريخية تجاه العمل الفوري لانهاء الاحتلال وعودة نظامها الشرعي اليها.ووجه الشيخ جابر الاحمد رحمه الله رسالة الى (المؤتمر الاسلامي العالمي) الذي عقد في مكة المكرمة في 10 سبتمبر شدد فيها على مبادئ الاسلام وركائز الايمان التي من اهمها الوقوف مع الحق ورفع الظلم وردع الفئة الباغية خاصة.
كما خاطب امير البلاد الراحل رحمه الله في 27 سبتمبر 1990 اكثر من 60 رئيس دولة و90 رئيس حكومة ووزيرا وسفيرا في الدورة الـ45 للجمعية العمومية للامم المتحدة في لحظة تاريخية لقي فيها جل تقدير اعضاء الجمعية.
وفي الاول من اكتوبر 1990 ترأس امير البلاد الراحل رحمه الله مؤتمر وزراء الخارجية لـ(منظمة المؤتمر الاسلامي) في دورته الخامسة التي عقدت في مدينة جدة بالسعودية واوضح في كلمة امام المؤتمر ان النظام العراقي البائد الذي يتشدق بحمل راية الاسلام هو ابعد الناس عنه فلقد خان وكذب واستحل العرض والدم والمال.
وفي 13 اكتوبر اقيمت اضخم تظاهرة كويتية سياسية منذ الاحتلال تمثلت في المؤتمر الشعبي الكويتي الموسع في جدة الذي جاء تحت شعار (التحرير.. شعارنا.. سبيلنا.. هدفنا)، وجه فيه الراحل الشيخ جابر الاحمد في كلمته رسالة تقدير واحترام الى اهل الكويت الصامدين لما يسطرونه من اروع ايات الصمود وأكد قائلا: «الواجب يحتم علينا جميعا في مؤتمرنا هذا ان نعقد العزم على التعاون اللامحدود لتحرير الوطن من دنس العدو فنحن اصحاب حق واصحاب قضية عادلة يرعاها الله بعنايته وتوفيقه»، وكان من بين اهم ما خرج به المؤتمر الرفض القاطع للاحتلال والتمسك بنظام الحكم وتجديد البيعة لامير البلاد رحمه الله.
وفي 10 ديسمبر 1990 ألقى امير البلاد الراحل كلمة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان احصى فيها الانتهاكات العراقية في الكويت كالاعدام دون محاكمة والقتل الجماعي للاطفال الخدج وعمليات القتل العشوائي.
وشارك الشيخ جابر الاحمد رحمه الله في 22 ديسمبر 1990 في القمة الـ11 لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في الدوحة تحت شعار (التحرير والتغيير) التي اكدت وقوف دول المجلس مع الكويت وتضامنها معها والتزامها بتنفيذ جميع قرارات مجلس الامن واعلان ان علاقات دول المجلس مع دول العالم المختلفة ستتأثر سلبا أو ايجابا بحسب مواقف تلك الدول من تنفيذ قرارات مجلس الأمن.
اما الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله فقد كان مقاتلا صلبا ومدافعا عنيدا عن الحق الكويتي عندما وقعت الكارثة، فقد بذل الشيخ سعد رحمه الله خلال فترة الاحتلال جهودا جبارة للدفاع عن الحق الكويتي في جولاته في الدول الشقيقة والصديقة وشرح قضية شعب الكويت العادلة ما كان لها الاثر الواضح في وقوف تلك الدول الى جانب الكويت.
كما كان لكلماته للشعب الكويتي اثناء محنة الاحتلال مردودها الايجابي في شحذ الهمم ورص الصفوف لدحر العدوان ورد كيد المعتدي.وتمثل تحرك الامير الوالد رحمه الله منذ اللحظات الاولى للعدوان باصراره على مغادرة امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الى السعودية لان وصول القوات العراقية الى امير البلاد ورمزها كان يعني انهيار الروح المعنوية لدى افراد الشعب.
وبإيمان بالله سبحانه وباتحاد دول العالم ووقوفها مع الحق الكويتي، عادت الكويت حرة مستقلة طاهرة من دنس الاحتلال، الا ان جروحا كثيرة تركت آثارها عالقة في كل معلم من معالم الكويت، وفي نفوس الكويتيين، فنحو 1344 شهيدا بين عسكريين ومدنيين قدموا أرواحهم من أجل تحرير البلاد، وأكثر من 1447 بئراً نفطية تم حرقها من قبل الطاغية المقبور صدام حسين قبيل اندحاره وجيشه وخروجه من الكويت، اضافة الى الدمار الذي أصاب كل أرجاء الدولة من شوارع ومبان، وما تركه الغزو من تلوث بيئي مازالت علاماته واضحة حتى اليوم.وكذلك ما تعرض له الشعب الكويتي من أسر وتعذيب.
وان كان للغزو من فوائد ودروس، فان فائدته الكبيرة تجلت في الوحدة الوطنية ورفض الاحتلال من قبل كل أطياف الشعب الكويتي الذي كان صفا واحدا ويدا واحدة، وكانوا كلهم للكويت، والدرس الذي يجب ان يعيه جميع الكويتيين ان قوتهم في وحدتهم وفي جمع كلمتهم لا في تفرقهم واختلافهم، وأن عليهم جميعا ان يحافظوا على الكويت، فبقاؤها بقاؤهم، وضياعها ضياعهم.

