عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-02-2010, 12:19 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي كلكم لآدم وآدم من تراب - فهد الخنة

كلكم لآدم وآدم من تراب

د. فهد الخنة
ما هذه الجاهلية البغيضة التي ترعاها وسائل اعلام ودول ومسابقات وقنوات فضائية يجمعون فيها بعض شعراء القبائل الذين يفاخرون بأنسابهم على الآخرين ويخالفون بها كتاب الله جل وعلا .
الذي قال {ان أكرمكم عند الله أتقاكم} ونهانا عن تزكية النفس فقال عز وجل {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} وقد حذرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم من هذه الجاهلية الكريهة فيما رواه حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم بنو ادم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان» رواه البزار

وحينما عير أبو ذر بلالاً بأمه وقال له يا ابن السوداء قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍ أعيرته بأمه انك امرؤ فيك جاهلية «وأبو ذر صحابي جليل لم تشفع له صحبته وطول جهاده مع الرسول عن ذلك الخطأ فكيف بحال هؤلاء الشعراء الذين يباهون الخلق بجرائم أجدادهم وقتلهم المسلمين وسلبهم ونهبهم لأموالهم ويجعلون هذه الكبائر المشينة مجالاً للفخر والاعتزاز بدلاً من الاستغفار والتوبة عن التباهي بها وسؤال المغفرة لمن ارتكبها من آبائهم وأجدادهم رحم الله الجميع وعفا عنهم>

والمشكلة أن كل قبيلة أو عائلة تشعر بأنها هي الأفضل والأعلى والأكرم والأشجع ولا فيهم قصور كلهم لكن الحث على مكارم الأخلاق لا يكون بالتكبر على الناس فالكبر كما قال صلى الله عليه وسلم «بطر الحق وغمط الناس» وما يفعله هؤلاء الشعراء هو غمط الناس وان تظاهروا بأنهم يمدحون قبائلهم ولا يقللون من شأن الآخرين.

الا أن الحقيقة الكامنة في النفوس هو التعالي على الغير وكل يتعالى على الآخر، بل وصل الأمر أحياناً الى معارك بين شباب القبائل واصابات بل قتلى بسبب الشحن القبلي الزائد، وقد حذرنا الحق جل وعلا من الشعراء حيث قال {والشعراء يتبعهم الغاوون}.

إني اطلب ممن هداهم الرب جل وعلا من الاخوة الشعراء ومدحهم بالايمان أن يكون لهم موقف من خلال الشعر الهادف بايجاد ثقافة شعرية مسؤولة وعاقلة ومتزنة بعيداً عن أمور الجاهلية وقبل الشعراء ادعوا علماء الدين الفضلاء وأصحاب الفكر والرأي الى التصدي لمحاولات العودة الى القبلية بدلاً من الانتقال الى الدولة المدنية المتحضرة.

روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال «يا أيها الناس ان الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية (العيبة هي الكبر والفخر) وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق آدم من تراب» رواه الترمذي.

عن عياض بن حمار أخي بن مشاجع قال «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال «ان الله أوحى الي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد» رواه مسلم، اذا كان الله جل وعلى ورسوله صلى الله عليه وسلم يأمرون الأمة بالتواضع وينهونها عن الكبر والتعالي ويحذرون منها لأنها من فعل الجاهلية ويأمروننا بأن لا يفخر أحد على أحد وأننا من التراب والى التراب.
فعلام هذه الجاهلية الجهلاء التي تفرق الأمة وتشتتها وتزرع المباهاة والتعالي في نفوس الشباب على بعضهم البعض {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا اِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ اِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير}.
والله المستعان

د.فهد صالح الخنة - الوطن
رد مع اقتباس