[AHMAD]

حكم الشيخ مبارك الصباح الكويت في 25-11-1313هــ الموافق 17-3-1896 وتوفي في 21-1-1334 هــ الموافق 29-2-1915.

كان عصر الشيخ مبارك عصر الصراعات القبلية في الجزيرة العربية والتكالب الدولي على دولها عامة والكويت خاصة. والكتابة عن هذا العصر ينبغي ان تكون بحذر وتجرد علمي وتاريخي وليس تعصبا وعاطفية، كما هي حال اغلبية الكتابات التاريخية التي ظهرت، حيث أبرزت تاريخ شخصيات كان فضلها -بعد الله- كبيرا على تلك الشخصيات ودولها.
كلمة الحق مؤلمة لا يحبها الكثيرون منا، ولكنها الحقيقة التي لا يعتريها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ومهما غطيت الحقيقة في عصرها خوفا، فإنها حتما ستظهر على ايدي اناس في عصر آخر!

لقد اندرس وطمس الشيء الكثير من الحقائق بفعل الظالمين وطمس الطامسين وتشويه المشوهين، وذلك عن طريق حرق الوثائق والكتب واتلافها وأصبحت في عداد المفقود الذي ترجى عودته في اي وقت، ولكن أنى يعود المفقود؟ وان عاد فسيعود بغير معالم يعرف بها أو هوية يستند إليها!
أحاول في هذه المقالة ان اثبت -ومن خلال بحثي اليومي في الوثائق والكتب- اسماء رجالات من الكويت كان لهم دورهم الكبير في اوقات العسرة والشدة والفاقة والقلة. انهم بناة الكويت السياسي والاقتصادي ورديف الحكم والحكومة في الداخل والخارج للتذكير بهم او قل التعريف بهم، لانهم نُسوا تماما ومحيت اسماؤهم من سجلاتنا في عالم الدبور والنفور والحسد والبخل الذي تعيشه الكويت واهلها اليوم!

الملا عبدالله بن حمد بن عبدالمحسن العتيقي، سكرتير الشيخ مبارك ومستشاره الخاص، وثّق التاريخ له موقفا دبلوماسيا امام البريطانيين في يناير سنة 1900، حول سكة حديد (برلين - بغداد).

سيف بن علي بن عبدالمحسن العتيقي. كان رسول الشيخ مبارك الخاص بمنطقة نجد (النجاب)، والمسؤول عما يسمى اليوم بالحقيبة الدبلوماسية، وقد استشهد -رحمه الله- في حرب القصر الأحمر (الجهراء) متأثرا بجراحه.

علي بن عيدان، وقيل اخوه صالح بن عيدان، وهما مستشاران عند الشيخ مبارك (من اهالي الحي الشرقي) ارسل الاول الى المعتمد السياسي البريطاني في الخليج بكتاب ليوصله الى «ابوشهر» فذهب علي بن عيدان بسفينة شراعية صغيرة (شوعي) ودفع ذلك الكتاب الى المعتمد المذكور.
وقد عبّر الكتاب عن عزم الدولة العثمانية عزل الشيخ مبارك بالقوة وإخراجه من الكويت الى الأستانة! والله المستعان.

محمد بن إبراهيم الشيباني
Shaibani@makhtutat.org

جريدة القبس - 31/08/2009