آثار الغزو
أما عن الكوارث التي خلفها الغزو العراقي فهي لا تعد ولا تحصى حيث قدرت الامم المتحدة خسائر واضرار الغزو العراقي على الكويت بما يفوق 23 مليار دولار، كما اكدت ان البنية التحتية في الكويت لم تعد صالحة، وان مرافق الكهرباء والاتصالات الهاتفية والنقل والمباني الحكومية والمؤسسات العامة والسجلات الرسمية والاجهزة قد دمرت تماماً.
اما قطاع النفط فقد دمر الغزاة قبل اندحارهم المؤسسات كافة واحرقوا حقول الانتاج الى حد لا يوصف، وقد اكدت الامم المتحدة في تقاريرها ان هذه المنشآت قد دمرت عن عمد وسبق اصرار وترصد ولم تدمر في معارك حربية، كما عمد الغزاة الى احراق اكثر من 700 بئر نفطية، وتأكد تخريب 747 بئراً وتراوحت كمية النفط المحترقة في تلك الآبار وحتى اطفاء آخر بئر ما بين مليونين و6 ملايين برميل نفط يومياً بقيمة اجمالية تصل الى نحو 90 مليون دولار.
كل ذلك فضلا عن الاضرار البيئية الخطيرة التي نجمت عن هذه الكارثة من تلوث للهواء وحجب لأشعة الشمس، وتكوين البحيرات النفطية وافساد البيئة البحرية بسبب تسرب كميات كبيرة من النفط في مياه البحر، كما خسر قطاع الصناعة حوالي %50 جراء عمليات التخريب التي تعرض لها وتجاوزت خسائر هذا القطاع عدة مليارات من الدولارات، وخسر قطاع التجارة خسائر فادحة بسبب النهب المنظم والمستمر لمخازن التجار والمؤسسات، وتفريغها من المواد والبضائع المستوردة المخصصة للبيع.
اما الخسائر التي سببت آلاماً اكبر وجروحاً لم تندمل حتى الآن فهي الخسائر البشرية التي ادمت القلوب وشهد على بشاعة وجرم مرتكبيها العالم كله، فقد بلغ عدد جرائم القتل التي ارتكبتها القوات العراقية ضد المدنيين في الكويت حوالي 556 حالة، تراوحت اسبابها بين اطلاق النار عمداً وعمليات تعذيب واعتداءات جسدية افضت الى الموت، والدهس بالسيارات عمداً في الشوارع وقد بلغت نسبة الشهداء المدنيين حوالي %43.2 ونسبة الشهداء العسكريين %32.3 الكويتيون منهم %66.6 وغير الكويتيين %26 موزعين على بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر ولبنان والاردن، وبلغت نسبة الاناث %12.7 ونسبة الذكور %87.3.
اما الحالات التي استشهدت بسبب الاعدام فقد بلغت %13 من اجمالي الحالات و%51.1 بطلق ناري وبسبب الالغام %4.5.
وقد كان جنود الطاغية يقومون بتلك الجرائم امام اهل الضحايا، حيث كان يتم قتل الرجال امام زوجاتهم وابنائهم في الشوارع دون ذنب اقترفوه، وسرقة ممتلكاتهم، وكانت هذه الجرائم تتم في عرض دموي بشع لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
واليوم يقف ابناء الكويت خلف القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح لتمضي سفينة الكويت نحو شاطئ الامان والاستقرار والازدهار.


