الموضوع: مقابر الكويت
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19-10-2009, 09:54 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

مقبرة الصالحية

مقبرة الصالحية
أكثر من مجرد مقبرة وبقي التاريخ يشهد
دخلنا بالدعاءقبور لا زالت تنتظر، شواهد واضحة وشواهد مفقودة الهوية ،تاريخ وبطولات رجال وضعوا الهوية,شخصيات للأسف أصبحت لدى الكثيرين ماضي منسي شاهده مجرد حجر,على الرغم من كونهم حجر بناء للكويت وأساس حاضرها ومستقبلها ، فلندخل إلى الماضي ونتعلاف على شخصياته .

قبور لازالت تنتظر هناك في مقبرة الصالحية ,شواهد معلمة واضحة وشواهد غير واضحة،وما صدمنا هو وجود قبور للفلسطينيين وضعت عليها عناوينهم في فلسطين لعل وعسى أن يعودوا إلى أرضهم وينقل جثمانهم إليها،ومن الامور الملفتة للنظر أن هناك من وضع قصيدة جميلة على قبره وهي:
يا شهاب وهوى نور تخفى
وشباب قضى وقلب تجفى
نبهني أن جنة الخلد أبقى
لك من ورحمه الله أوفى
وكل فرد إلى الممات سيمضي
ولو صلب لفه فتخفى

وهذه القصيدة للمرحوم (أحمد محمد الحجاوي)المدفون في 29 رمضان في عام 1378

هكذا كانت التقاليد

من الأمور الغريبة أيضا بعض العادات الكويتية القديمة التي تميزت بالغيرة على سبيل المثال عدم كتابة أسماء بناتهم أو زوجاتهم على شاهد القبر وإنما الاكتفاء بكتابة :بنت فلان على سبيل المثال قبر المرحومه(بنت صالح)فقط ،ومن الجميل جدا أنه إلى الآن هناك أناس تزور أجدادها فكما رأينا فإن قبر المرحومه بإذن الله (طيبة الصانع) من الرخام الأبيض ونوع هذا الشاهد لم يكن معروفا في ذلك الوقت..


دليل الباحثين في تاريخ الكويت

وجدنا أيضا قبر شهيد كتبت عليه الفاتحة وهو الشهيد(محمود أحمد مسعود) من منطقة مرقه في فلسطين،توفي في 23 من ربيع الأول 1378 تقبله الله مع الشهداء,وقبر المرحوم الشيخ (فهد السالم الصباح) وزير المواصلات لعام 1956-1959 رئيس أول إدارة برق وهاتف تم خلال فترة توليه توحيد إدارة البريد مع إدارتي البرق والهاتف لتصبح البريد والبرق والهاتف مع توسيع سعة شبكة الهاتف لبعض مناطق الكويت المتوفى في 59م وهو والد الشيخة(لطيفة) حرم الشيخ(سعد العبد الله السالم) ولي العهد السابق رحمه الله تعالى،هناك أيضا قبر المرحوم (ملا صالح محمد الملا) المتوفى في 26 صفر 1328 وهو الرجل الفاضل الذي وضع على عاتقه تعليم رجالات الكويت وكان شيخ الكتاب،والغريب في شاهد قبره أن الكويتيون وضعوا كلمة أوكست وليس أغسطس..حيث كانت الألفاظ حديثة الوصول إلى الكويت ولم تأخذ المجرى السليم كتابة،وقبر الشيخ المرحوم (صباح الناصر الصباح) المتوفى في يوم الجمعة الأول من شعبان 1307،وكلنا يعرف أن هذا الرجل كان من أعلام الكويت في عهده وأنه قد تم تكريمه بتسمية منطقة باسمه رحمه الله،وهو والد الشيخ المرحوم (ناصر صباح الناصر الصباح)محافظ العاصمة ,كما وجدنا قبر والد وزير المواصلات الحالي المرحوم الشيخ (عبد الله الأحمد الجابر الصباح) المتوفى في يوم الإثنين 28/1/1958،وقبر المرحوم (سيد علي سيد سليمان) من مؤسسيين بنك الكويت الوطني ومن أعضاء مشورة الشيخ (مبارك) رحمه الله..هذا الرجل الفاضل خلف وراءه ابن درس العلم في الإحساء وحفيد كان مستشار
الشيخ جابر رحمه الله تعالى ، وبينما كنا ننتقل بين الجزء بين الجزء والآخر ونحن في المنتصف نظرنا حولنا وكان على مد البصر مج أبيض وكأنها مزروعة في الصخور فتذكرنا بيت من الشعر القديم :

صاح هذه قبورنا تملأ الرحب
فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض
إلا من هذه الأجساد

وصلنا إلى المقابر القريبة من مجمع الصالحية ..وحين اقتربنا وجدنا قبرين مثلثين كبيرين..يستطيع مشاهدتهم أي شخص ينظر من خلال أي نافذه من نوافذ مجمع الصالحية المطلة على المقبرة..على اليمين قبر الشيخ المرحوم (أحمد الجابر الصباح) المتوفى مساء الأحد 21 من ربيع الثاني وهو أب الأمير المرحوم الشيخ جابر أمير الكويت السابق،شمال قبر المرحومه الشيخة (عائشة المبارك الصباح) المتوفاة صباح يوم الثلاثاء_1896-1915) وهذه السيدة الفاضلة رحمها الله تعالى لم تكن مجرد إمرأة إنما كانت إمرأة مثقفة يذهب إليها الرجال بمجالس اشتهرت بالغلم بشتى فنونه،وكما ذكرت الشيخة الدكتورة رشا الصباح بأنه أول من وضع التقليد بالمجالس كانت الشيخة المرحومة عائشة رحمها الله..وبجانبهم قبر وكأنه صندوق لكن للأسف كان الاسم غير واضح..وكذلك قبر المرحوم (سيد رجب النقيب) الذي كتب على قبره نقيب أشراف البصرة ،ولد في الكويت بتاريخ ثمانية من ذي القعدة بعام 1337 وهو كان من علماء أهل الكويت وهو والد (طالب باشا النقيب)الذي كانت له علاقات طيبة مع الكويت واهلها ..،وجدنا أيضا قبر (عبد الله بن بحر) صاحب أقدم مسجد في الكويت ..ويوجد في المقبرة جليبان:جليب في أول المقبرة وجليب ي آخر المقبرة...

التاريخ يشهد

والشيء الجميل أن هذه المقبرة تشرح للباحثين في تاريخ الكويت القديم مدى تلاحم الشعب الكويتي بين الأسرة الحاكمة والشعب حيث لم يكن هناك مكان خاص للأسرة الحاكمة بل كان بين عامة الشعب ..كما أنها لا تمثل لنا نحن الكويتيون مجرد مقبرة،إنما تمثل لنا حضارة ووجود،وحين ندخلها نرى في مقابلها العمران ونرى مسجد النفيسي الرائع ونقول بيننا وبين أنفسنا لولا الله ثم هؤلاء الرجال لما أصبحت الكويت المعاصرة كما نراها الآن ..هؤلاء الرجال دفنوا وبقي التاريخ يشهد لهم .


رد مع اقتباس