عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-10-2015, 11:46 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي حرب الجهراء بين جريدة «العراق» ورد هاشم الرفاعي - وليد الغانم

القبس - اليوم





وقعت حرب الجهراء بين قوات الكويت بقيادة الشيخ سالم المبارك في العاشر من اكتوبر عام 1920 وبين جماعة اخوان من طاع الله بقيادة فيصل الدويش في منطقة الجهراء، وحينها احتمت القوات الكويتية الاقل عدداً وعتاداً بالقصر الاحمر وتمكنت من الصمود امام قوات الاخوان الكبيرة، وجرت بين الطرفين مواجهة عنيفة حتى استطاع الكويتيون اختراق الحصار بالحادثة البطولية الشهيرة لمرشد بن طوالة ومرزوق بن متعب اللذين غامرا بحياتهما وانطلقا وسط مقاتلي الاخوان متجهين للديرة للاستنجاد باهل الكويت للفزعة لاهلهم في القصر الاحمر وبعدها توقف القتال وجرت محادثات بين الطرفين وانصرفت قوات الاخوان الى جنوب الكويت. عن تلك الموقعة كتبت مصادر عديدة ابرزها ما ذكره الشيخ عبدالعزيز الرشيد وهو احد المشاركين في الحرب، وكذلك ما ألفه الاديب والمؤرخ بدر خالد البدر رحمه الله بالإضافة الى الوثائق البريطانية وغيرها.

مصدر تاريخي
لدينا مصدر تاريخي نادر لحادثة الجهراء قيمته العلمية والتاريخية عالية جداً كونه من ايام الاحداث نفسها ومعاصرا للحرب وذكر الواقعة وقت حدوثها وتزداد القيمة الوثائقية لهذا الخبر بعد ان قام احد ادباء الكويت ومثقفيها بذاك العهد من التعليق عليه وتوضيح اللغط الوارد فيه من معلومات غير صحيحة.. فاما مصدر الخبر فهو جريدة عراقية اسمها «العراق» تصدر في البصرة أيام الحرب العالمية الأولى، واما الاديب الكويتي الذي علق على الخبر وفنده فهو الاستاذ هاشم الرفاعي المشهور بسيد دانة رحمه الله.

منطقة متنازع عليها!
فقد جاء بالخبر الصحافي المنشور في جريدة «العراق» (نوفمبر 1920) ما يلي «منذ بضعة شهور خلت كانت قد توترت العلاقات بين شيوخ الكويت وابن سعود أمير نجد، وكانت نقطة الخلاف خط الحدود بين أراضي كل من الفريقين، وقد شن الغارة أتباع كل من الطرفين على بعضهما وان كانت وقعت من دون أمر من رؤسائهم، إلا أنها أدت طبعاً إلى ازدياد الحالة وخامةً شيئاً فشيئاً، وقد اتفق رؤساء الفريقين في الصيف العابر على أن يعرضوا أمر نزاعهم على الحكومة البريطانية لتبدي حكمها فيه. وبينما كانت المفاوضات لاتزال دائرة في هذا الشأن خرجت من الكويت في شهر سبتمبر جنود كشافة تجمعوا في الجهرة في رأس خليج الكويت، وهي قرية واقعة في المنطقة المتنازع عليها، وقبل التمكن من إقناع شيخ الكويت بسحب هذه الفصيلة زحف عليهم قوة كبيرة من الإخوان بقيادة فيصل الدويش، وهجمت على الجهرة في 10 أكتوبر، فتمكنت من الاستيلاء على القرية، ولكن قوات الكويت التي كان يقودها الشيخ نفسه (سالم المبارك) تحصّنت في القلعة (القصر الأحمر) وصدت الهاجمين من أن يستولوا عليها، وفي 12 من أكتوبر بلغت هذا الوضع نجدات من الكويت، فانسحب عسكر الاخوان، وكرت في اليوم الثاني قوات الكويت راجعة الى هذه المدينة، ويقال إن عسكر الاخوان مُنوا بخسائر فادحة في القتال، وانها بلغت عدة مئات وكانت خسارة جنود الكويت 200 قتيل، وأرسل الشيخ فيصل الدويش رسله الى الكويت، حاملين شروطاً للصلح فرضها بنفسه على أن هذه الشروط كانت ثقيلة بحيث يستحيل قبولها، وقد دعا الفريقين الى عرض أمرهما على الحكومة البريطانية للحكم فيه، واقترح ان يكون موضع الاجتماع في البصرة.
وفي اثناء ذلك انسحب الاخوان الى مسافة لا تقل عن سبعين ميلاً من الكويت، ولم يبق هناك خطر يهدد الموقع. (انتهى النقل).