حرق آبار النفط..جريمة كبرى لا تُنسى

كان النظام العراقي يعلم علم اليقين بأن القطاع النفطي هو شريان الحياة الاقتصادية في الكويت لذا فقد ركز على تدمير هذا القطاع بشتى السبل خاصة مع اقتراب تحرير الكويت في اواخر فبراير 1991، فمع بداية الاسبوع الاول للاحتلال قامت القوات العراقية بتلغيم آبار النفط الكويتية بقصد رد الخطر وصد اي هجوم معاكس قد تشنه قوات التحالف عليها، وعندما ايقن النظام من خروجه من الكويت ذليلا قامت القوات العراقية بتفجير آبار النفط في أواخر فبراير 1991، قبل انسحابه، حيث قامت القوات العراقية بتدمير ما يقارب 1073 بئراً نفطية، وذلك عن طريق تفجيرها مما أدى الى احتراق أكثر من 727 بئراً مسببة غيمة سوداء غطت سماء الكويت والدول المجاورة لها، بل ووصلت الى بعض دول الخليج العربي والدول المطلة على المحيط الهندي، مما أدى الى حصول مشاكل بيئية وتلوث في الجو العام. وبعد تحرير الكويت بدأت عملية اطفاء الآبار المشتعلة في مارس 1991 وتم اطفاء آخر بئر في 6 نوفمبر 1991.
وقد أدى حرق أكثر من 727 بئرا نفطية الى انبعاث كمية كبيرة من الغازات السامة والدخان على مدى ما يقارب من الثمانية أشهر.فقد وصل مدى الدخان المرئي الى مسافة 2000 كم عن الكويت ليصل الى الصين والهند شرقاً.كما ان السخام الناتج من حرائق الآبار قد تم رصده في هاواي واليابان.وقد تنبأت بعض الدراسات الى احتمال انخفاض درجات الحرارة بمقدار 100 درجة مئوية في مساحة دائرة نصف قطرها مئات الكيلومترات مركزها الكويت، وأدى هذا الانخفاض في درجات الحرارة الى تغيرات كبيرة في المناخ الجوي.
كما أدت الحرائق النفطية الى انبعاث العديد من المركبات السامة والمضرة بصحة الانسان، اشتملت على أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وكبريتيد الهيدروجين والكثير من المركبات الهيدروكربيونية.كما لوحظ اختلاف واضح في لون الدخان اذ كان شديد السواد في معظم الحالات نتيجة احتوائه على نسبة عالية من السخام (20 - %25 منه)، وكان يشوب الدخان اللون الأبيض في حالات قليلة نتيجة لبخار الماء واحتراق الأملاح ككلوريد الصوديوم وأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم.كما قدرت كمية الدخان الأسود الناتج عن النفط المحترق بحوالي 14-40 ألف طن يومياً، وكمية ثاني أكسيد الكربون المنطلق بمليوني طن أي ما يعادل 2% من النسبة العالمية لانتاج ثاني أكسيد الكربون.أما ثاني أكسيد الكبريت فان كميته وصلت الى 9.000 طن يومياً وحوالي 350 طنا من أكاسيد النيتروجين و250 طنا من غاز أول أكسيد الكربون.
انعكست هذه الزيادة الكبيرة في بث الملوثات على جودة الهواء في الكويت والمناطق المحيطة بها، حيث تم رصد ارتفاع كبير في تركيز الملوثات في محطات الرصد البيئية في الكويت.فقد بلغ تركيز الأوزون ما يقارب 1.000 مجم لكل متر مكعب أي ما يقارب 8 أضعاف الحد الأعلى المسموح به.كما تم رصد زيادة مشابهة في تركيز كل من ثاني أكسيد الكبريت (1.671 مجم/م3، الحد المسموح: 1.5 مجم/م3)، والرصاص (92.5 مجم/م3، الحد المسموح: 80 مجم/م3).كما لوحظ ارتفاع كبير في تركيز الجزيئات الدقيقة (3، 000 مجم/م3، الحد المسموح: 150 مجم/م3).

