عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-09-2009, 01:07 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي {أخو مريم} وكيف انتقلت إلى «البيبي» فرحان الفرحان

{أخو مريم} وكيف انتقلت إلى «البيبي»
من القرن الثامن عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر


الشيخ عبدالله السالم الصباح

إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
هذه هي قصة «اخو مريم» من اولها: المعروف في الجزيرة العربية دائما ان الرجال المتميزين تكون نجدتهم بشقيقتهم وليس بأشقائهم الا في النادر، وهذا معروف عن زعماء القبائل وحكام المنطقة.

لكن عندنا في الكويت هذه اخو فلان انطبقت على شخص متميز كان من اعظم لاعبي الدامة، وانتخى بأخيه مثل اخو حمد (محمد علي الصانع) اكبر لاعب دامة عرفته الكويت، لكن اخو فلانة فكانت الشهرة فيها للزعماء والحكام، وخصوصا وقت الحرب.

وهذا عبد العزيز الراشد ينتخي بأخته، وهذا حاكم نجد والجزيرة والمملكة العربية السعودية فيما بعد كان ينتخي بأخته نورة.

وكان في الكويت قديما عندما تولى الحكم عبدالله الاول عبدالله الصباح كان ابنه وولي عهده جابر الاول وكانوا ينادونه بــ «اخو مريم»، وهذه التسمية كان لها سبب حيث انه لما كانت معركة الرقة واشترك ابناء عبدالله الصباح حاكم الكويت فيها دفاعا عن الكويت، وكان جابر بارزا من بينهم، وكانت اخته مريم لم تركن في البيت بل تولت التوجه الى بيوتات الكويت وطبخ الطعام والاكل للمدافعين عن الكويت في عرض البحر.

وما دامت ابنة الحاكم في المقدمة للاسعاف والمواساة وتقديم الخدمات الاولية لهؤلاء المدافعين عن وطنهم لهذا كانت الشهرة لهذه الفتاة وشقيقها بارزة في هذه المعركة. وعلى اثرها اخذت الشهرة بإطلاق «اخو مريم» على شقيقها جابر الاول جابر عبدالله الذي اصبح فيما بعد جابر العيش لاطعامه الفقراء وقت المجاعة.

والتصقت «اخو مريم» بهذا الحاكم جابر عبدالله الصباح، واصبح جميع ذريته ابناء اخو مريم، واستمر هذا الحال الى عهد الشيخ مبارك الصباح الذي كان كل من ابنيه اللذين شاركاه في كل صغيرة وكبيرة تسري في دمه كلمة اخو مريم، كما يقولون.

تزوج جابر المبارك الصباح من ابنة عمه شيخة عبدالله الثاني الحاكم الخامس، وأنجب منها (أحمد - مريم) وبعدها تزوج شقيقة سالم من مريم جراح صباح الثاني عمه، وأنجب منها مريم وعبدالله.

وهنا يكون الأخوان جابر وسالم كل منهما سمى ابنته «مريم» وهما اللذان شاركا والدهما في إرساء قواعد هذه الدولة أمام التيارات التي مرت بها مع تطور الأحداث، وقد شارك الاثنان في معارك كثيرة دفاعا عن الكويت ولهذا يطلق عل كل منهم (أخو مريم) ذلك في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ولهذا كانت هذه التسمية والنخوة أخذت منذ تأسيس الكويت، والتصقت في العشرين ولا يعرف الكثيرون أن هذه التسمية لها مسببات، عندما تولى الحكم في الكويت الشيخ أحمد الجابر بعد عمه سالم المبارك، كان قد تزوج من ابنة عمه وشقيقة ولي عهده الشيخ عبدالله السالم (مريم) والذي كان أن ناداه (بالبيبي) والتصقت هذه التسمية او اللقب بمريم السالم وأصبحت لا تعرف إلا بالبيبي، وهذه هي وابنة عمها جابر وكانت المريمان نعت إخوانهما بـ «أخو مريم».

هذه {البيبي أو مريم السالم} اعتنت وربت جيلا من آل الصباح، منهم الذين رحلوا ومنهم من هو في الحكم والبعض الذي يتسلم المسؤولية، فقد كان غالبية آل الصباح الذين تربوا في قصر دسمان يعتبرون كأنهم ابناؤها، وكانت تسأل عن الصغير قبل الكبير.

كان غالبية أبناء الشيخ جابر الأحمد حاكم الكويت الأسبق وأبناء صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قد تربوا في أحضانها وكانت أم الجميع.

كنت في الطائرة المتجهة إلى الشارقة في معية الشيخ ناصر صباح الأحمد وزير الديوان الأميري، وقد روى لي قصصا كثيرة عن هذه السيدة الجليلة البيبي، وكان الجميع من حنانها عليهم ينظرون اليها بإعجاب واحترام، وقد كانت حقا هي وابنة عمها جابر قد ساهمتا في نخوة الكويت أخو مريم، وكما كان في نجد هناك

نورة العبدالرحمن الفيصل آل السعود التي كان يلتجأ عندها في الملمات، وكانت تقف خلف وبجانب شقيقها عبدالعزيز، ذلك قبل وبعد تحرير الرياض. وكانت العون لوالدها عبدالرحمن الفيصل، فكان الملك عبدالعزيز ينتخي بشقيقته نورة، كذلك في الكويت كان الكويتيون القدماء ينتخون بأخو مريم، وكان أن أحسن المرحوم عبدالرحمن الضويحي عندما وصف في إحدى قصائده هذه المرأة التي دخلت في تاريخ الكويت الا وهي مريم السالم البيبي بقوله «أم لنا»، حيث يقول:

«أم لنا جدّ حاكم وأبوها حكم
وأم لنا قبل أبوها عمها هم حكم
وأم لنا عقب أبوها زوجها هم حكم
ومن عقب هالزوج أخوها أصبح لنا حاكم
ومن عقب أخوها أخوها هم حاكم
ومن عقب أخوها أصبح لنا حاكم
ومع ابنها ابن أخوها قد ولى الحكم»

هذه قصة مريم وأخو مريم وكيف تطورت من مريم إلى البيبي، وكثير من أفراد الأسرة الحاكمة اطلقوا على بناتهم اسمي مريم والبيبي. هذا آخر ما أحببت ان أسجله لقصة أخو مريم للتاريخ.



الشيخ أحمد الجابر الصباح
20/9/2009 القبس
رد مع اقتباس