عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 11-03-2011, 03:25 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

القبس - اليوم



الصراف والجعفرية
كتب خليفة الوقيان :
كتب الأخ الكريم الأستاذ أحمد الصراف مقالة في عدد القبس الصادر بتاريخ 2011/3/10 بعنوان «الوقيان والجعفرية». ويقول في تلك المقالة ما نصه: «أنهيت باستمتاع قبل أيام قراءة الثقافة في الكويت للأستاذ خليفة الوقيان... وعلىالرغم من ان طبعته الأولى صدرت في 2006، فإنني سعدت لعدم قراءتي لها في حينه بسبب الإضافات القيمة للطبعات الثلاث التالية. وقد لفت نظري عند تطرقه في ص113 لتاريخ المؤسسات الثقافية الأهلية، ولتاريخ تأسيس المدرسة المباركية عام 1911 والأحمدية عام 1921 تطرقه (يقصد عدم تطرقه)، أو أي مؤرخ من قبله، حسب علمي، بالإشارة، ولو العابرة للمدرسة الوطنية الجعفرية.
يقول الأستاذ الصراف «اكتب ذلك من منطلق علماني، وبعيدا عن تعصب»، انتهى كلام الأستاذ الصراف بنصه الحرفي.
وأود ــ في البدء ــ ان أشكر للأستاذ الصراف حسن ظنه بالكتاب ومؤلفه، وأذكره بأنه قرأ الطبعة الأولى، وكتب عنها مقالة جميلة في القبس، ثم عاد يكتب عن الطبعة الرابعة.
وعلى الرغم من اشادته بالكتاب فقد طالبني في مقالته الأولى بأن اعتمد «الخليج الفارسي» بدلا من «الخليج العربي» اسما للخليج، لأن تلك التسمية هي التسمية الوحيدة له. وقد رددت عليه بمقالة نشرت في القبس بيّنت فيها ان رأيه غير دقيق. فقد حمل الخليج أسماء عديدة منها الخليج العربي والخليج الفارسي وخليج البصرة وخليج القطيف والبحر الأدنى... إلخ.
وان تسمية الخليج بالعربي لم تأت في زمن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ــ كما أوحت مقالته ــ بل وردت لدى المؤرخ بلليني وغيره من المؤرخين والكتاب الأقدمين من غير العرب.
أما المقالة الأخيرة للأستاذ الصراف فتتضمن ما يشبه العتب لأنني لم أذكر المدرسة الوطنية الجعفرية، ولم يذكرها ـ حسب تعبيره ـ «أي مؤرخ، بالإشارة ولو العابرة».
والحقيقة ان المصادر التي تناولت «التعليم في الكويت» ذكرت تلك المدرسة، وفي مقدمة تلك المصادر كتاب «تاريخ التعليم في دولة الكويت» الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية ووزارة التربية. وقد أشاد ذلك المصدر بالمدرسة الوطنية الجعفرية، وأفرد لها خمس صفحات.
أما المصدر الأقدم الذي تكلم عن المدرسة الوطنية الجعفرية فهو كتاب «من هنا بدأت الكويت» للمرحوم الأستاذ عبدالله الحاتم، وليس هذا موضع سرد أسماء بقية المصادر التي تكلمت عن تلك المدرسة.
أما ما يتعلق بكتابي «الثقافة في الكويت بواكير اتجاهات ريادات»، فهو، كما يدل عليه اسمه، يوثق الحركة الثقافية والتيارات الفكرية والريادات الإبداعية، وليس من غرضه توثيق تاريخ التعليم في الكويت. وحين تر.د الإشارة الى المدرستين المباركية والأحمدية فالهدف من تلك الإشارة هو توثيق البواكير التي يتعلق ظهورها بالنشاط الثقافي والتيارات الفكرية. وليس هذا موضع تفصيل القول في الصراع الفكري الذي شهدته المدرسة المباركية بين المتشددين ودعاة الإصلاح، فكان من نتائجه الاتجاه الى انشاء المدرسة الأحمدية.
وهناك مدارس أهلية كثيرة ومتطورة لم تتناولها الدراسة، لأنها تخرج عن خطتها وهدفها، وهذه قضية منهجية.
وبعد، فإن التطرق الى الموضوعات التي تشتم منها رائحة الطائفية من أبغض الحلال لدي ــ كما قلت في مقالة سابقة ــ وأحسب ان الأستاذ الصراف، وبقية القراء، يعرفون قناعاتي الفكرية وكتاباتي التي تتجه الى محاربة كل أشكال الغلو الديني.
وأعتقد اننا في حاجة ماسة الى تجنب اثارة القضايا التي لا تخدم الوحدة الوطنية، وبخاصة في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة.

د. خليفة الوقيان
رد مع اقتباس