تلوث المياه
تعمد الجيش العراقي الغازي ضخ النفط في مياه الخليج العربي ابتداء من النصف الثاني من يناير 1991 اثر تصاعد وتيرة الغارات الجوية للقوات المتحالفة.فبدأ الضخ من خمس ناقلات نفطية كانت راسية أمام ميناء الأحمدي ومن بعض الآبار القريبة من الخليج بما يقدر بستة ملايين برميل.وفي ال 25 من يناير 1991 تم فتح صنابير ضخ النفط في ميناء الأحمدي ليزيد من حدة التلوث النفطي. فقدر معدل ضخ النفط في مياه الخليج ما يقارب 6000 برميل يومياً.نتيجة لذلك تشكلت ما يقارب 128 بقعة زيتية قبالة السواحل الكويتية والسعودية لتشكل أكبر حادثة انسكاب نفطي يشهدها العالم حيث بلغ طول البقعة حوالي 130 كم وقدر عرضها ب25 كم.ومما فاقم المشكلة هو التسرب النفطي من الخنادق الممتلئة بالنفط والتي حفرها الجيش العراقي الغاشم كخطوط دفاع لهم.
الآثار على الصحة العامة
كان لانتشار الدخان الكثيف في الكويت حاملاً المواد الهيدروكربونية والآروماتية والسخام الأثر الكبير على الصحة العامة، حيث رصدت الدراسات الاحصائية ارتفاع أعداد المراجعين في المستشفيات والعيادات العامة في الكويت، كما ارتفع عدد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.وازدادت بلاغات حالات الولادة المبكرة والاجهاض والعيوب الخلقية لدى حديثي الولادة مقارنة لما قبل عام 1990، كما وجدت الأبحاث ارتباط الأمطار النفطية والمواد سريعة التبخر بعدد من الأمراض كالطفح الجلدي ومشاكل في الذاكرة والصداع والخمول وضعف المناعة، كما أشارت الأبحاث الى وجود صلة بين المواد النفطية ومرض السرطان.
اطفاء الآبار
بدأت عملية الاطفاء يوم 11 مارس 1991 واحتفلت الكويت باطفاء اخر بئر في صباح يوم الاربعاء الموافق 6 نوفمبر 1991 تحت رعاية سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح وحضور سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمهما الله.

سفراء الدول العظمى يستذكرون اللحظات الأولى لـ «الغزو العراقي»

بعد ساعات من اجتياح قوات النظام العراقي البائد لحدود الكويت، بدأت ردود الافعال الدولية تتوالى بشكل سريع تجاه ذلك الغزو، حيث طالبت الكويت والولايات المتحدة الامريكية بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن من اجل استصدار قرار دولي تجاه العراق، ويعتبر قرار مجلس الامن الدولي رقم 660 الذي صدر في 2 اغسطس عام 1990 هو اول واهم خطوة دولية تتخذ اتجاه ادانة ذلك الغزو، وقد اصدر مجلس الامن خلال الاعوام مابين 2000/1990 ثلاثة وخمسين قراراً خاصاً بمايعرف فيما بعد بالحالة بين الكويت والعراق.
وبدات بعدها مواقف الدولة العظمى والصديقة لدولة الكويت تتضح شيئا فشيئا، والذي قابله تماسك ولحمة دول مجلس التعاون الخليجي اتجاه الوقوف مع الكويت وادانة وشجب العدوان العراقي، واستعداد اهل وحكومات الخليج لتقديم الغالي والنفيس وتقديم كل التضحيات لاعادة الحق لحكومة وشعب الكويت، في حين تعتبر بريطاينا اول دولة في العالم تعلن صراحة انها مستعدة لاخراج العراق من الكويت حتى لو استلزم ذلك العمل العسكري، ولعل كل الكويتيين يتذكرون كلمات رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر حين قالت «ان لم تتخذوا ايها العالم قراركم باعادة الكويت فنحن سنتصدى لذلك «، ويمثل الموقف البريطاني حجم العلاقة المميزة والتاريخية التي تربط الممكلة المتحدة بدولة الكويت والتي تعود جذورها الى اتفاقية الحماية الموقعة بين الشيخ مبارك والحكومة الانجليزية عام 1899.

