الموضوع: عبدالله الفرج
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 07-02-2009, 03:27 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي عبدالله الفرج: شاعر الحب والحرب والمجتمع - القبس

كتب: حمزة عليان


أجمع الباحثون على أن هذا الاسم حمل ثلاث صفات، كتابة الشعر وتأليف اللحن وإجادة الغناء. كتب عن شعره وموسيقاه وغنائه الكثير، وأقيمت ندوات من أهمها ندوة مؤسسة البابطين عام 2002.
وهناك العديد من الدراسات حوله وحول مكوثه في البحرين وعلاقته مع إحدى الراقصات في الهند عندما كان يعيش في مومباي.





ربما كانت الكتابات الصحفية عن عبدالله الفرج في بداية الستينات تختلف عنها في الثمانينات والقرن الحادي والعشرين، من حيث نوعية المصادر والأبحاث ومستوى التخصص المراد الحديث عنه.. فالشاهد ان موضوعات الستينات كانت أكثر غنى بالمضمون، ومنها تحقيق للكاتب يوسف حسين العلي في جريدة «الرأي العام» نشر بتاريخ 26 اكتوبر 1963 في العدد رقم 36، نعيد نشره لما فيه من مادة ذات قيمة شعرية وفنية وأدبية وتاريخية.
يبدأ التحقيق بالتعريف عن الشاعر.


البدايات
هو عبدالله بن فرج بن سليمان بن طوق المسعري الدوسري، والدواسر قبيلة من اكبر قبائل العرب، مركز سكانها وادي الدواسر في نجد الجنوبية، على انها منتشرة في كافة انحاء الجزيرة العربية، منها الحضر سكان المدن والقرى في الوادي، ومنها البادية وهي تنسب الى مرهبة الدوسر وقد اوصل الهمداني في كتابه (الاكليل) نسبها الى حاشد من قبيلة همدان الكبرى.
وعائلة الشاعر تعرف في القديم بآل الصراف ثم بآل طوق، ولتكرار اسم فرج فيها غلب عليها هذا اللقب.


كان جده سليمان بن طوق قد هاجر من قريته نزوى في وادي الدواسر في ظروف مجهولة الى الاحساء، وفي القرن الثاني عشر انتقل فرج جد الشاعر الى بلدة الزبارة من قطر وكان يحكمها يومئذن محمد آل خليفة مؤسس حكم الخليفة امراء البحرين، ونشأ ابناء عبدالله ومحمد (والد الشاعر) يزاولان الاعمال البحرية في الاسفار الى الهند، وكان محمد بن فرج ذا همة عالية ويبصر بشؤون الملاحة والتجارة فاستطاع ان يكون له ثروة كبيرة تقدر بالملايين في زمن كانت فيه ثروات بلاده لا تتجاوز الالوف، واصبح يملك اسطولا من المراكب الشراكية الضخمة، وكان قد انتقل الى الكويت في اوائل القرن الثالث عشر، وجعلها مقرا للعائلة على ان اعماله حتمت عليه الاقامة في بومباي (الهند).
وقد تزوج من خديجة بنت ابراهيم بن تمام الدوسري فأنجبت له عبدالله شاعرنا هذا في الكويت سنة 1836م ونشأ شاعرنا في بومباي (الهند) في احضان والده حيث الثروة والرفاهية والنعيم لانه وحيد أبيه، وتلقى دروسه في المدارس الهندية وتعلم العربية على ايدي اساتذة متخصصين هناك حتى برع في كثير من العلوم، ولكنه آثر الشعر والموسيقى، وفي الثامنة عشرة من عمره توفى والده سنة 1853م بالسكتة القلبية،فاستولى على تلك الثروة الضخمة ولكنه بددها في مدة قصيرة لميله الى اللهو والملذات فجاء الى الكويت، واقام مترددا بينها وبين البصرة منقطعا الى نظم الشعر والتلحين والغناء، فاكتسب شهرة واسعة ومقاما رفيعا مما كان ابقى له من التجارة والثروة.


