عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-08-2009, 05:34 PM
الصورة الرمزية للتاريخ
للتاريخ للتاريخ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 15
افتراضي

الفصل الأول -الأدلة التاريخية من المصادر والمراجع:
نستعرض هنا الأدلة التاريخية على وجود عمران و تجمع سكاني و نظام إداري في موقع الكويت أو القرين كما كانت تسمى قديماً.

و سوف نستبعد أي شيء خارج موقع مدينة الكويت لأن المدينة القديمة هي المعنية بالبحث.
و نبدأ بالمصادر الأساسية حسب تسلسلها التاريخي لكونها أقوى في الدلالة ثم ننتقل إلى المراجع.

و نظراً لندرة المصادر المعاصرة للحدث سوف نستخدم مصادر ثانوية و نعرفها بالمصادر التي كتبت بعد فترة لا تزيد عن مائة سنة من الحدث الذي يرد ذكره فيها.

و اخترنا مائة سنة لأنها فترة معقولة يمكن أن ينتقل فيها الخبر من مصدر أصلي إلى ثانوي دون خلل كبير في الدقة.

أولا - المصادر الأساسية:
1- الكويت في رحلة مرتضى بن علوان : دخل هذا الحاج إلى الكويت في 27 يوليو 1709 .
و قال في مذكراته ما نصه " دخلنا بلداً يقال لها الكويت بالتصغير بلد لا بأس بها تشابه الحسا إلا أنها دونها و لكن بعماراتها و أبرجها تشابهها".
و فال بعد ذلك " و هذه الكويت المذكورة أسمها القرين .. يأتيها سائر الحبوب من البحر حنطة و غيرها لأن أرضها لا تقبل الزراعة... و أسعارها أرخص من الحسا. :ما ذكر مينائها قائلاً " من الكويت إلى البصرة أربعة أيام ( يعني في القوافل بالجمال) و في المركب يوما واحدا لأن مينة ( ميناء) البحر على كتف الكويت"(14).

2- ورد ذكر القرين في وثائق شركة الهند الشرقية الهولندية سنة 1750 في كتاب سلوت (15) حيث لجأ إلى القرين مواطن هولندي اسمه فرانز كانتر هاربا من الاعتقال بسبب تهمة في البصرة حيث كان يعمل لصالح دولته.
و كتب رسالة من القرين يتاريخ 4 مارس 1750 يشرح فيها أسباب هربه موجهة إلى قسيس في مدينة حلب و التي توجه الهارب إليها لاحقا في قافلة من القرين.
و الوثيقة منشورة في الكتاب نفسه.

3- يظهر اسم القرين لأول مرة كموقع حضري على خريطة سنة 1753 م في خريطة فان كولين الهولندية. و الموقع مطابق للموقع الحالي للكويت القديمة (16).

4- يظهر اسم آل صباح كالقبيلة الأعلى رتبة لأول مرة في وثيقة هولندية بخط البارون كنبهاوزن مؤرخة في 1756. و المؤلف هو المعتمد الهولندي لبلاده في البصرة بعد هروب سابقه.
كتب كنبهاوزن وصفا عن القرين و ذكر أن العتوب سكانها وأنهم يتبعون بشكل رسمي لشيخ الصحراء ( شيخ بنو خالد في الإحساء) و هم يدفعون أتاوة صغيرة له.
ويذكر أن زعيم العتوب (مبارك) شاب فقير.

5- الشيخ مبارك كان صغيرا و فقيرا، و النفوذ فيها لقريبه محمد بن خليفة الغني صاحب السفن. و ذكر التقرير أن العتوب يملكون 300 سفينة للغوص على اللؤلؤ و عدد رجالهم المسلحين أربعة آلاف (17).

و بهذه الوثيقة تنتهي المصادر الأصلية التي تشير صراحة إلى الكويت أو القرين كتجمع بشري و عمراني له نظام إداري و سياسي محدد.

ثانياً – المصادر الثانوية:
1- يظهر اسم محمد بن عبدالله بن فيروز كقاضي للكويت في وثيقة تعود إلى حفيده الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز نسخها الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى النجدي نقلا عن خط الشيخ محمد بن مانع في مجموع لابن عيسى مخطوط.

و أشير إلى هذه الوثيقة في عدة مراجع أخرى لاحقاً نقلا عن ابن عيسى. جاء في هذه الوثيقة ما نصه " محمد بن عبدالله بن فيروز بن محمد بن بسام الذي سمى الفقير عليه فولد في السنة الثانية و السبعين بعد الألف في أشيقر ، و توفي في السنة الخامسة و الثلاثين بعد الماية و الألف قاضياً في بلد الكويت قرب البصرة". و سنة الوفاة تعادل 1721 ميلادية، و وجود قاض يدل على بلد ذو نظام حضري و إداري مستقر.

2- ورد في تقرير كتبه فرنسيس واردن البريطاني المؤرخ في 1817 و الوارد ضمن وثائق حكومة بومباي برقم 698 ما نصه مترجما (والترجمة من عندي):

"في حوالي عام 1716 دخلت ثلاث قبائل عربية هامة تسمى بني صباح و آل يلاهمة (كذا) و آل خليفة تدفعهم حوافز المصلحة أو الطموح في تحالف و امتلكوا بقعة من الأرض على الساحل الشمالي الغربي من الخليج الفارسي تسمى الكويت.
في هذا الوقت كان بني صباح أتباع للشيخ سليمان بن أحمد و بني يلاهمة (كذا) لجابر بن عتبي و بني خليفة لخليفة بن محمد.


وقد قوى هؤلاء الزعماء المستوطنة الجديدة من خلال التزاوج مع بنات العشائر الأخرى و كانت وجهة النظر أنه بتحالفات كهذه سيكون بإمكانهم أن يقاوموا هجمات بني خالد والتي هي قبيلة قوية جدا.
صممت القبائل الثلاثة أن تتبع مهنة التجار و المزارعين و أن تتقاسم الأرباح بالتساوي.
وعند تشكيل إدارة تم الاتفاق على أن أبناء بني صباح يجب أن يمارسوا الوظائف الحكومية وعلى أبناء اليلاهمة أن يشرفوا و يسيطروا على الملاحة البحرية و يتخصصون التجار بنو خليفة في شأنهم.

وفي فترة خمسين سنة ومن خلال سياسة متعقلة و حذرة أحرزت المستوطنة الجديدة مستوى عالي جدا من الازدهار. لكن تراكم الثروة أدى إلى أن يرغب فرع التجارة أن ينسحبوا من التحالف الأصلي لكي يستمتعوا بثروتهم المكتسبة و يزيدون عليها بانفراد."

3- ورد في حجة شرعية محلية اطلع عليها محمد خليفة النبهاني و نقلها في كتابه " أن مسجد ابن بحر جدد بناءه عبدالله بن على بن سعيد بن بحر بن خميس بن ثاني بن خميس وسيط بن معن عام 1158 ه- 1745م"(18)
و ذلك بعد أن تحصل من قاضي الكويت على الإذن ببيع دار كانت موقوفة على ذلك المسجد المذكور و لما ثبت لدى القاضي خراب المسجد و خطورة تهوره على المصلين.

و نقل النبهاني عن ذرية ابن بحر أن المسجد المذكور أنشئ سنة 1080 – 1670 م. الوثيقة تعتبر مصدرا أساسيا لأن النبهاني رآها ونقلها أما تاريخ بناء المسجد فهو مرجع لكنه وضع هنا للتبسيط.

ثالثا- المراجع: نظراً لكثرة المراجع التي تطرقت لهذا الموضوع سوف نركز على المراجع الأساسية التي يدور حولها النقل أو التي أوردت أفكارا جديدة.

1- تاريخ الكويت لعبدالعزيز الرشيد: يذكر الرشيد -( ألف سنة 1928 و النقل من طبعة دار الحياة 1978) و هو أول مؤرخ كويتي- عدة تواريخ دون ترجيح .
فينقل عن البعض أن سنة التأسيس هي 1083هجرية أي 1672 م ، أو 1100 هجرية أي 1688 م. و ينقل رأي الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة سنة 1713 م.

و يعتقد الرشيد أن الكويت كانت موجودة قبل التاريخ الأخير.
و يذكر الرشيد بالتفصيل قصة نزوح أجداد الصباح و هم الجميلة من وادي الدواسر في نجد إلى قطر دون ذكر تاريخ.
ثم حصلت خلافات مع حكام قطر جعلتهم يبحرون بسفنهم إلى البحر ربما إلى جزيرة قيس أو بر فارس أو المخراق.
ثم إنهم تحولوا من المخراق إلى الصبية بعد أن طردتهم الحكومة العثمانية و منها انحدروا إلى الكويت.

كما ينقل الرشيد خبراً نادراً عن مدحت باشا يؤرخه الرشيد في سنة 1287 هجرية والذي ذكر فيه أن نسل هؤلاء العرب أي أجداد الصباح من الحجاز كانوا قبل خمسمائة عام قد حضروا إلى هذه البقعة هم و جماعة من مطير.

معنى ذلك أن أجداد الصباح و هم العتوب أو عشيرة الجميلة استوطنوا الكويت سنة 787 هجرية ( 1385م). و ليس واضحاً من أي مصدر استقى مدحت باشا هذه المعلومة.

و يربط الرشيد بين تأسيس الكويت و بين بناء حصن بن عريعر شيخ بني خالد. و أن الأخير وهب هذا الكوت أو الكويت لآل الصباح و من معهم عندما نزلوا الكويت. و يضيف أن الكويت كان يقطنها لفيف من العشائر التابعة لبني خالد قبل قدوم العتوب (19).

2- صفحات من تاريخ الكويت ليوسف بن عيسى القناعي : (ألف سنة 1946 و النقل من الطبعة الخامسة 1987). يربط القناعي بين تأسيس الكويت و بين الكوت (الحصن) الذي بناه حاكم الأحساء و أمير بني خالد بهدف وضع الزاد و المتاع لرحلة الربيع.

وير جح أن براك ( بن غرير) هو الذي بناه سنة 1100 (1688م). و يقول القناعي أيضاً أن الكويت سكنها قبل العتوب لفيف من البدو و صيادي السمك. و أن العتوب ( الصباح و الخليفة و الزايد و الجلاهمة و المعاودة) تفرقوا من قطر في بر فارس و جزيرة قيس و عبادان و المخراق و في الصبية قبل أن ينزلوا في موقع الكويت بالتدريج (20).

3- التحفة النبهانية- الجزء الثامن الخاص بالكويت لمحمد خليفة النبهاني – ألف سنة 1949- المطبعة المحمودية –القاهرة.
يبحث النبهاني باختصار هذه المسألة و يقول أن " بني عتبة انحدروا نحو السواحل (من نجد) في أول القرن الحادي عشر هجري ( السابع عشر الميلادي) حيث نزل أل خليفة أرض الكويت عام 1010 (1602م) على الأرجح ثم بعد مدة من الزمن ارتحل آل صباح من نجد و نزلوا قطراً ثم ظعنوا منه و نزلوا القرين.. ثم ارتحلوا من هناك و خيموا في الصبية
فلعله عام 1714 م. ثم عادوا فاستوطنوا أرض الكويت عام 1724م على الأرجح. ثم تأمروا فيها من عام 1169 (1756م).