الرئيس بوش
في حين اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش بعد عودته من كامب ديفيد الى البيت الابيض في 5 اغسطس في رده على سؤال احد الصحافيين عن موقف الولايات المتحدة من اللجوء لعمل عسكري بعد ان ادعى العراق انذاك بانه سحب قواته من الكويت بالقول «الخيارات كلها مفتوحة، وان العراق كذب للمرة الثانية واذا لم ينسحب على الرغم من اعلان الانسحاب من الكويت، ولهذا فان هناك جدية وتصميما من قبل الولايات المتحدة على انهاء هذا العدوان الذي لن يستمر.
الجماعة الاوروبية
من جهتها اصدرت ما يعرف انذاك الجماعة الاوروبية والتي تعرف حاليا بالاتحاد الاوروبي بيانها الاول في نفس يوم الغزو، وجاء بالبيان «ان الجماعة والدول الاعضاء فيها، تدين، بقوة، اللجوء الى العنف، من قِبل دولة، هي عضوة في الامم المتحدة، ضد الوحدة الاقليمية لدولة اخرى.ان هذا الامر يشكل انتهاكاً لميثاق الامم المتحدة، ووسيلة مرفوضة لتسوية الخلافات الدولية.وبالتالي، فانها تساند كليا القرار الذي اعتمده في نفس اليوم مجلس الامن».
وطالب البيان جميع الحكومات بادانة هذا اللجوء للقوة، الذي لا مبرر له، وبالعمل من اجْل الاعادة المبكرة للظروف، التي تؤدي الى مواصلة المفاوضات السلمية فورا، وعلى هذا الاساس، فانها تطالب بالانسحاب الفوري للقوات العراقية من الاراضي الكويتية.

قرارات أمية
وبالعودة الى القرارات الاممية، فقد اصدر مجلس الامن خلال الشهر الاول من الغزو 5 قرارات مهمة كانت بمنزلة الركيزة الاولية لعملية اعادة الشرعية للكويت وعدم الاعتراف بكل الاجراءات التي اتخذها العراق خلال هذه المدة، وتضم القرار 660 الذي اتخذ في جلسة رقم 2932 وباغلبية 14 صوتا مقابل لا شيء وعدم اشتراك اليمن في التصويت ان مجلس الامن يثير جزعه غزو القوات العسكرية العراقية للكويت، وان المجلس يقرر بوجد خرق للسلم والامن الدوليين فيما يتعلق بالغزو العراقي للكويت، وبموجب التصرف بالمادتين 39/40 من ميثاق الامم المتحدة، فان مجلس الامن يدين الغزو العراقي للكويت، ويطالب بان يسحب العراق جميع قواته فورا دون قيد او شرط الى مواقع التي كانت توجد فيها قبل 2 اغسطس 1990، كما يدعو العراق والكويت الى البدء فورا في مفاوضات مكثفة لحل خلافاتهما، ويؤيد جميع الجهود المبذولة في هذا الصدد وبوجه خاص جهود الجامعة العربية.
القرار 661
وبعدها باربعة ايام اصدر مجلس الامن الدولي القرار رقم 661 والذي جدد مجلس الامن من خلاله تاكيده على قرار 660 وتاكيده ايضا على حكومة الكويت الشرعية في المنفي، حيث تضمن القرار في فقرته الاولي ان مجلس الامن يساوره بالغ القلق ازاء عدم تنفيذ ذلك القرار، ولان غزو العراق للكويت لايزال مستمرا ويسبب المزيد من الخسائر في الارواح ومن الدمار المادي، وتصميما منه على انهاء غزو العراق للكويت واحتلاله له وعلي اعادة السيادة للكويت واستقلالها وسلامتها الاقليمية، في الوقت التي اعربت فيه حكومة الكويت الشرعية قد عن استعدادها للامتثال للقرار رقم 660.
وان مجلس الامن يضع في اعتباره المسؤوليات المؤكلة اليه بموجب ميثاق الامم المتحدة للحفاظ على السلم والامن الدوليين، وردا على الهجوم المسلح الذي قام به العراق ضد الكويت ووفقا للمادة 51 من الميثاق، والتصرف وفق الفصل السابع من الميثاق، يقرر مجلس الامن انه نتيجة عدم امتثال العراق للفقرة 2 من القرار 660 واغتصب سلطة الحكومة الشرعية في الكويت قرر اتخاذ التدابير الآتية لضمان امتثال العراق للفقرة 2 من القرار 660 واعادة السلطة الى الحكومة الشرعية وهي منع جميع الدول من استيراد اي من السلع والمنتوجات التي يكون مصدرها العراق او الكويت ومنع ايضا التصدير والشحن فرض الحظر الاقتصادي على العراق.