الشعر
أما بخصوص شعره فينقسم الى نوعين كما يشرح الكاتب. الشعر العامي المسمى بالنبطي وهذا يمتاز بأن الشاعر أدخل فيه كثيراً من تعابير البلاغة والبديع لتأثره بالأدب العربي، وقد كان قاصراً على اللهجة البدوية. وله قصيدة طويلة مطلعها «أنشيت من روض الفكر يوم أن حضر» حاول فيها أن يجعل للشعر النبطي قواعد وضوابط وبحوراً وأوزاناً كالشعر العربي.
أما شعره الفصيح فهو من النوع الجيد المتين وفيه نوع من التحرر من أسلوب اللفظ البديعي الذي كان متبعاً في زمنه، وان لم يخل منه أحياناً لبعض الدواعي.
وقد نظم الشعر في كثير من الأغراض، وهذه بعض النماذج من شعره:


عتاب
قال يعاتب الشيخ محمد بن عبداللطيف العبدالرزاق:
الاذكار تبقى والاعمار نقيب
ولا غاب من ذكره يضوع بطيب
والاخبار ما يخفى حشا الله عرفها
على كل من هو بالرجال لبيب
يعرف المهذب غاية الناس بالحجا
كما عرف غايات الجروح طبيب
ولا يعرف الغايات إلا مجرب
تعرفه إلى ظن الظنون يصيب
حلاة الفتى عينا خوية وصاحبه
على الضد يورى كاللهيب يذيب

وهذا العتاب لخلاف كان بين الشاعر وبين الشيخ محمد علي نخل في البصرة وقد حصل الرضا فيما بعد لان الشاعر رثاه بقصيدة عربية مطلعها:
لموت محمد عفت المعالي
وأصبح منه ثوب المجد بالي


العجوز
وقال في العجوز:
يا ناس من يقلع مدى انتدابه
وأطلب عسى ما يستلاذ الا به
من يلعن الشيطان واخته يؤجر
ويفوز عند الرب يوم احسابه
بلوى تبلتني عجوز غبرا
تمامة فتانة سبابه
ما أدرى تظن لها حلال عندي
والا لها شرط على وتعابه

الربيع
وقال يصف الربيع والنزهة فيه:
سقى صوب الحبا ربع سمالي
ملت الغيث منهل العزالي
ملث مصلح ما هو بمفسد
وباذن الله يحيى كل بالي
ثمان ايام بيض به تتالي
وسود كثرهن من الليالي
ومن بعد الثمان انجال مقلع
جهام حين أراق الماء خالي
وقال يرثي أحد أقاربه:
الله من خطب دهانا بالابكار
أدعى القلوب تشب فيها السعاير
ما راد فيه الموت منا ولا اختار
كود الذي له منزل بالضماير
اللي بنا وده وهو غافل غار
وسط الضماير عاليات المناير

الموسيقى
نشأ الشاعر في الهند فتأثر بموسيقاها إلى حد كبير لأنه تعلمها على يد أساتذة الموسيقى هناك.
وكان الغناء العربي عند أهل السواحل متأثراً إلى حد بعيد بالألحان العدنية وهي متأثرة بصبغة من النغم السوداني والافريقي فهذبها ومزجها بالانغام الهندية فلحن الحان الخليج العربي التي لاتزال ترددها محطات الإذاعة. وفي بعض الحانه يظهر النغم الهندي بارزاً في مثل قصائد البها زهير (ملك الغرام عنانيه) وغيرها، وساهم إلى حد كبير في تلطيف الحان الفنون الكويتية المعروفة باللعبونيات نسبة إلى الشاعر محمد بن لعبون الذي ولد الشاعر بعد وفاته بخمس سنوات.
كما ان له يدا في الرسم والتصوير، وخطه في غاية الجودة بالقلم الفارسي (النستعليق) والخط العربي المعروف باللاهوري الهندي.

توفى الشاعر في الكويت سنة 1901. انه حقاً شاعر الحب والحرب والمجتمع.
رد مع اقتباس