عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-03-2010, 10:16 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي موقف الشيخ مبارك الكبير من العلماء - عبداللطيف سيف العتيقي

عبداللطيف سيف العتيقي - القبس
18/03/2010

وقفت عربة الشيخ مبارك الكبير - يرحمه الله - وبرفقته الشيخ خزعل مرداو حاكم المحمرة آنذاك، أمام بيت الشيخ أحمد الفارسي من علماء الكويت وأوائل الدارسين في الأزهر 1864 ــــ 1872.
طلب الشيخ مبارك من خزعل الانتظار قليلا ريثما يزور الشيخ الفارسي لأمر خاص، كان بيت الشيخ أحمد الفارسي مثل سائر بيوت أهل الكويت قديما، لكن بيته يمتاز قليلاً بإيوان كبير مغطى سقفه بالباسجيل والجندل المصبوغ باللون الأسود على مدخل البيت الذي جعله خصيصا لطلبة العلم الشرعي.

كان الشيخ الفارسي -رحمه الله- حريصا على تعليمهم القرآن الكريم وتفسيره وسائر العلوم الشرعية والفقهية، يبتغي بذلك وجه الله والأجر الكبير.
الشيخ أحمد الفارسي له مكانة كبيرة في نفوس أهل الكويت، لأن فطرتهم سليمة ويحبون الدين ويبغضون أهل الفسق والفجور، هذه كانت طبيعة وسجية الكويتيين في القديم وما زالوا يتمتعون بإيمانيات عالية تفوق بعض الدول المجاورة من الشمال.
كان الشيخ الفارسي بسيطا في ملابسه يغطي رأسه بالغترة البيضاء، وقد اعتاد ان يجعل اطراف الغترة خلف أذنيه مباشرة.
ألقى الشيخ مبارك الكبير - يرحمه الله - السلام على الشيخ الفارسي، وقد كان حينها مشغولا بتدريس طلبة العلم داخل الإيوان الكبير.

وما ان رأى الشيخ أحمد الفارسي قدوم الشيخ مبارك حتى قام بهدوء ورد السلام بصوت خفيض، ويبدو أن الشيخ الفارسي يعلم مسبقا سبب زيارة الشيخ مبارك، ولكنه تريث قليلا حتى يسمع طلبه.
بدأ الشيخ مبارك بالحديث: أنت تعلم يا شيخ أحمد مكانتك الكبيرة عند أهل الكويت، وأنا رجل تغيرت كثيرا وتبت إلى الله على ما فعلت مع إخواني، إني أرجو يا شيخ أحمد ان تبرّئني أمام الشعب الكويتي، لكن الشيخ أحمد الفارسي ما زال مصرًّا على رأيه السابق، فأمسك بطرفي الغترة بكلتا يديه وأخذ يشوح بهما في الهواء قائلا: «أنا بريء مما فعلت»، وقد كررها ثلاثا.

عند ذلك، أدرك الشيخ مبارك أن لا فائدة ترجى من وراء اقناع الشيخ أحمد الفارسي، فقفل راجعا إلى العربة التي تجرها الخيول، الشيخ خزعل مرداو سمع الحوار كله، وأراد أن يطيب خاطره، فقال بلهجته العراقية المعهودة «.. هيا نربط الشيخ أحمد بالعربة من الخلف ونجره معنا إلى القصر ليأخذ جزاه..»، رد الشيخ مبارك بسرعة: أنت لا تعرف الشيخ أحمد الفارسي ومكانته الكبيرة في نفوس الكويتيين.. لو أني لمست شعرة واحدة من لحيته لقامت قيامة أهل الكويت.. الأمر يحتاج إلى الصبر الجميل.


رد مع اقتباس