القرار 662
في حين، يعتبر القرار 662 الصادر بتاريخ 9 اغسطس ثاني اهم القرارات التي اصدرها مجلس الامن بعد القرار الاول رقم 660، وخصوصا ان اتى بعد اعلان العراق تشكيل ما كان يسمى بحكومة الكويت المؤقتة، حيث تضمت مقدمة القرار من ان مجلس الامن يثير بالغ جزعه اعلان العراق اندماجه التام والابدي مع الكويت ويطالب مرة اخري بان يسحب العراق فورا وبدون اي قيود او شرط جميع قواته الى المواقع التي كانت توجد فيها قبل 2 اغسطس، وان مجلس الامن مصمم على انهاء احتلال العراق للكويت واستعادة سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الاقليمية وصمم ايضاً على استعادة سلطة الحكومة الشرعية للكويت، وعليه يقرر مجلس الامن ان ضم العراق للكويت باي شكل من الاشكال وباية ذريعة كانت ليست له اية صلاحية قانونية ويعتبر لاغيا وباطلا، ويطلب مجلس الامن من جميع الدول والمنظمات الدولية والوكالات المختصة عدم الاعراف بذلك الضم والامتناع عن اتخاذ اي اجراء او الاقدام على اية معاملات قد تفسر انها اعتراف مباشر بالضم، ويطالب ايضاً بان يلغي العراق اجراءاته التي ادعي بها ضم الكويت.
القرار 664
وقبل نهاية شهر اغسطس اصدر مجلس الامن قرارين اخرين، حيث تضمن القرار رقم 664 مطالب العراق بخروج رعايا الدول الاخري من الكويت وضمان سلامتهم، في حين شجب القرار رقم 665 مايتعرض له المدنيون الكويتيون من اعتداء وفرض الحظر على السفن العراقية.
سفير المملكة المتحدة
من جانبه، استذكر سفير المملكة المتحدة فرانك بيكر الكلمات التي ادلت بها رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مدينة اسبن في ولاية كولورادو الامريكية في ثاني ايام الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت حين قالت «لقد انتهك العراق واستولي على اراضي هذا البلد الذي هو عضو كامل في الامم المتحدة وهذا امر غير مقبول تماما، وانه اذا سمحنا لمثل هذا الفعل بان يمر من دون حساب فان العديد من البلدان الصغيرة في العالم لن تشعر بعد اليوم بالامن والامان، معتبرا في الوقت نفسه كلمات تاتشر بمثابة الدليل الواضح على موقف بريطاني اتجاه الغزو، كما انه يمثل الاستجابة سريعة ومباشر للتعامل مع هذا العدوان السافر بجد وحزم.
وتابع في السياق نفسه: وبحلول ذلك الوقت اصبحت المملكة المتحدة تحت قيادة رئيس الوزراء الجديد السير جون ميجر، ولعبت فيما بعد بريطانيا دورا قياديا وفعالاً ومهما اتجاه التعامل مع هذه الحادثة وشاركت في التحالف الدولي الذي ادي في النهاية الى طرد صدام حسين من الكويت في شهر فبراير من عام 1991.
وقال: عندما سمعت خبر غزو صدام حسين لدولة الكويت في 2 اغسطس 1990 من خلال الخدمة العالمية للبي بي سي كنت انذاك في العاصمة الارجنتينية بوينس آرس، وكانت الفكرة الرئيسية والفورية التي تواردت في ذهني وخاطري هو ان مثل هذا العدوان السافر ضد دولة آخرى ذات سيادة لايمكن ولن يسمح لها بمرور الكرام ومن دون نزاع، ولهذا ومن خلال وقوفنا جنب الى جنب مع اصدقائنا الكويتيين تشاطرنا قلقهم وآلمهم الذي وجودوا انفسهم فيه في ظل احتلال عسكري غاشم وسافر من قبل قوات النظام العراقي البائد.
واضاف: في نفس الوقت علينا ان نستذكر اليوم الاحداث الرهيبة والشنيعة المتعلقة حول هذا الغزو والاحتلال لدولة الكويت من قبل صدام حسين، ويجب ان تذكر ونشيد بتضحية 47 من افراد البحرية الملكية البريطانية الشجعان الذين قتلوا وماتوا لضمان ان تعود الحرية الى اصدقائنا الكويتيين مرة آخرى، متنميا في الوقت نفسه ان تنعم الكويت دائما وابدا بالامن والامان والاستقرار.

