منهج البحث:
البحث مكتبي وليس ميدانياً.
و سوف يكون مبنيا على حصر المصادر و المراجع التي تطرقت إلى موضوع البحث و بعد ذلك سوف يستخدم المنهج التحليلي للمقارنة بين الآراء المختلفة و توضيح نقاط القوة والضعف فيها مع الالتزام بإعطاء الأولية للمصادر القديمة على المراجع الحديثة.
المدخل: منطقة الكويت و الخليج العربي في القرنين السادس عشر و السابع عشر الميلاديين.
بما أن تاريخ نشأة الكويت الذي ورد في المصادر و المراجع التاريخية قد انحصر في القرنين الثامن عشر و السابع عشر. فإنه من المناسب التطرق إلى البيئة السياسية للمنطقة المحيطة بالكويت و هي الخليج العربي و شرق الجزيرة العربية في تلك الفترة.
كان إقليم شمال شرق الجزيرة العربية و ما زال يسمى إقليم الأحساء.
يوضح عبدالكريم المنيف الوهبي (10) أن العثمانيين سيطروا على الحسا اعتباراً من 1547م. و كان الإقليم قبل ذلك يتبع إمارة آل مقامس المنتفق الذين امتدت سيطرتهم عليه من البصرة
. و كانت سيطرة العثمانيين على الأحساء امتداداً لاحتلالهم البصرة سنة 1546م.
و بذلك أنهى العثمانيون التنازع الذي كان على شرق الجزيرة العربية بين شاه إيران الصفوي و البرتغاليين و الزعماء العرب المحليين.
و قام العثمانيون بتقسيم الأحساء إلى عدة ألوية منها لواء البادية الذي يرجح المنيف أن منطقة الكويت كانت تتبعه و حتى حدود البصرة. و كان آخر والي للعثمانيين على لواء البادية هو براك بن غرير الحميد زعيم بني خالد من سنة 1662 م ، قبل أن يستقل بحكم الأحساء سنة 1671 م و يخرج الحامية العثمانية منها. ثم توفي براك بن غرير سنة 1682 م.
ذكر أبو عبدالرحمن الظاهري(11) تسلسل حكم آل حميد كما يلي. و تولى بعد براك أخوه
محمد بن غرير حتى توفي 1691 م و كان كريم الطبع حسن السيرة.
تولى بعد ذلك حكم الإحساء سعدون بن محمد بن غرير حتى سنة 1722 م و نسج على منوال أبيه من حيث السيرة و نشر العدل. تولى بعده أخوه علي بن محمد بن غرير بعد أن تنازع الحكم مع بني أخيه سعدون، و استمر حكمه حتى 1731 م عندما قتله بنو أخيه و هما داحس و دجين.
ثم استلم الحكم سليمان بن محمد أخو الأخير حتى أبعد لسوء خلقه سنة 1752 م.
من المناسب أيضاً أن نشير إلى أن السيطرة البحرية في الخليج كانت مداولة بين البرتغاليين و الهولنديين و البريطانيين، بالإضافة إلى أساطيل السكان المحليين.
و يرد في بعض المراجع أن البرتغاليين كانوا يسيطرون على مسقط حتى طردهم منها الإمام العماني سلطان بن سيف سنة 1650 م. و ذلك امتداداً للثورة التي بدأها قبله الإمام ناصر بن مرشد سنة 1624 م (12).
و ذكر ذلك المرجع أن الإمام ناصر بعث رسلاً إلى بلدان الخليج لجمع التبرعات و العتاد للثورة و أنه حصل على أموال و سفينة من أهل القرين و هو الاسم القديم للكويت.
كما يذكر هذا المرجع أن وفداً من القرين ذهب لتهنئة الإمام سلطان بعد أن طرد البرتغاليين من مسقط في يناير 1650 م.
و يذكر أن الملاحة البرتغالية قديمة في المرور بشواطئ الخليج و رسم خرائطه الملاحية. و يذكر سلوت في كتابه أصول الكويت (13) أن الملاحين البرتغاليين رسموا خريطتين للخليج في سنوات 1563 و 1570.
و تبعهم الهولنديون في القرنين السابع عشر و الثامن عشر. و لكن لا يرد اسم القرين أو الكويت في أي من هذه الخرائط.
الهوامش
10- عبد الكريم بن عبدالله المنيف الوهبي: العثمانيون و شرق شبه الجزيرة العربية ((إيالة الحسا)), المملكة العربية السعودية,طبعة أولى 2004 م
11-أبو عبد الرحمن الظاهري: أنساب الأسر الحاكمة في الإحساء – القسم الثاني, الرياض, دار اليمامة.
12- خالد سالم محمد: الكويت في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر, دار العروبة, 2000 م.
13- سلوت, ب.ج: المصدر السابق.
|