[بنت النوخذه8]

الدهـــن العـــداني

في زمان مضى وانقضى يوم لم يكن هناك شركات للألبان ولم يكن هناك دهن نباتي كان اعتماد أهل جزيرة العرب بادية وحاضرة ومن ضمنهم اهل الكويت على منتوجات حيواناتهم فهذه الأنعام هي المصنع الطبيعي المورد لهم باللبن والإقـــط ( الجميد ) والزبد والسمن واللحم

ذكــــر الاستاذ غانم شاهين الغانم في كتابه ( الكويت والماضي العريق ) ان " من المناظر الحية التي رأيتها بالصفاة التي كانت في يوم من الايام لأبناء البادية معرضا لما تنتجه أغنامهم وأنعامهم شتى أنواع الألبان وعلى رأسها الدهن العداني ذو الرائحة العطرة لنقائه وحسن طبخته

واضاف ان هذا الدهن يشرف عليه مربو الاغنام المخلصون لمهنتهم "ومنهم قبيلة العوازم التي كانت مضاربهم ورعيهم بمنطقة العدان واليه ينتسب الدهن العداني لشهرة جودته فعندما يقبل بائع الدهن العداني وهو يركب جمله وخلفه الجمل الآخر وعليه ست او عشر قرب من الدهن يبدأ تجار الدهن والمستهلكون يتبعونه حتى يحط الرحال بالصفاة فيأخذون في مساومته على ما يحمل من الدهن وبعد المساومة المملة يبيع ما يملك بأغلى ثمن في السوق

والكويتيون عموما يقبلون على هذا الدهن من دون تردد وعندما تتم البيعة يشترط عليهم البائع ان الصميل ليس من البيعة فيوافق المشتري وهنا يفرغ الدهن بتنك صفيح ناصع البياض

ان الدهن (السمن) لا يحفظ في القربة أو الصميل لانهما غير محكمين بالنسبة للدهن ولو وضع بداخلهما فانه حتما سينضح ويتسرب فهما وعاءان مصنوعان من الجلد المدبوغ والمخروز ومصممان لحفظ الماء واللبن فقط

واضاف " يسمى اناء حفظ الدهن ب(النحو) وجمعه (نحاوي أو نحي)وبعضهم يسميه (الظرف) وجمعه ظروف ويقال ظرف الدهن او نحو الدهن وهو من المسميات العربية الفصيحة ". ويصنع النحو او الظرف من جلد الخروف الصغير فبعد سلخ الجلد يدبغ ويتمر بالدبس (التمر المذاب بالماء ) لمدة اسبوع ومن ثم يدبغ للمرة الثانية بقشر الرمان او الجفت او بثمر شجر الارطأ أو نبات الحرمل ولمدة اسبوع ثان


ومن أواني حفظ الدهن ( السمن ) قديما عند اهل البادية

(العـــكة) وجمعها عكك وعكاك وهي وعاء يصنع من جلد العنز الصغيرة او من جلد الضب يسمونها عكة ضبيه والعكة أصغر من النحو

قـــال " هناك وعاء خاص تحفظ به الزبدة فقط ويسمى (المكرش) ويتكون من كرش شاه أو عنز حيث تنظف الكرشة وتغسل بالماء للتخلص من فضلات الرعي ثم تملح من الداخل بالملح وبعد يوم كامل تغسل وتنظف من الملح ثم تتمر بمريس التمر ( تمر ممروس بالماء ) وبعد 24 ساعة تنظف من آثار التمر وتغسل جيدا ثم نأتي بالبهارات ( بعضهم يسمونها ابزار ) مسحونة ومخلوطة وتتكون من حبة حلوة وكمون وكزبرة وكركم ونصفها داخل الكرش لكي تعطي الزبد رائحة زكية وطعما لذيذا