عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-09-2011, 05:10 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي قراءة في دفتر قديم د. يعقوب الغنيم

قراءة في دفتر قديم د.يعقوب الغنيم (1 – 2)


عبدالله خلف

الدفتر القديم هو دفتر المحاضرات الذي سجل فيه محاضرات استاذه العلامة محمود محمد شاكر، الذي تلقى العلم بين يديه في كلية دار العلوم..
بدأ دراسته في هذه الكلية في 1957/10/12 وحظي الطالب بأساتذة عمالقة علماء، الاستاذ عبدالسلام هارون المحقق الشهير وهو ابن خالة الاستاذ الكبير محمود محمد شاكر، والدكتور محمد غنيمي هلال الذي تخصص في النقد من جامعة السوربون بباريس، ومن اساتذته عمر دسوقي، والدكتور ابراهيم انيس، والدكتور عبدالرحمن ايوب والدكتور كمال بشر الامين العام لمجمع اللغة العربية السابق في القاهرة، والدكتور يحيى هويدي، والاستاذ محمود قاسم أحد عمداء الكلية.. من كتاب الدكتور يعقوب غنيم «همس الذكريات» صفحة 72 – 73.

أما الدفتر القديم فهو الذي دون فيه محاضرات أستاذه محمود محمد شاكر.. من الفصل الدراسي الذي بدأه في دار العلوم في اكتوبر 1957.
ومن زملائه المستشار عبدالله علي العيسى، والاستاذ صالح العثمان، والاستاذ جمعة ياسين دون الدكتور يعقوب الغنيم محاضرة الاستاذ محمود شاكر ابتداء من يوم الثلاثاء 1957/10/19.

الدرس الاول:
كان عن الشاعر سُحيم بن وثيل الرياحي، وقصيدته المشهورة:
أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني
التي استشهد بمطلعها الحجّاج بن يوسف الثقفي في اول خطبة له عندما وُلي على العراق.
هذه القصيدة شُرحت شرحاً وافياً في كتاب مطبوع بتحقيق عالمين كبيرين هما الاستاذ احمد محمد شاكر وهو شقيق الاستاذ محمود شاكر، والاستاذ عبدالسلام هارون.. واضاف الى شرحهما، مع ذكر المفردات، الاستاذ محمود شاكر مع ذكر المراجع العديدة.
سُحيم بن وثيل الرياحي شاعر مخضرم في الجاهلية ثم في الاسلام حيث أسلم وحسن اسلامه، وفي فترة أصابت بعض مدن العراق مجاعة منها الكوفة فخرج اهلها الى البوادي فعقر غالب بن صعصعة والد الفرزدق لمن وفد عليه ناقة صنع منها طعاما ونحر سُحيم ناقة.. وتفاخر الاثنان حتى نحر كل منهما مائة ناقة، وزاد سُحيم حتى نحر ثلاثمائة ناقة وكان ذلك في زمن خلافة الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فمنع الناس من اكلها وقال: «انها مما أُهل لغير الله به» حتى أكلها السباع والطيور الجوارح والكلاب.
وقصيدة الشاعر سحيم جاءت كاملة في كتاب طبقات ابن سعد تحقيق الاستاذ محمود شاكر ص576.
-1 أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى أضعِ العمامة تعرفوني
-2 ألم تر أنني في حِمْيَريٍ
مكان الليثِ من وسط العرين
-3 وإني لا يعود إليَّ قِرْني
غداة الغِبِّ إلا في قرين
القرين الحبل، والقرن وهو الذي تُقرن به الدابة.. والقرين الأسير المقيد بالحبل.
-4 بذي لبد يَصُدُّ الركبُ عنه
ولا تؤتى فريسَتُهُ لحينٍ
أي: إلى حين.
-5 عذرتُ البُزلَ إذْ هي خاطرتني
فما بالي وبال ابنيْ لبون
-6 وماذا يدَّري الشعراء مني
وقد جاوزت رأس الأربعين
البزل: جمع بازل وهو البعير المسن، ابن لبون: ولد الناقة، خاطرتني: راهنتني على نحر المزيد من النوق ودفعتني الى قول هذه القصيدة.
-7 أخو خمسين مجتمعا أشدِّي
ونجذّني مداورةُ الشؤون
نجذني: عرفتني الأشياء وجعلتني محنكا، مداورة: معالجة، الشؤون: الامور.
-8 فإن عُلالتي وجِراءُ حولي
لذو شِقٍّ على الضَّرع الظَّنُون
العلالة: الجري بعد الجري، والبداهة: أول الجري، جراء حولي: مجاراتي، الشق: المشقة، وكذلك الشرب بعد الشرب.
-9 سأحيا ما حييت وإنَّ ظهري
لذو سند إلى نضد أمين
-10 متى أحلل إلى قطن وزيد
وسلمى تكثر الأصوات دوني
وقال انه يلقى الترحيب كلما نزل بديار اخواله، قطن وزيد وديار خالته سلمى وهمام عمه..
-11 وهمام متى أحلل عليه
محل الليث في عيص أمين
-12 ألفّ الجانبين به أسودٌ
مُنطقة بأصلاب الجفون
ووضع العمامة، لبسها، وخلعها استعدادا للحرب.. والوضع شرحه الشيخ محمود شاكر بالخلع حسب التعبير القرآني في: {وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة}.

هذه سطور من شرح قصيدة سحيم بن وثيل الرياحي، كما دون الدكتور الغنيم في مذكرته وهو طالب في كلية العلوم من محاضرة الاستاذ محمود محمد شاكر.. الدرس الاول.
رد مع اقتباس