السفيرة الفرنسية
من جهتها، اكدت السفيرة الفرنسية ندى يافي ان غزو الكويت كان بمثابة الصدمة الكبيرة التي هزت فرنسا بشكل خاص والعالم بشكل عام، معتبرة ان وصف ذلك الغزو يجب ان يكون غزوا صدامياً وليس عراقيا، لان ذلك الحدث لم يعان منه الكويتيون فقط بل العراقيين ايضا.
وتطرقت اليافي الى ذكريات ذلك الحدث حين كانت انذاك تعمل مترجمة لدى الرئيس الفرنسي السابق ميتران، حيث كانت هناك اجتماعات واتصالات مستمرة ودائمة بين الادارة الفرنسية مع كل اطراف في العالم، واكدت ان اهتمام الرئيس السابق ميتران اتجاه الغزو كان كبيرا جدا، وخصوصا ان موقف فرنسا المساند للحق الكويتي ودخولها بالحرب انطلق من خلال موقف باريس الثابت والداعم للقانون الدولي ولكل قرارات والمساعي التي تتم عبر الامم المتحدة لاخراج القوات العراقية من الكويت.
وقالت يافي: فرنسا كانت دائما تساند دولة الكويت في قضاياها المتعلقة بذلك الغزو، كما انها تحث بشكل مستمر العراق بضرورة الايفاء بكل التزاماته الدولية بموجب القرارات الاممية، واليوم نشعر بارتياح كبير للتطور الايجابي الذي طرا اخيرا على طبيعة العلاقات الكويتية – العراقية والتي ادت الى طوي صفحة الماضي.
واكدت يافي ان التقدم الذي جرى بين الكويت والعراق حلل كل القضايا العالقة والتي ادت الى خروج العراق من تحت البند السابع كان فضله يعود الى سمو امير البلاد والى القيادة السياسية في بغداد، واضافت ان حرص وسعي سموه الدؤوب على تخطي كل العقبات والامور بين البلدين ساهمت بشكل كبير وايجابي في طبيعة العلاقات بين البلدين، وخصوصا وان سموه حرص على حضور القمة العربية التي استضافتها بغداد، وكان رئيس الدولة الوحيد الذي حضر تلك القمة.
واضافت: بعد مرور ثلاث سنوات على تولي مهام سفيرة فرنسا في الكويت، ساغادر هذه الارض وانا احمل اعطر الذكريات وتجربة رائعة شعرت من خلالها اني اعيش في بلدي الثاني، وهو بلد مضياف ومنفتح فكريا وسياسا ومن افضل البلدان التي يشعر فيه كل الدبلوماسيين بالاهتمام من قبل كبار المسؤولين في الدولة، وشهادتي بالكويت ستظل مجروحة.


السفير الامريكي

من جانبه، قال سفير الولايات المتحدة الامريكية ماثيو تويلر انهم صدموا حين تلقوا خبر غزو القوات العراقية للاراضي في فجر يوم 1990/8/2، واضاف «عندما سمعنا بخبر الاجتياح العراقي للكويت وراينا معاناة الشعب الكويتي آنذاك، ادركنا ان هذا كان بمثابة تحد كبير للمجتمع الدولي «وتابع في السياق نفسه: افضل الحديث عن مدى التطور الحالي بين البلدين الجارين في العلاقات على كافة المستويات وعلينا ان ندع الحديث عن موضوع الغزو وراءنا ونتحدث حاليا عن مدى تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.
السفير الصيني
من جهته، اشار سفير جمهورية الصين الشعبية تسوي جيانتشون ان بلاده وقفت موقفا واضحاً وصريحاً اتجاه دولة الكويت ودعمها ابان فترة الاحتلال العراقي مع شجب وادانة ذلك العزو، مجددا تاكيده من ان الصين لم تدعم دولة الكويت أثناء الحرب فقط ولكن استمر هذا الدعم الى ما بعد فترة الحرب ايضا.
وقال: لقد ذهب بعض كبار القيادين الصينيين العراق انذاك لاقناع بغداد بسحب قواتها العسكرية من الكويت، كما اننا ساهمنا باقناع البلدين على ضرورة الانتهاء من مشكلة ترسيم الحدود بينهما التي انتهت الشهر الماضي مما اعاد العلاقات قوية بين البلدين.



http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=294993


__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس