عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 14-01-2012, 01:03 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

المعيشة في الكويت
كانت المعيشة في الكويت بسيطة جداً. فالماء الذي للشرب يجلب من الشامية والنقرة والدسمة، ويوجد ماء للطبخ والحيوان ويسمى مروقاً، وفيه ملوحة، ويباع بأرخص من ماء الشامية والنقرة. ويجلب الماء على الحمير، وبائع الماء يصيح بأعلى صوته (شراي النقرة) (شراي الرقيق) ثم ظهر ماء الحولي وفيه يقول شاعرهم:
ماء الحولي مثله ما دارا ** لا في فنيطيس ولا في وراه
وفي سنة 1324هجرية صارت هذه المياه لا تسد ظمأ البلد بسبب كثرة الساكنين فأخذوا يجلبون الماء من وجه البصرة بالسفن الشراعية.
أما الأكل فكانوا يأكلون في الصباح التمرة والغبيبة، (وهي بقية العشاء). ويأكل الأغنياء الخبز والمفروك والبثيث. وأما الغداء فالفقير غداؤه التمر والمتوت (وهي سمك صغار مجفف) ويأكل الغني الخبز مع المخيض والتمر. وقد كانت هذه هي المعيشة الغالبة، وقليل من يطبخ الأرز مع الماش والروبيان أو السمك المجفف. وأما اللحم والسمك الطري فلا يؤدم به يومياً بل مرة في الأسبوع أو مرتين. ويأكل الأغنياء في الشتاء المتوت والرغيد والعصيد، ولكن بصفة غير مستمرة. ويكون ليوم العصيد شأن عند الأطفال فتراهم يغنون: "عيد عيد على العصيد" وكانوا إذا أكلوا العصيدة مسحوا أيديهم بأرجلهم، وكانوا لا يستعملون الصابون بعد الأكل، ولم يستعمل الصابون إلا من مدة قليلة.
وأذكر في هذه المناسبة النادرة التالية: وهي أنه دخل رجل اسمه عيسى ابو عبود على المرحوم الأخ أحمد فوجده يغسل يده بالصابون بعد العشاء، فقال له متأسفاً "آفا عليك يا أحمد تغسل يدك بالصابون" فأجابه أحمد "إن الأخ يوسف يغسل يده بالصابون مثلي" فرد عليه بشدة "حاشا على ذلك الوجه أن يغسل يده بالصابون".
وأهل الكويت إلى يومنا هذا مقتصدون في المعيشة وليس عندهم شيء من السرف والتفنن في أشكال الأطعمة والسبب في ذلك فقر البلد في بادئ أمره واستمرار هذا الاقتصاد إلى يومنا هذا.
وحالة المعيشة اليوم غيرها في الأيام السالفة، فالفقير اليوم عيشته أحسن من الغني في ذلك الزمن، ولا يمكن اليوم أن يخلو الزاد من إدام، لحم أو سمك، إلا في النادر.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net