تعليق الرفاعي
أما تعليق الكاتب الكويتي هاشم الرفاعي على هذا الخبر، فنورده كما جاء في جريدة «العراق» العدد 160 في 9 ديسمبر 1920 الموافق 27 من ربيع الأول 1339:
حضرة الفاضل «مدير العراق» الغراء، سيدي لقد جاء في جريدتكم عدد 132 عن البلاغ الصادر من ديوان المعتمد السامي على ذكر حادثة الجهرة ما نصه «وبينما كانت المفاوضات لاتزال دائرة في هذا الشأن خرجت من الكويت جنود كشافة تجمعت في جهرة في رأس الخليج، وهي قرية واقعة في المنطقة المتنازع عليها» انتهى، أما نحن فلنا كلمة على هذا البلاغ، وهي أنا لا نعرف نزاعاً وقع على الجهرة قط، وكيف والطامع بامتلاكها لا شك أنه طامع في الكويت نفسها، إذ كيف يُعقل أن النزاع يحصل على الجهرة وهي واقعة على رأس خليج الكويت، وقريبة إليها جداً بحيث تعد ضاحية من ضواحيها، وإنما النزاع الذي أدى الى توتر العلائق بين أميري نجد والكويت حصل على قرية أسسها الاخوان حديثاً ضمن حدود الكويت، وبعد سبعين ميلاً منها وتعرف باسم (قرية)، فدفعاً لما علق بالأذهان نرجو إعادة نظركم السامي مرة أخرى في البلاغ الأصلي إذ ربما حصل في الترجمة استحياء عن غير قصد، وإني عملاً بمبدأ حرية النشر أرجو نشر هذه الأسطر على صفحات جريدتكم الغراء، إثباتاً للحقائق وبياناً لمن يخصه البيان، وبالختام تفضّلوا بقبول فائق احترامات المخلص - الكويت 17 ربيع الأول 1339 هاشم الرفاعي (انتهى النقل).

استقلال الكويت

هذه الوثيقة النادرة والتعليق المميز من الأديب الرفاعي إضافة علمية ووثائقية لتاريخ الكويت، ولا يفوتنا أن ننوّه بما تدل عليه الوثيقة ضمنياً من الشأن الواضح لاستقلال الكويت الكامل وانفراد أهلها بالحكم وتميز حدودها الجغرافية، من دون اي ارتباط بما تبقى من الدولة العثمانية في العراق آنذاك.. ومن الجدير بالذكر أن باقي أعداد جريدة العراق قد تضمنت أخباراً عديدة عن الكويت وأحوالها وبعض ما جرى فيها من أحداث لاحقة عن عهد الشيخ سالم المبارك ومباحثاته مع عبدالعزيز بن سعود ووفاته، وكذلك مبايعة الكويتيين للشيخ أحمد الجابر، وبحوث اخرى عن الكويت، والحمدلله أن وفقني لجمع كل هذه الأخبار من جريدة العراق عن سنتي 1921/1920 واصدارها في كتاب مستقل أسميته «الكويت في مجلة العراق»، والذي قام مركز المخطوطات والتراث والوثائق بطباعته ونشره عام 2014.
__________________
رد مع اقتباس