كما أورد النبهاني قصة بناء الكوت و أن الذي بناه عقيل العريعر سنة 1060 (1651م) ، و في رواية أن الذي بناه براك بن عريعر المتولي على الأحساء من 1079هـ (1669م).

و الملاحظ أن النبهاني حاول أن يستفيد ممن سبقه من المؤرخين و من الروايات المحلية و ينسج منها تسلسلا للأحداث (21).

4- ينقل الحاتم في كتابه من هنا بدأت الكويت بعض الأقوال السابقة و هي رواية محسن باشا .
و يورد تاريخ 1613 م كتاريخ تأسيس الكويت نقلا عن رسالة للشيخ مبارك الصباح كما ذكر أن تاريخ التأسيس هو سنة 1083 1672 م.

و ذكر رواية أخرى عن الشيخ إبراهيم الخليفة أنها تأسست سنة 1713 م.
ثم يضعف الحاتم قولي مدحت باشا و مبارك الصباح بحجة أنها أقوال ذات أهداف سياسية (22).

5- لخص أبو حاكمة الروايات الواردة في المراجع السابقة ( الرشيد و القناعي و النبهاني ) ثم رجح أن الذي أسس الكويت هو براك الحميد أثناء توليه حكم الأحساء من 1669 م و حتى موته 1682 م. و ناقش أبو حاكمة مسألة فرانسيس واردن عن تملك العتوب بالكويت سنة 1716م.

و بعد مناقشة مستفيضة رجح أبو حاكمة أن حاكم الكويت الأول المشار إليه في تقرير واردن باسم سليمان بن أحمد ليس إلا سليمان بن محمد الحميد حاكم الأحساء (من 1736-1752م).
و أن صباح الأول بدأ حكمه بعد خلع سليمان من جهة أقاربه كما ذكرنا سابقا ً(23).

6- ورد تقرير للويس بيلي في كتاب مدخل ألى تاريخ الكويت الحديث و المعاصر.
و بيلي هو الوكيل السياسي البريطاني في منطقة الخليج العربي. وفي تقرير كتبه في السادس عشر من يوليو سنة 1863 خلال حكم الشيخ صباح بن جابر الحاكم الرابع للكويت.

قال إن عائلة الشيخ الحالي الحكم منذ خمسة أجيال. أي قبل 250 سنة (24).

7- نقل مؤلفي كتاب مدخل إلى تاريخ الكويت الحديث والمعاصر عن بيان للشيخ مبارك عام 1912م حيث يقول فيها أن جده الأول نزل في الكويت سنة 1613 م (25).

الهوامش:
14-د. يعقوب يوسف الغنيم: الكويت تواجه الأطماع, مركز البحوث و الدراسات الكويتية,1998 , ص 16
15- سلوت, ب.ج: المصدر السابق, ص 119.
16- سلوت, ب.ج: المصدر السابق.
17- سلوت, ب.ج: المصدر السابق, ص131.
18-محمد خليفة النبهاني: التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية, القاهرة, المطبعة المحمودية التجارية, طبعة أولى, 1949.
19- عبد العزيز الرشيد: تاريخ الكويت, بيروت, دار مكتبة الحياة, 1978 م.
20- يوسف بن عيسى القناعي: صفحات من تاريخ الكويت, الكويت, ذات السلاسل, طبعة خامسة, 1987.
21- محمد خليفة النبهاني: التحفة النبهانية- الجزء الثامن-الكويت, القاهرة, المطبعة النموذجية التجارية,1949 م.
22- عبدالله خالد الحاتم:من هنا بدأت الكويت, طبعة أولى 1962م و النقل من الطبعة الثانية 1980.
23- د. أحمد مصطفى أبو حاكمة:تاريخ الكويت – الجزء الأول – القسم الأول, لجنة تاريخ الكويت- بدون تاريخ.
24- الهاجري, و العنزي: نفس المرجع, ص 28.
25- الهاجري, و العنزي: نفس المرجع, ص 28.

رد مع اقتباس