عرض مشاركة واحدة
  #289  
قديم 23-09-2013, 12:00 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

كمال حسن الخلق

أن تصل من قطعك بالسلام والإكرام وتحسن إليه. وتعطى من حرمك من التعليم والمنفعة والمال وتعفو عن من ظلمك وتعدى عليك. وقال الإمام أحمد أصول الإسلام تدور عليك. وقال الإمام أحمد أصول الإسلام تدور على ثلاثة أحاديث أحدها: أن الحلال بين والحرام بين وثانيها إنما الأعمال بالنيات، وثالثها: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. حديث [ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء]. رواه البخاري. حديث: [إنما يرحم الله من عباده الرحماء] رواه البخاري ومسلم. حديث: [إن الرفق لم يكن في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه] رواه مسلم. قال الله تعالى: {يمحو الله ما يشاء ويثبت عنده أم الكتاب} يمحو الله من الرزق ويزيد فيه وكذا القول في الأجل فإنه يزيد فيه وينقص وكذا بالسعادة والشقاوة والإيمان والكفر، وهذا مذهب عمر وابن مسعود وحجة القائلين بأن العمر لا يزيد ولا ينقص قوله تعالى: {إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}. وجواب المخالف: المراد بإذا جاء أجلهم يعني إذا بلغت الروح الغرغرة وأما قبلها فلله أن يزيد وينقص: {يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن} روى ابن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية، فقيل له وما ذلك الشأن فقال: [يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع أقواما ويضع آخرين].
ذكر الله

قال تعالى: {فاذكروني أذكركم} وقال {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} أي اذكروا الله في أول النهار وآخره وكان الرسول يذكر الله في جميع أحيانه ويوصي بذكر الله وقال له رجل إن شرائع الإسلام كثيرة فأخبرني بشيء أتثبت به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: [لا يزال فؤادك رطبا من ذكر الله] وقال الله تعالى: {فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم} {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} فالمفاتح جمع مفتاح وقرى مفاتيح الغيب ففي هذه الآية الشريفة ما يدفع أباطيل الكهان والمنجمين والرميلين وكل من يدعي الغيب والكشف والإلهام. وقد ابتلي المسلمين بقوم سوء من هذه الأجناس من أهل الأوهام وقد ورد في الحديث من أتى كاهنا أو منجما فقد كفر بما أنزل على محمد رواه الإمام أحمد.
{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}.
لهذه الآية في حشر الحيوانات دلالة على أنهم يحشرون. كبني آدم وقال بهذا جمع من العلماء منهم أبو ذر وأبو هريرة والحسن وذهب ابن عباس على أن موتهم هو حشرهم واستدل القائلون بحشرهم بحديث مفاده أنه يقاد يوم القيامة للشاة الجلحا من الشاة القرناء وبقوله تعالى: {وإذا الوحوش حشرت}. وأجاب المخالف بأن الحديث خارج عن الصحيح وهو من بعض الرواة، وقالوا: إن الجمادات لا يعقل خطابها ولا عقابها انتهى عن الشوكاني باختصار، والله أعلم.
{وعلى الذين يطيقونه فدية} ذهب أكثر المفسرين والفقهاء أن هذه الآية منسوخة وفي الصحيحين لما نزلت هذه الآية كان من شاء منا صام ومن شاء أفطر ويفتدي حتى نزلت هذه الآية {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} وذهب ابن عباس أنها محكمة غير منسوخة وأنها نزلت في الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذين لا يطيقان الصيام فعليهما إطعام مسكين عن كل يوم. انتهى عن تفسير مخلوف باختصار.

هذا وقد انتهيت من كتابة الجزء السادس من الملتقطات في اليوم العاشر من شهر ربيع الأول سنة 1384هـ وإني أختتمه بقوله تعالى: {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net