أنــّات الذكريات
من ليالي قرية نورجو السوداء
في إندونيسيا أثناء إقامته هناك
الشاعر محمود شوقي الأيوبي
يُنيرُ شعاعُ الذكـــرياتِ دجــى النــّــــــفس ِ
فتصــدحُ بالأنــغـــام قـــيـــثــارةُ الحــــسِّ
وتـُســعدنــي فـــــي نشـــــوةِ الوجــدِ لـــذة ٌ
تــُحيلُ الهمومَ المـُضنيـاتِ إلــــى أنـــــس ِ
يحنُّ فـــؤادي للرّبــــــوع ِفألــتـــــــقـــــ ـي
بروحــيَ بالأرواح ِفي الهيــكل ِالقدســـــي
عدَوْتُ إلى مغـــنـى الأحبـّـــــةِ والدّجـــــى
يسدُّ فضاءَ الكـــــون ِبالأنـــْـــجم ِالخــُرس ِ
تلوحُ عـــروسُ الحـبِّ في خلـْــوةِ الأســـى
فتسْـكُبُ في نفسي عصيرَ الهـوى المنسي
ويلمحُـني من طرفها السـّـــحرُ خاطــفـــــًا
فؤادي وتـُملي في الدّجى قســــوة الــدّرس ِ
تذكرّتُ حيـثُ العيــْشُ خــلـــْـوٌ مـــــن الأذى
بجنــبِ الحمــى بين القــَسَــــاورةِ الحمــس ِ
شـُـغِــفـــْتُ بهمْ والبَــيْــنُ أرخى ســدولــَــهُ
وشطـَّ مـــَزاري عنــهم ســاعـــة َالنــّحـس ِ
كرعتُ كؤوسَ الحــــبِّ فـــي ظـــلِّ دوْحـــةٍ
عليها جلالُ النــّور ِأزهـــى من الشـّمـــس ِ
يحــن ّ ُفـــــؤادي للمــــغــــانــي فأنــــــزَوي
حسيرًا أعاني في الدُّجـــا ثــورة َالبــــــؤس ِ
وعـيْـــتُ بمحـرابِ السـّــــكـــون ِقصـــائــدًا
يُــردّدها فـــوْجٌ مـــن الخــــرّدِ الــلــّعـــــْس ِ
فأصــغــيْـــتُ كــُلــّي ذاهلا ًكالـــذي هــــوتْ
عليهِ طيــــوفُ السـّـحر ِوالحــبِّ بالنــّهــْس ِ
ثــوَيـــــــْتُ غــــريقــــــًا بالـكــآبةِ حائــــــرًا
وتدْفعـُــــنـــي الأحلامُ عــــن وهْـــدةِ اليــأس ِ
تــُعابـــِثــــــــُـني في جولـــةِ الــــرّوح ِ هزّة ٌ
ويــَجــْـــذبُ قلبـــي في التــّـنائي هوى أمس ِ
***